(10) حكاية برج الحمل

100 21 11
                                    

البروچ
(قصص قصيرة)
---الحكاية العاشرة---
برج الحمل

أ.حسام أبوحطب
*************

وقف رجل الأعمال حسن المغربى فى ظلام الغرفة التى لا يضيئها سوى بصيص ضوء من مصباح زيتى يمسكه عجوز بجواره وهما يتطلعان لثلاثة من الرجال الاشداء اخذوا على عاتقهم عملية حفر واسعة النطاق اسفل هذا البيت المهجور فى غرب الأقصر قبل ان يقول هامسا:
-لا اريد ان يتسرب خبرا واحدا عن تلك المقبرة الفرعونية مهما كان الثمن هل تفهم يا جبالى..

اومأ العجوز بجواره ايجابا قبل ان يقول:
-لا تقلق يا مغربى بيك.. انا والرجال نعرف كيف نحافظ على الاسرار..

ثم نظر له بخبث قائلا:
-طالما كان ثمن الصمت بهذا الشكل الذي ستدفعه..

نظر له المغربى دون ان يرد ثم عاد ينظر للحفرة الضخمة فى وسط الحجرة خاصة عندما هتف احد الرجال من اسفل:
-فتحنا المقبرة يا عم جبالى.. انزلا الآن..

نزل المغربى وجبالى وقد انكشفت لهم تلك الرسوم شديدة الجمال على جانبى جدران المقبرة لكن احدهم لم يعبأ بتلك الرسوم فقد كان تركيزهم الأكبر فى البحث عن كنوز تلك المقبرة القابعة تحت هذا البيت المهجور.. لكن المغربى فجأة توقف امام تلك المومياء القابعة فى منتصف حجرة الدفن وحاول ازالة الغشاء المحيط بها الا ان الجبالى استوقفه هاتفا:
-ماذا تفعل يا رجل.. ان الفراعنه لا يتهاونون مع من يعبث بالموتى الا تخشى ان تصيبك اللعنة..

ضحك المغربي قائلا:
-هل تصدق هذه الخرافات يا جبالى.. كم انت عجوز مخرف..

استوقفه الجبالى مرة أخرى هاتفا:
-اسمعني جيدا يا مغربى بك.. انا عجوز وشاهدت الكثير وعرفت الكثير مما لاتعرفه انت.. وأقول هذا عن خبرة..

ثم هدأ قليلا قبل ان يقول:
-لا تعبث مع مومياوات الفراعنة ابدا.. فكل من فعل هذا كانت عاقبته لا تحتمل..

اتسعت عينا المغربى رعبا وأعاد وضع غطاء المومياء الى مكانه قائلا:
-انا لا اؤمن بهذا العبث لكن لن يضرني الامر.. لكن اسمعنى جيدا المشترى قادم خلال يومين اريد ان يكون كل شىء على ابهى ما يكون.. اريد ان احظى بأفضل سعر ممكن.. هل تفهمون هذا جميعا..

ثم نظر حوله وأشار الى عدة تماثيل فى نهاية المقبرة هاتفا:
-اجمعوا كل ما يمكن جمعه من المقبرة ولن يخرج أحدكم حتى تتم الصفقة..

قالها قبل ان يلتفت خارجا من المقبرة ومعه جبالى الذى خرج على مهل يتناسب مع سنه الكبير فما كادوا يبتعدوا حتى مال عليه المغربى قائلا:
-هل تثق بهؤلاء الرجال يا جبالى..

رد الرجل بكل ثقة:
-بالطبع يا سيد مغربى لا تقلق.. اطمئن..

تركه المغربى وخرج من البيت الى سيارته الفارهة وأغلقها راحلا وعيناه تمتلئ بالجشع..
ونفسه تتراقص طمعا..
وعلى غير العادة كان الطريق مظلما بشدة تلك الليلة لكن نفس المغربى كانت تمتلىء بالزهو وتفكيره مستمر فيما ينتظره من مال و...
وفجأة ظهر ذلك الشىء..
هو ليس شيء بالمعنى الدقيق..
بدا وكأنه رجل يقف فى ظلام الطريق..
او انه ظل..
وهو ما دفع المغربى للتوقف بالسيارة بصورة مفاجأة جعلت سيارته تنحرف عن الطريق بشدة وقد أصدرت اطاراتها صوت صراخ مرتفع مع خروجها عن مسار الطريق ولكنه ببراعة استطاع ايقافها وخرج ينظر يمينا ويسارا باحثا عن صاحب الظل الذى اعترض سيارته وهو يطلق سبابا ولكنه فجأة توقف والحيرة ترتسم على وجهه فقد كان الطريق خاليا تماما حتى ان كشافات سيارته التى اضائت مساحة لا بأس بها لم تظهر وجود اى شىء مما جعل قلبه يخفق بشدة وهو يعود للسيارة مرتجفا ليدير سيارته مسرعا وقد قرر العودة بأى شكل الى بيته ولكن..

البروچ (أ. حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن