25 |ملاك|

5.4K 625 357
                                    

"لا تسمح لذلك المدعو ريو بأذيتها.." قال ماركوس وهو ينهض ليبتسم مارسيل ويرد "لا تحتاج لتنبيهي.."
رسم على وجهه علامات السخرية ووضع بعض النقوذ على الطاولة ليضع مارسيل يده فوق يده وهو يقول بسرعة "إنها على حسابي."

حدق به ماركوس لوهلة ولم يشأ أن يتشاجر مجدداً ليعيد وضعها في جيبه، توجه خارجاً وتوقف قبل خروجه على بعد خطوات من طاولتهما وهو يقول "شكراً لاعتنائكَ بديالا."

"أخبرتكَ سابقاً، ديالا من تعتني بي وليس العكس، شكراً على اعتنائكَ بفينوس."

أومأ ماركوس وأطلق نفساً طويلاً قبل أن يردف بهدوء "سيقيم الملك في الغد احتفالاً كبيراً في قصره بمناسبة إعادة إعماره بعد الهجوم الذي حصل، السيدة بريستون لن تفوت ذلك كالعادة، لذا سيكون المنزل خالياً إلا من الفتاتين، يمكنكَ القدوم لرؤية فينوس."

"سأحاول ذلك.. شكراً لك." أخبره بابتسامة ليغادر ماركوس، حتى بعد مغادرته مازالت ابتسامته تشق وجهه، ربما لم يكن شيئاً كبيراً، ولكن منذ ست سنوات كانت أول محادثة طبيعيةً تقريباً له مع ماركوس..

النادلات اللواتي اعتدن عليه نظرن له باستغراب، مازالت ابتسامته على وجهه حين نهض ووضع بعض القطع المالية على الطاولة قبل أن يغادر عائداً لورشته، قضى النهار بأكمله بالعمل، في وقت الغداء خرجت ديالا وقد جلبت له وللعمال بعض الطعام، تناولوه جميعاً معاً، الجميع وحتى العمال الجدد في الورشة لاحظوا كم كانت شاردة الذهن ومشتتة، حتى أنها كادت توقع الشاي الساخن على ملابسها لو لم ينتبه مارسيل لها..

عاد للعمل ليلقي نظرةً أخيرةً على السيوف التي أنهاها، ساعده العمال على وضعها في صناديق، ووصل الرجل الذي طلبهم ليأخذهم ويعطيه بدلاً منهم قطع ذهبية، وبهذا يكون قد أنهى نهار عملٍ متعب..

ارتمى بتعب على كرسيٍ خشبيٍ بجانب صندوق القطع الحديدية الموضوع بجانب الباب وهو يقول بتعب "هذا كان مرهقاً، أعتذر لأني تركتُكم لوقتٍ متأخر اليوم، خذوا الغد استراحة استراحة."

ابتسم الجميع للجملة المحببة التي قالها ليبتسم بدوره، ثم نهض من مكانه ليفتح كيس القطع الذهبية بيده ويوزعه عليهم بالتساوي وهو يقول "هذه المرة أنتم عملتم كل شيء، لذا دوناً عن سعر المواد الخام الذي سيعود للورشة، فإن هذه النقود أنتم من تستحقونها. "

ابتسم مجدداً حين رأى تعابير السعادة الواضحة على وجوه الجميع، كان يملك ثلاثة من عماله من مدينته القديمة، كانوا عبيداً لنبلاء واستئذنوا ليخرجوا لهذه الورشة، هو يعلم أنهم يجمعون النقود بشغف ليدفعوها لمالكينهم حتى يحرروا أنفسهم..

الناس تولد حرة، أما أولئك الذين يتم سجنهم فعليهم أن يدفعوا ثمن حريتهم غالياً، نقود، عمل، وقت، أي شيء آخر، وبحالته كان ثمن حريته وحرية ديالا هو ماركوس وحسب..

Phenomenal | استثنائيةWhere stories live. Discover now