•••

392 35 3
                                    

كَان لا يَتراجع، يَتحدثُ مع اللّٰه، لَا يُقاوم البُكاء حِينها، دُون تَرتيب، يَدعُوا بِشتات، يَبحَثُ فِي عَسعسِ اللَيل الطَمأنينة..

وإن كُل مُحبٍ حَقيقي يُحّطم وَيُهّشم فِي النِهاية، تَماماً مِثله..

مَر وَقتٌ طَويل مَازال يَدعوا اللّٰه لَم ييّأسْ أبداً، إزدادت قُوتهُ وَصلابتهُ أمامَ صَفعاتِ الحَياة..

تُفاجِئُنا الحَياةُ بِمُنعطفاتٍ مُريبه، بِالأمس رَأيتهُ بِهيبتهِ وَقوتهِ، وَاليوم يُقاوم بِأعينٍ دَامعه، أبكاني اليَوم، أبكاني حُزنهُ، لَم أكن صَديقاً جَيداً وَلكني سَأبقى حَتى وَإن ظَهر بِهيبتهِ الزائفة أمَامي، وَإني سَندكَ يَاقلبَ صَديقك..

إستيقظَ باكِراً، لَم أَجِدهُ، وَباتت الأفكارُ المَشؤومة تُلاحِقني، مَاذا لَو فَكر بَأن يُؤذي نَفسهُ؟!، مَاذا لَو كَان يَبكي وَحيداً؟!، مَاذا لَو غَادر الحَياة تَاركني وَحدي؟!، كَيف سَأواجهُ كُل تِلك الصَفعات؟!، النَدمُ يَتعبُني، الساعةُ الثالثةُ فجراً بَعد البَحثِ والإنتظار، حَضر بِوجهٍ بِلا تَعابير وَضع بين يَداي كِتاب بِعنوان "الأمنيات لا تموت" وَضع يدهُ بجِديةٍ مُريبه بَين صَفحات الكِتاب حَتى وَقفت خَاصته عَلى فَصل "غُرباء" هَمس بِنَبرةٍ خَائبه "إقرأ ياغَيث"، الخَوف يَملءُ كُل إنش فِي جَسدي، كُل تِلك السَنوات ذَهبت هَباءاً، كُل تِلك المِشاعر التي دُفنت حَضرت فَجأه، طَوال تِلك السَنوات كُنت خائفاً مِن أن يَعتريني ذَلك الخَوف، "إلهي رَبي وَرَبّ السَماء أزِل هَذا الخَوف"..

عُذراً يَاحَربْ..Where stories live. Discover now