7

38.4K 662 90
                                    

ديم كانت تناظر للملابس اللي حطهم لها ذياب بالشنطه كانوا قليل واغلبهم لبس بيت مافي ملابس جامعه غير بلوزه وحده وخفيفه شوي ماتدفي قالت بضجر : حسبي الله عليك يايمه نسيتيني ملابسي.
لبستها بسرعه وناظرت للأرض شافت ملابس ذياب طايحه وانحنت وجمعتهم وسفطتهم وحطتهم بالدولاب ، لمحت سكارفه لونه ابيض بأسود واخذته بدون تردد وحطته بشنطتها ولبست عبايتها وطلعت..
قفلت الباب وجت بتنزل وصعد ذياب وناظر فيها ولف بسرعه كانت تتحجب وقالت بربكه : جيت
ذياب وهو ينزل : بسرعه، تاخرتي على محاضرتك
ديم نزلت وهي تعبانه من التفكير ومستغربه منه ليش يسوي كذا حتى تأخيرها مهتم فيه.
ذياب تأكد ان الكل نايم ، وصل سيّارته قبلها وسند نفسه عليها ورفع رجل وطلع سجاره وحطها بفمه ووّلعها على جية ديم ، كانت تحسب حركته بالإنتظار عفويه لكن الحين تأكدت انها مو عفويه ، رجف قلبها ذياب ماابعد الا بعد ماناطر لعيونها ثواني ، وركب بسيّارته ، ديم بداخلها ازعاج وفوضى وشوشره وصراخ وتضارب احاسيسها ركبت وهي تداري قلبها وتهديه وتقنع نفسها انه كذا ومافي اي شي يستدعي القلق.
أزعجتها ريحة الدخان وقالت بهدوء : اذا ملّزم انك توديني وتجيبني لاتدخن !
ذياب : تحت امرك ، لالا مو تحت امرك انا اوديك واجيبك من طيب راسي مو مجبور ، لاتقعدين تتأمرين لايجيك علم مايسر خاطرك
ديم انصدمت : بسم الله ، ماقلت شي يستدعي العصبيه لكن صدق ماله داعي تدخن ، انت ليش تدخن اساساً
ذياب ارتفع ضغطه اكره ماعليه احد يجادله بشيء يحبه قال بحده : ماعندي جواب حالياً ، تنتظرين للظهر واجاوبك ؟
ديم : ماحب الإنتظار لكن بنتظر لإن الفضول بيقتلني لازم اعرف سبب حبك للدخان حتى شقتك مليانه
ذياب : طيب انتي وش مشكلتك اختي الفاضله ؟
ديم بدت تتنرفز من اسلوبه : كل هذا علشان سألتك ؟ مشكلتي ان الدخان يخوفني ، اي شي له علاقه بالنار اخاف منه !
ذياب عرف ان السبب نار امها قال بهدوء : لاتخافين ماني مثل امك ، لكن الجواب بيوصلك الظهر.
سكتوا ومرت دقيقتين واخذ جوال تذكار وكتب لديم " ليش تأخرتي "
ديم شافته ياخذ الجوال وخافت لإنه مسرع انتبهت على صوت الرساله بجوالها من تذكار وردت عليها " جايه ، شروق وصلت ؟
ذياب كان يراسلها بكل ثقه وهي وراه ماخاف انها تشوف وتعرف ، رد عليها : ليش تسألين عن شروق
ديم : لإنها قالت لي متضايقه ومانامت وعندها موضوع بتقوله لي
ذياب كتب : ماشفتها.
وصلها للجامعه ونزلت وهو عينه بالمرايا عليها لين دخلت ، واتصل على "شُروق" وخلال ثواني ردت : هلا ؟
ذياب : ادري انك بتقولين لديم عن اللي صار بيننا لكن احذرك ، ديم لاتدري ياشروق ، انتبهي !

دخلت ديم للجامعه شافت تذكار جالسه ولما شافتها وقفت وجت لها بنظرات مافهمتها ديم قالت بهدوء : شخبارك ؟
ديم بإحراج : تمام
تذكار بإبتسامة ندم : اسفه ، صحيح انتي غلطتي لما كذبتي لكن انا قسيت بعد ، سامحيني
ديم بضيق : بتبدا المحاضره ، بنتكلم بعدين
تذكار : خلاص انا عازمتك انتي وشروق عالغداء ، ننتظرك الساعه ١٢
ديم : طيب.

عناد طلع من المخيم وكانت ميس واقفه ولما شافته لفت ، عناد اسرع لها ومسك يدها ورجعها لمستواه رفعت راسها وناظرت بعيونه وقال بحده : استعجلي
ميس ببحه : تكفى لا ، والله خايفه
عناد اخذ نفس عميق وسكت شوي مسك ايدينها بكل ايدينه وركز عيونه بعيونها : واللي رفع سبع وبسط سبع اني مااخليك ، بنسيك هذا الخوف لين ييسر الله وترجعين لأهلك ، ثقي فيني وتعالي معي
شبكت يدها الراجفه بيده وشد عليها يبيها تتطمن ، اخذها معه لين دخلوا كانت مغمضه عيونها ومنزله راسها اول ماسمعت الضجه وضحكة عناد رفعت راسها بهدوء شافت خيام على مد بصرها ، ناظرت لعناد شافته مبتسم لها ابتسامه تشرح القلب ، لاشعورياً تنهدت ومشى فيها عناد لين وصلها لأحد الخيام وقال بهمس : هذي الخيمه لي ولياسر ، وطبعاً ياسر تركها لك
ميس : خير يعني بنام معك مافي حواجز مـ.
قاطعها : علشان مايلاحظون ، ارضي بالأمر الواقع !

الساعه ١٢ الظهر ؛
ديم شافت شروق من بعيد وراحت لها بسرعه وشروق لفت بتمشي لكن مسكتها ديم وقالت بحده : وينك من الصبح ادور عليك ، مت من الخوف
شروق : ليش تخافين ؟
ديم : قلتيلي صاير لك مشكله ومانمتي بسببها ، وشكلك متغير وواضح انك تعبانه ، قوليلي وش صاير !
شروق بربكه : يتهيألك ، ماصار شي
ديم : شروق هالحركات ماهي علي
جتهم تذكار مستعجله : وينكم انتم ، يالله مشينا
شروق : تذكار ماني مشتهيه وتعبانه بنام و.
تذكار قاطعتها : والله الا تجين معانا ، حلفت
شروق بتعب : يالله مشينا
لبسوا وطلعوا ، ديم وشروق لاشعورياً وقفوا لما شافوا صاحب السياره.
تذكار ضحكت وهي تفتح الباب : شفيكم وقفتوا ، تراه عمي
ديم بربكه : ادري بس! ليش يعني
تذكار : انا طلبته
غمزت لهم : معليش مطفره وابيه يكمل الناقص
ركبت تذكار قدام وشروق ورا ذياب ، وديم ورا تذكار ..
ذياب : ترا سمعتك ، اصرف على ابوك انا ؟
تذكار بربكه : محشوم ياعمي بس انت كريم وحنا نستاهل
ذياب : ماني دافع
تذكار : يووه ماهقيتك بخيل ، ياشين حظها اللي بتاخذك
ذياب عدل المرايا لين وضحت له عيون ديم ركز فيها وقال بهدوء : قصدك ياحظ اللي أحبها لأن دايما فلوسي حلال في سبيل سعادتها وعمري ماأستكثرت شيء عليها كل الدنيا تصير رخيصه قدام عيونها وطلباتها.

ديم حست انعدم الهواء وتوقف كل شي حولها ومابقى الا نظراته وكلامه ، حست قلبها بينفجر من قوة نبضاته صدت عنه بسرعه ، تذكار حسبتها حركه عادي ومانتبهت لنظراته لإنها جنبه ، لكن شروق انتبهت وضيّقت عيونها بإستنكار للي تشوفه ناظرت لديم شافت ترجف حست الوضع ماهو طبيعي لكن مااهتمت.
وصلوا للمطعم ونزلت ديم بسرعه قبلهم ونزلت شروق معاها.
تذكار : ها ماراح تعطيني فلوس
ذياب : لا ، مو بخل لكن لإنك مو كفو ، ولاتستاهلين ، حتى المسكينات اللي ورا عيب انك تعزمينهم بكل بجاحه كذا ولا كأنك مسويه شي !
تذكار دمعت عيونها : مايصير كل ماشفتني بتقعد تذكرني خلاص اعتقني ورجع لي جوالي ، لاتخرب علاقاتي مع احد يكفي ميس راحت من امها بسببي
ذياب : انزلي
تذكار نزلت وذياب طاحت عينه على شنطة ديم ناسيتها ورا ، ابتسم وعرف انها بترجع تاخذها ، طلع شي من جيبه وحطه بشنطتها وجلس ينتظر ، فعلاً ثواني و رجعت ديم تمشي بخطوات متردده فتحت الباب واخذت شنطتها وسكرته ودخلت..
وصلت لشروق وجلست ، فتحت شنطتها واستغربت لما شافت شي غريب ، سجاره مربوطه بشريطه حمراء فتحتها وطاحت ورقه كانت ملفوفه على السجاره وعجزت عيونها ترمش لما قرت المكتوب " يصبح التدخين ضروره قصوى إن لم يكن للشخص شيء ليُقبله "
رجفت يدها وطاحت منها الورقه وغمضت عيونها بقوه " وش يقصد هذا ، ليش يعاملني كذا ، وش هالتلميحات ، ووصل الموضوع انه يلمح لشيء كبير ، لازم اوقفه عند حده"

رسيل ، كانت جالسه تقلب كتبها ببرود ، اختبارها بعد ساعات ولاذاكرت ، دخلت امها معاها عصيرحطته قدامها ومسحت على شعرها : يالله ابيك تجيبين الدرجه كامله
رسيل بملل : مابي اذاكر ابي اطلع ، مليت من الحشره ، زوجك هذا مايخاف ربه جعل ربي يخسف به الأرض
امها : اعذريه احمدي ربك معيشنا ببيته ويصرف علينا ومكفينا عن منة الناس
رسيل : لاماله حق ، يالله ياربي ياكريم جعله بالزحير اللي ياكل بطنه اكل
امها : بطلي دعاوي وخليني اقولك شي ، في واحد خطبك من متعب وهو بصراحه والنعم فيه
رسيل قاطعتها : لاوالله تراب عليه لإن الشي اللي يجي من طرف متعب التبن مافيه خير ولا منه رجا وانا ادري انه هو جايبه تلقينه يحرج علي عند اخوياه الله يلعنه ويلعن حظي اللي جابني للحياه
طلعت وتركت امها مصدومه وضايق خاطرها على بنتها ولا بيدها شي غير الكلام ، نزلت دمعة قهر من عزام ، ليش حارمها من الاستقرار وقابل انها تعيش عن واحد غريب..
رسيل طلعت للحديقه كان الجو بارد رفعت طاقية جاكيتها على راسها وغمضت عيونها بقوه تمنع دمعتها لكنها نزلت واحرقت خدها ومسحتها بسرعه وطلعت جوال هادي من جيبها ، واتصلت عليه.

هادي كان نايم وصحى على صوت جواله يدق ، جلس وتسند على يده اليمين واخذ جواله عقد حواجبه شوي يستوعب الرقم اللي متصل ، كان رقمه الأول ، تذكر انه عطاه رسيل.
جلس ورد بهدوء : هلا
رسيل : نايم ؟ اسفه باي
هادي : لحظه لحظه ، تستهبلين ؟
رسيل : لا بس حسيت اني ازعجتك
هادي : اول شي سلمي ، ثاني شي عادي ماازعجتيني انا نايم بوقت غلط
رسيل : السلام عليكم
هادي : وعليكم السلام
رسيل : كيف حالك
هادي : بخير
رسيل : اسفه على الازعاج بس محد معطيني وجه الا انت
هادي : مااذكر اني عطيتك وجه ماغير جرحتك وتكلمت عليك
رسيل : بس مو من قلبك ، انا بديت ونرفزتك
هادي : الا من قلبي
رسيل : مااتوقع ، انت قلبك طيب وانا حسيت
هادي سند ظهره : طيب يارسيل ، وش مناسبة هالمكالمه المفاجئه
رسيل : كيف حكمت انها مناسبه ، يمكن مصيبه صارت لي واتصلت اطلب فزعتك
هادي : واضح من صوتك انك رايقه ، الا اذا كنتي تتعاملين مع مشاكلك ببرود هذا شي ثاني
رسيل تتهدت : للأسف، جالسه اواجه مشاكلي وحياتي بقلب بارد جداً ، لكن صدق انا بمصيبه ومحتاجه مساعدتك
هادي : افا عليك اطلبي اللي تبين وتبشرين فيه
رسيل : متعب ، جايب لي واحد يخطبني ، وهذا ثالث واحد يجيبه ، يبي يفتك مني بأي طريقه ، وانا رفضت كثير لكن اتوقع هالمره راح يجبرني
هادي : يعقب والله ، مايقدر يجبرك على شي ماتبينه
رسيل بقهر : الا يقدر ، انت ماتدري عنه هذا حقير
هادي : والله مايقدر ، اللي بيخطبك يخطبك من ابوك
رسيل : هادي الكلام سهل اذا تبي تفزع لبنت عمك افزع لها بالافعال
هادي : وش اسوي يعني اجي اخطبك
رسيل : لا ، ابي اهرب واعيش لحالي ، ابيك تشوف لي مكان حلو ، انا عايشه بشتات طول عمري ومااقدر اعيش كذا اكثر ، جاء الوقت اللي استقر فيه
هادي : خلاص بشوف لك شقه حلوه ، توصين شي ثاني
رسيل : سلامتك اذا انقذتني من هالنيران راح اكون ممنونه لك صدقني
هادي : يعني بتنفذين اللي ابيه منك ؟
رسيل : اي وعد ، انت بس امن لي المكان
هادي : حلو ، ابي طلب واحد بس
رسيل : ايش
هادي : شعرك ، طوليه
رسيل ببرود : تم ، يلا باي
هادي : ياهلا.

الساعه ٢ الظهر ؛
تذكار اتصلت على السواق ورجعت معاه ماتبي تقابل ذياب وتسمع كلامه وذله لها.
شروق : انا بيجيني اخوي ، تروحين معي
ديم : لا ، بس على مايجي اخوك قوليلي وش السر اللي مخبيته عني
شروق بضيق : ديم كنت بقول لكن صاحب الشان طلبني مااقول
ديم : ليه مو انتي صاحبة الشان! شروق اذا تحبيني قوليلي انا اختك ، اللي يصير لك يصير لي
شروق تنهدت : طيب بقولك ، اه ياديم
ديم : تكلمي
شروق : ذاك اليوم جتني رساله من رقم غريب ، كان يغازل ويقول كلام حلو يعني !

شروق : ذاك اليوم جتني رساله من رقم غريب ، كان يغازل ويقول كلام حلو يعني ، المشكله انه يمدح شكلي ووجهي ، وشعري ، انا خفت قلتله وين شايفني ، تخيلي انه ارسل لي صوري !
ديم بصدمه : من وين له صورك ؟ انتي ترسلينها لأحد ؟
شروق بغصه : قسم بالله ياديم ماارسلتها الا لك ولتذكار وميس وبنات عمي الثلاث ، بس !
ديم : يعني ! قصدك ان وحده مننا نشرتها ؟
شروق : اي
ديم مسكت يدينها بقوه : لالا شروق ، لاتشكين فينا تكفين
شروق : مستحيل اشك فيكم والله ، انا حاسه انها من بنات عمي اللي نشرت الصوره بس للحين ماتأكدت وجالسه ادرس الموضوع ، بالبدايه شكيت بذياب عم تذكار
ديم تضاعفت صدمتها : ليه وش دخله ؟
شروق : لإن جوال تذكار كان معه وقت خطف ميس ، وهددنا لو علمنا عليه بينشر صوري
ديم برجفه : شروق فهميني ! كيف يعني جوال تذكار معه
شروق : حبيبتي انتي وينك عن العالم ، كان جوال تذكار معه وحنا نحسبه مسروق فـ قال لميس اذا تبينه تعالي للمحل الفلاني ، ولما راحت ميس خطفوها وانتي تعرفين ليش خطفوها
ديم صدع راسها قالت بضعف : والحين جوال تذكار معه؟
شروق : لا مااظن ، المهم ماراح تصدقين وش صار
ديم : بعد وش صار غير اللي صار ؟
شروق : رحت لبيت ذياب ، ظليت انتظره لين رجع ، وقفت بوجهه وانا اصيح قلت له ليش تنشر صوري ، اهلي بيذبحوني وانا بريئه ، كنت معصبه واصيح بدون شعور واسب واشتم فيه واضرب ، ادري اني تهورت لكن قسم بالله غصب عني ، كان الموت اهون من اني اشوف ابوي مصدوم فيني وسمعته بالأرض
ديم : وبعدين ؟ امانه لاتقولين ذياب هو اللي نشرها
شروق : مارد على شتايمي ولا تكلم ، بس قال عطيني رقم الشخص اللي ارسل لك الصور ، عطيته بدون تردد
بعد يومين اتصل علي ذياب وقال لي ان اللي نشر صورتي وحده قريبه لي من البنات اللي ارسلت لهم صوري ، بس رفض يقول لي من هي ، وصور لي مقطع للشخص اللي ارسل لي اول شي كان تعبان من كثر الضرب اللي جاه من ذياب ، وكسر جواله واشتكى عليه.
ديم كانت تناظر لها بعيون تلمع : يعني ايش ؟
شروق بصوت مهزوز : يعني ذياب انقذني ياديم ، ماكنت عارفه انه طيب لهدرجه ، ستر علي ، صرت مدينه له بحياتي كيف ارد له المعروف ياديم كيف !
مسحت دمعتها وسرحت شوي وكملت بضيق : يشوفونه قاسي مثل قسوة الجبال وهيبتها ، لكنه يتصنع القسوه ، قلبه الطف واحن قلب مر علي بحياتي وسامحته ، انا سامحته على خطف ميس.
ديم صدت عنها وسرحت بمكان بعيد ويدها ترجف وعيونها تلمع بصمت.
شروق : شفيك
ديم بهدوء : لا بس ، انصدمت مـ، ماتوقعته كذا
شروق ابتسمت : بس وصاني مااقول لكم عن اللي صار ، تتوقعين ليش ؟

اتصل جوالها وقامت : عن اذنك اخوي وصل
ديم : مع السلامه
طلعت شروق ، وديم ظلت على وضعها ، حست بخدش على قلبها من كلام شروق عنه ، نفس ماساعدها ساعد شروق ، معقوله هو كذا ولا عنده قصد ثاني ، لالا اكيد هذا طبعه يحب يساعد اللي محتاج لمساعده.
حست بصوت قريب منها : عافيه
ناظرت فيه مفزوعه وخافت وقال وهو يجلس : شفتك تأخرتي قلت انزل اشوف سبب تأخيرك
ديم : عفواً بس ليش تحس نفسك مسؤول عني ؟
ذياب : لأني طلعتك من بيت امك يعني ملزوم فيك
ديم تحس نفسها مشتته نصفها يقول صدقيه نصفها الثاني يقول لاتصدقينه فوضى بداخلها وخوف من امها ومن المجهول مسيطر عليها تجاهلت كل هذا وقالت ببرود : لو يجيك مراهق يسألك ليش تدخن بتقول له عشان ماعندي شي اقبله ؟
ذياب : اهدي لإننا بمكان هدوء ونقاش لطيف ، انا اعي مااكتب ، الدخان ضروره قاسيه لمن لايجد فتاه يقبلها
ديم استحت من كلامه لكن ملزمه توقفه قالت بحده : يعني كأنك تقول الدخان ترويج للقبل ، استح على وجهك انا مو واحد من الشباب ولا وحده من الصايعات تكلمها بهالأسلوب !
ذياب بدا يتنرفز : ادري ، لكن مرتاح معك كذا
ديم : لكن انا مو مرتاحه
ذياب : بترتاحين وعد ، في قادم الأيام
ديم سكتت وذياب كمل : خلاص ولايهمك اغير العذر ، انا مجروح عشان كذا ادخن
ديم : يعني اذا دخنت السجاير بتطبطب على جرحك وتبريه ؟
ذياب : اهتميتي بالدخان اكثر من اهتِمامك بجرحي
ديم : لإنه ابداً مو مبرر ، فيه مليون شي غير السم الهاري هذا
ذياب بإبتسامه : حلوو بديتي تهتمين ، لكن لاتناقشيني بشيّ احبه ، وقومي خليني اوديك وارتاح منك وراي سفر
قام وديم انقهرت وقامت وراه استعجل بخطواته واستعجلت هي وقال بقهر واضح بصوتها : ماجبرتك تساعدني ، انت اللي حاب تساعدني وحاب تساعد شروق وبتروح للجنوب علشان تساعد ميس ، من اللي اجبرك تسوي كل هذا لنا ، طيبة قلبك ولا عندك هدف ولا بتلعب فينا ولا ايش
ذياب انصدم من كلامها لكن ماوقف ولا رد عليها ، ماكان يبي شروق تقول لها علشان ماتعرف ان جوال تذكار معاه ، بس الواضح ان ديم الى الان ماتدري عن موضوع الجوال.
طلعوا بالشارع ووسبقته سيارته وحطت يدها على الباب وقالت بحده : ماراح تمشي اذا ماقلت لي ليش تسوي كذا
ذياب وهو يفتح نظارته : تقدرين تقولين نخوه ، ماتعودت اشوف بنت تعاني ومااساعدها
ديم : مااصدقك ، مافي رجال يساعد بنت بهالطريقه الا وراه شي !
ذياب لبس نظارته ولف عنها ثواني ، وناظر فيها وقال ببرود : ماهو ذنبي اذا ماعرفتيلك رجال !
ديم برجفه : ذياب لاتخليني ارمي نفسي على السيارات ، تكلم ليش
ذياب بحده : لإني شفتك حزينه وقلت حسايف الحزن يغشى وجهك الطاهر !

ديم وقف كل شي حولها بعد كلمته شبكت اصابعها ببعض من الربكه غمضت عيونها واستجمعت نفسها وقالت بهدوء : مااصدقك
ذياب تنهد : اللهم طولك ياروح
ديم : يعني انا تساعدني علشاني حزينه ! طيب وشروق وميس ليش تساعدهم ؟
ذياب قرب لها وسحب يدها وابعدها عن باب السياره وفتحها وقال بهدوء : اركبي خليني ارجعك
شافها ماتحركت وكأنها ماستوعبت قال بقوه : شفيك ؟ اركبي وخلصيني
ديم كانت بتقول شي لكن تراجعت باللحظه الأخيره وركبت وراه ونزلت راسها على الكرسي واخذت نفس عميق ماتبي تبكي ابد لإنها تدري بعدين بتبكي بما فيه الكفايه.
ذياب : رجعي لي السكارف حقي لو سمحتي
ديم طلعته من شنطتها بقوه ورمته عليه وصرخت : لإني ماجبت ملابسي واخذته يدفيني لاتحسبني ميته عليه
ذياب : ترا قلت كذا علشان الطف الجو ، فداك الكبت ومافيه والشقه كلها..

ميس ،
كانت جالسه بالخيمه ومن الملل اللي حاسه فيه قطعت اسوارتها ورجعت تركب خرزها بعيون تلمع وببطئ شديد ، تظن كذا بيروح الوقت وماتحس فيه لكن الوقت ماراح نصه حتى ، من كثر انتظارها وخوفها الوقت صاير طويل مره ، دخل عناد مستعجل وناظر فيها شوي وقال بسرعه : يالله قومي
ميس : بروح معاكم ؟
عناد : بتظلين هنا لحالك ؟ تبين تلفتين الأنتباه لك ؟
جلس قدامها وطلع من جيبه علبه دائريه فيها شي اسود مافهمته ميس غمس اصبعه فيها وبرمشة عين مسح على خد  ميس خطوط وتحت عينها وعلى جبينها وعلى شفايفها ، وصار لونه رمادي واخفى ملامحها الأنثويه ، ميس ببرود : شسويت
عناد : اخفيت ملامحك و.
سمعوا صوت طلق نار قوي وشهقت ميس وطاحت من يدها سوارتها على رجول عناد ، عناد ثبتها وقال بحزم : اهدي اهدي ، هذي اشاره
طاحت عيونه على الخرز اللي نصفه بحضنه ونصفه بالأرض وقال بضيق : خلينا نستعجل يالله
وقف ووقفها وقال بهدوء رغم الفوضى الخارجيه : خوذي نفس عميق وحطي في بالك ان كل شي بيكون تمام
ميس غمضت عيونها واخذت نفس وقالت بهدوء : انا جاهزه بس لاتترك يدي اخاف اضيع
ابعد عنها خطوتين ورفع ايدينه : بالحرب نمسك اسلحتنا مانمسك كفوف بعضنا
ميس بصوت مهزوز: والله ادري ان هذا واجبك والوطن محتاجك ، لكن انا محتاجتك اكثر ، الوطن فيه ملايين يحمونه ، انا مالي غيرك ، امسك يدي
سرح بملامحها وهو يردد كلامها داخله وابتسم ومد يده لها ، مدت يدها ومسكها وطلعوا..
كانت ميس مغمضه عيونها وشاده يدها عليه وصوت الالات والأسلحه والتدريبات خوفها حست نفسها تنشال ولازالت مغمضه ، شالها عناد وركب الدبابه ونزلها فيها وركب جنبها وشغلها ومشى لما سمع اطلاق صافرات البدايه..

مشوا مسافه طويله شوي مترأسهم عناد بالدبابه ، وميس تناظر لعناد كيف يشتغل ويصوب ويحرك الأجهزه الآله بكل براعه ، هالآله اللي ماشافتها الا بالنشرات الإخباريه وبكتب التاريخ ، عناد كان يتكلم مع باقي المرابطين بمايك صغير عنده ويعطيهم الأوامر.
ناظر فيها ولف المنظار ناحيتها : شوفي
ميس حنت راسها وناظرت فيه شافت اشياء ماتشوفها بعينها من بعدها قالت بخوف : كأنه كهف هذا
عناد سحب المنظار ناحيته وقال وهو يترقب : اي كهف متخبين فيه ، وبنفجره الحين
ميس : وناسه ماراح يشوفونكم
عناد ابتسم علشان تتطمن وهو عارف انها بتموت رعب اذا شافت اللي بيصير الحين.
وقفت الدبابه وخافت ميس من الهدوء لإن الأصوات كلها اختفت ، عناد رفع المايك وقال بقوه : فهد ، قاعد اشوف ١٣ واحد
شوشر الجهاز شوي وتكلم فهد : وفيه حول ١٤ اعلى الجبل ، وخمسه بين الصخور
عناد : عليكم باللي على الجبال ، اتركوا اللي بالكهف لي
ميس هنا خاف شافته يضغط بالأزارير وزاد رعبها رفع المنظار وبرمشة عين ضغط الزر وسمعت صوت انفجار قوي واهتزت الدبابه وصرخت ميس وشدت نفسها عالكرسي عناد نزل نظارة القبعه على عيونه واخذ رشاشه وصعد فتح الباب الدائري حق الدبابه وبدأ يطلق النار واعتلت اصوات الطلق والتكبيرات ميس كانت تناظر مصدومه من اللي تشوفه كانت تحسب بس بالأفلام كذا ، وحنت راسها للمنظار وشافت المكان اللي قبل شوي كله نيران ابتسمت بفخر وحماس : كلهم ماتوا ، باقي بس اللي فوق ، عناد اقتلهم انت قدها قدها يالله
شافت واحد انضرب وطاح من فوق الجبل وقالت بفرحه : يس يسس باقي خمسه
عناد نفذت ذخيرته ودخل للدبابه وسمعها وابتسم على كلامها وغير ذخيرته وصعد مره ثانيه
ميس بصراخ : عناد قاعده اشوف اللي تحاربهم ، تبيني افجرهم ؟
ماسمعها عناد وميس كانت مراقبه الوضع نصفها خايف ونصفها فرحان وصرخ واحد منهم بالمايك : الله اكبر
ميس صرخت مع صرخته لما شافت الجبل فاضي يعني كلهم ماتوا ، استوعبت وجلست ثواني دمعت عيونها : الحمدلله
عناد نزل لها وشال قبعته وكان مبتسم بفرحه : انتصرنا الحمدلله
ميس حست براحه وزال عنها بعض الخوف قال واحد بالمايك بصوت عادي : الحمدلله ياشباب ناصر وعبدالله استشهدوا
ميس توسعت عيونها وقالت برجفه : هذا شفيه يحمد ربه ان اخوياه ماتوا
عناد لمعت عيونه بإبتسامه وقال ببحه : الا ياحظهم ، ماتوا شهداء ، الشهيد ماعليه حزن
ميس بغصه : الله يتقبلهم ، رجعني بسرعه ماحب اشوف احد مجروح او ينزف
عناد : طالما انتي هنا لازم تتعودين على الأوضاع لأن اللي صار اليوم يتكرر بشكل شبه يومي
ميس : يارب مااطول ، واذا طولت يارب اتعود بسرعه يارب.

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن