الفصل الثامن عشر

228 12 8
                                    

الزمان : قبل يوم واحد من حفل إنقاذ الكوكب
المكان : كوكب آمون
السجن المشدد

اخترق "حور - آن" ذلك الممر الطويل وهو يمشى مسرعا ويتلفت يمينا ويسارا وخلفه يسير شخص آخر يرتدى معطفا كبيرا يلفه على جسده حتى وصل لباب فولاذى ..

قال "حور" للحارس بصرامة :
_ افتح بأمر مولاى الملك " آمون - حتب " الذى يمنح النور فى الظلام ..
لدى تحقيق سري يجب إجراؤه بسرية تامة مع السجين الأمير " توما " بأمر الملك شخصيا ..

نظر الحارس عبر شاشة ليتأكد من انه "حور - آن " حقا ومر عليه باشاعات كشف الهوية وفتحت له الأبواب ودلف "حور" لممر آخر طويل فى غرفة فتح بابها حراس .

أسار "حور" للحراس أن يغلقوا الباب خلفه ليتركوه هو والشخص المرافق له ذو المعطف مع الأمير
" توما " بمفردهما ..

كانت رائحتها كريهة ليس بها أي من مظاهر تطور تكنولوجى كما هو موجود بكل رقعة بالكوكب ، وفى أحد الأركان المظلمة يوجد شخص ينكمش حول نفسه لا مباليا بمن حضروا ..
اقترب منه "حور" أكثر ..
استدار ورفع رأسه أخيرا لتلتقى عيناهما ..
كان ازرق البشرة ذو عيون صفراء قصير القامة ..

فصاح " توما " بعدم تصديق :
_ "حور" .. إنه أنت ..
ماذا تريد ؟ ماذا أتى بك ؟
فقال "حور" :
_ الأمير " توما " .. هيا معى ، الوقت يداهمنا ولا وقت للشرح .. سأهربك .

نظر له " توما " بتردد ، فنظر "حور" لأعلى تجاه أحد الكاميرات المختفية وسلط عليها شعاعا أحمر ثم قال :
_ الصورة سيقف بثها وتسجيلها لمدة ثلاث دقائق ، سأستبدلك بالمجسم المتحرك الذى أحضرته محمولا على سيقان صناعية ليظهر أكثر طولا ..

وخلع المعطف من على رفيقه الإلكترونى الذى يشبه
" توما " جدا محمولا على سيقان معدنية ، فانزله أرضا ليصبح نسخة طبق الأصل من الأمير " توما " ، وأكمل "حور" كلامه :
_ ستخرج معى بدلا منه واقفا على نفس السيقان ، مرتديا نفس المعطف ، وهو سيأخذ مكانك .

نظر له " توما " لحظات كأنه غير مصدق لما يسمع ، ثم وقف ليعتلى السيقان ويلف نفسه بالمعطف جيدا ..
كان قلب " توما " يرتجف من الخوف ..
لم يكن يخاف الموت لأنه لا يموت قتلا ..
وإنما يخاف السجن الذى مكث به خمس سنوات ..
يخاف أن تكون هذه خدعة ما ..
ومن "حور" تحديدا الذى قبض عليه منذ خمس سنوات ..
ويخاف ان تكن حريته تلك مجرد وهم ..
لكن لم يكن لديه خيار إلا أن يتبع "حور" ..
باباً وراء باب ..
خطوة وراء خطوة ..
الأمل يقترب ..
والباب الرئيسى للسجن ظاهر للأفق ..
ودقات قلب " توما " تتعالى ..
ثم ..
هواء الحرية ..
ضوء الشمس الفيروزية ..
خرجا من المبنى !
واسترد حريته ..
واتجه بصحبة " حور - آن " لمنطقة الجبال البنفسجية ..

                            ********

المكان : كوكب آمون ..
متحف الكميتين ..

كانت "حتحور" تتنقل بين الأهرامات وحيدة منتظرة عودة "حور" ..
نظرت بعينيها لهرم قرمزى خلاب بعيد وضغطت حزامها لتقف أمامه فى لمح البصر فى أقل من رمشة عين ، وأخذت تستمتع بقرائتها لما هو مكتوب عليه ، ووجدت نفسها فجاة تتذكر دراستها وحبها وشغفها بعلم المصريات ..

أخذت تنتقل سعيدة وهى تقرأ ببساطة ماهو مكتوب على كل هرم ، حتى رأت لوحة ضخمة من الكريستال المشع كتب عليها :
( أهرامات أميرات اللعنة )
لم تتردد .. ضغطت على حزامها ودخلت ..
كان مثلهم مثل أهرامات الملوك ولكن أقل فى الحجم ..
كان كل هرم فى حجم هرم خوفو فى مصر تقريبا ، ويقف أمام كل هرم تمثال لشابة جميلة ملامحها مألوفة ..
لكن لفن نظرها شئ غريب .. كل هرم يحمل اسمين ..
_ " زبيدة بنت زعفران " .. " تى - آمون " .
بالمعبد وبمعرفة الكاهن الأكبر ..

_ " زمردة بنت يوسف الأقحوانى " .. " تيا - حتب ".
بالمعبد وبمعرفة الكاهن الأكبر ..

_ " سعاد يوسف المصرى " .. " ميريت - نبت " .
بالمعبد وبمعرفة الكاهن الأكبر ..

_ " سميرة عبد الجابر " .. " خنت - كاووس " .

_ " محاسن عبد الله " .. " نيت - راون " .

توالت الأسماء على الأهرامات وكلها ملحقة بنفس الجملة :
" بالمعبد وبمعرفة الكاهن الأكبر. .. "

حتى وصلت لهرم لم يكن عليه اسم او سبب وفاة ولا تمثال جينى ، وكان هناك عمال آليين كثيرين جدا يعملون على استكماله بطرق آلية يكملون بناءه السريع ، ومعهم لوح ضخم ذهبى محهز ليعلق بعد الانتهاء .. كان مغلفا فلم تقرأ مادون عليه ..
وفجأة ظهر امامها "حور" وعلى وجهه ارتباك وتوتر قائلا :
_ مولاتى .. ماذا أتى بكِ لهنا .. لقد ابتعدتِ كثيرا .. هناك أماكن أجمل من هنا بكثير .. إنها مقابر .. مجرد مقابر .. هيا بنا ..

قرن كلامه بأن أمسك يدها يجذبها ، فشدت يدها وأشارت للأهرامات حولها
_ قل لي أولا .. لمن هذه الأهرامات ، وما المقصود بأميرات اللعنة ؟ هل تقصدون لعنة "سوبك - نفرو" .
إن الأسماء المكتوبة عجيبة ..
أسماء أرضية لنساء من الأرض وليست كمتية فقط ..

ارتجف "حور" وكأنما لدغته أفعى فجأة وتلعثم وهو يقول :
_ إن هذه الأهرامات .. إنها .. ل ..
حقا هى لحفيدات "سوبك - نفرو"
لها أهمية بالنسبة لنا .. و .. و .. لها احترامها
و .. و .. هى لأميرات منقذات على مدى القرون ..
عموما هيا بنا فليس أمامنا وقت كبير لنضيعه هنا والحديث عن من رحلوا ..
هيا بنا .. أنا لا أحب هذه المنطقة وتشعرنى بالاختناق ..

عاد يمد يده ويمسك يدها وضغط لها حجر حزامها ثم ضغط حزامه ليتلاشيا من هذه المنطقة ..

                          ***********
نهاية الفصل الثامن عشر
A.Eldaba3

كوكب آمون Where stories live. Discover now