الفصل الثاني

1.7K 221 21
                                    

الفصل الثاني

نظر إلى المستشار الخاص به «جرهام» والذى عرف إسمه منه أثناء تلك الرحلة الطويلة :
- كم تبقى جرهام ، نحن نسير منذ أكثر من ساعتين

أجابه وهو يسرع بخيله كي يستبقه :
- تبقى القليل يا مولاي ، نحن الآن على مشارف الجنوب

رمقه بإستياء وهو يرى مدى محاولاته للحاق به فهتف بضيق :
- اية ياعم براحة على الحصان إحنا مش فى سباق ، تمهل قليلا

- يجب أن الحق بك سيدى فخيلك هو الأسرع فى تلك المملكة

إبتسم بفخر ونظر أمامه وهو يقول :
- اعلم ذلك ، كنت بختبرك يا اوزعة

وصلا أخيرا إلى الجنوب حيث مدينة الفقراء ، لاحظ المبانى المتهالكة والتى كانت عبارة عن طابق واحد ، كانت الشوارع متلاصقة إلى حد كبير ومتهالكة ، بدأ الشعب فى الظهور والتى كانت ملابسهم مهالكة وبها رقع كثيرة ، ظهر على وجههم الطين ، نظر إلى جانب فوجده مزدحمًا بالناس مما جعله ينظر إلى «جرهام» وردد بتساؤل :
- لماذا يتجمعون هكذا ؟ هم بيتخانقوا ولا اية ؟

نظر إلى حيث ينظر واجابه :
- هذا السوق يا سيدي ، اليوم هو اليوم الخاص بالخصومات على الاطعمة والملابس

ابتسم وهو يتوجه إلى تلك البقعة وردد :
- اية ده هم عندهم اوكزيونات زى عندنا ، هيا بنا جرهام سنذهب إلى هناك

اعترض طريقه وهو يقول بإعتراض :
- لا مولاي ، هذا خطر كبير على حياتك ، افضل عدم الذهاب إلى هناك

رمقه بغضب شديد وصرخ فيه :
- بقولك اية ياعم حلبسة انت ، انت مش ساحب عيل صغير معاك ، انا الملك وستنفذ ما اقوله .. هل تفهمنى

ابتعد عن طريقه بخوف وردد بتوتر وقلق :
- حسنًا سيدى ، اعتذر منك

توجه بالفعل إلى تلك المنطقة وترجل من على حصانه ثم سار فى السوق فوجد الزحام شديد ، لاحظ بساطة الرداء الذى يرتديه الجميع عدا التجار الذين كانوا يرتدون ملابس تظهر عليها الرقى والجمال ، ظل يمر من هذا الازدحام وهو يرى البضائع التى تُباع ، حتى وجد بائع لا يوجد أمامه أحد فتقدم وسأله قائلًا :
- لماذا لا يقوم أحد بالشراء منك أيها التاجر ؟

نظر إليه بإستحقار وأردف :
- أغرب عن وجهى فأنا لا أطيق التحدث لأحد أيها الحقير

إستشاط «يوسف» غضبًا وهتف بغضب شديد :
- انا حقير يا خنزير يابن الخنازير !! ده انا من شبرا يلا !!

ثم تقدم ليلكمه بوجهه فأعترض المستشار طريقه وهو يهدأ من غضبه قائلًا :
- انتظر يا مولاي ، اهدأ قليلا .. لا تلوث يدك بضرب هذا الحقير ، أعدك بإرسال الحراس لوضع هذا المجنون بالسجن

هدأ قليلا خاصة عندما لاحظ خوفه وتراجعه ثم أكمل طريقه فى السوق إلى أن لفت إنتباهه رجل يبيع الفاكهة وامامه الكثير من النساء فتقدم ليرى ماذا يبيع فأعجبه كثيرًا تلك الفاكهة الناضجة فردد متسائلا :
- بكام كيلو العنب يا عمنا ؟

مملكة أرنولدKde žijí příběhy. Začni objevovat