04 | سترة صوفية قديمة

259 18 9
                                    

- وجهة نظر نافي -

واقفة أمام باب الحمام الزجاجي أرى إنعكاس جسدي العاري و ندوبي على المرآة المعلقة خلفي و أتذكر صوت جلد حزام والدي لبشرتي عند كل لمحة

نظراتي كانت جامدة لا حزينة و الدموع تحجرت داخل مقلتاي و أبت التعاطف و النزول لتخفيف غصتي

منظري كان بشعًا و مرعبًا تمامًا كما وصفته كلوي ، هي لم تكذب فأنا في الحقيقة مجرد ندوب صنعها والدي بعمر صغير و هكذا يجب أن أبقى مجرد ندوب بشعة

بعد تذكري لهذه الحقيقة التي أدركتها قبل سنوات أمسكت الولاعة الخاصة بجدي و فتحتها سامحة للهب النار بالتحرر و جعلتها تلامس بشرة ذراعي النقية ، ألم الإحتراق نخر حواسي لكنني ذرفت دموعي بصمت فهكذا يجب أن أعامل نفسي تمامًا كما كان يعاملني والدي

- ندبة حريق صغيرة لن تؤثر صحيح ؟! هي حتى ليست بعميقة .

همست لنفسي و أنا أتفحص ما إرتكبته بحقها و تسألت إن كنت أؤذي نفسي كوسيلة للإنتقام منها أم من والدي أم من الحياة اللعينة التي أعيشها أم كوسيلة لتخفيف ألمي أو ربما زيادته لعلني بعد ذلك أغدو محصنة ضده

إنها الأسئلة التي أكررها في كل مرة أسبب فيها الضرر لنفسي و التي تبقى بدون إجابة فأنا أجبن من أن أعترف بالحقائق ، بعد شعوري بالإكتفاء من الأذى إلتقطت القميص الأبيض الذي كان طريح الأرضية و إرتديته و توجهت إلى سريري أدفن نفسي بين الأغطية و أخذت أصلي بيأس أن يخطفني النوم من عذاب التفكير .

- منزل عائلة نيلسون -

بعد أمسية لطيفة قضاها مع عائلته و التي تغيب عنها والده كالعادة توجه إلى غرفته بعد أن قاد آبي إلى غرفتها المجاورة لخاصة وَالِدَيْه

أخذ حمامًا سريعًا و مرر المنشفة الرمادية على وجهه ماسحًا بذلك القطرات المنسابة لكنه توقف عندما تذكر الآنسة أزرق و ملامحها المتوترة و حمرة الخجل التي زينت وجنتيها عندما لمس إبهامها ندبة حاجبه .

إبتسامة خرقاء إرتسمت على شفتيه فلعن نفسه بهدوء و مرر سبابته بإستسلام على ندبته دون أن يلمسها و كأنه بفعلته هذه يحافظ على لمستها من الإختفاء .

قبض على شفته السفلية بقوة و أمر نفسه بالعودة إلى رشدها و التوقف عن العبث لذا إرتدى ملابسه بعجلة و أراح جسده على كرسي مكتبه و سحب هاتفه ليراجع جدول دراسته لصباح الغد فجهز كتبه وفقًا له و بينما إنشغل بوضع أغراضه داخل حقيبة ظهره تذكر دفترها الذي بقي بحوزته ، كان الدفتر الذي تدون فيه نافي يومياتها و الذي سقط منها و نسيت أخذه من بين يديه نتيجة توترها بسبب قربه .

أخرجه و حمله بين يديه فتولدت بداخله رغبة عارمة في فتحه و إكتشاف المزيد من المعلومات عن الفتاة التي جذبت إنتباهه ، تلك الأفكار راودته لكنه دحضها في نهاية المطاف فلم يكن يومًا التنقيب عن أسرار الآخرين أمرًا يستمتع بفعله فمرر أصابعه لمرة أخيرة على الغلاف الأزرق السميك ما جعل إبتسامة أخرى تزين ثغره كونه عرف عنها شيئًا جديدًا و هو حبها للنجوم بدءًا من نجمة القلادة التي ترتديها إلى النجوم الصغيرة التي رسمتها حول إسمها الذي خطته على الغلاف بلون ذهبي ، طالع حروف إسمها لمدة طويلة دون أن يطرد إبتسامته بعيدًا و لشدة إنغماسه بما يفعله لم يشعر بدخول شقيقه إلى غرفته إلى أن إنحنى خلفه و سأله بهدوء جعله يصرخ خوفًا :

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 07 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

النجوم حول ندوبي | Stars Around My Scarsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن