•••

345 31 1
                                    


دُعينا إلى مَهمةٍ أُخرى كِدتُ أرفُض فَحالُ سَعدٍ لَا يَسمح وَلكنهُ أْصر على الذَهاب، طَوال الطَريق كَان هَادئاً يَنتظرُ المَجهول، وَصلنا إلى مُستَقرنا كَان الضَجيجُ يَعُم المَكان رأيتهُ يُواجهُ بِصارمةٍ مُخيفة وَكَ؛أنهُ يَدعوا المَوت بِكُل رَحابةِ صَدر، إنتَشلتُهُ بَكُل مَاأوتيت مِن قُوة، صَرختُ بِه "لِماذا لا تَراني؟! لِماذا تُلقي بِنفسكَ أمامَ المَوت؟! كَيف لِي مُواجهةُ الحَياةِ دُونك؟! ألستَ تِرى؟! أم أني نَكرهْ؟! إن تُريدُ المَوت فَقتُلني ثُم مُت" إبتَسم بِغباء لَكم وَددتُ تَحطيمَ تِلك الأسنان وَقتها، عُدنا مُحمَلين بِإنتصارٍ جَديد قَال فِي صَمت "عَلي زِيارةُ مَكانٍ مَا هَلا رَافقتني؟" اؤمأتُ مُوافقاً، مَشينا بَين أزقِة المُخَيماتْ رَأيتُ إنكِساراتٍ، خَيباتٍ، مَوتى لَا أحدَ يَأويهم فِي الأرضِ مَسكناً، تنفس الصُعداء، وَصَلنا إلى الخَيمة التَي كَانت بِها تِلك الفتاة وَ حَمل سَعد الصَبي ذاتَهُ، تَفاصِيلُ وَجههِ بَاتت تَنعدم رَبتَ عَلى كَتفهِ، إبتسمَ بِطمئنينه، أغمضَ الصَبي عَيناهُ وَضعاً رأسهُ عَلى صَدرِ سَعد، لَا أعلمُ مَايَربطُ سَعد بِهذا الصَبي وَلكن يَعني لَه كَثيراً، نَظر إليّ وَهَمس "هَل أُخبركَ بِما حَصل؟!" قُلتُ "أجل، أسمَعك" إبِتَسمَ مُناجياً قَال وَهو يُشبكُ يدهُ بِخاصهِ الصَبي "بدأ ذَلِك قَبل تِلك الحُروب كَانت الخُضرةُ تملئُ المَكان، الجَميعُ مُبتسم، كُنت قَاطناً فِي مَرسمي مُنهمكاً فِي إبتِكار لَوحةٍ أفوزُ بِها بِمسابقةٍ فِي المَدرسة، أتْقنتُ رَسمها بِكُل مَاأوتيِتُ مِن فَن 'كَانت أعَيُنهُ تَلمعان كَان يتألمُ مُتحدثاً ' بِكُل حَماسٍ ذَهبتُ مُبكراً وَضعتُ لَوحتي بِمعرض المَدرسي المُصغر كُنتُ فَخوراً بِي، سَمعتُ إرتطاماً قَوي هَز الأرضَ مِن تَحتي صَوتُ نَحيبٍ وَأنين، بُكاءٍ وَصَريخ ، كُنتُ أحاولُ فَهم المِوقف لَكن لَا وَقت صَفاراتُ الإنذارِ فِي كُل مَكان، السَقفُ يِتهاوى، إحتَضنتُ لَوحتي وَأسرعتُ بِخوف مُتجهاً لِبيتي، الأرضُ تَحولت لِحمراء اللَون  وَصلتُ مُتأخراً لَم يَبقى سِوى الحُطام وَكَ؛إن لَم يَكنُ هُنالك شَيء، رَائحةُ الدِماء فِي كُل الأرجاء بَعدمَا كَانت مَليئةً بِرائحةِ اليَاسمين المَوتى فِي كُل مَكان، سَحبني رَجُلٌ مُسن يَكسو شَعرهُ البَياض يَداهُ غَارقةٌ بِالدماء، دَفعني دَاخِل المَنزل وَقال "إياكَ وَالخُروجُ مِن هُنا إختبئ" لِوهةٍ فَكرتُ بِأن أخرجُ وَيَلقيني المَوتُ بِأهلي وَلكنِي خِفت، أخفَيتُ جَسدي بِخزانةِ المَلابس أَفرغتُ مَابِها جَلستُ ضَاماً مَاتبقى مِني دُمُوعي كَانت تُقاوم وَكَ؛أنها رُعبت مِن هَول مَارَأت، عَم الهُدوء، بَقيتُ مَكاني مُتسمراً بِلا حِراك..

عُذراً يَاحَربْ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن