مجنونة الآسمر

29.3K 1.2K 87
                                    

الفصل التاسع عشر

جلست أيه تضم أرجلها لصدرها ولا تكف عن البكاء منذ اللحظة التي علمت بها أنها تحمل نطفة منه في أحشائها، خبر أنتظرته كثيراً ولم يأتي سوا في أكثر وقت خطأ .. وقت أخر شيء تتمنى حدوثه فيه هو هذا

آيه ببكاء حزينة : طب انزله ولا اسيبه .. خايفه اسيبه ومقدرش ارعاه بعدين هحسسه بنقص مش هقدر اعوضه عن الأب

لتردف بحيرة : ولو موته طب ازاي ده حته من آنس ذي ما هو مني وابني

انفجرت باكيه ووضعت يداها علي وجهها فشعرت بمن احتضنها لتحاوط خصره بقوة واكملت بكاء

هارون بهدوء وعتاب : ليه تشيلي هم الدنيا دي وانا موجود يا آيه

آيه بمرار وألم : أنا تعبانه ومش قادره ابطل تفكير يا بابا اعمل ايه؟

بعد وجهها ليكوره ثم مسح دموعها بحنية ظاهرة في عيناه : خليكي وابقي مسئوليتي وانا هصرف عليكي سبق وقولت أنتِ لا تختلفي عن روز في حاجه

آيه بحزن دفين : هو ليه انت مكنتش بابا الحقيقي .. ليه عندي أهل مش بيحسوا بيا ؟

هارون : بطلي هبل أنا باباكي ذيي ذي ياسر فاهمه؟  اومال أنتِ بتقولي بابا ليه

رولا بغيره : اتمني فقرة العشق الممنوع دي تكون خلصت

هارون بهمس : جات اكبر غيورة في الدنيا مش بعيد تقتلنا احنا الاتنين

آيه بمرح : بيقولوا الجري نص الجدعنه

هارون بمرح مماثل : قدام رولا الجدعنه كلها

انفجرت أيه ضاحكة ونست بكائها الحالي ليشير لرولا أن تقترب وأخذها في أحضانه

هارون بمشاكسة : غيوره أنتِ أوي

رولا بغيظ : طب ابعد ايدك

هارون بمرح : بحب غيرتك أكتر منك شخصياً

ضربت يده بحدة لتعلو ضحكاته وقبل جبينها بحب واضح لتدعي أيه أن يديم الله سعادة الاثنان، وتتساءل لما حظها سيء بهذا القدر في هذه الحياة .

***************

في منزل السلحدار
تمدد آنس على الأريكة ورأسه على فخذ والدته التي ومهما تغير العالم من حوله وكذلك البشر لن تتغير هي ولن يكون أحد بحنيتها عليه كذلك لن يستمع أحد لشكواه سواها ويتفهم هذا

آنس بحزن : مش لاقيها يا أمي من أسبوع بدور وتعبت

أسيا وهي تمرر يدها على شعره : اهدي يا آنس أكيد راحت لحد قريبها اسأل اهلها

آنس بيأس : سألت

أسيا بهدوء : أنت حبيتها يا آنس

نظر لها بعض الوقت ولم يتحدث فهو نفسه لا يعرف السؤال وكلما سأله لنفسه لا يجد إجابة كالعادة

مجنونة الآسمر " مكتملة " Where stories live. Discover now