البارت التاسع عشر : لقاء....

893 62 110
                                    

وفي عتمة أيامي.... همسك الهدى.... ولقياك اعتزازي......














تنقر بأصابعها الرفيعة ذات الأظافر المهملة على لوحة المفاتيح في حاسوبها المحمول بينما تراقب الشاشة أمامها لبرهة لتعاود النظر لملف المشروع المستقر إلى جانبه بتركيز كبير غير مدركة للواقف عند الباب متأملاً إياها بملامح حب وتنهيدة عاشق، كم تجذبه برائة ملامحها، كم تشعر روحه بالصفاء لرؤيتها ، وكم يأكل التملك قلبه راغباً بوضعها في قفص من ذهب، لئلا يتمكن من رؤيتها سواه.....

سار نحوها ضاماً كتفيها من الخلف لتنتفض بفزع قبل أن تتحول ملامحها للبرود:اوه تونري سان، لقد أفزعتني كان يمكنك أن تطرق الباب على الأقل....

ضمها إليه أكثر ليهمس :آتي لحبيبتي وقتما أشاء، انتفضت كمن لسعها تيار كهربائي لتهب واقفة تاركة مسافة بينهما، عقد حاجبيه من تصرفها المفاجئ لتبتلع ريقها قبل أن تهمس :ع... عذراً... سأتوجه... لدورة المياه.... ثم سأوافيك في الأسفل لنذهب.... للغداء... ولم تنتظر رده لتسرع بالهرولة منقذة نفسها من تصرفاته المختلة....

ضمت ذراعيها إلى جسدها ببؤس قد ثمل على قلبها، هي ترغب به الآن، وبشدة، محيط عينيه القادر على تهدئتها بنظرة، وابتسامة مشاكسة تهوي بدفاعاتها لتخور بلا قوة أمام جاذبيته..

كم تاقت لذراعيه حولها، يضمها بقوة، تملّك، غيرة،وعشق تسطر بين عينيه، لمساته الفريدة التي تجعل من جسدها قطعة مشتعلة، لهيب همساته نحو أذنها ينتهك ما تبقى من هدوئها ليتركها عاشقة شغوفة بابتسامته تعيش.....

هي تعشقه... تعلم ذلك جيداً، فظيعة... كم كرهت نفسها.. ولا تزال تفعل، لن تنكر أنها تشعر بالفراغ ينهش روحها دون أن يبقي لها مكاناً لتتنفس، لكن...قبل كل شيء... سلامته هي الأهم.. تمتمت بينما تدخل المطعم فيما لاحت ابتسامتها أمام صورة طبق الرامن قد عادت بذاكرتها إليه.....

يجلسون على الطاولة الكبيرة التي اتسعتهم رغم عددهم الكبير..

تنهد النادل للمرة العاشرة يعدما أصابه الضجر َبينما يكتم الأصدقاء ضحكاتهم، حسنا، يبدو أن اختيار الوجبة من الأمور المعقدة لصديقهم تشوجي، فقد طلب مسبقا كلما على القائمة من أطباق، هو فقط قد غرق بالتفكير بالتحلية المناسبة قبل أن يطلب كل شيء، سار النادل مدوناً طلبات الباقين فيما اكتفى الأشقر بطبق من الرامن بينما طلب لهيناتا الشيء نفسه...

أشارت اينو للأشقر بسبابتها موجهة حديثها البيضاء الجالسة بهدوء :أتعلمين، حبيبك الأحمق هذا على استعداد أن يتناول الرامن ك فطور وغداء وعشاء، لتردف الوردية بسخرية :سبعون بالمئة من جسده يحتوي على الرامن...

لم يصغي الأشقر لأي منهما بل تسللت يده أسفل الطاولة مشابكاً أصابعها النحيلة بأصابعه، ليلاحظ احمرار وجنتيها بتلقائية، ابتسم بخفة بينما تتحسس أصابعه بشرتها بدوائر وهمية ونظرات يسرقها كل منهما نحو الآخر لينتبها أخيراً على الأصدقاء المراقبين لهما بعيون حالمة لدى الفتيات وابتسامات خبيثة من رفاقه الشبان...

العشق المنفصم (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن