8

35.8K 618 67
                                    

ثبت سلاحها على صخره ثانيه وقال بهدوء : يالله اطلقـ،
مامداه كمل كلمته الا ضغطت الزناد ميس ومن قوة الرمي تألمت واختل توازنها وطاح منها ومسكه عناد : للأسف ماصبتي الهدف، ماثبتتي نفسك ماركزتي
ميس بعيون دامعه : بـ. بركز الحين
وقف وراها ومد ايدينه وثبت لها السلاح كانت ترجف قال بصرامه : ثبتي نفسك
ميس : مااقدر
عناد اخذه منها ، ميس حست قلبها بيطلع من مكانه لأنه واقف وراها بكل ثقه ، ثبت نفسه وسند راسه على كتفها وصوب بكل تركيز واطلق وهمس : ارفعي يدينك وامسكيه مثل مسكتي له الحين ، شوفي كيف
ناظرت فيه ومسكته مثل ماهو ماسكه ، ابعد عنها ولاحظ انها للحين ترجف حط يده على السلاح ونزله وناظرت فيه : ليش ؟ خلني اكمل
عناد : مجرد ماتمسكين السلاح تطردين من بالك كل شي وتركزين بس بالهدف ، يالله !
ميس : طيب
اخذت نفس عميق وحطت في بالها انها لازم ترمي الصخره وصوّبت عليها وشدت نفسها واطلقت النار و صابت الهدف وتكسرت الصخره وابتسم عناد : وحش
ميس : وحش ؟ انا ترا مو واحد من اصدقائك
عناد : لكنك بملابس خويي وبشخصيته .. انسي انك انثى
ميس وهي تناظر لأسم صاحب البدله اللي عليها : يعني اسمي صالح مو ميس ، ووحش بعد ؟ الله يعوضني خير بس
عناد سمع صوت جواله وطلعه بسرعه شاف الرسائل توصل له ورا بعض ، عرف ان المكان هذا فيه ابراج ، وقف على محادثة ذياب ، كان مرسل له رسائل كثيره واخر شي " يومين واكون عندك ، بنساعد ميس ترجع لأهلها ، لكن عطني المعلومات وكيف اوصل لك "
عناد كتب له : لاتجي
الأمر مو بالسهوله اللي انت متخيّلها
ميس داخل الحد وصعب تطلع منه الا بطلعتي
وانا طلعتي مطوّله ، وبلّغ صديقاتها وأمها انها بخير
وتسلم عليهم ، والاوضاع على مايُرام
اول ماالقى فرصه بنكلمكم "

ذياب وقف بسيّارته قدام بيت اخو ديم ، بعد مااعطته ديم معلومات عنهم ، طفى السيّاره ولمع جواله برسالة عناد ، قراها بدون مايفتحها ، سرح شوي حس انه تنرفز ، يعني كل اللي سواه واللي بيسويه ماله فايده دامه ماراح يسافر.
لكــُن قرر يكمّل اللي بدأ فيه ، نزل وقف عند البيت ورنّ الجرس ، وجاه صوت بنت : مين؟
ذياب تنحنح : ابي صاحب البيت لو سمحتي
البنت : لحظه
راحت وذياب وقف ينتظر ، شوي وانفتح الباب وطلع له شخص عطاه من عمره انه ببداية الثلاثينات.
مد يده وصافحه : السلام عليكم ، انت مشاري ؟
مشاري : وعليكم السلام وصلت
ذياب : عندي موضوع بكلمك فيه
مشاري : حياك تفضل
دخله لمجلس الرجال وطلع شوي ورجع بالقهوه والشاي ، ذياب استبشر خير من البدايه، تقهوى ومشاري مستغرب : اسلم وانا اخوك وش عندك
ذياب : الله يسلمك انا خطيب اختك

ذياب : الله يسلمك انا خطيب اختك
مشاري انصدم وسكت شوي وقال بضحكه : بس انا خواتي اثنين متزوجات ومستانسات بحياتهن ياربي لك الحمد ، سامع شي من هنا ولا من هنا ؟
ذياب حط الفنجال على الطاوله وناظر لمشاري بنظره حاده : لا عندك اخت ثالثه ماهي متزوجه ولاهي مستانسه بحياتها ، عرفتها ؟ تذكر زين
مشاري سرح شوي وحس بهتت ملامحه وهمس : ديم ؟
ذياب : حلو متذكرها ، ايه ديم ، خطبتها وللأسف مانقدر نملك لإن مالها ولي الا انت ، فأبيك لاهنت تجي معي وتشهد على ملكتنا
مشاري : اعتذر منك ، بنت الساحره اللي سحرت ابوي وامي مااوقف معاها ولا اشهد لها
ذياب : ديم مالها ذنب ، هي بنفسها هاربه من بيت امها
مشاري سكت وذياب كمّل : انا واثق ان ضميرك حيّ وقلبك على اختك ، اذا تبي تساعدها اشهد على ملكتها وبيّض الله وجهك
مشاري بتردد : طيب انت خطبتها من من ؟
ذياب : خطبتها من نفسها
مشاري : صادق ؟
ذياب : ايه ، ليش لها احد اخطبه منها
مشاري بضيق : يعني انت من وين تعرفها
ذياب : عرفتها صدفه
مشاري : هاربه من امها وينها الحين ؟
ذياب : ببيتي
مشاري توسعت عيونه : وعادي عندك تسولف بكل برود !
ذياب : يعني لو عرفت من اول انها ببيتي بتهتم ولا بتقول بنت الساحره مالي شغل فيها ؟
مشاري : غلطانه ! وش تسوي ببيتك؟
ذياب : اذا تشوف هذا الشيء غلط فـ حنا بنصلحه بالزواج
مشاري : متى بتملكون ؟
ذياب : الليله
مشاري : خلاص ، بكلم عيال عمي ويشهدون معانا
ذياب : وعندك عيال عم بعد ومافيكم رجل براسه عقل يسأل عن ديم ؟ تاركينها كل هالسنين لحالها ؟
مشاري : لاتلومنا ، لوم امها
.

المغرب ؛
ديم كانت جالسه والملل والصداع لاعبين فيها ، فتحت جوالها رغم ان مالها نفس تمسكه ، كانت تراسل شروق وميس وتذكار لكن الحين ولا وحده منهم تراسلها ، دخلت محادثة ميس وتنهدت بحزن لما شافت اخر رساله منها " انتي غير عنهم ياديم "ابتسمت بضيق وهمست : لإنك تشوفيني غير عنهم بكون عند حسن ظنك وماراح اخليك..
مرت محادثة شروق وتجاهلتها ، وتذكار لاحظت انها ماصارت تراسلها من يوم ماجت لشقة ذياب ، لكن ماتحب تعاتب احد وتركتها على راحتها.
اتصل جوالها ورجفت لما شافت رقم ذياب ، ماردت، اتصل مره ثانيه فتحت الخط وسكتت.
ذياب عرف شعورها قال بهدوء : ديم
ديم بربكه : هلا
ذياب : تفاهمت مع اخوك وتم كل شي ، بعد العشاء بنملك خليك جاهزه
ديم دمعت عيونها وعجزت تتكلم.
ذياب : لاتقولين لتذكار، بما ان زواجنا ماراح يطول ماله داعي احد يعرف..
ديم بغصه : طـ، طيب.
ذياب كان حاس فيها سكت شوي وديم عجزت تقفل..
همس : خايفه ؟
ديم برجفه : يعني.. اي خايفه
ذياب : خوفك بتنسينه معي.

الساعه ٩ الليل ؛
ديم دخلت للشقه ترجف ووعيونها تدمع بصمت ، حاسه انها بحلم مو مصدقه انها صارت على ذمته برمشة عين ، ماشافت اخوها ابد، بطلب منها ، ماتحمست ابداً لشوفته رغم ان بداخلها كلام وملام له ، لكن ماتتجرأ تقول له وهي ماتدري ايش الفكره اللي ماخذها عنها ، وايش سبب موافقته على ملكتها رغم فجوة العلاقه بينهم كـ اهل.
ضمت عبايتها عليها ودخل ذياب وناظر فيها وقفل الباب : اكتشفت انك تحبين الدموع والدراما ، الحين في شي يستدعي الحزن ؟
ديم : محزنتني الطريقه اللي تزوجنا فيها لكن كل شي يهون علشان ميس
ذياب سكت شوي وحس بالذنب لإنه ماقال لها الحقيقه ، التغت رحلته وكنسل طاري السفر كله.
قال بهدوء : بكره ، بكره بنسافر ، الحين انا بطلع اجيب اشياء ناقصه
ناظر لعبايتها حس بالقهر لإنها ماكشفت والى الإن تشوفه شخص عادي مو زوج.
ذياب : ديم صح ان زواجنا سريع لكن هذا مايمنع انك تفرحين بهالليله وتعيشين احساس العروسه
ديم بسخريه : كيف ماشاءالله ؟البس فستان واشغل زفه وامشي عليها لحالي ؟
ذياب بضيق : سلي نفسك، العمر مره
ديم كررت الكلمه داخلها " العمر مره "، ذياب طلع تارك تفكيره معاها.
ديم نزلت عبايتها ودخلت للغرفه اختارت من بين ملابسها فستان كُحلي قديم عندها اعجبها واشترته والمُحزن انها ولامره لبسته لأن ماصارت عندهم ولا مناسبه او بالأحرى ماكانت امها تخليها تطلع ، لبسته وأعجبها شكله عليها وابتسمت برِضا فتحت شنطة مكياجها الصغيره وحطت روج موف وماسكرا رغم ان رموشها كثيفه لكن تحس ماتبرز العين الا هي،
شغلت اغنيه بجوالها وهزت اكتافها على بداية الموسيقى وتناثر شعرها وشالت الربطه وانتثر كله على ظهرها واكتافها دخلت يدها بمقدمة راسها وجابت شعرها كله على جنب وصار شكلها جذاب، قعدت تتذكر وين تركت عطرها ، تذكرت انه بشنطتها ولفت بتطلع للصاله تجيبه ووقفت لما شافته واقف على باب الغرفه ويناظرفيها ، رجعت خطوتين وانعدم الهواء عندها وزادت انفاسها لما شافت نظراته.
ذياب صار له ثلاث دقايق موجود ، لكن هالثلاث دقايق كأنها ثلاث سنوات ، سرح بأبسط تفاصيلها ورفع عيونه لوجهها وابت عيونه انها ترمش ، يمكن ديم ماكانت جميله بشكل كافي لكن بعيون ذِياب كانت جميله بشكل كبير..
خافت من نظراته وانتفض قلبها لما بدأ يقرب لها قالت بحده : مو قلت بتروح وش جايبك ؟ ووش النظرات هذي ؟
ذياب : زينك هزّني
ديم بربكه : ماتوقعتك كذا !
ذياب : حاولت ابيّن ماتهز المزايين
لكن توّضح من تعابير لوني
ديم : احياناً اشوفك اعقل خلق الله
واحياناً اشوفك قليل ادب و.
قاطعها : الراية السودا تظل للشياطين
بغيت اصدّ من الحيا وشجعوني !

ديم مع كل كلمه قالها تحس قلبها يرتعش ، عطته ظهرها واخدت منديل ومسحت الروج وقالت بصوت خافت : لو تستحي ماناظرت فيني من الأساس
ذياب لفها له وسحب المنديل من يدها : لا تمسحينه ، انتي شفيك ؟
ديم برجفه : غلط اللي جالس تسويه
ذياب : مو غلط ، انتي زوجتي ليش ماتستوعبين هذا الشيء ؟
ديم ارتخت شوي وذياب اخذ نفس وهمس : اي واحد الروج اللي كنتي حاطه منه؟
ديم مدت يدها للتسريحه واخذته : هذا
ذياب اخذه منها وفتحه وناظر لشفايفها ديم هنِا تمنت الموت اقرب لها من قرب ذياب ، رفع راسها بخفيف ومرر الروج على شفايفها..
خلص وسكر الروج ، ديم ناظرت لنفسها بالمرايا ورفعت حاجب : محترف ماشاءالله، وش السر !
ذياب : كنت احط لحبيباتي
ديم : حبيبات ؟ بعد مو وحده ، الله يزيد الحب
ذياب : ديم !
ناظرت فيه بشتات وابتسم يطمنها : هدي لي نفسك ، وتعالي نسولف
ديم تعدته وجلست على الكنب ، حطت يدها اليمنى على اليسرى وشد عليهم والتوتر لاعب بحسبتها.
ذياب جلس جنبها وسند ظهره وراها، مرت دقيقه كامله بصمت تام.
قال بهدوء : ممكن نتناقش بهدوء ؟ مابيك تعصبين
ديم : إي ممكن
ذياب عدل جلسته لين صار قريب لها ناطر لعيونها وتكلم : ماراح نقدر نسافر للجنوب
التفتت له بصدمه : كيف يعني ؟
ذياب : يعني خلاص ماراح نسافر ، مالنا مجال لمساعدة ميس ، عناد بيساعدها
ديم : متأكد من اللي تقوله
ذياب : متأكد
ديم : طـ، طيب يعني زواجنا صار ماله هدف
ذياب : بالنسبه لك !
ديم بصدمه : وبالنسبه لك ؟
ذياب : انا هدفي انتي
ديم شدت على ايدينها وهمست : انا ؟ شفيني انا
ذياب : لمحتك وحسيتك مناسبه
ديم : مناسبه من ناحية ايش
خانته الأحرف والكلمات ولأول مره يحس انه عاجز عن التعبير استجمع قوّته : مارضيت امشي واخليك وانا اشوفك بأمس الحاجه ، ساعدتك جبتك لبيتي و مارضيت لسُمعتك تجلسين ببيت وانتي ماتحلين لصاحبه ، اذا انا فاهم ومقدر الناس ماتقّدر ، خبرني عناد قبل الملكه اننا مستحيل نوصل لميس ، بهالحاله كان المفروض انا اتراجع عن الملكه واجي اخبرك بالحقيقه ، لكن اسف، كذبت عليك لإن هدفي انتي ، هدفي مو عناد ولاميس ، ماقدرت اخليك ضايعه وهاربه بدون ملجأ ولا..
عجز يكمل من نظراتها له ، اسرته وتشتت حروفه من جديد ، مافهم نظراتها لكن تأكد انها مصدومه همس لها : اسف لو تحسين اني تماديت.
ديم : انا اللي اسفه ، ماكنت مجبور تساعدني وتربط نفسك فيني وبمشاكلي ، اسفه ماكنت ابي اخرب حياتك
ذياب : الى الآن كل اللي اتضح لي انك بتصيرين ليّ كل حياتي.
.
اضحكي للغيم يتساقط مطر
واضحكي لليل تشرق عتمتي
.

ميس كانت واقفه اعلى الجبل وتناظر للمكان كله بالمنظار وتشوف كل شي عن قرب ، حطته على مجموعة جنود مجتمعين وشابين نار بالوسط ودارت على وجيههم كلهم وهي تتخيل وضع كل واحد ، حطته على ياسر وكان يضحك وانكسر قلبها وهمست : يالله انك تجمعه ببناته قريب.
حولت المنظار لعناد وبنفس الوقت هو ناظر فيها وابتسم ، رجفت يدينها وابتسمت له وكأنه يشوفها ، رغم انه مايدري عنها اذا مبتسمه او لا لكنه يشوفها من بعيد وحس بهاللحظه ان عيونها بعيونه.
لفت كلها من الإحراج وحولت المنظار لمكان ثاني وتحديداً على جبل بعيد عنهم ، شافت اعداد كبيره من الاشخاص ينزلون من الجبل بسرعه كبيره، وشهقت وطاح منها المنظار وناظرت تجاه عناد اللي حس ان صاير شي بمجرد ماطاح منها المنظار : شباب في هجوم ، اهجموا
قاموا كلهم وصار استنفار بالمكان بعضهم هجموا وبعضهم جهزوا باقي الأسلحه والمدفعيات عناد ركض بأسرع سرعه ناحية الجبل وهو متأكد من اللي شافته قال بأعلى صوت : ميييييس انزلي ،
ميس صارت تشوفهم بعينها يقربون فجأه سمعت اصوات طلق النار ، تجمدت بمكانها من الرعب ولاقدرت حتى ترفع سلاحها، ومن سمعت صوت عناد يحذرها ادركت انها النهايه ، غمصت عيونها بإستسلام وبرمشة عين حست نفسها تنمسك وتنسحب وتطيح على الأرض ، حست بألم فضيع فتحت عيونها ببطئ شافته طايح جنبها ، رفع راسه بدرجه بسيطه ثبت رشاشه وبدأ يطلق النار ، ميس خافت عليه لإنه لحاله فوق الجبل يطلق النار وبكذا بيركزون عليه اكثر لأن واضح انه واحــد ، صارت جنبه وحطت سلاحها قدامها وصوّبت بتركيز ومثل ماعلمها.
عناد بهدوء حاد : ارجعي
اطلق النار ورجفت ميس لكن ثبتت نفسها واطلقت النار وصابت واحد ، حست بحماس وبدت تطلق عشوائي عليهم
عناد : التركيز صار علينا وبيرمون قنبله الحين ، اهـربي
نفذت ذخيرته ورمى سلاحه وسحب سلاح ميس اول مااطلق رصاصتين نفذت الذخيره.
ناظرت فيه برعب وكأنها اخر مره تشوفه ابتسم وقال بنبره مبحوحه : لالا لاتناظرين لي بهالنظرات ، بننزل الحين
ميس برجفه : لو تحركنا بنموت ، عناد خلك كذا لاتتحرك ماراح يعرفون اننا باقي موجودين
عناد بأسف : ميس ، اذا مانزلنا خلال هالدقيقه راح نموت.. عطيني يدك وتوكلي على الله اعد للثلاثه ونوقف
ميس هزت راسها بالقبول وعد عناد وأول ماقال ثلاثه وقف هو وياها برمشة عين ركضوا ووصلوا لبداية الجبل وسحب يده منها بقوه ودفها ع الأرض يدري انها بتنفلق وبتتجرح لكن اهون الف مره من رصاصه ماتتحملها ، صرخت ميس بأعلى صوتها لما شافته يتصاوب ، وسال دمّه وبرمشة عين طاح وتساوى مع الأرض ولا كأنه قبل ثانيه كان واقف بشموخ مثل شموخ هذا الجبل
.
.

ميس قعدت تصيح من كل قلبها وتبكي وتناديه ووقع الفاجعه على قلبها دمّرها حست بشخص يجلس جنبها : ميس اذكري ربك لاتخلين احد ينتبه انك بنت ، علامك تصيحين مو قلنا راح الخوف وتعودتي ؟
ميس تشاهق : الحقوا عناد ياياسر ، عناد اطلقوا النار عليـه
ياسر انصدم لكنه تماسك ووقف ميس قامت بتعب صعدت الجبل وشافها ياسر واضح انها تعبانه وساعدها تصعد لين وصلوا صار قدامها ورفع سلاحه وبدأ يضرب ، ميس انحنت لعناد وبكت من اعماقها لما شافت شكله شبكت اصابعها بأصابعه ورفعت راسه بيدها الثانيه وقالت وعيونها بعيونه : تماسك بننزل الحين ونعالجك ، تكفى تماسك
عناد بألم : لاتخافين.. بسيطه ان شاءالله ، بس.. نزلي راسك اخاف تجيك رصاصه ، انـ.. انتي كيف صعدتي اصلاً مو انا رميتك ، ماتكسرتي ماصار لك شي
ميس ابتسمت بين دموعها : لاتخاف مابقى احد كلهم ماتوا باقي اثنين او ثلاث مقدور عليهم ، وانتصرنا كالعاده ، والله تألمت ياعناد يوم رميتني بس راح الألم يوم شفتك بخير
ياسر جلس جنبهم وكانت معاه قارورة مويا فتحها وجلّس عناد وشرّبه ورش على وجهه شوي وقال بصرامه : بطل ياعناد
ميس : حاول توقف النزيف ، ماحب اشوف دم
ياسر : دمه هذا شرف
ميس عصبت : قلتلك وقف النزيف ندري انه شرف
ياسر ضحك : قم معي
وقف عناد وميس شالت سلاحه وفتحت سحاب جاكيته ونزلته لإنه ثقيل عليه ، بقى ببلوزه نص كم وشافت جرحه حست الدنيا تضيق فيها مسحت دموعها ومشت قبلهم ، ياسر نزل عناد من الجبل وقال بحده : ميس ارجعي للخيمه بسرعه
ميس بقوه : ماراح اترك عناد
ياسر بربكه : طيب تعالي امسكيه وانا اروح اجيب الاسعاف ، بس نزلي راسك لاحد ينتبه لملامحك
ميس اخذت عناد من ياسر وسندته عليها كان منزل راسه وانفاسه سريعه ميس رفعت راسه وطبطبت على خده : لاتغفي عناد تماسـ..
فقد توازنه وطاح بثقله عليها وجلست وهي متألمه ودموعها بعينها وترجف سندته على ظهره ورفعت راسه وقالت بصوت راجف : عناد
عناد مغمض عيونه وكان عرقه يصب وملامحه باهته لكن ابتسم : هاه
ميس زفرت براحه : فيك شي
عناد : لا ، عساني مااموت لين احقق حلم امي، حلمهاتشوفني متزوج وعندي عيال
ميس رغم انها ودها تسولف معاه علشان مايغيب عن الوعي لكن خانها التعبير من صعوبة الموقف ، جمعت قوّتها و قالت بغصه : الله يطول بعمرك وتحققه، انت قدها ، امك تنتظرك الحين بترجع لها صدقني
وصلت سيّارة الإسعاف واسعفوه بسـرعه اخذوه للمستشفى القريب منهم الخاص فيهم..
وخلال خمس دقايق وصلوا ونزلوا ياسر وميس والمسعفين نزلوا عناد ،ميس كانت تبكي بشكل يُرثى له، ومنزله راسه خوف ان احد يعرف انها بنت.

ياسر شافها تناظرفيهم بشتات وهم يدخلونه وقف جنبها وقال بهدوء : ليه تبكين وانتي شايفته بخير ، مجرد تنظيف وخياطه للجرح ويرجع عناد القوي ، يمكن يعطونه اجازه بعد لإنه مصاب وبكذا بترجعون وتنتهي مشكلتك.
ميس ارتاحت من كلامه وهمست : يـارب..
ياسر : تعالي اوديك عند الممرضات تضيعين وقت معاهم
ميس : مالي خلق خلني انتظر عناد
ياسر : مطول عناد ، ابيك تضبطيني مع ممرضه اسمها اريج
ميس : صادق انت ؟
ياسر : اي صادق ، صارت تعرفني من كثر ماجيت هنا اي واحد ينصاب اجي معه علشانها لبى والله عيونها
ميس : استح على وجهك انت جاي تفدي الوطن على قولتك ولا جاي تغازل ، هذا وانت متزوج وعندك بنات بعد، من جد الرجال مالهم امان
ياسر : يعني المرابطين مالهم رب ؟ مايحبون ؟ مايتزوجون مره ثانيه وثالثه ورابعه ؟ خلاص زوجتي الاولى كبرت وودي اجدد شبابي مع مزيونه مثل اريج
ميس : واريج وش ذنبها المسكينه تضيع حياتها مع شايب شبع من الحياه ، خلها تشوف حياتها مع واحد كبرها
ياسر : وانتي وش دخلك سبعاه ياانك حشريه ، خليني اروح اشوفها
مشى قبلها ووقف عند الإستقبال ونزل طاقيته وقال بإبتسامه : شلونكم يابنات
" اريج و احلام " ابتسموا له من باب الإحترام ووقفت اريج : هلا اخوي يعطيكم العافيه ماقصرتوا
ميس تذكرت انها بشكل ولد وصدت بسرعه.
ياسر : الله يعافيك بس مالها داعي كلمة اخوي يعني فيه مصطلحات ثانيه
احلام بهمس : والله يالولا انه حامينا بعد ربي لااشتكي عليه
اريج بهمس : لا حرام واضح انه على نياته ، استريح خلنا نعطيك قهوه
ياسر : وعطوا صالح بعد
ميس ناظرت فيه بحده وقال بإبتسامه : وش بك عصبت ياصالح اشرب قهوه روق
احلام : ماينلام صالح صديقه بين الحياه والموت وانت فاضي تتقهوى
ياسر : الإعمار بيد الله وان مات عناد افرح اكثر من مااحزن
اريج اتصل جوالها وردت : هلا
ميس ناظرت فيها بفرحه " المكان هذا فيه اتصال ، بخلي عناد يكلم امه " شافت الغرفه اللي فيها عناد تنفتح ، ومشت لهم بسرعه دخلت وشافت عناد مستلقي وملامحه ذابله من التعب وماكان لابس قميص وصدره مكشوف وخافت لما شافت يده كلها مجبّره، دخلت ووقفت عنده بعيون تلمع : الحمدلله على سلامتك
عناد بتعب : الله يسلمك
ناظر للمرضه : بالله عليك انك تاخذينها لغرفة الفحص وتشوفينها ترا طاحت من فوق جبل وتجرحت
ميس : لالا مو مهم
الممرضه تناظربصدمه ، الصوت صوت بنت لكن الشكل شكل ولد.
عناد بتعب : هذي بنت لكن الظروف حدتها تتنكر بشكل رجل ، خوذيها عالجي جروحها وخليها تفهمك على رواق ، وياليت اذا عندكم ملابس خفيفه تعطونها وتخلونها تنام عندكم الليله وترتاح وتبعد عن اجواء الحد شوي..

ميس : لاتشيل همي ، اذا انت تمام بصير انا تمام
عناد : لازم ترتاحين
الممرضه : خلاص لاتشيل هم
ميس : لحظه عناد ، ماتبي تكلم امك
عناد : نفس تفكيري ، بس صوتي تعبان ماودي اخوفها ، بكره اكلمها
دخل ياسر معاه بوكيه ورد وابتسم له عناد : ماكان له داعي الورد ياصاحبي
ياسر : تعقب ماهي لك ، هذي هديه من اريج ماقدرت ارفضها ، صراحه ياخي البنات ماينعطون وجه
ميس بأبتسامه : ترا الورد من ياسر لك ، لكن يحب يستهبل
عناد : ماعليك منه الحين ابيك تنامين وترتاحين
ميس : وانت بعد ، تصبح على خير
طلعوا وجلس ياسر وكان واضح الهم بوجهه
ميس: عسى ماشر ؟
ياسر تنهد : مشتاق لبناتي
ميس : وامهم ماشتقت لها ؟
ياسر : مشتاق لها اكثر منهم بس هي ماتشتاق لي ولاعمرها اتصلت
ميس : ليش ؟
ياسر : زعلت لإني وافقت اجي للحد الجنوبي وحلفت انها ماتكلمني لحين اترك الوظيفه
ميس : الله يهديها ، هانت كلها شهرين وبترجع لهم
ياسر : ابتزوج اريج علشان اقهر ريم ، خليها تولي تحسب الدنيا واقفه عليها
ميس : لاتكذب على نفسك انت تحب ريم ام بناتك.
ياسر بضيق : احبها لكن لمتى ؟ اخاف اموت وهي زعلانه
ميس : لاتقول كذا ، بترضى ان شاءالله.

‏"لو رأيت ما في داخلها لذُهلت، لا تدري كم خريفًا مرّ على قلبها وما زالت تُزهر "
الساعه ٧ الصبح ؛
طلع من الغرفه وشافها جالسه تكتب ومانتبهت انها قرت المكتوب تنحنح والتفتت له ، شافته بثوب وشماغ واستغربت انه مرسّم بوقت الصبح " اكيد بدأ دوامه "
فتح الباب بيطلع ووقف مكانه لما شاف تذكار وشجن واقفين وضحكت شجن : جيت بطق الا طلعت
تذكار : نبيك توصلنا لدواماتنا
ذياب تفكيره مع ديم خاف يشوفونها قال بحده : انزلوا شوي وبجيكم
شجن كانت بترد لكن تذكار سحبتها ونزلوا ، ذياب التفت لديم وكانت تناظر بضيق قالت بهدوء : روح وصلهم انا بغيب اليوم
ذياب سكت متضايق، نفسه يخبر اهله بزواجه لكنه متأكد انهم ماراح يقبلون فيه ، رغم انه مايهتم لكلامهم ويسوي اللي يبيه هو لكن مايبي ديم تتأثر ابد ، الحل الأفضل انه يبعدها عن المشاكل ويخلي زواجهم سري لأجل غير مُسمى.
ديم دخلت للغرفه ونزلت عبايتها ، ذياب: يعني ملزمه تغيبين ؟
ديم : اي
ذياب قفل الباب وجلس على الكنب : اجل حتى انا ماله داعي اروح
ديم طلعت : بس انا بغيب علشان انت تروح وتوديـ.
شافته ماسك دفترها ويكتب تحت كلامها الأخير ، ارتبكت وحست قلبها يرجف ، وقف ومدّ لها الدفتر وقال بهدوء : بروح اوصلهم وارجع لك ، باقي في وقت ، ماراح اتأخر.
اخذت الدفتر وعيونها عليه لين طلع ، نزلت نظرها للدفتر وقرت المكتوب حرف حرف، ولاشعورياً ابتسمت.
هذا حقًا مايليق بكِ ، هو أن تُزهري دائماً.
‏➖
طلعت ديم من المحاضره وراحت لمكانهم اللي دايماً يجتمعون فيه ، شافت تذكار وشروق جالسين وتذكار توري شروق شي بجوالها ، حست بالضيق لإن مكان ميس فاضي.
راحت لهم وجلست جنبهم وهي متضايقه : حسبي الله على هذي الدكتوره تأخرت عشر دقايق وحطتني غياب ماخليت عذر ماقلته لها اخر شي قالت لي انتي غايبه لاتحاولين سواء جلستي او طلعتي مايهم و..
ناظرت فيهم ماكانوا معاها ابداً مندمجين باللي بجوال تذكار وابتسمت شروق من قلب : تصدقين ماتوقعته فله كذا احسه نفسيه
تذكار : لو تدرين المغامرات اللي سويتها على ماجبت لك الصور
ديم : انتوا شفيكم اسولف ماتسمعوني ، الله يذكر ميس بخير محد معبرني الا هي
شروق ابتسمت : جالسين نشوف صور ذياب القديمه، ماتوقعته كذا
ديم صدت عنها بسرعه خايفه تلمع نظراتها اللي تحولت لقسوه..
تذكار ضحكت : وربي اني سمعت سالفتك ، عادي كلنا تأخرنا الصبح ، صارت لنا سالفه قدام بيت شروق هههه
شروق ضحكت لما تذكرت : ماادري الغلطان عمك ولا شارعنا
ديم : وش صار ؟
تذكار : طبعاً انا جيت مع عمي ذياب ومرينا شروق وطلع في حفريات قدام بيتهم ونشبنا خمس دقايق اقول لها ليش ماعلمتيني ان في حفريات تقول ماكنت ادري وعصب عمي بس اخر شي ضحكنا على اشكالنا
ديم بإبتسامه : ليش شروق خبري فيك سواق يروح وسواق يجي واخوانك تارسين البيت وقفت الا ذياب يوديك
شروق : السواق بأجازه واخواني مداومين بعد
ديم : حتى ذياب عنده دوام
شروق : اي صح كان بإجازه واليوم بدا دوامه ، يووه فشله لو ادري ماطلبتكم تمروني اكيد اخرناه
تذكار : لحظه ديم كيف عرفتي ان عنده دوام ؟
ديم بربكه : توقعت يعني مو معقوله انه جالس عاطل كذا ، المهم وروني وش تشوفون ، تذكار هذا جوال مين ؟
تذكار : جوالي حبيبتي
ديم : متى غيرتيه
تذكار : ياربي نسينا نقولك ، جوالي القديم له فتره مع عمي
ديم بعدم استيعاب : ليش يعني مع عمك وش يبي فيه
تذكار : قالت لك شروق ، علشان يقدر يخطف ميس ، ووصل مُبتغاه وخطفها ، وميس هربت وجرت عليها الهوايل ، وللحين مارجع لي جوالي اه يالغبنه
ديم : لحظه عمك مين
شروق : ديم شفيك عمها ذياب انا ماقلتلك الموضوع كله ؟
ديم : تذكار ! مين اللي كان يراسلني الفتره الماضيه من رقمك
تذكار : الله بالخير حبيبتي انا صار لي شهرين ماراسلت احد ، حتى ابوي عاقبني وحلف مايجيب لي جوال ، امس وافق يجيب لي
ديم فتحت جوالها على محادثة تذكار وحطتها بوجيههم : هذي انتي ولا ذياب ؟
ناظروا فيها شروق وتذكار وكانوا بياخذون منها الجوال ويكملون قراءة المحادثه لكنها ثبتته بيدها وقالت بحده : الكلام هذا انتي كتبتيه ولا ذياب ؟
تذكار بصدمه وضيق : ذياب مو انا

تذكار انصدمت وهي تقرأ : لو كانوا يعرفونك حقاً ، لعرفوا ان تغيّرك هذا لم يأتي من فراغ...
قالت بضيق : ذياب مو انا.
شروق : لاتزعلين من تذكار ترا هي مالها ذنب كلنا صارت لنا مشاكل بسبب جوالها !
ديم قامت ولحقوها مستغربين من حالها اللي انقلب.
تذكار : ديم انتي فاهمتني والله لو بكيفي ماخليته ياخذ الجوال
ديم ارسلت لذياب انها خلصت علشان يجيها ، لبست وطلعت ولا حتى ناظرت فيهم ، نزلت دموعها لاشعورياً ، التمست له عذر لما تأخر عليها الصبح وغابت عن المحاضره ، اخرتها يطلع بسبب شروق ، هذا كله كوم وسالفة جوال تذكار كوم ثاني ، صدمها بصديقتها كانت تحسبها من جد تغيرت ، وصدمها بنفسه ، وصدمها بشروق، وصدمها حتى بنفسها كيف قبلت انها تستسلم له وتمشي عليها حجته الضعيفه انه بيساعدها ، والأدهى والأمر من هذا كله ، انه هو اللي خطف ميس.
وصل ذياب و استغرب من شكلها ، فتحت الباب وركبت جنبه ومشى بهدوء ، كان حاس انها تبكي واللي مستغرب منه ان باقي لها محاضره بعد ، وطلعت بدري.
ناظرت فيه وقالت بغصه : من انت؟
ذياب ناظر فيها مصدوم وكملت : ذياب اللي متقمص شخصية تذكار ؟ ولا ذياب اللي يتقرب لشروق ؟ ولا ذياب اللي خاطف ميـس ؟ ولا ذياب اللي تزوج ديم بعذر شهامته اللي ماخلته يشوف بنت تحتاجه ومايساعدها ؟ اي واحد انت فيهم ؟
كتمت شهقاتها حاولت انها ماتبكي لكن جرحه كبير ، كانت متأمله فيه خير ، لكن من وين يجي الخير وهو من البدايه معيشها بأوهام وكاذب عليها.
همست بدون لاترفع راسها : ودني لبيت امي
ذياب : طيب
ماتمنت بهاللحظه الا انها تصرخ بأعلى صوتها وتطلع قليل من القهر اللي داخلها ، مرت دقايق وحست السيّاره وقفت وفتحت الباب بتنزل وطاحت عينها على البيت اللي جايبها له ، بيته مو بيت امها ، كانت بتلف وتصرخ عليه لكن بلمحة بصر سد فمها وثبتها بحضنه وهمس : اششش، انا ماطلعتك من بيت امك عشان ارجعك له، هذا بيتك وهنا حياتك.
دخل فيها وصعد لشقته وهي تحاول تهرب منه لكنه قوتها صفر عند قوّته.
دخلها وقفل الباب وتركها وصرخت بقوه : مالك شغل فيني ، ليش تسوي كل هذا ، وش تبي مني اتركنيي اطلع من حياتي
شافته يقرب لها ومسكت مزهريه وقالت بصوت مهزوز : لو قربت بضربك فيها
ذياب قرب اكثر ورمت عليه المزهريه وانحنى وانكسرت على الأرض ، وديم تناظر بحرقه وقهر ماحست الا وايدينه تلتف عليها واخذها لحضنه بكل قوته وماترك لها اي مجال انها تقاومه.. ديم حست بضعف داخلها ودفى حضنه اجبرها تستلم له ، سندت راسها على صدره وكل ماحسها تعبت وانهارت شدها بحضنه لين سكتت ، وهدت وارتخت.. ابداً ماقوى يتكلم وهي منهاره.

عناد صحى و جلس وحس احد جنبه رفع راسه وشاف ممرضه واقفه كان بيصد لكنها ابتسمت له :الحمدلله على سلامتك
عناد توسعت عيونه : الله يسلمك ، ميس ؟
ميس وهي تعدل نقابها : لو سمحت قصدك الممرضه ميس
عناد : الله اكبر من الجندي صالح الى الممرضه ميس ، حلو والله في امل
ميس ضحكت وجلست : اليوم بس حسيت براحه ، اريج عطتني من ملابسها لأنها مقيمه هنا
عناد : لو في مجال خليتك تبقين بالمستشفى ، اقل شي حولك بنات
ميس : لا رجعني للحد ، متحمسه
عناد : يعني عكس الناس يوم جينا قلتي طلعني ويوم طلعنا قلتي رجعني
ميس : كنت خايفه بالبدايه بس صعبه اظل بالمستشفى ، اهم شي اكون معك
ناظر فيها وابتسم ، استوعبت اللي قالته وارتبكت : قصدي، يعني مااعرف احد غيرك ماراح ارتاح الا معك
عناد : وانا حريص على راحتك.
ميس : ماتبي تكلم امك
عناد : الا بنكلم امي وامك

اتصل جوال ذياب ومد يدّه لجيبه وقفل الجوال ، ورجع يده على خصرها وشدها له اكثر، لاحظ انه استرخت وماصارت تقاوم ، رفع يده ومسح على شعرها وظهرها ، رفعت يدينها لصدره ودفته عنها بخفيف ورفعت راسها لعيونه وكان مقرب وجهه لوجهها مجرد ماصارت عيونه بعيونها همس بضيق : اذا تشوفيني واطي فـ احلف لك باللي رفعك ووطاني اني ماقصدت ضيقك ولا مضرتك
دفته بقوّه وابعدت عنه وجلست ، جلس جنبها وعطاها قارورة مويا فتحتها وشربت بدون شعور ، مسك يدها الراجفه وسحبتها بقوه.
ذياب : ديم أرجوك ، افهميني
ديم : اي فهمني ، يالله فهمني ليش كنت تتواصل معي برقم تذكار ؟ ليش خدعتني فيك وفيها !
ذياب شال شماغه ونزله جنبه وصرخت ديم : علشان تخطف ميس صح ؟ يعني ماادري القاها من كذبك علي ولا من خطفك لـ ميس
ذياب بحده : الف مره قلتلك ميس خطفتها عشان يرجع اخوها ويريح قلب هالمسكينه اللي اسمها شجن ! اما انتي
سكت شوي وابتسمت بسخريه ديم : اييي انا كمل ! انا شفيني
ذياب ببرود سند ظهره وراها : ابد بس اعجبتني كتاباتك وقلت يمكن اصير نظيرك الروُحي !
ديم تناظر فيه مصدومه من بروده ، ذياب كمل : لاتقولين لي ماتعرفين معنى نظير روحي !
ديم سندت ظهرها جنبه وقالت بنفس بروده : الا اعرف ، لكن مو انت ، لإني مابي نظيري يكون كـذّاب وخاطـف !
ذياب ناظر فيها وقال بهدوء : في أشياء متكدسه على القلب والله وحده أعلم فيها ، لاتزيدينها علي واتركيني على راحتي
ديم : راحتك انك تعذبني ؟
ذياب ضعف من كلمتها والتفت بكل جسمه عليها وحوط يده على خصرها وسحبها له ، ديم نست كل العتب وضاع الكلام لما قربها له همس بإذنها :
" عندي إفلاس بالكلمات بينما شعوري جداً فائض "
ابعد عنها واخذ شماغه وطلع بهدوء.

رسيل كانت جالسه على طاولة المطبخ وتسوي حلا لأول مره بحياتها ، كانت معتمده على امها ومن يوم ماسكنت لحالها صارت تعتمد على نفسها وتتعلم الطبخ واشياء كثير فشلت فيها من اول مره لكن حاولت لين صارت تنجز وتنجح.
نزلت لما خلصت ووصلتها رساله من امها " افتحي الباب"
راحت بسرعه فتحت وهي مشتاقه لها ضمتها بقوه وضحكت امها : ماودك تتعوذين من ابليس وترجعين عندي ؟
رسيل : لالا ماودي ، كذا مرتاحه نفسياً ، تبيني ارجع للنكد
امها : بسألك صارلك شهرين ساكنه ولاطلبتيني فلوس الإيجار لايكون ابوك يدفعها !
رسيل سرحت شوي وكأنها توها تستوعب : اصلاً انا ناسيه ! وصاحب البيت مااتصل ولا طلبني
امها : غريبه ! اتصلي عليه حرام يمكن ناسي
رسيل : مو معقوله مسكن احد ببيته وناسي ، يمكن يبغاها تتدبل وياخذها مره وحده ، بس بشوف
اتصلت عليه وثواني وصلها الرد : هلا
رسيل : ابو خالد معليش بسألك انت تجمّع الإيجارات وتاخذها بعدين ولا ايش ؟
ابو خالد : مافهمت سؤالك
رسيل : تستهبل ؟ فهمني بخصوص الإيجار علشان اعرف متى اعطيك
ابو خالد : لكن ايجارك مدفوع لسنه قدام
رسيل بصدمه : ايش ! متأكد ؟ يمكن عندك بيت ثاني مضيع بيني وبينه
ابو خالد : يااختي انا متأكد ، انتوا دفعتوا لي ١٢ الف ايجار سنه كامله
رسيل : متى ؟
ابو خالد بحده : متى ماادري عنكم
رسيل : بس انا مادفعت شي !
ابو خالد: كل شي مسجل امامي الآن ، اللي دفع الإيجار اسمه هادي سطام الـ•
رسيل رجفت وناظرت لأمها مصدومه ، عجزت حتى ترمش او تتكلم.
امها بخوف : شفيك
ابو خالد : الو
رسيل بصوت خافت : طـ، طيب يعطيك العافيه، مع السلامه
قفلت منه وسرحت ، ماتوقعت بحياتها انها بتقابل شخص طيّب بطيبة هادي ، ماعمرها شافت احد يساعد بهذي الطريقه ، حتى ابوها لو عرف انها مستأجره ماراح يدفع عنها ايجار سنه كامله.
امها : رسيل شفيك تكلمي
رسيل : طلع هادي اللي دافع ايجار سنه كامله يمه ، ١٢ الف ريال
امها بصدمه : تمزحين ! مو دكتور ولا ولد شيخ ، من وين له هالفلوس حتى راتبه ماتوقع انه كثير
رسيل : ماادري يمه لكن اللي متأكده منه ان هذا الإنسان من طهارة قلبه حرام يمشي ع الأرض ، المفروض يكون فوق الغيوم
امها بغمزه : حركات لايكون تحبينه وانا مدري ، عاد انا ارتحت له من اول مره ، ليييته والله ياخذك ويفكني منك
رسيل : لا ماتوقعت تفكيرك كذا ماما ، ماراح اتزوج ابداً
امها عصبت : بالله عليك وبتظلين طول عمرك لحالك وتعيشين حياه كئيبه؟
رسيل : ليش لحالي ؟ ليش مااعتمد على نفسي واعيش حياه جميله ابنيها بنفسي ؟ ليش انتوا رابطين السعاده والنجاح بالزواج !

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن