اصبع الخنصر

37 4 1
                                    

ذلك الشخص اخبرني مرة أن اصابعي ليست كلها متشابهة ، قال بأنه سيكون مختلفاً عن من سبقه ، ورغم يقيني باختلافه ، لقد كان الاكثر تعقيداً .

ذلك الشخص كان كالمياه الراكدة ، يغري كشخص خالٍ من الشوائب ، كان صفاءاً خدَّاعاً يوحي بسلامته ونقائه ، ولكن عندما يتم تحريكه ، كعندما يكون من المفترض له ان يبادر ، ينجلي واقعه الحقيقي عن مياه ملوثة .

هو كان كالمياه العذبة حيث احسست بالشفاء معه لوهلة ، ثم اصبح كالمياه المتجمده حتى اصاب قلبي الصقيع .

شخص يأتي ويذهب كالأمواج ولا تعلم ما يخفي في اعماقه ، كان مشوشاً كالسراب يظهر ويختفي حين كنت كضياء الظهيرة الواضح. 

شخص ذات يوم لم يخشى بشراً ما دمت بقربه ، ولكنه يخشى قربي الان .

كان قد اراد ان يحتفظ بي لنفسه وحده ، والان هو ينفر من حدودنا.

كان قد اعتاد على التأكد من استيقاظي يومياً ، هو الان لا يعلم ان كنت قد استيقظت من البؤس ام لا.

عندما كانت الدقائق جديرة بأن تجعلنا نستبق من سيعبر عن حبه قبل الاخر ، الان تجري الايام وتبكي الدقائق على من كان يبدي لها اهتماماً .

عندما كان يتحرق للتفاصيل التي كانت تنكشف من جسدي لغيره ،  هو الان يترك جسدي بلا روح و اجراحي مكشوفة .

كنت على استعدادٍ لمحو الجميع لبقائه ، ها انا الان احاول ان امحو هالته من حولي لبقائي .

لقد كان دائماً يطالب بالمزيد من الوقت ، ها قد انتهى الوقت وقد غلبه الانفصال عن الارتجال.

لقد شبهته الان بإصبع الخنصر ، لقد كان قصيراً وقليل الفاعلية ، هو كان موجوداً لتحقيق توازني والدفاع عني ، ولكن رحيله لم يعدم التوازن كاملاً فلم يكن الموضع الصحيح لخاتم الثقة.

هاجس قلب ومفتاح عقل  Where stories live. Discover now