4 |النظرات|

13.4K 1K 439
                                    

الهدوء الذي رافق نسمات الصباح تسلل لها ريثما تفتح عينيها مستقبلةً يوماً جديداً طويلاً، لم تحظَ بنومٍ هادئ بسبب تشتتها من أحداث اليوم السابق، زيارة صائد الجوائز غير المتوقعة كانت كفيلةً بجعل الأحلام تلاحقها، وكانت قلقةً على ماركوس، تفكر بالأشياء التي تراود ذهنه بعد الليلة الماضية برفقة ليا، هي تعلم بكل شيء، وليس بوسعها فعل أي شيءٍ سوى التخفيف عنه، بينما تدعي الجهل المستمر أمام ليا.

خلال دقائق كانت قد انتهت من تجهيز نفسها، جلست في غرفتها تقابل المرآة، تحدق بعينيها المختلفتين، فترةٌ من الصمت اجتاحت غرفتها الهادئة إلا عن زقزقة العصافير في الخارج، وصوت طرق الباب الذي أعلن وصول مرافقها، رفعت نظرها عن المرآة لتواجه الباب وهي تطلب منه الدخول، خطواته الرزينة مشت ناحيتها وهو يقول بابتسامةٍ صغيرة "صباح الخير آنستي." ابتسمت لهدوئه المعتاد الذي كان متوافقاً جداً معها، لكنها استطاعت أن تلاحظ أنه مرهق جداً، شعره مبعثرٌ، عيناه محمرتين، تنهدت مدركةً أن كارثةً ما قد حصلت باليوم السابق، لا بد أن ليا قالت شيئاً ما بغير وعي.

"صباح الخير ماركوس، تبدو مرهقاً؟" سألته وهي تميل برأسها ناحيته ليفرك رأسه بتوتر ويرد "لم أنم البارحة جيداً، أعتذر عن هذا." تمتم آخر كلماته بصوتٍ خافت غير مدركٍ هو بنفسه لم يعتذر لتبتسم وتقول " يمكنكَ أن ترتاح اليوم، أنا لن أخرج من المنزل، أو ربما أغادر لساعةٍ فقط."رفع حاجبه وهو ينظر إليها باستغراب ومالبث أن حرك رأسه نفياً وهو يقول "لن أترككِ تغادرين المنزل لوحدكِ آنستي." ضيقت عينيها باستنكار نحوه ثم أرجعت شعرها للوراء بغرور وهي تقول ساخرة "أنتَ تعاملني كطفلةٍ الآن." أصدر ضحكةً صغيرة من بين شفتيه ثم حرك رأسه للجهتين وهو يقول "لا، أنا أعلم أنكِ عاقلة وواعية جداً، ولكنه عملي، وعلي أن أرافقك."

"إذاً أنا لن أذهب.." قالت بسرعة لينظر لها باستغراب فابتسمت وأضافت "أنا لن أموت إن لم أحضر درس رقصٍ مثلاً، سأنزل لتناول الإفطار، وسأرسل خادمةً لتجلب الإفطار لغرفتك." هم أن يعترض ولكن نظراتها الهادئة منعته، مما دفعه ليومئ شاكراً وهو يغادر ليوقفه سؤالها "ما الذي فعلته ليا البارحة؟" التفت لها بنظرةٍ شاردة وعينين ذابلتين فتابعت "إن لم ترد لا تتكلم." حرك رأسه للجهتين مجدداً وأجاب "لم تفعل شيئاً مختلفاً عن كل مرة، أنا فقط أريد أن أعلم لم تذهب للاحتفالات وتشرب الخمر كالمجانين في كل مرة، هل تتعمد فعل هذا؟"

أنهى كلمته الساخطة وهو يغادر ويغلق الباب خلفه لتتنهد، التقطت ورقةً فارغةً من أمامها وحدقت بها لوهلة، ربما لا يهم كثيراً لو قرأ ماركوس أوراقها، لن يزعجه الأمر كثيراً، ولكن عليها أن تبدأ بإخفاء بعض الأوراق عنه.

غمست الريشة في علبة الحبر المتوضعة على الطاولة، وانسابت أصابعها تعزف ألحانها على تلك الأوراق، حيت تستطيع أن تقول كل شيء دون اكتراث لرأي أي أحد..

Phenomenal | استثنائيةHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin