23

27.1K 529 49
                                    

غسان من الألم رجع ورا بسرعه وطاح على ظهره وهرب للشاحنه اللي فيها ام وهاب ، فتحها وطلعهم بسرعه وكانت ام وهاب تعرج من كثر الضرب اللي جاها قالت بتعب وخوف : شو بك ، ليش مستعجل
غسان وهو يفتح الباب قال بألم وعصبيه : اركبي خلصيني
ام وهاب خافت من اثر الحرق بوجهه وقالت برجفه : بس احكيلي شو صار ؟
غسان : هالواطيه ، بدها تسلم حالها بعد ماتقتل ذياب
ام وهاب شهقت وغطت فمها ثواني وقالت برجفه : تقتله ؟ مستحيل
رجعت خطوتين ومسكها وركبها بالشاحنه غصب ولما جاء بيركب وهاب ابعد عنه وقال بهدوء : انا بركب بدون ماتلمسني !
مشى بهدوء وركب جنب امه ، غسان ركب جنبهم ومشى بالشاحنه ، ومابقى بالمكان الا ذيـاب وام ديـم..

تذكـار ، باقي اسبوع على زواجها ، من يوم مااختفى ذياب وهي حاشره نفسها بغرفتها وتصيح، حتى انها مافكرت بمشاري ولا فكرت وش يبي منها ولا سألت حالها " ليه يخطبني وهو عارف كل عيوبي "
دخلت عليها شجن وجلست قدامها ، شافتها تناظر لجرحها اللي بمعصمها ، سحبت يدها وضغطت عايها وقالت بحده : خلاص يكفي ، بعد اسبوع زواجك وانتي مثل الميته هنا
تذكار ناظرت لها مصدومه وكأنها توها تستوعب موضوع الزواج
شجن : خلاص هذا النصيب ، احمدي ربك مشاري ولاغيره
تذكار : انا ماابكي علشان الزواج ، انا ابكي على عمي ذياب ، ليتني انا رحت واختفيت ولا هو
شجن بضيق : خلاص ، قومي نطلع للمول نشتري لك شوية اغراض
تذكار : ماابي ، مابي هالزواج ليه مايستحي على وجهه غصب يعني !
شجن : يابوي وافق والرجال عطانا المهر وملكتك وزواجك بيوم واحد بعد اسبوع ولو عارضتي او سويتي شي ياتذكار ماراح يصير لك طيب ، لاتتمادين اكثر وخافي ربك بأبوي رغم انك فشلتيه كثير الا انه للحين ساكت عنك ويبي لك الستر
تذكار سكتت شوي وقالت بهدوء : طيب مشاري وش يبي مني وهو يعرف اني ظالمه وحقيره وتعاملت مع ساحره ضد اخته ؟
شجن سكتت وتذكار قالت بحده : فكروا فيها ! هذا يبي ينتقم مني ، يبي يعذبني مثل ماعذبت اخته انا متأكده
شجن : تعوذي من ابليس ، الدنيا مو سايبه وانتي مو مقطوعه من شجره ، وراك اهل وعزوه !

رسيل كانت في بيت ابوها ، لما طلبته المفتاح استانس لكنها اشترطت عليه ماتشوفه وهو مبدئياً وافق علشان يكسب ثقتها من جديد ، شجن وهادي للحين مايدرون وينها ، لكنها راسلت شجن وطمنتها عليها.
شجن ماتنام من كثر التفكير بكلام وافي ، شهرين ماردت له رغم انها تبادله نفس المشاعر ، اكن خجلها اكبر منها واكبر من انها تقول له موافقه..
وافي رجع لوظيفته وفرحته ماتنوصف ، ماعرف وش اللي تغير بين ليله وضحاها كانت الرجعه للوظيفه شبه مستحيله وفجأه قالوا له مبروك ، تفكيره كله مع شجن و لازال ينتظر جوابها و بالبدايه ماحب يضغط عليها ويخلي ميس تسألها ،لكن مل من الانتظار ، مو معقوله ثلاث شهور وهي تفكر .
عناد دخل البيت وشاف امه وابوه بيطلعون سلم عليهم وتنحنح : طالعين صح ؟
ابوه : يعني وش تشوف ؟
ام عناد : وش عندك يمه تكلم
عناد : فديت اللي تفهمني ، ابي اعرس ياناس
ابوه : تهبى ، تبي تعرس وعمك ماندري وينه
عناد : يايبه عمي على عيني وراسي لكنه تأخر ، الى متى بنتظر ؟
ابوه : احمد ربك اني وافقت تاخذ ميس
عناد تنهد : ردينا على طاري اللي ، انا مدري ليش للحين ماتحب اخوها
ابوه : الحب والكره من ربك
عناد : طيب متى اعرس ؟
ابوه : لارجع عمك ، يالله يامره
عناد بضيق : وين رايحين ؟
ابوه : بنروح نزور المسكينه زوجة ذياب ، نبي نتطمن عليها
عناد : الله بالخير توك تتذكرها
ابوه : ماكنت ادري انها حامل ، لو ماهي حامل مارحت لها ، لكنها شايله ولد الغالي ولازم اشوف صحتها
طلعوا وعناد جلس وهو متضايق من ابوه ، يعني الى متى وهو ينتظر هالزواج يتم ، بعد شهرين عنده مرابطه بالحد الجنوبي ، حتى لو تزوج بهالوقت ماراح يطول مع ميس ، ولو تأجل زواجه اكثر من كذا بيصير بعد سنه ، لأنه ماراح يرجع من الجنوب الا بعد سنه..
تنهد بضيق وهمس : يارب دبرها من عندك وبرحمتك..

ديم وعبير كانوا جالسين بالصاله ويتابعون مسلسل ومشاري عندهم لكن تفكيره مو معاهم ، صار له اسبوعين يشتغل بالبيت ووسع غرفة عبير وحط فيها كل شي طلبته ، وحط غرفه لتذكار وجهزها ، بنظره انها ماتستاهل لكن من باب العدل ، ونور من يوم قال لها انه بيتزوج وهي عند اهلها زعلانه.. حاول يرضيها اكثر من مره ولا رضت وتركها براحتها.
رن الجرس وقام مشاري ، ديم فز قلبها وهمست : يارب البشاره
عبير : تخيلي تدخل نور علينا وتنكد جونا
ديم : لا يارب خبر حلو عن ذياب
.

ديم وقفت وهي تشوف ام عناد وابو عناد اتجهت لهم وسلمت عليهم ، ام عناد لمعت عيونها من شكل ديم كيف صار.
ابو عناد انكسر قلبه ماتوقعها كذا ، صغيره وكل هالهموم شايلتها قال وهو يجلس : شخبارك ياام محمد
ام عناد : منهي ام محمد ؟
ابو عناد : ديم
ام عناد : وانت على كيفك سميت ولدهم
ابو عناد : وانتي وش عليك بأخوي وعياله ، لاتخليني احلف عليك ماتسمين عيال عناد
ديم مدت له فنجال القهوه وهي تضحك بس مالها خلق تسولف مشاري رد عنها : بس هي واعدتني اذا ولد تسميه مشاري
ديم جلست وقالت بهدوء : ارتاحوا كلكم بنت مو ولد ، وذياب اختار اسمها من زمان
ابو عناد تنهد : اه ياذياب ، يالغايب الحاضر
ديم بلعت غصتها : مافي اخبار ؟
ابو عناد : لا ، بس الله يحفظه وين ماكان
ام عناد تبي تغير الموضوع قالت بسرعه : الحين اختك ليه ماتنام وش مسهرها للحين وراك دوام بكره
عبير ناظرت لديم بربكه ومشاري ضحك : اي مدرسه ياخاله ؟عبير متخرجه من زمان
ام عناد : ماشاءالله شكلها يعطيها بالثنويه ، بس هي ليه لابسه قبوع الجو دافي اليوم مامن برد
ديم ومشاري ارتبكوا وخافوا عبير تتضايق لكن عبير فاجئتهم لما قالت بثقه : ماعندي شعر
ام عناد : اسم الله عليك ، ليه
عبير : انسحرت وطاح شعري
ام عناد رفعت يدينها وقالت من قلبها : الله ياخذ اللي تسبب عليك اخذ عزيز مقتدر
ديم نزلت عيونها بربكه وام عناد كملت : بس ليه
عبير : كنت جميله وشعري طويل والانظار كلها علي
ام عناد : كنتي ؟ انتي للحين جميله ، لو عندي ولد ثاني غير عناد كان زوجتك له بس ماعندي الا عناد ومتزوج ، لكن ابي اقنعه يتزوجك عليها ، شرايك ياديم
ديم : لاتحطيني بهالموقف ، ميس صديقتي وعبير اختي مااختار بينهم
ابو عناد : تبين عناد يتزوج على ميس ؟
ام عناد : احب ميس بس حبيت عبير الحين
ابو عناد : اذكر عناد يقول مااتزوج الثانيه الا اذا ابوي تزوج الثانيه
ام عناد بضحكة ترقيع: كنت امزح اصلاً
ابو عناد : ايه خليك عاقله
ضحكوا كلهم حتى عبير اللي كانت مرتبكه وخايفه ارتاحت معاهم وحبت ام عناد لإنها عطتها دافع معنوي ، مشاري مستغرب كيف بعد هالعمر كله روحهم خفيفه ، لو غيرهم كان ملوا من بعض من زمان وخصوصاً انهم ماعندهم الا ولد واحد وكبير.. تذكر علاقته مع نور وبعد اسبوع بيتزوج تذكار ، وضح له حجم المشاكل من الان وانقلب جوه بعد ماكان مروق..

غسان ماابعد كثير عن مكان ام ديم ، حس انه ضيع الطريق ورجع ، صار قريب من مكانها لأنه لو مشى من الجهه ثانيه بيدل الطريق ، وقف بعيد عنها شوي وكانت اضواء خيمتها واضحه له ، قال بهدوء : ولا كلمه، اذا نامت بنروح من وراها
ام وهاب سكتت وهي خايفه على وهاب من اللي عاشه ، واضح من هدوءه ونظراته انه مو طبيعي ، ماكنت راضيه باللي يصير لها ولولدها لكن اجبرتها ظروفها ترضخ وتتعايش مع هالوضع..
مرت ساعه وربع وطفت انوار الخيمه ، وسكن الجو وصار كل شي ظلام ، عرف انها نامت وشغل السيّاره بيمشي ، لكن مااشتغلت ، حاول فيها لكن مافي امل نزل بسرعه وفتح الكبوت وحاس فيه شوي ، ركب و شغل السياره ماشتغلت.
ام وهاب بخوف : شو صار ؟
غسان وصل اعلى مراحل الغضب لما عرف انها خربت وقعد يشتم بأم ديم بكل الشتايم وام وهاب ضمت ولدها من الرعب حاولت ماتخليه يسمع لكن وهاب كان سامع وفاهم.
ام وهاب : شو بدنا نعمل
غسان : بنموت شو بنعمل يعني.
ام وهاب بكت وشدت على ولده بقوه ودعت من قلبها رغــــم تقصيرها مع ربها وذنوبها اللي ماتحصى الا انها طلبت رحمته.

بيوم زواج تذكار ومشاري ؛
ملك عليها وباركوا له ، استغرب من ابوها لهدرجه يبي الفكه منها و ماطلب منه اي شي ، هادي ماكان معجبه الوضع لكن ابوه محذره وقال له لاتتدخل وانا ادرى بمصلحة اختك..
ركب سيّارته ينتظرها وهو شايل هم كبر الجبال ، ثواني وشافها تطلع مع هادي ، نزل عيونه وماقوى بناظر فيها.
هادي فتح لها الباب لين ركبت واتجه لمشاري وقف عنده وقال بهدوء : انا مو راضي على اللي يسويه ابوي لذلك لاتاخذ راحتك حيل ولاتحسب ان تذكار مو غاليه عندنا ، انا ماازكيها ، ولا اقول انها مو غلطانه ، انا اعترف انها غلطت على اختك ، لكن هذا مايعطيك الأحقيه انك تغلط عليها او تعاملها معامله غريبه.
قرب له اكثر وكمل بنبره غريبه : مشاري ! اللي يزعل اختي يزعلني انا ، انتبه لها !
تذكار كانت ماسكه دموعها وقلبها يرجف خوف ، لن كلام هادي طمنها كثير ، حست فعلاً ان وراها عزوه ، ابتسمت له ورد لها الإبتسامه.
مشاري بهدوء : لاتخاف عليها..
شغل سيارته ومشى وتذكار كل مالها ويزيد الخوف عليها.
هادي عينه على سيارتهم لين اختفت وتنهد بضيق ، طلع جواله واتصل على رسيل للمره الألف ولا في رد منها ، ترد على شجن ولا ترد عليه، ارسل لشجن تجيب له جوالها ، وجابته له بدون لاتعرف ليش ، اتصل رقم رسيل وانتظر شوي وردت : هلا
هادي : ترا هربك هذا ماله اي فايده ، ومصيرك بترجعين لي
رسيل من الصدمه ماتكلمت وكمل هادي : ارفعي الحظر عني ، هذا وانتي تحبيني يعني لو تكرهيني وش تسوين !

مشاري ؛ وصل لبيته ونزل وهي لازالت بمكانها متصنمه قال بحده : انزلي ولاتنتظريني افتح لك الباب ، ترا انا مو هادي ولاني مثله !
ناظرت فيه بخوف من نبرته لكن ردت بقهر : حريمتك تصير مثله اصلاً
مشاري : انزلي ، نتفاهم بالغرفه
رجفت اطرافها وماتمنت بهاللحظه الا انها بين امها وابوها ، شجعت نفسها وتذكرت ان ديم موجوده عندهم ، نزلت ودخلت وراه ، ماشافت احد والبيت كان هدوء.
دخل لغرفتها ونزل شماغه وبشته ، تذكار ماكانت تبي تدخل لكنه ناداها بصوت حاد وراحت له قال بهدوء : قفلي الباب
تذكار : ليش ؟ دام البيت فاضي بجلس بالصاله
عطته ظهرها ومسك يدها بحده وقال بقوه : انتي واضح انك بزر وماتفهمين الكلام ، اقسم بالله اذا قلتلك شي ومانفذتيه مره ثانيه لأكسر راسك
تذكار من الخوف عجزت ترد ، قفل الباب برجله بقوه والتفت لها وقالت برجفه : وش تبي فيني دامك متزوج ومنعم ربي عليك وغير كذا عارف ان عندي اغلاط و.
مشاري : تزوجتك علشان نور تتأدب ، وعلشان ابرّد قلب ديم فيك ، يعني ضربت عصفورين بحجر
تذكار : يعني تبي تزرع بيني وبين ديم عداوه من جديد ؟
مشاري : ايه
تذكار بقهر : لأنك غبي والدليل انك تحسب اذا تزوجت على نور بتأدبها ، ماتدري انها بتكرهك كذا
مشاري : خليها تكرهني ، انا محذرها من زمان اذا ضايقت عبير يعني تضايقني ، وهالكلام لك انتي بعد ، خليني اشك انك مضايقه خواتي وشوفي اللي بيحصل
تذكار : ياحليلك تحسب الدنيا فوضى تبي تذلني علشان اختك ، ماسمعت كلام هادي ؟
قرب لها وركز عيونه بعيونها وقال بهدوء خوّفها : هادي له احترامه ، لكن ماله دخل بين زوج وزوجته !
بلعت غصتها وسكتت شوي وقالت بربكه : طيب دام ابوي ماطلبك قاعه ولا حفله ولا شي ليش ماتكرمت وفرحتني فيها ؟
مشاري : بصريح العباره استكثرت عليك الفرحه لإنك ماتستاهلينها
انصدمت من رده وضاقت فيها الدنيا زود وكمل مشاري : هذي الحقيقه لازم تتقبلينها ، بتفرحين مع مين ؟ اهلك يكرهونك و حتى صديقاتك نحشتيهم منك ، احمدي ربك اني رضيت فيك ، واحمدي ربك عطيتك مهر تتسنعين فيه
لف عنها ونزل ثوبه ودخل للسرير بدون اي كلمه زياده ، تذكار جلست ع الأرض وغطت وجهها تمنع شهقاتها ، حطمها ، كسرها وجرحها واهانها ، اخذها علشان يتتقم ؟ خلاص هو بخمس دقايق بس انتقم وزياده ، وش بقى يجرح ماقاله ؟

ابو عناد دخل للبيت وهو معصب على عناد ، شافه جالس بهدوء وسرحان ولا هو مع العالم ، استغرب انه موجود بالبيت بهالوقت.
قال بحده : ليش ماجيت لزواج بنت عمك ؟
عناد : صار لي حادث
ابوه قاطعه : اعوذ بالله ، تعورت ؟
عناد : لا بس واحد من اخوياي بالمستشفى وكنت عنده
ابوه : الحمدلله على السلامه
عناد : الله يسلمك ، يبه
ابوه وقف وعناد قام ووقف قدامه وقال بضيق : ذياب شكل ماحوله رجعه ، وانا بعد شهرين تبدأ مرابطتي ، لو تأجل زواجي اكثر من كذا بيصير بعد سنه و بظلم ميس
ابوه ساكت وكمل عناد : انا مدري وش بيصير لي لارحت للجنوب ، بس ابي افرح قبل لا.. اموت
ابوه قاطعه بضيق : اعوذ بالله من فالك ، خلاص شوف متى تبي العرس وتوكل على الله ياولدي
عناد ابتسم وباس راسه : عسى عمرك طويل ، بأقرب وقت ان شاءالله
ابوه : الله يوفقك..
طلع عناد وارسل لميس بكل فرحه : جاهزه اخلي الزواج بعد ٣ ايام ؟

ميس قرت الرساله وهي عند وافي وامها وارتبكت وصار وجهها احمر وماقدرت ترد لإن وافي يسولف معاها.
وافي : ماردت شجن ؟
ميس : اكيد انها موافقه وين بتلقى احسن منك
ام وافي : ماصارت كم صار لها وهي تفكر ، تحمد ربها على ولدي
وافي : لاتنسين اللي مرت فيه من حقها تفكر
ام وافي : بس ثلاث شهور كثير ،عسى ماشر
وافي : صادقه ، كلميها ميس
ميس بربكه : عرسي بعد ثلاث ايام
وافي : طيب شسويلك ؟ كلميها
ميس : خير اكلمها بتقول عروسه وداقه تخطب ، كلمها انت
وافي : ارسلي رقمها
ام وافي : صدق انكم قليلين حيا ولا كأن لي احترام ، انا بكلم امها ونتفاهم
وافي : لك كل الإحترام لكن انا اللي سألتها وانتظر الجواب منها مو من امها..
ارسلت له ميس الرقم وقام وهو يتصل عليها لما طلع جاه صوتها : الو
وافي تنحنح : سلام
شجن عرفته وتمنت انها ماردت قالت بخجل : وعليكم السلام
وافي : كيف حالك
شجن : تمام الحمدلله
وافي : وانا بعد تمام اذا حابه تعرفين ، طيب شجن مالك بالطويله ، ثلاث شهور اعتقد كانت كافيه ، وش قرارك ؟
شجن بربكه : بقولك بس.. يعني لاتفهمني غلط و..
وافي استغرب : مو موافقه !!
شجن : اي
وافي عصب ، سكت شوي وقال بحده : توك تتكلمين ؟ كل هالتفكير واخرتها رافضه ؟ وليش وش اللي يمنعك ؟
شجن : انت ماتنرفض لكن انا مابي اتزوج
وافي : ماعلي منك ، بكره بجي واخطبك رسمي وفيك خير قولي هالكلام
قفل الجوال وضغطه مرتفع ، شجن مصدومه ماتدري كيف قالت له كلامها ، انقهرت من نفسها وبنفس الوقت ابتسمت على ردة فعله..

غسان وام وهاب على وضعهم من يومين ، لاهم قادرين يهربون ولا قادرين يرجعون لها ، عالقين بالشاحنه بجوع وعطش ، ووهاب مافي اي ردة فعل منه ، لا شكى ولابكى وامه بتموت من خوفها عليه ، وقهرها من غسان وام ديم ، تحس لو تحرق فيهم مايكفيها ولايبرد غليلها ، مالها بهالدنيا الا ولدها وعقدوه نفسياً ، غسان مل من هالوضع وقال بحده : نامي خليني افكر بحل الله ياخذك وارتاح من همك
ام وهاب دمعت عيونها وسكتت ، هالشخص اسم انه اخوها بس على كثر ضربه وتعذيبه وسلطته عليها لو فكرت ترد عليه او تسبه راح تشوف الويل منه ، الى متى بتسكت !
غسان : هي بتحب وهاب ، من هون للصبح اذا ماقدرنا نهرب راح نخلي وهاب يروح لها
ام وهاب رجفت ودمعت عيونها " مستحيل ، الا وهاب " ماحزرت ياغسان، جاء الوقت اللي راح اوقفك عند حدك واخذ حقي وحق ابني منك يانذل..

تذكار زاد عليها الجوع وطلعت من الغرفه ، مشت على كل الأماكن بالبيت شافت غرفتين للجلوس وغرفه وحده مقفله ، وغرفه فتحتها وشافت سريرين وطلعت بسرعه ، اتجهت للمطبخ وشافت وحده تشرب مويا ، ماعرفتها لكن خمنت انها عبير ، عبير نزلت الكوب بيدين راجفه وعيون خايفه.
تذكار بربكه : عبير؟
عبير رجعت خطوتين وقربت لها تذكار : لاتخافين انا تذكار زوجة مشاري
عبير بحده : الا بخاف دامك تتواصلين مع ام ديم ، ابعدي عني انا مو ناقصه
تذكار انصدمت وقفت بطريقها وقالت بضيق : بس انا تغيرت
عبير : شسويلك ؟ تغيرتي لنفسك مو لي
مشت وتركتها، تذكار خلاص مابقى فيها حيل تتحمل المزيد ، جلست على الكرسي وسندت راسها على الطاوله وبكت.
مشاري كان صاحي وحاس فيها ولما تأخرت قام يشوفها خاف تسوي شي ، دخل للمطبخ شافها ماتوقع انها تبكي قال بحده : انتي ماتحسين بالبرد ؟
تذكار رفعت واسها ومسحت دموعها ، مشاري تنهد : وش عليه تبكين ؟ اللي قاعد يصير لك رد لأفعالك الشينه
تذكار : عادي توديني لبيت اهلي
مشاري : يابنت انتي مجنونه ؟ بليلة زواجك بتروحين لأهلك؟ الله ياجرني عليك بس
تذكار : طيب خلك معي لاتروح انا خايفه
مشاري : ياستار وش مخوفك ، انتي تخوفين بلد
تذكار : المكان جديد علي و.
قاطعها : حركات الدلع ذي انا ماحبها
تذكار بقهر : وش تحب اجل حركات الجنون اللي تسويها عبير ؟
مشاري انصدم ، يدري انها قليلة حيا وطويلة لسان لكن ماتوقع انها تسب عبير قدامه ، تذكار استانست وعرفت ان نقطة ضعفه عبير ، تزوج على نور علشان عبير، واكيد انا بيطلقني عشانها.
قرب لها وهمس بحده : والله لأخليك خدامه لها لين تصيرين مثلها ، والله لأجننك بدون سحر ياحقيره !

وهاب فتح عيونه وشاف امه غرقانه بالنوم وقام من حضنها وناظر لخاله غسان كان نفس الشي نايم ومغطي وجهه ، نزل من الشاحنه بهدوء ، واتجه لمكان ام ديم وذياب اللي ماكان بعيد عنهم حيل ، ورغم الظلام والرعب والمناظر اللي تهيب رجال ، ضميره كان صاحي وخوفه على ذياب اكثر من خوفه على نفسه ، كان كل يوم يوقف عند بابه ويدخل له اكل ومويا من تحت الباب ، ذياب ماكان يعرف من اللي يساعده كذا ، وقف ورا الشاحنه وعينه على خيمة ام ديم وكان يسمع عندها صوت ، لها كم يوم ماعطت ذياب اكل وكأنها تبيه يموت لحاله بدون لاتقتله بيدينها ، سمع صوت ذياب وهو يضرب الباب ويشتمها ، ارتاح على الاقل للحين صحته كويسه.
طل بخفيف وشافها جايه للشاحنه وماسكه سكين وتمشي بخطوات حذره ، رجع وكتم انفاسه وغرفت عيونه من الخوف.

ام وهاب صحت وهي مرعوبه لما مالقت وهاب ، نزلت بسرعه وهربت لمكان ام ديم ولما شافتها تطلع من الخيمه انحنت بسرعه وخبت حالها ، طلت بعيونها وشافت وهاب خلف الشاحنه ، خافت عليه اكثر من كل شي ، لو شافته بتقتله هذي وحده ماتعرف كبير من صغير ولايحكمها قانون ولاتعرف رب العالمين.
رجعت للشاحنه بأسرع ماعندها ، لما وصلتها مشت بهدوء لين ركبت ومدت يدها واخذت جوال غسان.
نزلت بسرعه وهي تتصل رقم الشرطه وصاحت بصوت باكي : ساعدونا..

ام ديم فتحت عليه الباب واول ماشافته بوجهها مدت السكين بتطعنه لكن رفسها بكل قوته وطاحت خارج الشاحنه ع الأرض وقامت بسرعه وذياب طلع ويدينه مربوطات قال بحده : انتي يوم كان معك رجال كنتي تتخبين وراهم مني ، بتواجهيني الحين وانتي لحالك ؟
ام ديم ابتسمت ورفعت يدها ورمت السكين عليه بتصويب وجرح يده وطاح ، وصب الدم ، تغيرت ملامحه من الألم لكن مااستسلم قرب لها وقال بتعب : خلاص انتي انتهيتي
ماقوى يمشي اكثر وجلس قدامها وكمل وهو يكح : حتى لو قتلتيني بموت مظلوم ، لكن انتي بتموتين ظالمه وذليله ومحد بيغسلك ولا بيصلي عليك ولا بيدعيلك ولا تندفنين مع المسلمين ولا..
قربت له ومسكت رقبته وهي ترتجف بشكل فضيع وخنقته بكل قوّتها.

قربت له ومسكت رقبته وهي ترتجف بشكل فضيع وخنقته بكل قوتها ، لكن وقفت فجأه وشهقت وطاحت من طولها ، ذياب زفر انفاسه وكح بقوه لين حس قلبه بيطلع ، رفع راسه وشاف وهاب ، شوي شوي واستوعب ان وهاب طعنها، ناظر فيها شاف دمها ينزف لكنها واعيه.
وهاب فك رباطه وذياب انكسر قلبه عليه ، شكله صغير لكن عقله اكبر من عمره ، من اللي اجبر طفل صغير يعيش كل هالحرب ويمسك السكين ويطعن ، عرف ان هو اللي كان يساعده طول الفتره اللي راحت ، اول ماانفك رباطه فجأه انتشرت اصوات الشرطه وحاصروا المكان كله.
ام ديم حاولت تقوم لكن ذياب حط رجله على وجهها بكل قوته وقال بصرامه : مالك مفر ياكافره ، هذي نهايتك
هجموا رجال الشرطه ومسكوها بقوّه وكلبشوها وجاها انواع التهزيء رغم انها شبه واعيه ونزفت دم كثير، غسان كان صاحي وماسك اخته كانت تصيح تبي ولدها ، ولما شافهم قربوا وعرف ان ماله مهرب قال بحده : خلينا نطلع ونحكيلهم انو نحنا هاربين منها
تركها ونزلت بسرعه وراحت لولدها وحضنته وبكت معاه غسان نزل وهو يمثل الخوف والبراءه ، ناظر لذياب ورجف كل مافيه ، قرب له ذياب بدون شعور وعطاه كف عمره ماينساه ومجرد مارفع راسه جاه كف ثاني من ذياب وكان بيكمل لكن مسكوه وابعدوه عنه وصرخت ام وهاب بحرقه : هذا ساحر مثلها ، هو اللي عذبني وعذب ابني واجبرنا نعيش بهالمستنقع ، وبيعرف كتير ناس على شاكلته ، وكمان تاجر مخدرات ، وبيعرف ام ديم وين بتخبي سحرها ، بإختصار هذا مجرم !
غسان كان يناظر فيها بصدمه فاقت كل الصدمات ، توّقع كل هالعالم توقف ضده الا اختـه ، كان عنده امل ضعيف انه يطلع ويعيش حياه طبيعيه ، لكنه خسر ، وهذي نهايته ، جزاه من جزاها.
سحبوه سحبة الكلب واخذوه للدوريه وهو ماهمه من هالشوشره كلها الا اخته واعترافها ضده ، شافهم ماسكين ام ديم وهي مو فاقده وعيها من الاوجاع ، كل حقد العالمين تولد بداخله عليها وتمنى لو يتركونه ثواني بس ، علشان يقتلها على الأقل يسوي شي يشرف قبل لايموت.
ذياب وقف قدامه بهدوء رغم الفوضى اللي داخله وحوله ، وقال وبصوت عذب : .
( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ياوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗوَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )
.
دمعت عيون غسّان وادمى جوارحه الندم لكن بعد فوات الأوان ، وكان مصيره من مصير ام ديم وبنفس الدوريه اخذوهم وهم عارفين ان مابقى الا قتلهم وينتهي دورهم وتنتهي قصّة شر بندم وخسران..

‏‎هادي : هذا وانتي تحبيني يعني لو تكرهيني وش بتسوين ؟
‏‎رسيل سكتت شوي تداري ربكتها ، استجمعت قوتها وقالت بهدوء : اعتقد كلامي واضح وماله داعي تتصل من رقم اختك ، هادي لاتحسبني مراهقه مابعد استقرت مشاعرها ، ولاتحسبني خفيفه كلمه توديني وكلمه تجيبني ، انا اتخذت قراري واتمنى تحترمه
‏‎هادي تنهد تنهيده طويله عبرت عن الالم الللي داخله من كلامها : بس يحق لي اعارضك اذا كان قرارك غلط
‏‎رسيل : صدقني عمري مااتخذت قرار وندمت عليه ، انا اعرف مصلحتي عدل
‏‎هادي بضيق : طيب ومصلحتي ماتهمك ؟ مو حرام عليك بعد هذا كله تمشين ، هذا جزاي ؟
‏‎اوجعتها نبرته ، بلعت غصّتها وكملت بضيق : لا مو هذا جزاك ، انت تستاهل كل خير وانا اللي مااستاهلك
‏‎هادي : تستاهليني ، ومحد يستاهلني غيرك .
‏‎رسيل غمضت عيونها وهمست بوجع : هادي لاتتصل ، مع السـلامه
‏‎قفل منها وناظر لأسمها بالجوال وكأنه يناظر فيها ، اول مره يكون متضايق وماتغيّر له جوه رسيل ، زادته فوق الهم هم وفوق الضيق اضعافه.

‏‎ديـم :
بعد ماخلصت صلاة الفجر قامت بتغطي عبير وطق الباب ، دعت انها مو تذكار لإنها مالها مزاج لها.
‏‎فتحت الباب وشافت مشاري مبتسم : ازعجتك
‏‎ديم : لا كنت صاحيه اصلي
‏‎مشاري سكت ماعرف كيف يبشرها ديم استغربت من فرحته : ماتوقعت ان تذكار بتفرحك
‏‎مشاري : لا انا فرحان عشانك انتي
‏‎عقدت حواجبها ثواني ولاشعورياً همست بعدم تصديق : ذياب ؟
‏‎مشاري : ايه ابشرك لقوه واموره سليمه ، وامك واللي معاها بالسجن
‏‎ديم ظلت ثواني تناظر فيه ، تسترجع كلامه ومع كل حرف يدق قلبها لمعت عيونها وقالت بصوت تعبان : صدق ولا تلعب بعقلي ؟ ‎.
مشاري : لا والله اني صادق
‏‎حست بدوخه وأختل توازنها ، ماشالتها رجولها اكثر وطاحت لكن قبل توصل الأرض مسكها مشاري جلسها وجلس معاها : اسم الله عليك شفيك ؟ ‎ ديم ماقدرت تخفي دموع الفرح قالت ببحه : الحمدلله ، وينه بشوفه تكفى
‏‎مشاري : بيحققون معاه ويطلعونه يعني يومين بالكثير وتشوفينه ان شاءالله ، قومي ارتاحي شكلك تعبتي
‏‎ ديم : تكفى بروح اشوفه ، لو دقيقه بس ، الحين كيف انام من الفرحه مستحيل تغفي عيني
‏‎مشاري : ديم والله لو بيدي وديتك لكن والله صعب تشوفينه هاليومين
‏‎قامت بتعب وسحبت عبايتها وعقد حواجبه مشاري : يابنت انتي ماتفهمين ؟ نقولك ممنوع
‏‎ديم : ماعلي منهم ، من حقي اتطمن عليه مافي اي قانون يمنع هالشيء !
‏‎مشاري : اجل تفضلي روحي له وانقعي بالممرات وهذا وجهي ان كان دخلوك عليه !
‏‎ديم بغصه : ليش يعني ؟ كل شي واضح يحققون في ايش
‏‎مشاري : ذياب يعرف اشياء واجد عن امك واللي معاها ، انتظري يومين بس.

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن