(11) حكاية برج الجدى

61 19 4
                                    

#حكايات_الابراج
---(11)---
#حكاية_برج_الجدى
(قصة قصيرة) 
أ.حسام أبو حطب
**********

"المشهد الاول"
-----------------
انهارت حبيبة فى بكاء حار وحولها كانت المناديل تغطى اركان الغرفة يبدو انها تبكى منذ فترة لابأس بها ثم توقف بكائها لحظات حينما سمعت من يدق باب غرفتها وصرخت بعصبية:
-من بالباب!!

جائها الرد من الخارج:
-انا سبيل يا حبيبة افتحى ارجوكى انا شديدة القلق.. 

قامت حبيبة الى الباب تفتحه وجذبت صديقتها الى الغرفة واغلقتها بأحكام قبل ان تلقى بنفسها على كتف صديقتها وتغط فى البكاء من جديد وسبيل تواسيها بشتى الطرق لكن هيهات ان تهدأ حتى سألت سبيل صديقتها وهى تحتضنها:
-اهدئى انا هنا الى جوارك ماذا هناك احكى لى .!!

هدئت نفس حبيبة قليلا ومن بين نحيبها قالت:
-ادم يا سبيل سيتزوج.. غدا سيتزوج.. 

مسحت سبيل دموع صديقتها قائلة:
-كل هذا من اجل ادم.. ظننت الامر انتهى منذ فترة

جففت حبيبة دموعها بالمنديل قائلة:
-اعرف لكنك لاتعرفين كم تعلقت به لقد تحول الى كل شىء فى حياتى كان اهلى و كل اصدقائى كان حبيبى انتى لا تفهمين لقد وعدنى يوما ان يكون لى.. 

قاطعتها سبيل قائلة:
-لكنه لم يتخلى عنكى.. الظروف باعدت بينكم وانتهى الامر

عاد بكائها يزداد وقالت من بين الدموع:
-لا اتصور ان يرتمى فى حضن اخرى.. ان يرتوى من حنان امرأة غيرى.. لقد وعدنى ان يكون لى قالها بنفسه سنعيش معا ووعدته ان نموت معا مهما كان الامر.. 

بلهجة اشفاق قالت سبيل :
-حبيبة عليكى نسيان هذا الامر انظرى الى حياتك ومستقبلك

ارتمت حبيبة على سريرها باكية فى هستيريا واضحة وهى تقول:
-انا اخطأت يوم تركته يبتعد عنى لم احسب ان يكون ثمن فراقنا مؤلم لهذه الدرجة.. لكنى لم اقصد يا سلسبيل صدقينى ارجوكى.. 

نظرت لها سبيل فى حزن وهمست لها باشفاق:
-هونى عليكى يا عزيزتى يجب ان تهتمى بأمورك الخاصة وان تجدى شخص اخر يقدرك ويحترمك ويحبك.. 

صرخت فيها :
-لا اريد غيره.. لقد وعدنى ان نعيش سويا ووعدته يومها ان نموت معا.. هذا وعد لا يمكنه ان يتخلى عنى ويحب غيرى ابدا.. ابدا

بدت حبيبة فى هذه اللحظة كوردة ذبلت ولم يعد لها رائحة لكن منظرها اخاف صديقتها.. خافت عليها وخافت منها..
كانت سبيل تخشى على صديقتها ان تؤذى نفسها او تفكر فى الانتحار مثلا لذلك احتضنتها برفق قائلة:
-حبيبتى هذه صفحة فى كتاب حياتك اغلقها ادم وانتهى كل شىء اعطى نفسك فرصة للحياه ولا تفكرى فيه مرة اخرى ابدا.. 

البروچ (أ. حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن