الفصل التاسع

11.9K 416 53
                                    

"كلٌ في مكانه!" همست تيدي بحدة، تغلق الأنوار سريعًا في غرفة معيشتها. التفتت ونظرت نحو التجمع الصغير. "إنه آتٍ."

نزلت على ركبتاي، أختبئ خلف أريكتها الجلدية العملاقة، محشورةً بين فتاة ورجل. الفتاة ارتدت زي مصاصة دماء، والفتى قام بطلاء جسده باللون الأخضر، ورسم بعضًا من عضلات المعدة كي يبدو كالعملاق الأخضر. على اليد الأخرى، رفضت أنا أن أتزين لهذه الليلة، ولذلك ارتديت فستانًا أبيض اللون، وأذنا أرنب بلايبوي اللذان جعلاني أبدو "لطيفةً ببراءة" كما أخبرتني تيدي عندما وصلت.

فُتح الباب الأمامي، وسمعت صوت همسٍ حاد يقول "اخرسوا تمامًا" وبدت كأنها تيدي.

"تيد؟"

سمعت صوت آشتون الجهور ومباشرةً شعرت بقبضةٍ في معدتي. أردت إخبار بطني أن تهدأ.

"أمي؟"

اندلعت الأنوار، تضيء المكان والجميع بدأ بالحراك. كنت أشعر بالتوتر من اللحظة التي سيلاحظني آشتون بها، أنهض عن الأرض بشيءٍ من التردد. لا شك أنه سيجد فكرة التنكر هذه سخيفة، لكن تيدي أخبرتني أنه أحب التنكر كدراكولا والمومياوات المصرية في طفولته، ولذلك قد تسعده هذه.

"لم أفكر بجمع المناسبتان قط." ضحكت تيدي تخاطبني قبل أن يصل الجميع، بينما تعدل شعرها المستعار الأحمر، التي ارتدته لتكون الأميرة آريل. "ألست حمقاء؟"

لثلاثة أسابيع كنا نخطط لهذه الحفلة معًا. وإن استنتجت شيئًا؛ فهو أن تيدي ويست أحبت ابنها بكل من أوتيَت من قوة، وأكثر. وحين كنا ندعو أصدقاء آشتون عبر الهاتف، علمت أشياءً أكثر مما أردت عنه. آشتون، في سنِّه هذا، لا يزال يحب التزلج، وكل أحدٍ يلتقي بصديقه لوكا فيريل ليتزلجا معًا. آشتون كان يتبرع للعمل في الميتم المحلي مع رفيقه شون داستن كلما استطاع. آشتون وفتاةٌ تدعي هيلين فوريست اعتادا على الخروج معًا في الصف السابع، ولاحقًا عرَّفها على حبيبها الحالي. آشتون ذهب في رحلة إلى كابو في المكسيك وكسر رقبته وهو هناك...

كل شخصٍ امتلك ذكرى لطيفةً معه، وعبروا عن حماسهم للحفلة على الهاتف، حتى وإن كانت في منزل أمه. فحسب ما رأيت، لقد كانت أمًا... عصرية.

وقفت أشاهد أصدقاءه يتمنون له عيد ميلادٍ سعيد، يعانقونه ويبادلونه الضحكات والقبلات. شعرت بشيءٍ كرهت أن أعترف به... المشاعر. نعم، كل تلك الأسابيع الثلاثة امتلأت بشعورٍ حاولت تحليله، ولم أستطع التعرف عليه.

أشارت تيدي لي أن أقترب نحوها هي وابنها. في زيها التنكري بدت بارعة الجمال، وابنها بدا وسيمًا حتى أن النظر له مطولًا كان ليؤلم عيناك. كان يرتدي قميصًا أسودًا، لكن يا إلهي... لقد بدا جذابًا.

"نيكول،" قال بابتسامةٍ كبيرة على وجهه، يشدني إليه ليعانقني. "ماذا تفعلين هنا؟"

"أمك امرأةٌ تجيد فن الإقناع جيدًا." أجبت، أستنشق رائحته الرجولية. ثانيتان فقط في حضنه وكل ما أردته هو شد وجهه وتقبيله. لم أمتلك مشاكلًا مع التحكم في النفس أبدا حتى-

حرير | Silkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن