26

35.1K 573 59
                                    


.
حرام إني انا الباذر وانا الزارع وانا الساقي
‏‎ولا اخذ من البُستان لأتعابي ولا ورده !
.
.
مرت دقيقه كامله والصمت سيّد الموقف بين ديم وذياب ، ديم ماتسمع الا قوة نبضاتها اللي تحسها تنبض بالبيت كله مو بس بجسمها ، ذياب كان يتأمل بعيونها ولمعتها وهو متأكد انه قدر يأثر عليها.
ديم استجمعت قوتها وهمست بحرقه : اتعبتني حيل
ذياب : انتي اللي متعبه نفسك
لف عنها وعيونه تدور على المكان كله بشتات عميق قال بهدوء عكس اللي داخله : ضاع عمري وانا ماافكر الا فيك ، الحين بصير فعلاً افكر بنفسي بس
التفت لها وكانت تناظر بصدمه ودموعها مغرقه عيونها نفسها تصرخ بوجهه وتقول شعورها الحقيقي اللي مايخليها تنام الليل بوجوده وبغيابه ، حست بضيق ووجع من كلامه سمحت له ولها مرات كثيره انهم يتفرقون لكن الحين مستحيل تسمح له ، قربت له مسكت ثوبه بكل يدينها وركزت عيونها الباكيه بعيونه الحاده وهمست بحرقه : انا عارفه اني غلطانه بحقك الفتره الاخيره وعارفه اني انا اللي وصلتك هنا ، لكن! ‏كان سكوتي ابلغ وسيلة حاولت اوصل فيها اني ابيك بس انت مافهمتني ، كنت عارفه لو تكلمت بجرحك وهذا اللي حصل الحين
ذياب سرح بعيونها ونزل عيونه ثواني سرح بيدينها ، شكلها ناويه تجننه وتلعب بعقله ، ورغم الفوضى اللي داخله من كلامها رد ببرود : تستهبلين معي او تتعاطين ؟ قوليلي ايش تتعاطين ووعد مني يبقى سر !
ديم : اي اتعاطى اللي يغير شعوري ويخليني متناقضه الف مره بالدقيقه ، اتمنى تقدر مشاعري هالفتره
ذياب ضحك بدون شعور ضحكه هاديه ثواني ورفع راسه واعتلت ضحكاته ، ديم حست شكلها غلط وتركته ومسحت دموعها وقالت بتوتر : مافي شي يضحك ولايستدعي السخريه
ذياب سكت شوي واخد نفس عميق وقال بهدوء : أنا ما حاربت هذا كله إلا عشانك ، اخرتها طلعتي تشوفيني اناني وصغير عقل وماافكر الا بمصلحتي ، ماادري قلتي كذا من ضيقتك ولا قاصده كلامك ، معقوله قاصدته ؟ يعني لهدرجه انا مو واضح لك ؟
ماقدرت ترد ولا حتى تناطر فيه ، بلعت غصتها وهي تحسه يقرب مع كل كلمه ، كمل بضيق : والله اني معك واضح وصريح ومامعي شيء اخبيه ، بينما مع غيرك شخص مبهم غامض كتوم كتاب غير قابل للترجمه !
مرت ثواني صمت بينهم ومشى وهو يحس ان قلبه تعبان مو جسمه من كثر التبلد اللي صابه ماقدر يعاتب اكثر ، استوقفه صوتها قبل يطلع والتفت لها.
ديم غمضت عيونها شوي وقررت من هاللحظه تغير كل شي علشان ترتاح ناظرت فيه وهمست بوجع : ترا انا احبك ، لا تنسى هذي الفكره مهما بدا لك أني غير مهتمه..

رسيل من يوم ماجت لبيت ابوها وهي تعاني من الوحده الممُيته ، لإنه مايجلس ولاتشوفه دايماً ، واساساً حتى لو يجلس ماتتعمق معاه وعمرها ماعرفت عنه شي خاص ونفس الشيء هو ، مايدري وش يحصل معاها ولا يسألها ، صارت تتمناه يجلس ويسولف معاها ، لإن الكلام تجمع بصدرها ومو عارفه وين تفضفضه ، ضاقت حياتها من الوحده وكأنها مسجونه ، طول السنوات الفايته صح كانت عايشه تحت رحمة متعب لكن وجود امها معاها كان مكفيها ومريحها.
دخل ابوها وهو مستغرب ، الساعه ٥ الفجر ولانامت مو بالعاده.
جلس قدامها وكانت سرحانه قال بهدوء : وراه مانمتي للحين ؟
رسيل ناظرت فيه ببرود وصدت عنه ، عصب من الحركه لكن طنش يدري انه ماينفع معاها الكلام كمل بنفس هدوئه : عيونك حمرا ، روحي نامي وش حادك على السهر
رسيل : انتظرك ترجع ، ابيك تصارحني بشي
عقد حواجبه: اصارحك متى ؟ الحين ؟ الساعه خمس الفجر ؟
رسيل : ايه ، لإنك خمس العصر مو فاضي ، بعد المغرب مو فاضي ، اول الليل مو فاضي واخره مشغول ، الظهر ياربي الظهر الناس ترجع لبيتها تدور الراحه لو ع الأقل ساعه ! وانت ماتجي ابد
عدلت جلستها وقالت بحده : جاء الوقت اللي تقول لي وش اللي مشغلك ؟ وش هالشغل اللي حرمني منك بداية عمري ونهايته ؟
ابوها : نهاية ايش ؟ يابنت ترا عمرك عشرين سنه لاتبالغين ، يكفي حساسيه يارسيل ، شيّبتي بعيني
رسيل : عمري عشرين سنه وعايشه لحالي ، يد وحده ماتصفق ، شلون بكمل واعيش وانا لحالي ماسألت نفسك ؟ ولاتتهرب من سؤالي جاوبني ، وش اللي مشغلك
ابوها : يارسيل روحي نامي واذا صحينا نتكلم.
مشى لغرفته وتركها ، حست نفسها بتنجن من القهر اللي داخلها ، يكذب اذا صحينا بيطلع ويخليني ، اه يالقهر اه..
اخذت جوالها بيد راجفه وبدون ماتحس اتصلت رقم ام عناد ، ولأول مره تتصل فيها ، لكنها مرتاحه اتصلت وهي عارفه انها طيبه وماراح تردها.
ام عناد ردت وهي مستغربه : هلا رسيل
رسيل : الو ، عادي اصير بنتكم
ام عناد خافت : بسم الله ، رسيل ؟
رسيل بربكه : خاله ، ابي اجي اسكن عندكم عادي ؟
ام عناد : اذا ماشالك البيت افرش لك عيني ياعيني ، بس وش صار ابوك مهاوشك ؟
رسيل : لا ، بس محتاجه جو عائلي ، ابي اغير جو شوي
ام عناد : حياك يايمه بس ترا ماعندنا اجواء عائليه ، ماغير انا وعمك نتكافخ ليل نهار ، الله يوفق عناد كان مريحنا شوي
رسيل : تتكافخون لكن قلوبكم على بعض وهذا يكفي ، المهم انا بجيكم وبساعدكم
ام عناد : حياك الله ، انتظرك
قفلت منها وهي لازالت متضايقه ولا سولفت ، وقفت عند اسم هادي وهي محتاره تستمر على ماهي عليه وتبعد عنه اكثر من كذا ،او تكسر كل الحواجز وتقرب له..

هادي : هلا رسيل
من سمعت صوته ارتبكت وعجزت ترد ، هادي استغرب :رسيل
رسيل : هلا ، اسفه ازعجتك
هادي : لا كنت صاحي عشان الصلاه ، وش فيك ؟
رسيل بغصه : إنهيارات داخليه بمظهر ثابت كالعاده
هادي : تكلمي وش فيك
رسيل : انت تعرف ، بصراحه مو عارفه ابوي لوين بيوصل بتصرفاته واهماله ، وربي حاسه اني بموت ياهادي قسم بالله مااكذب احس ايامي معدوده من قوة التعب والوحده
هادي حس انها تعاتبه بكلامها وتلومه مع ابوها على تقصيره وبعده عنها " رغم ان رسيل قصدها ابداً مو كذا ".
كملت رسيل بشتات : اي صح ، انا بعد ضايقتك كثير ، اسفه ماكنت اتوقع اني بهالقسوه لكن ادركت فعلاً ان فاقد الشيء مايعطيه
هادي ساكت ينتظرها تكمل وهي استرسلت : لما قلت لأبوي احس اني جالسه اعيش اخر ايامي قال لي لاتبالغين ، هو مفكر ان الصغار بالعمر مايموتون ، قلت له يد وحده ماتصفق ، ماعيش لحالي ، انت ساعدني اعيش
هادي : مع اني متنرفز من موضوع الموت بس ماعليه ، تكلمي براحتك
رسيل : انا اتمنى اتعمق بموضوع بر الوالدين ، يعني ادري بتقول لي امك اتصلي عليها كل يوم وابوك اصبري على اذاه وكذا بتكونين باره ، لكن نفسي اعيش برهم بوجودهم
سكتت شوي وكملت بضيق : صدق من قال مد رجولك على قد لحافك ، احياناً احس اني طماعه بس ليش طماعه وانا اطلب ابسط حقوقي ؟
هادي ساكت ومبتسم على كلامها اللي نابع من قلبها من كثر ماهي متشتته ومو عارفه وش تقول المهم تسولف.
رسيل : تتوقع لو طلبت امي ترجع لأبوي بتوافق ؟ توقع يمديني اعيش اللي ماعشته قبل ؟
هادي : صدقيني بتكبرين وبتعرفين ان فاقد الشيء يعطيه ، وإن الإيد الوحده ما تصفق بس تسوي حاجات كثيره
رسيل غمضت عيونها تفكر بكلامه " معقول بتتغير نظرتي للحياه "
هادي كمل : وبتشترين لحاف اطول وبتمدين رجولك بعد
رسيل ضحكت وضحك هادي لضحكتها وكمل بهدوء : اي اضحكي مافي شي يستاهل ، ياليت أبروز ضحكتك على سقف قلبي وأصبح وأمسي عليها.
رجف قلبها من كلامه وابتسمت لاشعورياً وتغير جوها كله.
هادي : ومن هالباب نعلي سقف الأمنيات يعني ، ايوه كملي ؟
رسيل بربكه : خلاص انا قلت اللي بقلبي ، شكراً لإستماعك ومابي اطول عليك
هادي : شدعوه اخذتي اللي تبين وقفلتي ، مافي صباح الخير
رسيل : بتفرق عندك لو صبحت عليك يعني
هادي : اي بتفرق ، صبحي علي وصاحبيني ومايخالف لو نسولف اكثر ونطرد من قاموسنا كلمة طوّلت عليك ، انا وقتي سيفك انتي ، اقطعيني واقطعيه !
.
.
تشبهين الصبح في اول شروقه ‏
تشرقين وكل من حولك يغيب
.
.

على كثر الكلمات ومعانيها وتفرعاتها
ماقدرت رسيل تلقى كلمه وحده بس
تعبّر عن اللي داخلها بعد كلام هادي
حست ان الدنيا لامتها بحنان من قوة حنانه عليها
" كل مره اشكي له احس وكنّه يحط يده على قلبي .. أتشافى من حنانه ومن دفى الكلمات ، يا اللـه كيف نعيش بكل هالبرد سنين طويله ونلقى دفانا مع من نحب ؟" لملمت أشتاتها وقالت بهدوء :كيف اتجاوز مشكله اني اعجز اوصف حالتي معك ، كيف اشرح شعوري معك كيف ؟
هادي : قولي اللي تحسين فيه ، مو لازم ترتبين الكلام قوليه بدون ترتيب احب كلامك المتشتت
رسيل : مدري وش احس الحين لكن أحس طريقتك بالحب حلوه وفريده ودقيقه وتخوف وصادقه وحنونه ، وهذا اللي خلاني أبادر
هادي : لإنه انتي ، لو مع غيرك ماصرت كذا ، انتي حتى الأشياء العاديه مُبهره معك..

عصر اليوم الثاني ؛
ذياب وصّل ديم لبيت اهلها ، وكان تفكيره مع اخر كلام صار بينهم وتحديداً كلمتها الاخيره " انا احبك مهما بدا لك اني غير مهتمّه "
لكنه طلع ومارد عليها وتظاهر بعدم الإهتمام بينما اللي بداخله كبير ، لكن اختار الصمت الى مايدري متى لكن متأكد قريب ، وقريب جداً راح ينحل موضوعهم.
التفت لها قبل تنزل وهو ملاحظ انها ترجف وحركتها صايره بطيئه ، ديم فعلاً كانت تعبانه وتمنت لو يساعدها لكن مااهتم لها.. نزلت بصعوبه ودخلت للبيت ، اول مادخلت طاحت عينها على عبير وتذكار جالسين ع الزرع ويسولفون وبينهم حلويات وشبسات وعصير والوان عبير واوراقها ورسوماتها ، وكانوا مندمجين بالسوالف لدرجة انهم ماانتبهوا لها.
تذكار : رسمتي كل شي مدري متى ترسميني
عبير : لا وجهك مايل ماحب ارسم الاشياء المايله تلخبطني
تذكار توسعت عيونها : ياويلك من الله تراه وجه كيف يميل ؟
عبير : عادي في امراض تميل الوجه اهمها مرض العصب السابع
تذكار : اسم الله علي ماني مريضه ووجهي يهبل ، وش المرض هذا اول مره اسمع فيه
عبير : مالت عليك هذا وانتي جامعيه ومتعلمه ماتعرفينه وانا اللي ماادرس اعرف واقرا عن كل شي
تذكار : انتي مو متخرجه ؟
عبير : لا ، درست جامعه سنتين وبعدها طحت ماكملت
تذكار اول مره تعرف هالمعلومه وتضايقت بسببها وقالت بإندفاع : ارجعي كملي مافاتك شي
عبير : وين ارجع اكمل عقب ماطقيت الثلاثين
تذكار : حبيبتي من قال لك بالثلاثين يروح العمر ، توّه بدا عمرك ، وربي يدرسون معانا عجايز كبار وينجحون ويتخرجون ويتوظفون ، انتي بعدك صغيره ومافاتك شي
عبير تنهدت : مادري تذكار انا صايره اتحمس للخرجات وتغيير الجو لكن اخاف
تذكار : حاولي ، اكسري خوفك !

ديم اول مره تحس انها متقبله تذكار ، لو ماشافت بعينها اللي بينهم ماصدقت ، لإنها شايله من بالها فكرة ان تذكار طيبه وتحب الخير للي حولها ، لكن حوارها مع عبير وجلستهم البسيطه هذي اثبتت لها الجانب الخفي من شخصيّة تذكار.
مشت لهم بهدوء وانتبهوا لها ووقفت عبير وهي مبتسمه من الفرحه سلمت عليها وحضنتها بخفيف وضحكت : يووه البطن كل ماله يكبر
ديم وعينها بعين تذكار : احس اني بطيح من الثقل
تذكار بربكه : شخبارك ديم و. عمي شخباره
ديم : الحمدلله ، انتي كيف امورك ؟
تذكار : زينه الحمدلله
عبير دخلت وديم قربت لتذكار وقالت بهدوء : مشاري كيف يعاملك
تذكار : اول ماتزوجنا كان قاسي ، بس الحين تغير معي
ديم : مو هو اللي تغير ، انتي اللي غيرتي من تفكيرك علشان كذا اللي حولك تغيروا معك ، اتمنى تستمرين كذا ياتذكار
تذكار ابتسمت بضيق : يعني ، سامحتيني ؟
ديم سكتت ثواني وقالت بغصّه : لا ، مو لإني قاسيه ونذله ، لأن اللي سويتيه لي مستحيل انساه بسهوله !
دخلت وتركتها ، تذكار ضاقت فيها الدنيا بعد ماكانت منشرحه ، انحنت وجمعت الألوان والأوراق وأول ماوقفت طاحت عينها بعين مشاري ، رجفت يدها ومسحت دمعتها بطرف كمها ولفت بتدخل واستوقفها صوته : تذكـار
وقفت والتفتت له وقالت بسرعه : بدخل البنات ينتظروني
مشى لها بخطوات بطيئه لين وقف قبالها..
تذكار رجعت خطوه وهي ترجف خوف وربكه ، مد يده ومسك يدها ورفعها له وناظر لمعصمها ، تذكار مصـــدومه من حركته.
مشاري بهدوء : ليش شلتي اللفه عن جرحك ؟
تدكار بلعت ريقها وقالت وهي ترجف : لأن جرحي التئم عادي يعني
مشاري : ارجعي لفيه لين يختفي الاثر
عقدت حواجبها : وش الفايده يعني كذا ولا كذا ماهتميت له
مشاري : كل ماناظرتي فيه تذكرتي سواد الوجه اللي كنتي تسوينه وانقلب جوك ، فـ لفيه احسن
كشرت وسحبت يدها منه وقالت بقهر : وانا ع بالي خايف على نفسيتي
مشاري : وانا فعلاً خايف على نفسيتك ، لإن نفسيتك تأثر على عبير ، مابيها تكون سلبيه
تذكار اثبتت عكس قهرها بإبتسامه : ولايهمك بكون ايجابيه دايماً عشانها ، راح اصنع فارق بحياتها وبتشوف هذا بعينك
مشاري : ادري انك قدها ، المهم الليله بترجع زوجتي نور للبيت ، مايحتاج اوصيك
تذكار : انا هاديه ومالي شغل فيها ، ياليت توصيها هي مو انا
مشاري : بوصيها طبعاً ، لكن انتي تدرين ان الغيره اقوى ويمكن ترمي عليك كلمه نغزه ، تحمليها ولاتردين وتحترمينها كونها الكبيره ، صح انها قست شوي على عبير الفتره الأخيره لكن مستحيل انكر فضلها على عبير ست سنوات ، اللي ابيه منك حاولي تكسبين نور مثل ماكسبتيني وكسبتي عبير.

في بيت ام عنـاد ، من اول ماجتها رسيل وهي كارفتها وماخلت مكان بالبيت الا نظفته ورسيل مستانسه وماحست بتعب ابد.
بالمطبخ كانت صاعده على كرسي وتنزل الصحون اللي فوق وتكح من الغبار اللي تشوفه : كم صارلكم مانظفتوا بيتكم حشا ، مصنع غبار مو بيت
ام عناد : اخر مره نظفته يوم كنت بزهرة شبابي ، بس بعد ماكبرت ماصرت اقدر ارقى وانظف
رسيل : ع الأقل مخليه عناد ينظف ، وش عليه مسوي نفسه مطيع وبار
ام عناد : اقول حدك ، تبيني اخلي ولدي يسوي شغل الحريم
رسيل : اي عادي مايقلل من قيمته ، بعدين انتي بطلي تشوفين ولدك مقدس ومختلف ، ترا كله عناد لاراح ولا جاء
ام عناد : لو شعرك طويل نتفته لك ، امسحي وانتي ساكته
رسيل التفتت لها : دقيقه كأنك قلتي يوم كنت بزهرة شبابي والحين كبرت ، بذمتك بذمتك تشوفين نفسك عجوز ؟
ام عناد عقدت حواجبها ونزلت رسيل من الكرسي وشالت شيلتها وفتحت الربطه من شعرها وانتثر رغم انه خفيف لكن شكلها حلو ، رسيل كتمت ضحكتها وقالت بإعجاب : انتي لو تفتحين شعرك وتلبسين دراعه حلوه بتغطين على البنات كلهم ، يابخت عمي لو تكشخين بترجعينه عشرين سنه ورا
ام عناد : ابلشي بشعرك بدال ماتبلشين بشعري ، انا يوم كنت كبرك كنت مخرفنه عيال الحاره كلهم ، وانتي الحين ماش لامظهر ولا جوهر
رسيل : والله العتب علي انا الغبيه اللي ابي لك الخير ، عموماً فكري بكلامي انتي لو كشختي بتخرفنين حبيبك ، لكن انا حبيبي بوضعي هذا مخرفنته وجايبته على وجهه ومااحتاج اغيّر من نفسي
ام عناد : وهو اعمى يوم انه يحب وحده جلفه ، شكله مرفوع عنه القلم لاعقل ولا عيون
رسيل : والله انه زين الشباب وشيخهم
ام عناد : حتى عناد ؟
رسيل : حتى عناد قلتلك لاراح ولا جااااء
ام عناد : اتمنى نغير الموضوع علشان مااطردك من بيتي
رسيل : اطرديني لإني بديت ادوخ من كثر الغبار اللي فيه
ام عناد ضحكت ورسيل ضحكت بصوت عالي على دخلة ميس وقالت تتصنع العصبيه : اقصري صوتك عناد موجود
رسيل : ياليل هالعناد اللي غثيتوني فيه ، ممكن اروح اشوفه من قريب علشان اكتشف السر الغامض اللي يخليكم تقدسونه لهدرجه ؟
ميس : لا مو ممكن ، بس امه ممكن تروح له لإنه يبيها
ام عناد : خليها تروح له صدقيني ماراح ينصدم بيحسبها سباك
رسيل : السؤال اللّي كسر ظهر الجواب كيف تجرحني وأنا لجرحك طبيب ؟
ام عناد : خلاص امزح واسفه تعالي شوفي عناد
مسكت يدها وسحبتها ميس بسرعه : لالا خير مافي قوانين بهالبلد ، روحي له
طلعت وهي تضحك على رسيل ومن قلبها حابه وجودها بالبيت وتمنت لو تبقى معاها على طول لإنها سوت لها جو عجيب..

عناد لما شاف امه جايّته وقف وسلم عليها وباس يدها اكثر من مره وهي مستغربه : شفيك
عناد : ولا شي ، مشتاقلك بس
امه : والله من يوم اخذت ميس وانت ممسوح على عقلك
عناد : وش دخل ميس بسلامي عليك ، تغارين علي منها
امه : ياليتك تشوفني اذا فتحت شعري وكشخت ، اغطي عليها
عناد : مايحتاج انا اثق بهالشيء
امه : اي اشوا انك تثق ، وش عليه اغار
عناد تنهد وعينه عليها وهي بالمطبخ وتضحك مع رسيل قال بذوبان : آه يايمه عليها شفايف من جمالها لو الله ماخلق لها ألا شفايفها بتكون مزيونه ، مزيونه بشكل مو طبيعي
ناظرت فيه ميس وسرح فيها وعيونه بعيونها ، ماحس الا بضربة امه على كتفه : ياقليل الحيا قدامي تقول هالكلام
عناد : خلاص انسي اني قلت كذا اصلاً كنت امزح
رسيل لاحظت نظرات ميس وسرحانها وهمست : يابنت امسكي نفسك لاتطيحين ، ترا زودتوها كأن محد تزوج الا انتم
ميس : رسيل صدقيني الحب اللي بيننا اعمق من اننا نكتمه ، يعني شي لاشعوري
رسيل تنهدت : صادقه
ميس : وش اللي صادقه ؟ حبي انتي مجربه ؟
رسيل : اي ابشرك قلبي طاح ومحد سمّى عليه
ميس : طيب بطلع شوي وتعالي
طلعت وراحت له وهي مرتبكه وكأنها اول مره تشوفه ، أشّر لها ع المكان اللي جنبه رغم ان الصاله كبـيره ومتعددة الأماكن..
جلست جنبه وشدها له لين صار طرف رجلها على طرف رجله ، حوّط خصرها بيده وهمس بإذنها : وجهك مو عاجبني ، فيك شي ؟
ميس : لا ، ماراح تطلع؟
عناد : ليه اطلع
ميس : عشان رسيل بتجلس معي
عناد : عنها ماجلست معك ، انا مشتاق لك
ميس : عناد خير اول مره تشوفني ؟
عناد : دايماً احاول اخفي انبهاري اذا شفتك ، بس انتي مصيبه
شبكت يدها بيدّه وهمست : شرايك تتركني
عناد : شرايك تتركيني انتي
ميس : اترك خصري واترك يدك
عناد شد عليها اقوى : ها تركته
ميس بإحراج : خلاص لازم تروح الحين ، البنت جالسه لحالها
عناد : يعني شلون ؟ الواحد حتى اجمل ايامه مايعيشها ؟
ميس : يعيشها ببيته مو عند الناس
رسيل من المطبخ : يااخوان ترا بطلع
عناد : واضحه وصريحه يعني اطلع ياعناد
رسيل : شوف هو المقصد مو طرده لكن ابي ارتاح بعد ما امك كرفت فيني الارض والسماء
عناد بهمس : ماكانت النيّه اطلع لكن كسرت خاطري ، ساعه وبرجع اخذك
ميس : طيب بستناك
طلع وهو يفكر بسفرته اللي باقي عليها اسبوع بـس ، كان متلهف للسفره ومشتاق لأصدقائه اللي بالحد ، وكله حماس انه يحارب ويدافع عن ارضه ، لكن لهفته وشوقه وحماسه لميس أكثر بكثير ، ماعاش معاها الا شهرين وبيغيب سنه كامله عنها وبين كل التغييرات والأحداث اللي بتصير بهذي السنه يبقى السؤال " هل راح يرجع عناد او ماراح يرجــع " !

تذكار كانت جالسه بغرفتها وضايقه فيها الأرض من يوم ماجت نور ، مالها خلق تشوفها لإنها من كلام مشاري تأكدت ان نور ماراح تتركها بحالها فإختارت تبعد نفسها من البدايه افضل لها ، صار لها يومين ماطلعت من غرفتها الا اخر الليل لما تتأكد انهم ناموا ، ومشاري خلال هاليومين ماجاها ، الى متى بتحشر نفسها ومحد داري عنها ، حست بقهر وقررت تطلع وماهمها وش بيصير.
قامت ولبست احلى لبس عندها وفتحت شعرها وحطت ميكب خفيف ابرز ملامحها اللي بهتت من مده طويله ، تعطرت وطلعت للصاله ، شافت بنت صغيره جالسه ع الكنب وبيدها ايباد ، عرفت انها عبير بنت مشاري راحت وجلست جنبها ، عبير خافت وكانت بتقوم ومسكتها تذكار : تعالي ياحلوه قوليلي وش اسمك
عبير صاحت ونادت امها وتذكار استغربت وتركتها : اسم الله عليك بس ببوسك ليش تبكين
طلعت أمها من غرفتها ونفس الشيء كانت كاشخه ومتزينه وطالعه تجنن وكأنها هي وتذكار يقرون افكار بعضهم ، مرت لحظات صمت وهم يناظرون لبعض.
وقطعت الصمت نور لما راحت لبنتها وقالت تتصنع الخوف : شفيك حبيبتي ، ضربتك هذي صح ؟
عبير : ايه
نور ناظرت بقوه لتذكار وتذكار قالت ببرود : لاتعلمين بنتك على الكذب ترا محد بيندم غيرك ، واقصري الشر ترا انا مابي مشاكل ووجع راس
نور : اي مالومك شبعانه من كثر المشاكل ، الكل تخلى عنك بسبب مشاكلك ، مابقى الا مشاري معك وخايفه يشوتك مثل ماشاتوك اهلك وصديقاتك
تذكار تغيرت ملامحها وناظرت فيها بحده ، سكتت ثواني وقالت بقهر : غلطانه اهلي ماتركوني ، لكن معك حق بإني مابي مشاري يتركني ، مو لإن مابقى لي غيره لا ، لإني احبـــه ومستحيل اتخلى عن اشيائي اللي احبها بسهوله !
نور فار دمها من القهر وقطع جدالهم صوت عبير وهي جايه من وراهم قالت ببرود : اشم ريحة شي محترق ، شكله غدانا !
نور تذكرت الغداء وسحبت بنتها ومشت عنهم بقوه، عبير جلست جنب تذكار وقالت بحده : خبله انتي لاتردين عليها تراها حقيره ، انا اللي ماعمري ضريتها وكانت بتحرق البيت فيني ، فمابالك انتي متزوجه مشاري وتقهرينها ، انتبهي منها
تذكار : ماسمعتي كلامها ؟ تبينها تغلط علي واسكت ؟ تخيلي حتى بنتها تقول اني ضربتها وانا مالمستها حتى
عبير : ماعليك منها طنشيها وراح تهجد
كملت بإبتسامه : طالعه تهبلين اليوم مالومها لو انقهرت
تذكار ابتسمت مجامله : انتي الحلوه والله
عبير تنهدت بضيق : وين الحلا بالموضوع انا وهالطاقيه اللي حتى بعز الصيف ماتفارقني
تذكار سكتت شوي وقالت بهدوء : شرايك تحطين باروكه
عبير بشتات : ودي بس مشاري رافض يقول حرام
تذكار : ماعليك منه حرام للي مو مضطرين ، انتي مضطره ، راح ابدع فيك.

عنـد ديـم :
كانت جالسه وجنبها ذياب لكن بينهم مسافه ، كان يشتغل ع اللابتوب ولابس نظارات طبيّه ومنمدج بالشغل ولا انتبه لنظراتها ، ديم كانت تتأمل كل جزء فيه وبالأخص الجرح اللي بيده " طعنة امها " اوجع قلبها منظره ولمعت عيونها ، كثير اللي سويته عشاني وانا ماسويت عشانك شي..
قامت من مكانها وجلست جنبه وهي حاسه بألم بظهرها ، ذياب أنتبه لكن ماعطاها اي اهميه رغم ان مشاعره ذابت من قربها.
ديم سندت ظهرها وراه وتنهدت بدون شعور من الألم ، التفت لها ونزل النظاره وقال بخوف : اوديك ؟
ديم ابتسمت بألم : لا بدري شفيك مستعجل
ذياب : ياديم واضح انك واصله حدك خليني اوديك
ديم : والله بدري على موعد الولاده باقي ست ايّام ، بس عادي الدكتوره قالت لي من تدخلين التاسع بتجيك الام لاتخافين منها وتعالي لنا قبل الموعد بيوم
ذياب بضيق : وش يصبرني ست ايام بعد
ديم بربكه : مابقى شي ، بكره راح تمل منها اذا جت
ذياب ناظر لبطنها وابتسم : انا مااقصدها ولاني مستعجل عليها ، انا ابيك انتي ، مستعجل على راحتك ، على نفسيتك القديمه
قرب لها ولمس خصلات شعرها وهمس : مستعجل على ضحكتك اللي ترد الروح ، تأكدي مو هاين علي اشوفك تعبانه كذا ولو بيدي ماعانيتي ، لكن مو بيدي وهذا امر طبيعي ومجبور ارضى فيه
.
ابتسمت وعيونها بعيونه وهي عاجزه توصف انشراح صدرها بعد نظراته وكلامه ، رجع يشتغل ع اللابتوب وتذكر شي وقال بسرعه : بسألك عن تذكار ، كيف حالها وليش ماتجي لأهلها
ديم : انت مادريت وش صار بهذيك الليله لما انت رحت لأمي انا انهرت وجاني مشاري وعرف ان تذكار خبرتك بمكانها دخل عليها وهددها بالشرطه لو ماعلمتنا مكانك وهي خافت وطعنت نفسها واجبرها ابوها على مشاري لما خطبها
ذياب : ومشاري ليه خطبها ؟ مادخل راسي موضوعهم
ديم : بقولك ليش لكن تأكد اني مالي يد ابداً ، مشاري مقهور منها لإنها كانت تضرني زمان فـ تزوجها علشان يـ. ينتقم يعني بس الحين تعدل الوضع
سكتت لما ناظر فيها وهو عاقد حواجبه قال بحده : ينتقم ؟ انا مااقول ان تذكار ماغلطت ، غلطت لكن ماله حق ينتقم منها ويتزوجها علشان هدف تافه
ديم : انت لو تسأل تذكار عن علاقتهم ماراح تكذب بتقول لك انه طيب معاها ، كان ناوي ينتقم بس ماعمل لها اي شي صدقني وتقدر تسألها
ذياب : بسأل ، لو طلع مأذيها وربي مااسكت له ، لو ابوها ارخصها انا ماارخصها
ديم حست بضيق وقالت بنبره حاده : لاتنسـى انها السبب بكل اللي حصل
ذياب : صغيره ، بزر جاهله ماتعلمت ماتثقفت ، لكنها الحين تأدبت ومستحيل اسمح لأحد يضايقها ، انا وانتي اصحاب الشان وسامحناها ، من يكون مشاري لجل يزعلها ويضيّق عيشتها !

بيوم ملكة شجن ووافي ؛
كان وافي جالس قدام امه ع الأرض وهي ماسكه بخورها وتبخره ودموعها بعينها من الفرحه ، كل محاولاته بتلطيف جوها باءت بالفشل لإن فرحتها اكبر من انها تكتمها ومالها مجال تعبر الا بالدموع..
ميس كانت واقفه جنبهم ومأثر فيها الموقف لكن ضحكاتها ماليه المكان هي ووافي جلست جنبه وقالت بإبتسامه : قولي الصدق يمه انتي تبكين لإنك فرحانه ولا مثل ام عناد تغار عليه مني
امها : لاوالله فرحانه
وافي : اي افرحي انا وميس بنعبي لك البيت احفاد ، بس لاتكثرين ميس علشان مايصير زحمه لأن عيالي يكفون
ميس ابتسمت لهالطاري وبدون مايحسون حطت يدها على بطنها ومسحت عليه ونست انهم موجودين معاها وتخيّلت شكل عناد اذا عرف ، قطع تفكيرها صوت وافي : مافهمت موضوع ام عناد وغيرتها ؟
ميس : ماهي غيره شينه او نشبه ، بالعكس خالتي طيبه معي مره بس..
سكتت وكملت عنها امها : من كثر ماعناد يحب ميس تخاف عليه امه ، افهم عاد ، يالله تأخرنا
اخذوا امهم وطلعوا وميس تفكيرها مره مو معاهم رغم فرحتها في شي مضايقها.. وتدعي ان وقته مايحين.

ديم دخلت بيت ابو هادي لأول مره من مده طويله ولأول مره تحسه منشرح وفيه حياه أتجهت لغرفة شجن وانفتح باب غرفة هادي وطلع كان يلبس شماغه وماسك عقاله بيده لما شافها كان بيصد ماعرفها من الوهله الأولى لكن تذكّرها وقال بإحراج : شخبارك ديم
ديم : تمام الحمدلله
طلعت شجن وهي لابسه فستانها قالت بتوتر : ديم اخيراً جيتي تعالي ارسمي لي الكحل
هادي وهو يطلع : لاتنسين تقرين اذكارك على نفسك شجن
شجن : اذا قال لي كذا اعرف اني طالعه حلوه
ديم : من يومك حلوه
هـادي لبس عقاله ونسف شماغه انفتح الباب ودخلت ام عناد معاها ورد ووراها رسيل كانت لابسه نظارات شمسيه ومن كثر مارتبكت من شوفته ماقدرت تنزل النظارات.
هادي : ابي افهم شلون ورده تجيب ورد
ام عناد : الورد بصراحه من رسيل لكن هذا مايمنع اني ورده مثل ماقلت
هادي : رسيل جايه ؟ وينها
ام عناد اشرت عليها : هذي هي ماتشوفها لهدرجه ؟
هادي مد يده بيصافحها : اها ماعرفتك بالبدايه احسبك ام كلثوم
ام عناد راحت للمطبخ ورسيل مشت وراها : ترا ماتضحك
هادي : امد لك يدي وتمشين وتخليني ، بسيطه يارسيل
رسيل : شبتسوي يعني
هادي : بعلمك بس اول شي شيلي النظارات ترا مافي شمس بالمطبخ
رسيل وقفت نزلت نظاراتها وفتحت شنطتها بتدخلها ماحست الا بحرارة جسمه خلفها ويده على فمها ومثل الريشه اخذها معاه لغرفته ، دخلها وقفل الباب وتركها والتفتت له خايفه وترجف : كنت شاكه انك مريض بس الحين تأكدت
هادي : وانا كنت اتمنى انك ماتصافحيني بيدك عشان اصافحك بحضني وتحققت أمنيتي.

هادي : وانا كنت اتمنى انك ماتصافحيني بيدك عشان اصافحك بحضني والحين تحققت امنيتي بدون مااسعى لها
رسيل بربكه : كل هذا وانت ماسعيت يعني لو تسعى وش بتسوي ، ابعد بطلع
انحنت من تحت يده وحطت يدها ع الباب بتفتحه لكن هادي كان اسرع حضن خصرها ورجعها له وحضنها بقوه وهمس بإذنها : احبك .. ولاتنسين هذا الشي اتفقنا ؟
ارخى ايدينه عنها ، من الصدمه ماقدرت تبعد او حتى تلتفت له ، كلمته اخترقت قلبها وارتكزت فيه..
وقف قدامها وناظرت بعيونه بشتات ماقدرت تتحرك ولا تتكلم لين ابتسم لها : شفيك ؟ ترا ماسويت شي بس قلت كلمه ، ارجعي لوضعك الطبيعي
رسيل استوعبت وابعدت عنه بسرعه فتحت الباب وطلعت وهي ترجف بشكل مو طبيعي ، الحقير ويقول بس قلت كلمه ، وانا وش دوخني غير هالكلمه الله ياخذ العدو بـس..
انتبهت على صوت قدامها رفعت راسها شافت تذكـار وجنبها وحده ماعرفتها ، تذكار كانت مصدومه تناظر فيها وتناظر لغرفة هادي وعلى راسها الف علامة استفهام..
رسيل طنشتها وتركتها تفسر مثل ماتبي ، ودخلت لغرفة شجن ودخلت وراها تذكار وعبير.
تذكار : ممكن اعرف وش مدخلك لـ.
رسيل قاطعتها : بعدين ، نتكلم بعدين
ديم وقفت وعينها بعين عبير ، مصدومــــه من اللي شافته ، عبير طالعه آيـــه بالجمال بالشعر اللي عليها ، اللي مايعرفها مايصدق ابد انها باروكه ، ومكياجها الناعم معطيها شكل ثاني اقل مايُقال عنه فاتـن ، والأدهى من هذا كله انها وأخيـراً طلعت من البيت.
قربت لها وعبير ابتسمت لما عرفت سبب صدمتها مسكت يدينها بدون شعور وهمست : انتي عبير ؟
عبير : اي ، شرايك فيني
ديم : قمر ، والله حلوه ، والله تهبلين
رسيل وشجن انصدموا انها عبير اللي طالما سمعوا عنها انها مريضه ماتوقعوها ولا قليل انها جميله كذا..
عبير بغصه : هذي تذكار سوتني كذا
ديم ناظرت لتذكار بإمتنان وعيونها تلمع وتذكار ابتسمت لها وقالت بربكه : بروح اسلم على عمي ذياب وأرجع لكم
ديم : اي روحي لإنه مشتاق لك ويسأل عنك
تذكار حست الدنيا كلها وقفت من حولها ولمعت عيونها مو مصدقه اللي تسمعه ، طلعت من البيت واتجهت لمجلس الرجال بأسرع ماعندها ، دخلت وكان موجود ابوها وهادي وذياب ، اول ماشافته ابتسمت وماقدرت انها تكتم دموع الفرحه بشوفته والفرحه الأكبر انه مسامحها ويسأل عنها.
ذياب ضحك لما شاف دموعها ووقف وراح لها ضمها هنا بكت بصوت عالي ماقدرت تتحمل..
ذياب : ليش الدموع ، ماقلنا خلاص
تذكار : عمي اسفه ورب الـ.
قاطعها : خلاص ياتذكار اللي فات مات
رفع راسها وهمس : كيف حالك انتي وشخبارك مع مشاري
تذكار : كل شي تمام والله
ذياب بتشديد : شخبارك مع مشاري ؟

تذكار : عمي والله مااكذب ، زين معي ، بس كان مقهور علشان ديم اول ماتزوجنا لكن الحين تغير كل شي ، والله مرتاحه معاه
ذياب ارتاح : زين ، اي شي يصير لك قوليلي انا
تذكار بغصه : ياليت الكل مثلك كان الدنيا تصير بخير
هادي : يادراما كوين ادخلي ، وصلوا الرجال
تذكار طلعت ودخلت للبيت شافت الكل مجتمع وشجن بينهم بتموت من الخجل قالت بسرعه : اهل المعرس وصلوا
ام عناد : اهل المعرس هم اهل العروسه كلنا واحد
تذكار : لا حنا مالنا دخل للان بس اهل العروسه
رسيل : ياليل تذكار رجاء لا تعاندين اللي تقوله خالتي ام عناد هو الصح
ام عناد : خلاص انا قررت اتبنى رسيل وعبير
رسيل : ياليت اقدر فعلاً اخليك امي
الكل ناظر لرسيل بضيق من كلمتها رغم انها ماكانت متضايقه وهي تقولها لكن واضح ان هالموضوع حاز بخاطرها وكثيــر.
انفتح الباب ووقفوا كلهم لما دخلت ميس وامها ، شجن مسكت ديم بقوه وضحكت ديم : ترا امه واخته مو هو !
شجن : شسوي بيشوفني صح ؟
ديم : اكيد ، ماتوقعتك بتخافين شجن عادي اهدي وروحي سلمي على أمه
ام عناد استغربت من شكل ميس ولا كأنها بملكة اخوها الوحيد سحبتها على جنب وقالت بهدوء : عسى ماشر شفيك ؟
ميس : لا مافيني شي ليش
ام عناد : ماعرفتي تكذبين ، قولي
ميس بغصه : مابي اخرب فرحتك الحين
ام عناد بخوف : تكلمي
ميس : عنـاد ، بكرا بيسافر
بهتت ملامحها : صادقه ؟
ميس : اي ، لاتزعلين لإنه ماقالك هو بس..
ام عناد بغصه : بس ايش ؟
ميس : مو عارف كيف يقولك وخايف عليك تتضايقين
سكتت شوي وابتسمت بعيون تلمع : عندي بشاره لك
ام عناد ماهتمت بكونها بشاره لإنها عارفه ماراح تفرح لين يرجع عناد قالت بهدوء : قولي
ميس : انا حامل
خاب ظن ام عناد لما ظنت انها ماراح تفرح لسنه قدام ، خاب ظنها وفرحت بنفس الوقت اللي حزنت فيه قالت بإبتسامه : الله يبشرك بالخير
بدون ماتحس ضمّتها بقوه وميس ضحكت والكل انتبه لهم.
رسيل : فرحونا معاكم مايصير كذا
ام عناد : الحمدلله ميس حامل
استانسوا كلهم واكثر شي ديم وتذكـار ، ديم قامت بصعوبه وضمتها وتذكار ناظرت فيهم بضيق هي عارفه ومتأكده انهم لو تقبّلوها ماراح يرجعون العلاقه زي زمان قالت بغصه وعيونها بعيون ميس : مبروك ميس
ميس كانت عارفه شتفكر فيه ، ديم همست لها : أحضنيها
ميس بنفس همسها : مو قادره انسى اللي سوته
ديم : سـ. سامحتها
ابعدوا عن بعض واتجهت ميس لتذكار بتضمها وتذكار ماستوعبت ان ميس تضمها وقالت بفرحه : الله يبارك فيك
تذكار كانت تناظر بشتات " وش هاليوم الحلو ، عمي سامحني والحين ميس وديم ، يارب يارب انه مو حلم"

انفتح الباب وسمعوا صوت هادي : ياجماعه بدخل لشجن ، تغطوا
ميس : مالي خلق اتغطى بدخل للغرفه لين يطلع
رسيل : وانا بعد تعالي معانا عبير
تذكار : خلوها تجلس يمكن يشوفها هادي وتعجبه ويخطبها
ام عناد : اي والله صادقه تذكار لايقين على بعضهم ، عبير لاتتغطين سوي نفسك ماسمعتي
رسيل ناظرت لعبير اللي مو فاهمه شي ماغير تتبسم بخجل ومستانسه لإنهم يمدحونها.
قالت بإندفاع : اعتقد اننا بوقت ضيّق مو وقت استعراض ، عبير تعالي معانا
هادي سمع صوتها : يارسيل استعجلي الناس تنتظر فشلتينا
ام عناد : ادخل ياهادي عادي رسيل مثلها مثلك
هادي ماصدق على الله ودرعم عليهم وطاحت عينه بعينها ناظرت فيه بحده ودخلت بسرعه للغرفه ونسـت تاخذ عبير معاها .. لما دخلت تذكرتها وحست بغيره مو عاديه تحجبت وطلعت بسرعه ، شافته يجلس جنب شجن ومايدري من اللي جالسه جنبه ومتغطيه ، ديم تناظر بوهقه لإنه جلس جنب عبير.
ميس كانت مطلعه راسها وتناظر فيهم واستانست لما وقعت شجن ، استغربت من شكل رسيل : شفيك
رسيل : هادي جلس جنب عبير ، لهدرجه مايشوف يعني ، وهي ماتستحي تجلس جنبه ليه ماتقوم ؟
ميس : ترا البنت على نياتها واول مره تطلع من بيتهم راعي مشاعرها
رسيل متوتره من كلام ام عناد وتذكار عن عبير ، خافت يصير شي فعلاً طلعت بسرعه بدون لاحد ينتبه لها ، وقفت عند باب المدخل ثواني وطلع هادي شافها عقد حواجبه : كنتي داخل وش طلعك ؟
رسيل قربت له وقالت بضيق : ولا شي
هادي استغرب : رسيل تكلمي بسرعه
رسيل : تذكار قالت انها بتخطب لك وحده
هادي : كلام بس ، لابغيت اتزوج انا اختار
رسيل : لا انا اعرف تذكار لاحطت براسها شي تسويه ، وبعدين قالت هالكلام قدام الكل يعني كأنها تمهّد لهم !
هادي : قلتلك مجرد كلام
رسيل : لالا هادي انت مو فاهم ، اقولك قالت هالكلام قدامها والكل وافقها الراي وقالوا انها لايقه لك ، وهي الحقيره من كثر ماهي مستانسه ماقامت ولاتحركت من مكانها لما شافتك دخلت ، وجلست جنبها وماقامت ابد
هادي : طيب هي منهي ؟
رسيل : عبير اخت ديم
هادي تذكرها وقال بهدوء : اول شي لاتدخلين بنيّتها هي تعبانه وذياب يقول اول مره تطلع من بيت اهلها ، ثاني شي
قرب لها وسكر الدفتر بينه وبينها وهمس : انا ماارضى لنفسي اني اعلق بنت غريبه فيني واتركها ، كيف تبيني اتركك وانتي بنت عمي ! بنت عمي قبل لاتصيرين حبيبتي وقبل لاتصيرين البنت اللي ابي اعيش حياتي معاها ، لاتخافين ولاتغارين.
.
.
عسى كل السنين المقبله وياك ‏
وحنان أيامها يملا ملامحنــا .
.
. ➖
هادي : كيف تبيني اتركك وانتي بنت عمي ! بنت عمي قبل لاتصيرين حبيبتي وقبل لاتصيرين البنت اللي ابي اعيش حياتي معاها ، لاتخافين ولاتغارين
كل المشاعر الحلوه اجتمعت بقلبها قالت بتوتر : طيب روح لاتتأخر عليهم..
دخلت وتركته مستانــس لغيرتها عليه ، رجع للشباب وكل تفكيره معاها لدرجة انه نسى يبارك لـ وافي اللي فرحته ماتوصفها الحروف.
ابو هادي : مبروك ياوافي
وافي : الله يبارك فيكم جميعاً ، ياليت ياعمي تسمح لي اشوف شجن
ابو هادي : اي حياك تفضل.
هادي جلس جنب عمه عزام وتنحنح : عمي وش صار بالموضوع اللي قلتلك عليه ؟
عزام : رسيل رافضه ، تقول اذا تخرجت وتوظفت افكر بالزواج
هادي : كم باقي لها وتتخرج
عزام : سنه ، اذا تبيها انتظرها
هادي : اي بنتظرها ، حتى وظيفتها جاهزه
عزام استغرب : شلون جاهزه ؟
هادي : ماعليك موضوع الوظيفه عندي ، بس عمي لاتعطيها غيري لو تقدم لها قبلي ، لاتطمع بمنصب ولا مال ولا جاه ، انا ابيها لاتنسى هالشيء!
عزام بضيق : انا ماودي احد ياخذها غيرك ، لأني ادري بحبك لها وادري انك بتعطيها اللي ماعطيته لها..

بأحد الغرف كانت شجن جالسه ومعاها ميس اللي ماكانت حابه تدخل لكن شجن طلبتها تجلس معاهم شوي وتطلع علشان بس تهدي توترها..
ميس وهي تسمع صوت وافي قريب منهم قالت بضحكه : خلاص بطلع
شجن : وربي بزعل
ميس : والله انك اوڤر ، ترا ماراح ياكلك
دخل ابو هادي ووراه وافي ، طاحت عيونه على شجن ونسى كل شي حوله ، شجن رجفت اكثر لما طلع ابوها ، ميس قامت وسلمت عليه : مبروك ياروحي
وافي : الله يبارك فيك بس ورا ماتطلعين حتى هنا ناشبه لي
ميس : ماكنت بدخل اساساً بس شجن طلبتني علشان اسوي لكم جو شوي
وافي وهو يناظر لشجن : اطلعي انا اعرف كيف اسوي لها جو
ميس : الله يستر ، يالله باي شجن
شجن ناظرت فيها بتوتر وتوسلتها بنظراتها لكنها طلعت وسكرت الباب.
وافي تقدم لها وجلس جنبها ، من قوة نبضات قلبها حست انه يسمعها.
درس ملامحها درس ومثل ماتوقعها " جميلـه " رغم ان الحزن واضح بملامحها الا انه مااخفى جمالها.
همس بحب : ياسعدي وياهناي .. والله
أكتفت بإبتسامه وحست فيه يمد يده ناحية يدها وابعدتها عنه بدون شعور.
وافي : شفيك خايفه ، عطيني يدك
ارخت يدها ومسكها وافي وضغط عليها ثواني وقربها له وباسها بهدوء وهمس : من بين كل أحلامي .. الحمدلله انك لي
شجن استجمعت قوّتها وهمست بدون ماتناظر فيه : والحمدلله عليك بعد
وافي ضحك وابتسمت وهدت اعصابها شوي وتنهد وافي بنهاية ضحكته وهمس : اخيراً جاء اليوم اللي جمع أجمل عطايا ربي .. فرحة امي ، وشوفتك اللي لها عندي قدر وشـان..

عناد طلع بعد ماوّدع الشبـاب لإنه الصبح بيسـافر ، ركب سيّارته ومعاه امه وميس ، استغرب هدوئها مو بالعاده قال بتعجّب : غريبه يمه ساكته
امه بضيق : مافي مجال تخلي مرابطتك اقل من سنه ؟
عناد ضحك علشان يلطف جوّهم : احمدي ربك سنه ، معاي ناس يجلسون سنتين ثلاث
ميس عرفت انه يكذب عليها لكن مشت معاه الكذبه علشان امه : اي صح صديقتي تقول اخوها راح ثلاث سنين ماشافوه
عناد عرف انها مو مصدقه ومو اقل من امه لكنها ماتبي تزيد همّه ابتسم لها : والله يايمه هالسنه راح تمر بسرعه
التفتت له وقالت بصوت راجف : بس توعدني انك اخر مره تداوم فيها ، تاخذ راتب سنه وتفصل ، اوعدني ياعناد
عناد ماحب يجادلها وهي منهاره قال بإبتسامه : ماطلبتي شي ، أوعدك
ام عناد سكتت شوي وقالت بأبتسامه خفيفه : هالطلب مو عشاني ، عشان ولدك
عقد حواجبه : ولدي ؟
حسته مو عارف شي وناظرت لـ ميس بالوقت اللي ناظر فيها عناد بذهول ، ميس تناظر فيهم بصدمه كانت مخبيه المفاجئه لعناد وفجأه انكشفت.
ارتسمت على وجهه شبه ابتسامه وهمس بحب : الحمدلله..

وصل لبيته بعد مانزل امه عند بيتها ، ميس مو عارفه سبب ربكتها الكبيره بعد ماعرف ، نزلت قبله ودخلت ، عناد بقى شوي يحوس بالسيّاره ونزل ودخل للبيت وأتجه لغرفته ، كانت واقفه قدام المرايا ولا ناظرت فيه لما دخل اخذت عطرها ورشت منه لين قرب لها وقف وراها ، ولازالت منزله راسها ومشغله حالها.. حاوطها بيدينه ورفع راسها له ، ناظرت بعيونه بإنعكاس المرايا.. كانت عيونها تلمع لكنها ابتسمت للفرحه اللي واضحه بعيونه ، انحنى وباس خدها ونزل لعنقها استنشق عطرها اللي دوّخ احاسيسه.. همس : كيف اسافر وانا قلبي ضايع معاك وماني عارف وش اسوي
ميس رغم الوجع بقلبها من هالطاري كابرت عليه وقالت بنبره طبيعيه : بتمر هذي السنه بسرعه وبترجع يعني ليش نكبر الموضوع
عناد سكت بُرهه وهمس بضيق : ماراح اكون معك ، ماراح اشوف التغييرات اللي بتحصل لك ، ولا راح احضر ولادتك ، بغيب عنكم ١٢ شهر يابنت انتي مستوعبه ؟
ميس بلعت غصتها ماقدرت ترد ، كان يحاول ينسيها هالشيء طول الفتره الماضيه لكن لما جاء الجد صار هو اللي يذكرها ، وواضح انه حاز بخاطره موضوع حملها.
التفتت له وشدت نفسها له وهمست بعبره : سهله ، لاتسافر
عناد : مافي مجال ، ساعات احسك طفله كل دقيقه لك كلمه ، مو قبل شوي قلتي عادي ؟ وش غيّر كلامك الحين
ميس ابتسمت وقررت تغير الموضوع همست وعيونها بعيونه : انا كبيره لين اصير بيدينك
‏‎‏ناظر فيها كلها وتنهد بدون شعور : انتي فاتنه بالشكل المُفرط الذي يخليني بدال مااسلم عليك اتنهد.. كيف اسافر بعد هذا كله ؟

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن