البارت الثامن:غيرة

1.2K 83 47
                                    

ولعينيك قصةٌ تعجز عن وصفها كلماتي...
أما شفتيك،حصارٌ لا مفرّ منه لمعركة يخرج قلبي منها خاسراً كالعادة....




سماءٌ ملبدة بالغيوم وشمسٌ شبه مختبئة بكسل كحال صغيرتنا التي استيقظت ببقايا صداع من ليلة أمس، تنهدت بخفة معيدةً جسدها الجالس إلى السرير، تمتمت بخفوة:من الجيد أن اليوم عطلة، نظرت للساعة على الطاولة الصغيرة بجوارها، لا تزال تشير إلى السابعة، الوقت مبكرٌ جدّاً للنهوض، كل ما حولها يدعوها لتكمل نومها، ما عدا صوت الانفجار المفاجئ الذي دوى في المكان...

فزعت صغيرتنا ونهضت مسرعةً لتتفقد ما الذي يجري، ربما حدث انفجار لإنبوب الغاز، أو قد يكون تماساً كهربائياً أو...... ناروتو يعد شيئاً ما في المطبخ...

راقبت الجدران المملوءة بفتات البيض، وسقف بمادة غريبة تقطر منه، وصلت حدقيتها للأشقر الممسك بالمقلاة بيده اليسرى فيما الأخرى قد غطّى بها عينيه، أزال يده ببطئ لتتسع عيناه، ويلاحظ الفاتنة التي تقف على مقربة منه باستغراب واضح ما لبث أن تحول لضحكة تحاول كتمها، رفع إحدى حاجبيه نحوها فيما هي لم تستطع التماسك أكثر لتنفجر ضاحكة عليه، منظره الذي يبدو كقطعة بيض عملاقة، لم يساعدها في أن تهدأ، لكنها حاولت استجماع نفسها بسرعة فنظراته لا تبشر بالخير...

مضحك جداً... تمتم بسخط فيما أعاد المقلاة إلى مكانها واتجه إليها، فكرت في الهرب حقاً، لكنها لم تفعل، بان فارق الطول بينهما عندما أصبح أمامها مباشرة، رفعت رأسها لتقابل عينيه، فيما لاحظت نظراته الموجهة نحو شفتيها، تجمّدت قدماها واحمرّ وجهها تحت عيون الأشقر التي انتقلت من شفتيها نحو ملابسها الخاصة بالنوم، عنقها الأبيض الذي برز مع كتفيها شتّتَه، ابتلع ريقه بخفة فيما أفكاره قد بدأت بالخروج عن سيطرته، راقب اذنيها المشتعلة وتأتأتها حين همست :ن... ناروتو كن،أ...أنا.. سأعد الفطور، أمهلني القليل من الوقت لأغير ملابسي...
أدارت نفسها لتذهب، لكن ذراعه حالت دون ذلك، نظر لنفسه كمن استيقظ من حلم ما، ليفلت أصابعه ببطئ، سار نحو غرفته:سأستحم مجدداً ثم آتي، راقبت خطواته حتى أغلق باب غرفته خلفه، تنهّدت بخفة، لتضع يدها جهة قلبها كما لو أن نبضاته سوف تفضحها....

أما عن الأشقر فقد أغلق باب غرفته وسار باتجاه حمامه المتواضع ليستوقفه شكله في المرآة، نظر لنفسه لثوان معدودة ليتنهد بضجر:لا ألوم تلك الأرنبة لضحكها علي هكذا، أكمل خطواته نازعاً ملابسه العلوية ملقياً إياها في سلة الملابس المتسخة خاصته، راقب الحوض الذي بدأ يمتلئ بالمياه الدافئة، دقائق حتى جلس داخله مرخياً أعصابه، أغمض عينيه مفكراً، حسناً، لطالما كان صريحاً مع نفسه، لكنه الآن حائرٌ لا يدري، ذلك الخفقان في قلبه تجاه تلك الفتاة في تفاقم يخيفه، يخرج جسده عن السيطرة عندما تكون حوله، كم يكره عناقها لأحد، حتى شقيقها، هو فقط، يرغب بأخذها بعيداً،
بعيداً جداً.....

العشق المنفصم (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن