-25.

3.6K 221 84
                                    

مساحةٌ شديدة الوسعِ تمتدُ على مدِ البصر، مملوءةٌ بالزهُور وفي مشهدٍ بديعٍ تتشابكُ فيها سيقانها وبتلاتها لتُظهر بحرًا من الألوانِ والحُسن.

في نهايةِ اللوحة تتوسطُ الشمسُ الدافئة السَّماء تحجبُ بعضًا من أشعتها الغيُوم الخفيفة، ونسيمٌ لطيفٌ يحملُ رائحةً زكية تتمثل في الورد.

كان كُل شيء مثاليًا داخل عسلِ عينيهِ يمتعُها بهذهِ الطبيعة الآسرة.

أخرج ما بصدرهِ من هواءٍ بقوةٍ، يرفعُ رأسه لأعلى يتمتع بمداعبةِ الهواءِ لخصلاتِ شعرهِ فاتحة اللون والشمسُ تصنعُ لونًا ذهبيًا بضوءها على وجهه الحُنطي، متحدثًا:
"كما لو أنهُ النعيمُ على الأرض."

أتاهُ الردُ ساخرًا من جانبهِ الأيمن:
"أنك تقولُ ذلكَ منذ ربعُ ساعةٍ"
بالنظر إلى المُتكلم، شقيقهُ، الجالس داخل سيارةٍ وراءَ المقودِ يُمكنك رؤية الضجرِ على ملامحهِ يعقدُ حاجبيهِ المقلُوبين بمللٍ.

فعلى عكسِ تايهيونغ المُستمتع بهذا المشهدِ الخلاب الذي صادفهم بطريقِ رحلتهم، جونغكوك ورفيقُ رحلتهم لم يكونوا كذلك.

"آه بحقك تاي هكذا لنْ نصلَ حد الفجرِ، أركبْ ودعنا نُكمل الطرِيق"
رفيقُ رحلتهم، وكذلك رفيقُهم من طُفولتهم، جيمين. كان الثلاثةُ في رحلةٍ 'شبابيةٍ' بالسيارة حيثُ مسقطِ رأسه: بُوسان.

تأفف المعنيُ من تذمراتهما اللامُتناهية، متجاهلًا حقيقة أنه كل نصفُ ساعة يقلبُ السيارة تذمُرًا حتى يقفون عند بقعةٍ ألهمَت كيانه. إنها روحُ الفنانِ بداخلِه ولا يُمكنه فعلُ شيءٍ لردعها ولا يودُ ذلك حتى.

صعدَ للمقاعِد الخلفِيَّة ليستأنِف جونغكوك الطرِيق ثانيةً، وجيمين بالمقعدِ الذي بجانبهِ يخرجُ يدهُ من النافِذة حيثُ يسندُ مرفقهُ على الإطارِ مُفكرًا بكم ستستمرُ هذه الرحلة ومتى سيصلُون وهم قد تأخروا وبشدةٍ في الخرُوج والطريق.

"لابُد من أن جديك سينامان ويتركونا ننامُ في الشوارِعِ، أو معَ الأحصنةِ في الحظِيرة"
مازحَ جونغكوك بعد لحظاتٍ من الصمتِ، ليُفلت تايهيونغ ضحكةٍ صغيرة ساخرًا من بعدها:
"لازال مُدهشًا كيفَ أن أقاربُ هوسوك-هيُونغ يسكنون في مزرعةِ جدكَ جيمينِي"

تضاحكَا الشقيقان يتبادلان النظرات المتوافقة للحظةٍ
"جميلةٌ منكَ أخي!"

تنهد جيمين مُقلبًا عيناهُ المُكحلة خارجَ النافذة يراقب كيف تختفي الأشياء قبل أن يتمعنَ بها من سرعة سير السيارة.

"إن سمعكما تقُولان ذلكَ عنهُ، فلنْ يتوانى في ضربكما، ومجددًا"

"لا تتظاهر بأن ذلك لا يُعجبك جيميني~ لكنك فقط شيطانٌ صغير يحبُ الكذب"
كبتْ جيمين إبتسامة صغيرة عند سماعِ ذلك؛ فذلكَ صحيحٌ. جيمين ليس ملاكًا كما يراهُ والدهُ وأصدقاءهُ وكل العالم، إنها واجهة فحسب.

إنهم في العشرينات الآن. مرَ وقتٌ طويل بالفعل.

كثيرٌ من السنوات مرت، غيرتْ الكثير وحملت بين أيامها ذكرياتٍ مُرةٍ وحُلوة. حملتْ طُفولية أطفالٍ دامت حتى شبابهم، أولائك الأطفال الذين كانوا في الخامسة من العُمر يبكُون غيرةً من بعضهم.

جونغكوك صبيُّ الخمسُ سنواتٍ الذي بكى ساعاتٍ وطويلًا لكونه يحترقُ غيضًا من شقيقٍ دخلَ حياتهُ فجأة، بات الآن رجلًا في الثالثْ والعشرِين من عُمره.

وتايهيونغ، الطفلُ المتبني الذي وجدَ منزلًا يُلملمُه.
أبًا يرشدُه ويربتُ فوق كتفهِ، أُمًا تحضنُ وتسكنُ ألمه، شقيقٌ يبتسمُ ويمدُ يده له دون ترددٍ.
وصديقًا يسندُه متى ما مالَت رُوحه.

من أطفالٍ باكيين، إلى رجالٍ راشدِين يمكنهم الإعتمادُ على أنفسهم والثقة ببعضهم دون خوفٍ من الإنكسارِ، السيرُ إلى أي خوفٍ في تزامنِ خطواتهم سويةً.

إنها قصةٌ أخرى الآن.

________________________

𝟱:𝟱𝟰 الفجر.
يُوو السلام عليكم، كيف حالكم وأخباركم عاملين ايه؟
طبعًا أستحي أقولكم أكتب ذا الفصل من أول يوم العيد ولا عرفت أكمله ولا أنزله ولا أعيد ثاني ولا ايه...

المهم، أتمنى أنه عجبكم ويعطيكم شوية حماس بشأن المرحلة الأخيرة قبل إنتهاء ذي القصة 🥺💘.
آراءكم مقدمًا بشأن ذي المرحلة؟.

[اللي سأل/أو حتى بيسأل، بعد ذي القصة مخططة أنزل قصة جديدة مختلفة وجدًا وما بوقف إن شاء الله]

مبارك على مليار مشاهدة لدنا! وبرضو ستريم boy with luv لا تنسوا ها.
+ شرايكم بأقوست دي-2؟ وعودة توباتو اللي مر عليها وقت...

ونهايةً شكرًا على دعمكم المُستمر والدائم لذي القصة وكل يوم ألاحظ جية قراء جُدد، أحبكم جدًا وشكرًا لكم 💘💘💘💘💘💘!

-سلام 💫.

Brothers | TK.Onde as histórias ganham vida. Descobre agora