21

32K 503 40
                                    


نبني قصور احلامنا واثرها ثلج
اذا اشرقت شمس الضحى ذوّبتها .
.
.
ظلت ساكته ثواني تحاول تستوعب قالت بصوت خافت : ليش ؟
امها : غصب عني ياماما ، الله يشهد اني ماكنت ابي
رسيل : وش طاري عليه بالخارج ؟
امها : والله ماادري
رسيل انسدت نفسها وقامت وقلبها يحترق من قوة الغبنه قالت بغصه : مستحيل اصير مثلك واعيش حياتي على ظل رجل
امها : وش قصدك
رسيل : قصدي واضح ، انتي بإمكانك تتطلقين منه لكن ماتبين تعتمدين على نفسك ، تبينه هو يصرف عليك ويعيشك ، حتى مصلحتي كـ بنتك مااهتميتي لها ، بح صوتي من كثر مااقول يايمه تطلقي ، بس ماادري وش لاقيه بهالمتعب عساه بالتعب اللي ياخذه ، لو ان فيك ذرة رحمه مابقيتي مع واحد عذب بنتك بصغرها !
شجن وقفت جنبها وهي خايفه من كلامها وصوتها الراجف اللي قالته بدون شعور كملت رسيل : صدقيني مستحيل اصير مثلك ، مستحيل اتزوج واجيب عيال واتركهم للدنيا وقسوتها
شجن سمعت الباب يطق واشرت لرسيل انها تهدا وراحت تفتح.
ام رسيل بصوت باكي : والله انك ظالمتني ، يوم تطلقت من ابوك اهلي قوموا الدنيا وماقعدوها ، واول ماخطبني متعب وافقوا عليه لإنهم مايبوني ، مايبون مسؤوليتي ومايبون يصير بإسم عايلتهم وحده مطلقه ، وانا اهون علي اعيش بعذاب متعب بس مااعيش ذليله ومكسوره ، متعب عمري ماحبيته ولا ابيه ، لكن يكفيني ظل رجال بحياتي يغنيني عن اذى النـاس
رسيل وهي تشوف ابوها يدخل ووراه شجن تأشر لها انها تسكت لكن رسيل مااهتمت وضحكت بسخريه : ماهو عذر ، والله ماهو عذر ، لو تصيرين مطلقه الف مره ماينقص من قدرك ، ولو اعتمدتي على نفسك بتعيشين احلى حياه ، لكن انتي ماتبين تعتمدين على نفسك وخـلاص ، بكيفك يايمه عمري ماراح اعاتبك بعد اليوم بس صدقيني لو حصل وجبت بنت مستحيـل اعيّشها مثل ماعشت انا ، مستحيل اعاملها مثل ماعاملتيني انتي وابــوي !
ابوها تغيّرت ملامحه ، رسيل قفلت جوالها وناظرت فيه ببرود : هلا ، امر ، عندك كلام فاضي حاب تقوله تفضل قوله بسرعه
ابوها : خلاص يكفي تعامليني بهالأسلوب ، انا قصرت معك بوجودي لكن ماقصرت عليك بالأشياء الثانيه ، والحين ابيك ترجعين معي ولك عهد علي ماابعد عنك وكل اللي تبينه بيصير
رسيل : مجرد انك كنت تاركني عند متعب طول عمري ! عند رجال غريب ! هذي تحسب ضدك ، وعمري ماراح اسامحك عليها
ابوها : ماكنت فاضي ، يعني بالعقل تبيني اخليك لحالك واسافر ؟
رسيل : كنت فاضي لنفسك وزواجاتك اللي ماخليت دوله الا وتزوجت منها ، ماخليت جنسيّه الا جربتها لين صار عندك خبره بالحريم و..
سكتّت لما اندفع لها بعيون تلمع قهر وصفها كف غيّر ملامحها وشهقت شجن من قوّته..

عزام بصوت عالي : جنيتي على حالك يالصايعه ، صارت السالفه عناد الحين وبتروحين معي غصب عنك
رسيل بحرقه : صدقني كل محاولاتك فاشله
مسك يدها بقوه وقال لشجن بعصبيه : جيبي عبايتها
شاف شجن تناظر بخوف وارتفع صوته اكثر : جيبيهــا
دخلت وهي ترجف اخذت عبايتها وكان جوّالها يتصل " ميس " ارعبتها صرخة رسيل وبعدها بكت بصوت عالي ، خافت عليها منه ، ردت على ميس : الوميس
ميس استغربت : هلا شجن شفيك
شجن : تكفين تعالي لي بسرعه ، عمي ابو رسيل هجم علينا ورسيل تصيح وخايفه يصير شي
ميس بخوف : طيب بجي الحين
قفلت منها وكانت بالسيّاره مع وافي اللي استغرب : وش صاير ؟
ميس : ودني لها ، تقول عمها متهجم عليهم
وافي : اي واحد من عمامها ، طبعاً كلهم مهابيل ولعبتهم التهجم على البنات
ميس مااعجبها كلامه قالت بهدوء : عزام ابو رسيل..

شجن طلعت له بسرعه ولما شافته يضربها ويحاول يسحبها انقهرت وراحت له بسرعه ودفته عنها لين ابعد وقالت بقهر : مالك حق تضربها !
رسيل استغلت الفرصه سحبت عبايتها من يد شجن وهربت بأسرع ماعندها وطلعت من البيت وابوها وراها وشجن صرخت : اهربي لاترجعين لين يروح
تعب عزام من كثر ماركض ، ورسيل ابعدت حيل ، رجع وهو يتنفس بصعوبه دخل للبيت ووقف قبال شجن وهز راسه بإستنكار : الله يخلف على ابوك ماجاب بنت ، جاب شقا
شجن : ماطلبنا رايك
عزام : بس هذا راي ابوك ، هو دايم يقول انك زيادة عدد بحياتهم ومالك فايده وزاد الطين بله بعد ماصرتي ارمله
شجن رغم ان الكلام قاسي عليها ردت بثقه : بغض النظر اذا ابوي قال هالكلام او لا ، ترا كلمة ارمله مو عياره لجل تقولها لي بهالطريقه ، هذا شي كاتبه لي رب العالمين ياعمي ، والله عيب الناس تتقدم وانت ترجع ورا ، كبر عقلك الله يهديك وارفع نفسك عن حركات المراهقه
انقهر اكثر وارتفع صوته وسحب شعرها بقوه : اصغر عيالك يوم انك تقولين لي هالكلام ؟
شجن بصراخ : اترك شعري انا ابوي مامد يده علي تجي انت تمد يدك علي
رماها ع الأرض بقوه : اي امد يدي واكسر راسك واربيك ياقليلة التربيه ، انا عارف انك بتضيعين بنتي اصلاً
شجن لهنا وخلاص عجزت تتحمل اكثر صرخت بوجهه : ماضيع بنتك الا انت يالحقيــر !
فقد اعصابه وسحب عقاله وهجم عليها ضربها بقوه وحست روحها طلعت مع الضربه وضربها مره ثانيه ولمت نفسها بقوه ورفع يده للضربه الثالثه لكن انمسكت بقوه ورفع راسه شاف واحد ماعرفه ولايدري من هو مايمديه استوعب الا وصلته لكمه قويه هزت ثباته وناظر بشر وصدمه : من انت !

عزام : من انت !
قال بقوه : مهو شغلك وانقلع من قدامي لا اتوطاك
عزام : تخسي ماتقدر
وافي : لا مااخسي ، لاتتحداني و تخسر لإن اشكالك ضعوف قدام الرجال ، وقوته ماتطلع الا على الحريم
ميس وقفت جنبه وقالت بقهر : ترا كلمت الشرطه وبلغت عنك ياغبي
عزام خاف من طاري الشرطه اخذ عقاله وهرب بسرعه ووافي ناظر فيه لين طلع وهو نفسه يذبحه لكن تركه يمشي.
ميس انحنت لشجن وقالت بخوف : شجن فيك شي
وافي انتبه وناظر فيها وصد بسرعه ، شجن وهي تقوم قالت بتعب : لا ، بس بروح اشوف رسيل
ميس : ماعليك منها رسيل تدبر نفسها ، تعالي ارتاحي واضح انك تعبانه ، الله يشل ايدينه
وافي تنحنح : اذا محتاجه الطبيب خلينا نوديك
شجن : لا شكراً مافيني شي
ميس : لاوافي بنوديها واضح انها تتألم
شجن كانت بتعارض لكن وافي ماعطاها مجال : انتظركم بالسياره..

بالمستشفـى ؛
ميس كانت واقفه وتناظر ليد شجن اللي كلها حمراء بخطوط بنفسجيه من قوة الضرب ، الممرضه مصدومه : مين اللي ضاربك ؟
شجن : عمي ، حصلت مشكله وماتمالك اعصابه
الممرضه : حسبي الله عليه يطلع حيله على اللي اضعف منه ، المفروض ماتسكتين له
شجن : انا استفزيته
الممرضه : عموماً بكتب لك مرهم ومريني بعد يومين اشوفهم
شجن : والله ماله داعي احس كبرتوا الموضوع
الممرضه : لا له داعي لو ماجيتي ممكن يتجلط الدم لاسمح الله ، شوفي مكان الضرب كيف صاير
شجن : اوك يعطيك العافيه
ميس : بروح اجيب المرهم واجي
شجن طلعت وتفكيرها مع رسيل ، وافي كان جالس بالإنتظار لما شاف ميس طلعت قام بيروح لها لكنها راحت للصيدليه بسرعه ، ولما طلعت شجن مانتبهت له وواضح انها تفكر قال بهدوء : ها كيفك ؟
شجن انتبهت وردت بربكه : تمام
وافي ماصدق خصوصاً انها ماسكه يدها اللي توجعها بقوه وصوتها واضح فيه الألم لكن ماحب يحرجها.
شجن استجمعت نفسها وقالت بضيق : وافي
ناظر فيها وبلعت غصتها وقالت برجفه : بخاطري كلام نفسي اقوله من زمان لكن .. ماعرفت كيف ، والحين بقول
عقد حواجبه وكملت شجن : اسفـــه ، من كل قلبي اسفه ، وندمانه كثير لإني كنت سبب من اسباب ظلمك ، وتأكد لو بيدي شي اسويه علشان اعوضك عن اللي صار لك ماراح اتردد ابد ، وبسويه بكل رحابة صدر ..

وافي سكت يستوعب كلامها وشجن زادت وتيرة الربكه عندها وكملت وهي تناظر للممرات والممرضات : يعني ادري لا المكان مناسب ولا الوقت مناسب بس أخاف مااشوفك مره ثانيه وحبيت اقولك عن اللي بقلبي و..
قاطعها بإبتسامه هاديه : مسامحك، وادري ان مشكلتي كانت نقطه ببحر مشاكلك ، وانا رجل واتحمل وانتي بنت واللي صار لك كثير ، لكن ماازعلني الا تنازلك عن فايز ، هو حلو انك كسبتي اجره وأجر بنته ، لكن مخليته سنه ! سنتين ثلاث
شجن لمعت عيونها وقالت بصوت مهزوز : عشان بنته ، بنته أشطر طالبه عندي بالفصل واحبها كثير ، وبعد ماعرفت ان ابوها هو اللي..
سكتت شوي وكملت بغصه : رحمتها، وعرفت سبب حزنها واهمالها ببعض الأشياء ، كان غلط فايز الوحيد انه هـرب ، ماكان متعمد ، والموت حق ، وانـت ! ابتلاك ربي وصبرت وان شاءالله اجرك عند الله مايضيع ، ويعوضك خير
ابتسم لكلامها ، حس براحه عظيمه ، استحت من ابتسامته لكنها ارتاحت وانزاح عن قلبها الهم.

فهـد ؛
دخل بيته بهدوء وكان حاب يفاجئ ريم وجايب لها بوكيه ورد وهديه لطيفه وكان متحمس ويدعي ان البنات ناموا ، دخل غرفتهم وفعلاً كانوا نايمين ابتسم واتجه لغرفته ، فتح الباب بهدوء ، شاف ريم جالسه ع السرير وماسكه صوره ، ودموعها تنزل بصمت ، واناملها تمسح ع الصوره برقّه ، وتنعـى صاحب الصوره بهمس موجوع ، ارتخت يده وارخى قبضته ع الورد.
مايدري يحــزن على طاري ياســر صاحبه ، ولا يزعل على ريم.
تعوذ من الشيطان وانتبهت له ريم وخبت الصوره بسرعه ومسحت دموعها وقامت وهي مبتسمه كانت بتتكلم لكن قابل ابتسامتها بصدود ودخل جلس ع الكنب وحط الورد ع الطاوله قدامه وقال ببرود وهو يسند ظهره : كنت عارف
ريم جلست جنبه وهي متضايقه ماتدري كيف تبرر له.
كمل بسرحان : كنت عارف انك وافقتي عشان بناتك ، مو عشاني انا ، انتي قلبك للحين مع ياسر
ريم بلعت غصّتها والتفت لها فهد وقال بضيق : انا ماقلت لك انسيه ، ياسر مايننسي ، والله اني حقير وماخاف الله لو قلت لك لاتفكرين فيه ، لكن !
ريم حطت يدها على يده وهمست : فاهمتك ، ومقدره شعورك ، فهد بصراحه انا صح وافقت عليك علشان بناتي لكن بعد الزواج تقبلتك و..
فهد : تقبلتيني بس ، ماحبيتيني ، ادري ، عادي قوليها
ريم : الله يعلم انك صرت شي كبير بحياتي ولبناتي ، لو الف الدنيا ماالقى مثلك
فهد ابتسم : طيب خلاص جبت لك هديه بسيطه
ريم : ليش بسيطه ، ليش مو غاليه؟
فهد : شسوي مطفر ، بعدين ليش داخله على طمع؟ ماتحمدين ربك اني تذكرتك
ريم : هالمره راح اقبلها ، لكن المره الجايه جب لي هديه عليها الكلام
فهد : خير ان شاءالله ، هذا اذا جبت لك
.

الساعه ٩ الليل ؛
شجن كانت تنتظر رسيل ترجع ، من طلعت الظهر مارجعت ولا اتصلت ، والمصيبه انها طلعت وهي تعبانه وجوعانه ، خافت لايكون صار لها شي.
توّترت كثير ، ماتدري تقول لمين ، لكن اقرب وافهم شخص لها هالفتره هي ورسيل هادي ، اتصلت فيه.
رد : هلا
شجن : هادي ممكن تجيني، في موضوع صار اليوم وبقولك عنه
هادي قفل وهو مستغرب ، ركب سيارته وراح لها وخلال عشر دقايق وصل ، نزل واول مادخل كانت واقفه بوجهه ، استغرب اكثر من ملامحها وقال بسرعه : وش صاير تكلمي ؟
شجن قالت له موضوع عمها مع رسيل ، هادي انصدم ماتوقع الموضوع يوصل الى هالدرجه ، حقد على عمه ، ماتوقع انه كذا توصل فيه يمد يده على بنته وبنت اخوه.
قال بعصبيه : وانتي توك تعلميني ؟ ليتك قايلتلي بدري علشان يجيه شغله
شجن : وش بتسوي يعني بتضرب عمك
هادي سكت شوي وطلع وجوّاله بيده وارسل لها : وينك
ثواني وقرتها رسيل ولاردت ، كتب :رسيل بس بعرف وينك قوليلي ؟
لارد منها ، هادي كتب : طيب بتصل وردي
اتصل عليها وارتاح لما ردت قال بهدوء : ارجعي ، انتظرك
قفلت وجلس هادي ينتظرها ، وعلى راسه الف علامة تعجب من ابوها ، كيف يبيها تتقبله وتحبه وهو ضاربها ويبي يرجعها غصب ، فعلاً غريب هالإنسان ، مايلوم ذياب على كرهه له.. رغم انهم اخوان لكن واضح ان عزام مايعرف قيمة العائله والأهل.
مرت ساعه ورسيل مارجعت ، تعب من الجلسه ووقف وطلع جوّاله اتصل فيها باللحظه اللي انفتح الباب رفع راسه وشافها تدخل ، حط جواله بجيبه واتجه لها وقف قدامها وكان بيعاتبها على حركتها انها طالعه من الظهر لكن لما شافها تعبانه وملامحها باهته وعيونها ذبلانه ارتخى ، قال بهدوء : ليش مارجعتي بدري
ماردت وتنهد هادي : ابوك ماراح اسكت له ، ماله حق يمد يده عليك وعلى شجن ، بأشتكي عليه و..
سكت شوي لما شاف دمعتها سالت وقال بقوه : والله لأخليه يعرف قيمتك ، لاتبكين
رسيل بألم : امي سافرت
هادي اوجعت قلبه نبرة صوتها المكسوره ، حس بشتاتها وضعفها وشد قبضة يده بأقوى ماعنده وغليله يتزايد على ابوها وأمها وكملت رسيل : قلت لي اطلبي امك تتطلق ، لكن امي سافرت معاه وتركتني ، قلت لي حاولي تتقبلين ابوك وتتغير حياتك ، كيف اتقبله بعد ماضربني بوحشيه مثل ماكان يضربني زوج امي ، وطاح من عيني ابوي ، وش بقى
هادي نسى كل شي حوله ، قرب لها خطوه وقال بضيق : بقى حضني !
رفعت عيونها له مصدومه وبرمشة عين احتواها بحضنه وبين يدينه بكل قوّته لين حست حالها اختفت فيه، حست قلبها بيطلع من مكانه من هول الموقف وقوة شعورها بهاللحظه.
.
بس أنت من يجعل من الهم بسمات
‏يمرك الزعلان ، و يروح راضي.
.

هادي : قلت لك، ثالث حل هو حضني
سمع شهقتها وشد عليها رسيل كل شي فيها يصرخ ، من كثر مابكت حست دموع حياتها كلها بكتها بهاللحظه.
هـادي أستوعب وابعد عنها شوي وهو صاد ولا وده يشوف دموعها.
مسحت دموعها والجو هدوء ثواني وناظر فيها وناظرت فيه رغم قوة خجلها ابتسمت ابتسامه حزينه ورد لها الأبتسامه وهمس : ايامك الجايه بتكون احلى ، صدقيني
رسيل : ان شاءالله بس انت ليش واثق كذا
هادي : هذا ياطويلة العمر احساسي اللي عمره ماخاب
رسيل : كانت بترد لكن شافت شجن تناظر فيهم بملامح مالها تفسير ، ارتبكت ونزلت راسها وشجن دخلت بهدوء..
هادي : ليش متضايقه من سفر امك وانتي متعوده على غيابها وماراح يفرق معك ؟
رسيل : هو صح مايفرق معي بس ، ابيها قريبه للمكان اللي انا فيه
هادي : طيب ابوك ، ليش ضربك ، قولي الصراحه
رسيل : لأني قلتله انه بتاع حريم
هادي كان بيضحك لكن مسك ضحكته يبي يحسسها بجديّة الموضوع : بس هالكلام عيب ، هذا ابوك
رسيل : وربي انقهرت وطلعت عن طوري ، ضربتين بالراس توجع
هادي : صادقه ، عاد انتي راسك مابه شعر يحميه من الضربات فماالومك لو انفعلتي
رسيل دخلت اصابعها بشعرها وجابته على جنب وقالت بربكه : خلاص بطوله
عدل وقفته وابتسم لها ابتسامه هزتها من الداخل وهمس : ليــش ؟
رسيل ضاعت وقالت برجفه : بدون سبب ، ليش استغربت وانت دايم تقول طوليه
هادي : متأكده بدون سبب ؟ ولا ثالث الحلول جاب نتيجه
رسيل : الساعه١١ ماودك تمشي ؟
هادي : لا ودي اسكن عندكم ، تراه بيت اختي
رسيل : وانا قاطه مع اختك بالإيجار يعني بيتي بعد
هادي : خلاص خليني اتزوجك واصير رجال البيت ونجامل شجن كم شهر وبعدها نطلعها
رسيل توهقت لإن شجن اكيد سمعت كلامه ، هادي حس من نظراتها ان شجن سمعته وقال بصوت عالي : اصلاً كنت امزح ، تصبحين على خير
طلع بسرعه ورسيل تناظر لمكانه لين طلع وابتسامتها مااختفت لين انتبهت على صوت شجن : اسم الله عليك مستانسه؟
رسيل : كثير مره وايد هلبا اوي بززاااف.. تو ماتش
شجن : هذا وانتي متكفخه مستانسه بكل اللهجات بعد
رسيل : وانتي بعد تكفختي ومستانسه
شجن تذكرت وافي وابتسمت : عموماً لاتزودينها انتي وهادي
رسيل : عفواً بس وش دخلك ؟
شجن : هو اخوي وانتي بنت عمي وماارضى لكم الغلط
رسيل : ماسوينا شي غلط هو قلبه طيب وضمني ضمة الأخ لأخته
شجن شهقت : ياكبرهـا عند الله
رسيل وهي تدخل : بكيفك لاتصدقين ..

ذيــاب وصل للعماره اللي وصفتها تذكار ، وقف قدامها وهو خـلاص ، خاربه الدنيا عنده وماهمه الا ديم واللي في بطنها ، وحالف مايقصر ولا يفرط فيهم مثل ماقصر مع بنته الأولـى..
وقف عند حارس العماره وبعد السلام قال بهدوء : بسألك عن معالجه اسمها ام ديم الـ.
الحارس : اي الشيخه ام ديم ، وصلت خير موجوده بالدور الثالث
ذياب استغرب : تعرفها ؟
الحارس : اي ياولد يزورونها كثير
ذياب عرف ان هالحارس يشتغل لصالحها بعد ، ناظر له بنظرات غريبه ودخل بهدوء ، صعد للدور الثالث ، رغم هدوء المكان الا ان داخله ازعـاج ، صوت يقول له لاتتقدم اكثر من كذا ، ارجـع ، وصوت يقول له تقدم وشوف لك حل ونهايه لهالموضوع ،وقف عند باب شقّتها وسمع اصوات كثيره ، غمض عيونه واخد نفس عميق وطق الباب ، ثواني وانفتح قفل الباب ، كان مقفول ثلاث قفلات ، ومع كل قفله يحس بشعور غريب ، انفتح الباب ، ناظر للي فتح له ، كان ولد صغير تقريباً عمره ١٢ ، براءة شكله خلت ذياب يخاف عليه من وجوده بمكان مثل هذا.
الولد كان يناظر لذياب بنظرات ذابله وقطع صمتهم صوت من وراهم : ياوهاب مين اللي ع الباب
وهاب : مابعرف ماما
امه جت ووقفت قدامه وكانت متوسطه بالعمر وبدون حجاب وجميله لكن واضـــح الشر بعيونها سحبت ولدها ووقفت قدام ذياب وقالت بنبره حاده : مين انت وشو بدك ؟
ذياب : ابي الساحره
ام وهاب خافت يكون من الشرطه قالت بتلعثم : ساحرة شو يااخي نحنا لا..
قاطعها : هيه ! وين ام ديم اخلصي علي
سمع اصوات ضحك بنات وشباب من داخل عرف ان هالمكان انواع القذاره والمحرمّات وماكسر قلبه الا الطفل اللي عايش بهالمكان ، كمل بصرامه : اناعارف انها معاكم ، قوليلها ذياب زوج بنتك يبيــك
ام وهاب : استنى شوي
دخلت وهي ترجف لإن اول مره يجيهم واحد بهالحده والشجاعه بالعاده اللي يبون ام ديم يكونوا خايفين وبعضهم يدفعون لها عربون علشان تصدقهم وتعطيهم مكانها ، لكن هذا شكله ضدهم ووراه شي.
دخلت للغرفه اللي مجتمعين فيها وكانوا مشغلين اغنيه ويغنون ويرقصون معاها ، ام ديم كانت جالسه بينهم لكن بهدوء تام، ام وهاب طفت الاستريو وناظروا فيها معصبين لكن ارتخوا لما شافوها خايفه وترجف.
قام واحد منهم ومسك يدها بقوه : ليه طفيتيه انقلعي وراك اشوف
قالت بسرعه : لحظه ، في شخص واقف ع الباب وشكلو من المباحث
وقفوا كلهم بخوف وناظرت فيها ام ديم بحده : وش يبي ؟
ام وهاب تخاف من ام ديم قالت برجفه : بيقول انو زوج بنتك
ام ديم توسعت عيونها وشدت قبضة يدها : ذياب ؟
ام وهاب : بالزبط اسمو ذياب
ناظرت للشباب اللي معاها واللي اشكالهم مرعبه مثلها قالت بخبث : مستعدين ؟

لجلك فعلت اللي محرّم وممنوع
‏مدري جنون الحب ولا شجاعـه !
.

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبWhere stories live. Discover now