Red Canyon :Chapter 12.

79 6 7
                                    

اليوم قد اتى، وتوتري قد ازداد ،احاول رسم صورة تقريبية لأبي ومن هنا استطيع اشتمام رائحته الاثيرية التي افترضتها توقعاتي ،يزداد القرب عندما انظر الى ملامحي وشكلي وانا في قمة التمدن بذاك البنطال الضيق والقميص ذي الكمين الطويل والشعر المرتب وشفائف حمراء تبرق مع اضواء صباح ربيعي دافئ. الرتابة لأول مرة مع لمسة من الجموح في عيني ؛بالرغم من امتلاء قلبي بالحنين لريد كانيون الا انني ابدو وكأنني اخطو نحو الخلاص كطائر حبيس بقيود وهمية، كان اليأس ليلتهمه لولا قلبه الشجاع ونفسه المكابرة، الطريق الى نفسي كان اصعب من كوني حبيسة تلك البلدة ، كنت هائمة في تطلعاتي وهأنذا اصبو اليها بشعوري بكل ما حولي ، احتاج فقط الى القطع الاخيرة من اللغز ،وسأغدو بعدها قد نلت منالي ،وسأفعل ما يمليه علي قلبي وانقذ ريد كانيون واهلها من حفرة اللاشعور التي وقعوا فيها .
بدأت بقراءة بعض الكتب التي تقرؤها بروكلين وقد لفتني احدها ، واكسبني خبرة اكبر في التعرف على ما حولي ، الشخصية المحورية تبحث عن ذاتها ،وما جعلها تسير نحو ذاك الطريق صديق ،كان محورا آخر ترتكز عليه احدى نواحيها ولربما كل النواحي،لقد كان الاكثر جاذبية ،وله الافضلية حتى في تأثيره على صديقه، ولقد امتلك علامته القابيليه مع مروره عبر انفاق افكاره ورأسه ،ومعرفة سبب وجوده في الحياة، قاد شخصية صديقه ايضا في دربه ،واثر عليه في مجمل الكتاب حتى امتلك هو الاخر علامته القابيلية التي كانت متواجدة اصلا ولكنه لم يكن يعيها ، فلسفته بنيت علاوة على تفكيره، نظراته اشبهت جزءا مني ، وتفاصيله غدت قدوتي في نواحيها الجيدة، نظرته للحياة ،مراقبته وتحليلاته للكوارث ،احلامه السرياليه ،بدت لي كأنها انا ، صديقه اشبه بروكلين في ظلمته وتفكيره بأنه الاسوء على نطاق عائلته ! سأذكر ذاك الشخص كثيرا جدا! لأن اثره اكبر من كل شئ يمكن ان يمر بي بعد معرفتي لبروكلين! انه فتى تمتع  بروحي مضافا اليها نظرة جلية وخلابة نحو افق الحياة، وشخصية شغوفة بما حوله.
-سكاي! مستعدة انت ؟
-اجل هيا بنا .

المكان مزدحم يا بروكلين ، اهذا هو المطار ؟
-اجل والان علينا الانتظار ريث ما ينادون على مواعيد رحلتنا .
-متى هي واعيدنا ؟
-الرحلة الثانية في التاسعة والنصف .
-كم بقي عليها؟
-لا تستعجلي يا صديقتي ! لا تقلقي سنصل بارادة الرب !
-انا خائفة ؟
-مم؟
-من كل ما سأراه خارج المألوف .
-اعتلتها نظرة استغراب - ما الذي تقصدينه؟
-اقصد ابي ! امي ! كاليفورنيا ، انها المرة الاولى التي سأشعر فيها بالانتماء ، الوحده هيمنت علي سنوات طوال ، فجأة صرت غير وحيدة ،الامر صعب قليلا !
-لا تقلقي كل شئ سيكون على ما يرا.......-الرحلة الثانية! على كل راكب التوجه نحو مقعده .
-هل هذا هو؟
-اجل هيا فالنذهب!

-الطائرة-
-بروك! كيف سنعرف اين يقيم والدي ؟ واين سنمكث؟
-الامر لن يكون صعبا ،سنقيم في احد الفنادق ،ومن ثم نبدأ رحلة البحث عن والدك .
-ارجو ان ننجح يا صديقتي !
-بالتأكيد سوف نفعل ! والآن استرخي ولا ترتعبي كما فعلتي عندما اقلعنا ، الهبوط اصعب بقليل ! عليك فقط اغماض عينيك والامساك بيدي ان اردت وسيكون كل شئ بخير !
-اتفقنا !

بعد مرور يومين استطعنا التواصل مع ابي صوتيا ! صوته يحمل دفء لا مثيل له ،نبرته الرجولية اشعرتي بالحياة .
-انه يقطن في لوس انجلوس اي حيث نحن متواجدون الان يا سكاي !
-هذا مذهل جدا !متى سيقابلنا؟
-لقد قال بأنه سيأتي ليأخذنا من محطة ما ،علينا انتظاره هناك ،سنأخذ سيارة اجرة الى هناك المكان ليس ببعيد ، غدا صباحا سنذهب الى هناك ،اخيرا ستتمكنين من مقابلته !
سرحت بعيدا عبر مخيلتي ،عبر تلك المحطه وتلك السيارة، عاد ذاك الصوت العميق مجددا ليضرب ذهني صاحبته صورة زرقاء عميقة،تجعلني اغرق اكثر واكثر، عادوني مجددا بعد ان كنت ذاك اليوم وانا قد قرأت الرسالة .
-بصوت هادئ ومنسجم مع اهازيج السعادة: نعم يا بروك انها اللحظه ! الثانيه اطول مما اعتقد الآن ! الليل سيصبح سكة حديدية لقطار لن ينطلق!الامر اشبه بحلم ،ولكنه ليس حلما ،انها نظرة عن كثب الى الواقع الحزين والذي خطا اولى خطواته نحو السعادة!
-اذن عليك بالنوم حتى تيقظي نفسك نحو حلمك الغناء ! اتمنى لك السعادة يا سكاي بلو ريد ،طائري السعيد وحلمي الجديد نحو الطريق الى نفسي ! صديقتي التي لم تعد بين اطراف تلك المرأة !
ابتسمت اليها واحتضنتها بقوة ولوقت طويل ،حتى غفن عيناي وخلدت الى النوم ! وفي الصباح اعدت استعدادي حتى الاقي والدي .
-ياللزحام المروري اللعين !
-ياللهول متى سنصل!
-على هذه الحال يا سكاي لن نصل بسرعة!!!
-اللعنه! علينا بالصبر فقط !
-هااا واخيرا بدأنا بالتحرك!
-حمدلله على السلامه يا انستين !
-نشكرك يا عم !
-

-ها قد وصلنا يا بلو ريد! تفصلك بعض الدقائق عن لقائه !
-أهي سيارته ! تلك البنية القادمة نحونا؟
-اعتقد ذلك  .
قلبي ينبض بقوة ......

Red Canyon Where stories live. Discover now