16

32.2K 535 42
                                    

بعد شهر ؛
رسيل كانت تمشي بالحوش ولابسه سماعاتها وتسمع اغنيه ومندمجه معاها ، مرت نصف ساعه ونزلتهم وانصدمت لما سمعت صوت الباب يطق بقوه ، خافت وراحت فتحته بسرعه من الخوف ماسألت مين ، دخل هادي وهو معصب نزل نظارته الشمسيه وناظر فيها من فوق لتحت وقال بعصبيه : وانا اقول شعندها ماتفتح طلعتي لابسه هالزفت
رسيل : وانا شدراني انك بتجي الحين
هادي : والفاهيات اللي ساكنات معاك ليه مايفتحون ؟
رسيل : شجن وديم نايمات ، وفي شي اسمه ادب لاجيت تطق الباب طقه بهدوء
عطته ظهرها وراحت جلست على عتبات الباب الداخلي وعيونها بجوالها ، قفل الباب وتقدم لها وجلس جنبها وقال بهدوء : شجن شخبارها؟
رسيل : على حطت يدك
هادي : وانتي شفيك زعلانه الحين ؟ لإني عصبت عليك ؟
رسيل : لا ، لإنك ماخليتني اساعد ديم
هادي : ليش شفيها ديم ؟
رسيل اختصرت له موضوعها مع ذياب وهادي انصدم من ام ديم قال بحده : نجسه ماعليها شرهه ، بس..
سكت شوي وكمل بتردد : يمكن امها صادقه ، مو معقول ذياب بيتركها كذا من الباب للطاقه
رسيل : الا تركها وهو مو متأكد ، بس تدري كيف انا ماراح انتظرك تجي معي ، بروح لحالي
هادي : ماتروحين لها ، لا فيني ولا بدوني
رسيل : ههاي ياواثق ، بروح ماعلي منك
هادي بهدوء : رسيل هذي ساحره ، بتضرك اذا عرفت انك صاحبة ديم ، ديم وهي بنتها ماسلمت من شرها
رسيل : بمثل عليها
هادي : لاتسوين فيها قويه وخطيره ، ماتروحين
رسيل : لازم اروح علشان نثبت لذياب ان ديم بريئه
هادي : وانتي وش دخلك بينهم ؟ وديم ليه ماتبري نفسها ليش انتي تدورين برائتها
رسيل : وانت شدخلك فيني كيفي انا اسوي اللي ابيه
هادي : طيب عطيني فكرتك اللي بتمثلين فيها على الساحره
رسيل : بقول لها عطيني عنوان بنتك ديم يقولون ان سحرها افضل من سحرك ، ومن ردة فعلها راح اكشف اذا هي كذابه او لا
هادي كان يتأملها وهي تسولف وقال ببرود : وش هالذكاء الغبي ؟ بذمتك تتكلمين صدق ؟ يابنتي استوعبي تراها ساحره ساحره مايمشي عليها كيني ميني ، انقلعي غسلي وجهك واهجدي نامي وفكي البشريه من غبائك
رسيل عصبت : والله اذا في احد غبي فهو انت ، وقاسي وقلبك حجر بعد ، لأنك تشوف انسانه محتاجه مساعده وماتساعدها ، ام ديم سوت هاللعبه عشان ترجع لها ديم ، عشان كذا ديم ماتقدر تثبت براءتها
هادي : نذر على رقبتي ماتروحين ، وريني كيف تقطعين حلفي
رسيل بقهر : ليش انت ابوي ولا اخوي عشان مااقطع حلفك ، ولا كأنك حلفت اصلاً
هادي : انا مو ابوك ولا اخوك لكني خايف عليك ، انتي ماتعرفين مصلحة نفسك ومسويه نفسك كبيره وفاهمه ماتدرين ان الحياه ماترحم ، مستحيل اسمح لك تضرين نفسك !

رسيل سكتت شوي وقالت بربكه : شـ ، شكراً مابي خوفك ، مابي احس اني ضعيفه وراح اثبت لك اني عن الف رجال
هادي تنهد : رسيل انا حذرتك ، لاتمشين على شي نهايته شينه
رسيل سكتت ماتبيه يقنعها اكثر ، هادي كمل : روحي صحي لي شجن ، ابيها بموضوع
قطع جوّهم صوت ذياب : ماشاءالله مجتمعين
ناظروا فيه مفزوعين ورسيل خافت وجت بتدخل واستوقفها صوته : لحظه لحظه
هادي عرف انه بيرفع ضغطه وقال بهدوء : رسيل مثل ماحذرتك ، مالك شغل بغيرك
طلع وتركهم و، وذياب عينه لرسيل قال بهدوء : وش اللي محذرك منه ؟
رسيل ماكانت تقول له ، لكن حست انها لو قالت له ممكن يتغير شي بالموضوع اخذت نفس وقالت بهدوء : قلت له اني بروح لبيت ام ديم عشان اثبت برائتها لك
ذياب تغيرت ملامحه وسكت شوي وكمل : برائتها ؟ يعني انتي متأكده من برائتها وتبين تكشفينها ؟
رسيل : اي
ذياب : ارتاحي ، لو ديم بريئه انا راح اكشف برائتها
رسيل انصدمت ، هذا مغسول مخه غسل على ديم قالت بقهر : اصلاً انت من يوم يومك مُعقد وماتحب الا نفسك ، والغلط غلط ديم انها اختارت تعيش مع واحد نفسيّه
ذياب : قاعده تقولين كلام كبير لو اخذه بعين الإعتبار ذبحتك عليه ، بس ابعتبر اني ماسمعت
رسيل سكتت غصب عنها من كلامه وكمل ذياب بهدوء : وين ديم
رسيل : نايمه
ذياب تعداها ودخل ورسيل اسرعت ووقفت بطريقه : لالا ماتدخل عليها و..
سمع صوت الأغاني وتأكد انها مو نايمه وهذي كذبه من رسيل ، تعداها ودخل للغرفه بسرعه وفتح الباب ومن صوت الأغاني مانتبهت شجن اللي ماسكه جوالها وتصور ديم اللي واقفه ترقص بكل مهاره ، رسيل حست انها طاحت بمصيبه وحاولت تأشر لهم من ورا ذياب اللي سرحـــان وكل تفكيره ونظراته وشعوره واحاسيسه ارتبطت بهالإنسانه اللي ترقص ، فوق جمال الوجه والجسم واللبس رقصها يجنن ، وكأنها متعمده تستفزه وتثير رجولته وتكسر كلامه وتخليه يندم على كل كلمه قالها ، وكل دقيقه مرت بدونها.
كانت لابسه قميص ساتان بدون اكمام لونه كُحلي وفيه فتحه من بداية الفخذ وترقص بهدوء وتغني مع الاغنيه وملامحها واضحه فيها الحزن ، شجن ملت من الاغنيه الحزينه وحطت لها اغاني هز وصارت ديم تهز بكل مهاره وشجن تصورها وتضحك : اسمعي وش تقول افراح ، تقول عليها جسم ياخذ العقل
ذياب حس النار تاكل قلبه غيره عليها ومن تصوير شجن ، اذا البنات خاقين كذا اجل هو وش صار فيه وهو شايف كل شي قدامه مو تصوير.
رفس الباب برجله وشهقت ديم وشجن طاح من يدها الجوال ولما استوعبوا انه ذياب تغيرت ملامحهم ، ديم سحبت جاكيتها بسرعه تبي تلبسه و وسحبه منها ذياب وقال بقوّه وعيون حاده : بعد ماعرضتي جسمك للكل بتسترينه عني ؟

ذياب : بعد ماعرضتي جسمك للكل بتسترينه عني ؟
ديم فهمت قصده وانحرجت لإنه شافها وانحرجت اكثر من كلامه قدام البنات قالت بقهر : ايه اعرضه للرايح والجاي مو هو رخيص ؟ خله ينعرض مالك دخل فيه
ذياب طنشها وناظر لشجن : امسحي كل مقاطعها ، انتي الوحيده اللي احترمك بهالعائله لاتخليني ازعلّك
شجن رغم انها تضايقت لكن عذرته شي طبيعي بيقول كذا وهو يشوفني اصور زوجته.
ذياب : اما انتي ياديمه كلامي معك مو الحين قريب ان شاءالله ، وقريب جداً
طلع وسحب يد رسيل بقوه لدرجة انها شهقت مشى فيها لين وصل باب الشارع وقال بحده : خليك صاحيه لاتنامين ، واذا اتصلت عليك ردي ، واذا مارديتي تعرفين وش اسوي !
طلع وتركها تفسر طلبه مثل ماتبي ، تنهدت بملل ودخلت.

عناد كان ينام بفندق طول الشهر اللي فات ويومياً ياخذ بنات ياسر معاه يتمشون ويشتري لهم ويسليهم ويرجعهم للبيت ، وكل مايقولون له بابا يقول لهم انا مو بابا انا صديق بابا ، لين صاروا فعلاً يشوفونه صديق ابوهم ويعرفون اسمه بعد " عناد "
الساعه ١٠ الليل ، نزلهم لبيتهم واتصل على جدتهم علشان تاخذهم ، وقالت له يدخل يتقهوى معاها ، وفعلاً عناد نزل ودخل عليها شافها جالسه بالحديقه ، سلم وجلس وتقهوى واخذته السوالف معاها وميس جالسه ومرتكيه على رجله وتلعب بلعبتها.
ام ريم : ميس قومي نامي
ميس : لا اخاف بابا يروح ويخليني
عناد ابتسم بضيق توقعها خلاص ماعاد بتقول له بابا كونها حطت في بالها انه مو ابوها.
طلّع جواله وحط على صورة ياسر وحطها بوجه ميس وقال بهدوء : تعرفين هذا مين ؟
ميس ناظرت فيه ثواني وقالت بحزن : هذا بابا
عناد : اي صح هذا ابوك ، انا مو ابوك
ميس : طـ، طيب هو وينه ؟
قطع جوّهم صوت ريم من وراهم : ابوك مات ياميس
التفوا وشافوا ريم بعبايتها ونقابها وعيونها الدامعه قربت وسحبت ميس وقالت بغصه : ابوك مات وراح عند ربه ، لاتنتظرينه
عناد عصب من حركة ريم وريم عرفت انه معصب وقالت بقوه : خلها تعرف الحقيقه ولا تعيش بوهم انك ابوها ، انت مو ملزوم تكذب عليها عشانها كسرت خاطرك
ميس بكت وغطت وجهها ، بكت بحرقه ورفعت راسها ريم ومسحت على وجهها : حبيبتي لاتبكين ، استانسي ابوك شهيد ، تعالي معي
شالتها وقالت بغصه : لاتجي ياعناد لاتعذب بناتي اكثر من كذا !
دخلت فيها وصوت بكاء ميس واصلهم ، وعناد متقطع قلبه عليها صح انه ماكان وده يوهمها انه ابوها ، لكن كان مستانس لفرحتهم بوجوده..
طلع ركب سيّارته ومشى وهو حاس بفراغ كبير ، باقي له شهر ثاني على بداية دوامه ، وصار له شهر مايدري عن ميس ، ماوده يكلمها ويصدمها او تفهم غلط ، قرر يرجع لها.

ذيابب اتصل على رسيل وفعلاً ردت عليه خافت تنام ويهاوشها : هلا
ذياب : افتحي لي الباب
رسيل : ليش ؟
ذياب : مو شغلك افتحيه اخلصي
راحت رسيل وفتحت له ودخل وحط جوّاله بجيبه : ديم نايمه صح
رسيل : اي
ذياب تعدّاها ودخل ورسيل قالت بقهر : ترا شجن نايمه معاها انتبه لا تسوي شي منا منا
ذياب طنشها ودخل للغرفه كانت ظلام وفيها ثلاث سراير ، وسرير ديم بالوسط وكانت نايمه على ظهرها بأريحيه وملامحها البريئه حركت مشاعره فوق ماهي متحركه من اول ، شاف دفترها جنبها وفتح اول صفحه وقرأ المكتوب بضيقة صدر :
لاتغضب لإنك لم تُهزم بعد ، اغضب لإنك خسرت امرأه كانت تراك سماؤها ، امرأه تشعرك بقيمة الحب وتعتذر لك نيابه عن الأيام المُتعبه ، إمرأه ستظل تتذكرها وتبكي على فقدانها في الوقت الخاطئ
تجاهل وجع قلبه من المكتوب وطفّى النور وقرب لها جاء على سريرها لين صار فوقها وجسمه على جسمها فتحت عيونها بضجر ولما استوعبت كانت بتصرخ لكن سد فمها بيده بقوه وهمس : اششش ، انا حبيبك لاتخافين
ديم دمعت عيونها انقهرت من حركته وكلمته " حبيبك " حاولت تقاوم وتدفه عنها لكنه ماتحرك واحرق حواسها كلها لما قعد يبوسها ، بكل مكان برقبتها وصدرها ، بلهفه وكأنه ينتقم منها صعد عن اذنها وقال بتعب : ابي اشيل يدي وابوس شفايفك ، لاتصرخين علشان مااسوي شي اكبر
مجرد ماشال يده حطت يدها حاجز بينها وبينه وقالت بهمس يوضح قهرها : ماراح توصل مبتغاك ، ابعد عني لإني عايفتك بمعنى الكلام
ذياب انصدم من كلمتها وناظر بعيونها شوي وقال بهدوء : معاك ثلاث دقايق ، اذا ماجيتيني بالسيّاره تحملي اللي بسويه!
قام وطلع بسرعه وهو يتمنى انها تعانده علشان يصير كل شي لصالحه ، ركب بالسياره وفعلاً دقايق ركبت وراه وطنش حركتها ، اخذها للبيت وانتظرها لين تنزل وتصعد قبله ، لحقها ودخل وراها للشقه كانت جالسه بملل وعيونها بجوالها ، قفل الباب وجلس جنبها وسند ظهره وقال بهمس : نوّرتي بيتك
ديم ببرود : وش تبي مني ؟
ذياب قرب لها ورجع شعرها خلف اذنها وهمس : ابيك ترقصين لي ، وتهزين لي مثل ماهزيتي لغيري
ديم ناظرت فيه بإنكسار ، اول مره ينخطف لونها بهالشكل ، يمكن كلمته هذي اقوى من كل كلامه اللي فات ، لكن ماضعفت وحلفت الا تقهره قالت بإبتسامه : كم تدفع؟
ذياب عرف تفكيرها وقال وخشمه على اذنها : اللي وراي ودوني
ديم : طيب
قامت شبكت جوالها بالبلازما وشغلت اغنيّة طرب لكن كلماتها حزينه ومتقصدتها ونزلت عبايتها وكانت لازالت بالقميص الكحلي ، فتحت شعرها وانتثر على ظهرها وايدينها وصدت علشان مايشوف ملامحها ، وبدت ترقص له بكل حزنها ، وقلبه يحترق عليها..

قام ووقف وراها وسحبها لحضنه بقوه، حاولت تقاوم لكنها تعبانه ، مُنهكه منه ، دموعها تنزل بدون شعور منها ، دخلها للغرفه وقفل الباب ولفها عليه لين صار وجهها مقابل وجهه ، دموعها وشكلها وهي تبكي اجبره ينزع قناع الشر اللي لابسه ، وابتسم لها بألم على حالها ، ديم عجزت تنزل عيونها من عيونه ، كانت تبكي وكل ماتتذكر كلامه تبكي اكثر ، معقوله يحسبني ارقص لغيره ، لكن مو هنا المشكله ، المشكله انه مايغـار وقالها وكأنه ماجمعهم ولا يوم حلو..
ذياب بتعب : ديم ، كل كلمه تجرحك تجرحني قبلك
قال وهو يقرب لها : تكفين أثبتي لي ان كلام امك كذب ، قوليلي انك بريئه لاتكابرين اكثر من كذا تكفين لاتعانديني وتعذبيني
ديم ضربت صدره بقوه وقالت بصوت مهزوز وهي تتذكر كل كلمه جرحها فيها : بعد إيش يامتخلف ياغبي ، بعد ايش ، ابعد عني لإنك تحت تأثير شهوتك حالياً ، تحاول تستلطفني عشان تاخذ مني اللي تبي وبعدها تتركني مثل المره الاولى ، لكن بعيد عن خشمك انا بايعتـك برخيص !
ذياب مسك يدها بقوه وهمس : والله لو تبيعيني ببلاش مو برخيص مااتركك مهما كان اللي بيننا
ديم تتكلم وهي ترجع ورا : ماابيك
ذياب : قربي ، مابي شي منك بس احضنيني واطلعي
ديم برجفه : ذيـاب لـ.
قاطعها بهدوء : اقسم بالله بس بضمك وابعد عنك ، وعد
ديم تعدته بتطلع ومسكها بقوه وسحبها لحضنه وضمها بكل قوته ، وماترك لها مجال تقاوم ، حاولت لين طاح حيلها واستسلمت له ، رفعت يدينها مُجبـره وحضنته لإنها متأكده اخر مره بتشوفه..

ميس كانت جالسه بغرفتها تقرأ كِتاب تضيّع وقت فراغها ، تركز بسطر وتترك عشر سطور ماتركز فيها وتسرح بعناد ، صار لها شهر عنه تنهدت بضيق : لاتشتاقين من الحين ، باقي قدامك ١١ شهر وبتشوفينه اذا الله احيانا
سكتت شوي ولمعت عيونها وكملت بضيق : اذا الله احيانا ؟ ياربي انا عارفه ان الموت حق لكن.. يارب اجمعني فيه بالقريب العاجل
قلبت الصفحه بالوقت اللي وصلتها رساله ، خطفت لها نظره سريعه ورجعت تناظر للكتاب ثم رجعت ناظرت لجوالها بصدمه مو مستوعبه اللي تقراه ، رساله من عناد " اطلعي لي "
ميس : احلف
عناد : اقسم بالله
قامت بدون شعور تبي تشوف بس عشان تصدق ، مو معقوله اللي قاعد يصير ، وش هالخير اللي سوته بحياتها عشان تدعي دعاء ويستجاب بنفس الوقت ، فتحت باب المدخل وشافته ، واقف نفس وقفته قبل شهر ، لكن الفرق الوحيد انه قبل شهر ودعها بحزن ، الحين مبتسم، من الفرحه عجزت حتى تستوعب او تبكي او تصرخ ، بدون شعور راحت له بكل سرعتها وحضنته حضن نسّاه الدنيا ومافيها ، وشد عليها بكل قوته وهمس : والله ان الحياه ماهي حياه الا معك.

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن