مفتاح العقل (تجمد النهر)

12 2 5
                                    

يكون المرئ معطاءاً على امتداد شعوره بأهمية الفرد المعطى وتقديره , كلما كان مقدراً لديه كلما اكتسب الكثير . ولكن السؤال هنا , هل يتمتع المرئ بنفس التقدير والاهمية لدى الشخص الاخر؟

قد يكون البعضُ معمياً لدرجة تقبل النقص الذي يعاني منه بسبب الطرف الاخر , ولكن كونه مُهْمَلاً سيطفئ حماسه مع مرور الوقت, هو لم يعط نفسه الفرصة للتوقف عن العطاء مبكراً لأنه لا يزال غارقاً معمياً لذا صب جل مشاعره من اجل الاخر واغرقه بشعور الاهمية حتى اصبح ذلك الشخص يظن بأنه مخلدٌ في هذه النعم متى ما اراد الرجوع ومتى احتاج إليها.

ولكن الشخص المعطاء هنا سينتظر في اوقات حاجته بصبر, سيستمر بالانتظار ولن يجد شريكه في الجوار, بل وحين يستجمع شجاعته ويقاوم شعوره بأنه ثقل على الاخر ويطالب ببعض الاهتمام هو يُخذَل لعدم استشعار الشخص الاخر قيمته.

لذا هو يتبلد, سيشعر بأن روحه معكرة وبأنه غير قادر على العطاء مجدداً وبأنه ناقص لذا هو يقع في فترة بؤس.

هي ليست مشكلة وقعت وستحل بينهما بل هي انطفائة وتجمد لجميع تلك المشاعر التي باتت دافئة في ما مضى.

لذا كيف عليه ان يتصرف؟ هل يجب ان يُخَلِّد نفسه في مثل هذا الظلام والبرد؟

الحل الصحيح هو بأن يدرك ويستشعر قيمة نفسه, هو شخصٌ كامل وليس عليه ان يستشعر النقص فيه ولو احس به, هناك من يدرك اهميته والاهم من ذلك عليه هو بأن يدرك اهميته لنفسه.

سيجد في مئات الاشياء الاهتمام الذي يستحقه والذي سيقدمه لنفسه, اما عن طريق هواياته او عن طريق اهتماماتٍ تلهمه او حتى عن طريق اصدقائه وعائلته, طالما انه يقدم الافضل لنفسه فهو ليس بحاجة الى من يشعره بأنه غير كامل.

عليه ان يحاور نفسه ويمتدح نفسه فهو بحد ذاته مكمل لنفسه ويجب ان يتعامل مع روحه كصديقٍ له.
-مالذي احتاجه؟
-تبدوا فكرة جيدة بأن اقدم جميع العطايا والحب لنفسي دون طلبها
-لماذا لا اكافئ نفسي على الانجازات التي اقوم بها؟
-لماذا لا اقوم بالبحث عن شيء يريحني ويسعدني بما انني اشعر بالاحباط؟
-استطيع ان اخرج الى مكاني المفضل وحدي ودون قيود واستطيع ان اذهب مع اصدقائي او اسرتي

بتلك الطريقة سيبدأ بالتعرف على نفسه وحب نفسه وان يستشعر الدفئ بقلبه.

اما عن طريقة تعامله مع الشخص الاخر فهو يجب ان يتوقف عن العطاء ويتوقف عن تقبل الاهمال الذي يتلقاه بأن لا ينتظر ولا يبادر.

فإن ادرك الطرف الاخر بأنه لن يكون مخلداً في هذه النعم متى ما اراد وبأن الشخص الاخر قيم له فسيصلح خطيئته ويبادر بالاهتمام.

اما إن لم يدرك ذلك او يحاول استرجاع مكانته وبأن يصبح شخصاً افضل فهو بالتأكيد لا يستحق فرصة بالمضي في هذه العلاقة.

سيدرك الطرف المبادر مع مرور الوقت والتجارب بأن هناك فرص افضل فهو قادر على ان يصنع فرصه بنفسه ولن يفقد شيئاً .

هاجس قلب ومفتاح عقل  Where stories live. Discover now