الذكرى السادسة

Start from the beginning
                                    

-

«أسفة على ما حدث كيت. صدقينى أنا لم أقصد ذلك. أتمنى أن تكوني على ما يرام..»
قرأت كيت رسالة مارسيلا، لتغمض عينيها بتعب. تركت هاتفها فور سماعها لصوت طرق على الباب. توجهت نحو الباب لتقوم بفتحه. فور أن وقعت عينيها عليه، شعرت برجفه بداخل قلبها. ظلت ثابتة فى مكانها لا تدرى ماذا تفعل حتى قاطعها قائلاً:
«أريد الحديث معكِ كيت.»
أفاقت كيت من صدمتها، لتعود لبرودها مجددًا ثم قالت:
«لا أريد الحديث معك جاستن. أرحل أرجوك.»
تنهد بتعب قبل أن يخبرها:
«كيت أرجوكِ. دعينا نتحدث.. فقط هذه المرة أرجوكِ.»
تأملت عينيه التي تبدو متعبة بشدة للحظات، لتفسح له المجال ليدلف. أبتسم بتعب ثم دلف لداخل منزلها. جلس بغرفة المعيشة، لتجلس كيت مقابله.
ظل صامتًا لدقائق، فقط ينظر لها دون الحديث متأملاً ملامحها. تنهدت كيت قائلة:
«تحدث.»
أغمض عينيه لوهلة ثم أعاد فتحهما قائلاً:
«كل ما أرغب به الآن هو شئ واحد فقط. أريد قضاء باقى اليوم معكِ كيت دون التفكير بما حدث وما سيحدث. هذا كل ما أرغب به الآن كيت.»
أبتسمت كيت بسخرية ثم قالت:
«حقًا! جاستن هل أنت منتشي أم ماذا؟ بعد كل ما مررت به، تخبرني بذلك. جديًا أنت لا تصدق.»
«أعلم بما تفكرين به، لكني لا أحتاج للحديث عما حدث. أريد قضاء باقي اليوم معكِ دون الشعور بالذنب أو الحُزن. فقط أنا وأنتِ للمرة الأخيرة كيت. أرجوكِ.»
تأملت كيت ملامحه المتعبة، ووجهه الشاحب ونبرة صوته الضعيفة. لوهلة شعرت بأن هناك خطب ما. شعرت بأن شيئًا سيئًا سيحدث، لكنها وبطريقةٍ ما تجاهلت ذلك. كلماته مبهمة وتصرفاته غريبة.
قررت الإستماع له ووافقت على الخروج معه. أبتسم جاستن بسعادة ليتقدم نحوها ويمسك يدها. سحبت كيت يدها سريعًا وتقدمت للخروج. أرتدت معطفها ثم خرجت. تنهد جاستن بحُزن، لكنه عاد ليبتسم مجددًا. خرج خلفها ثم وقف بجانبها. نظرت نحوه لتخبره:
«أين سنذهب؟»
«سترين.»
أخبرها وهو يتحرك. تقدمت كيت وسارت بجانبه حتى وصلوا للمطعم الذي قابلت فيه جاستن للمرة الأولى. أبتسمت بخفه حين تذكرت لقاءهما الأولى حيث كانت تجلس على طاولتها المعتادة، ليقاطعها هو بسؤاله إذ كان يستطيع الجلوس معها نظرًا لإزدحام المطعم. وافقت بلطف لتجد نفسها بعد ذلك تتحدث معه بتلقائية وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن، لينتهى بهما المطاف وهما يتبادلان أرقام هواتفهم فى نهاية اليوم. من بعد تلك اللحظة وقد تغير كل شئ.
أفاقت كيت على صوت جاستن وهو يقول:
«مازلتي تتذكرين.»
تنهدت ببطء ثم قالت:
«دعنا ندلف للداخل.»
أومئ لها ليدلفا لداخل المطعم. جلسا على طاولتهم المفضلة والتى شهدت على الكثير من الأحاديث السخيفة والمضحكة بينهما. تقدم النادل نحوهما ليدون طلباتهم. رحل النادل ليحضر الطلبات، بينما نظر جاستن لكيت قائلاً:
«طلبكِ المعتاد لم يتغير.»
أبتسمت بخفه وهى تنظر للمكان قبل أن تقول:
«مر وقت طويل منذ أن تناولته، ونعم لن يتغير. أنه من أفضل الأطباق هنا. كما أنك لم تغير طبقك المعتاد أيضًا. لذا نحن متعادلان..»
نظر نحوها مطولاً قبل أن يخبرها:
«هذا لأني أحببت أن أعيد ما كنا نفعله سابقًا.»
نظرت نحوه بحُزن لتصمت. مرت دقائق ليعود النادل وهو يحمل طلباتهم. بدأ الأثنان فى تناول طعامهم ومع مرور الوقت بدأ الأثنان فى التناغم معًا مجددًا. نست كيت تمامًا كل ما حدث وتذكرت فقط كيف يكون وقتها وهى مع جاستن.
مرت الوقت سريعًا ليخرج الأثنان بعدما دفع جاستن الحساب. نظرت كيت لساعة هاتفها لتجدها الرابعة وست دقائق. أوقف جاستن سيارة أجرة ثم أخبر السائق بوجهته ليومئ له السائق. أخبر كيت لتصعد ثم صعد بجانبها.
«جاستن أين سنذهب؟»
«لم ينتهى اليوم بعد، لذا ستذهبين معى إلى حيث أشاء.»
أخبرها وهو ينقر بخفه على أنفها، لتبعد يده وهى تقهقه. مر الوقت وهم يتحدثون حتى توقفت السيارة. ترجلت كيت من السيارة بينما دفع جاستن الأجرة للسائق. وقفت كيت تنظر للمكان وهى تشعر بأنها على حافة البكاء. وجدت نفسها أمام مكانها المفضل والذي صنعه جاستن خصيصًا لها.

كانت الشمس قد غربت، ليقوم جاستن بإنارة المكان

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

كانت الشمس قد غربت، ليقوم جاستن بإنارة المكان. أبتسمت كيت لرؤية ذلك المنظر المحبب لقلبها. أقترب منها جاستن ثم قال:
«لقد أعتدت المجئ هنا مؤخرًا فقط لأتذكركِ وأعيد التفكير فيما فعلت.»
تنفست كيت بصعوبة وهى تنظر له. أمسك جاستن بيدها ثم تقدم ليصعد لأعلى قلعتهم كما أعتادا أن يسميها. جلست كيت على أحد الوسائد الكبيرة، ليجلس بجانبها جاستن. ظل جاستن يتأملها بصمت، لتنظر له كيت بحُزن قائلة:
«ماذا هناك؟»
همست بضعف، ليتنهد وهو يخبرها:
«أتأملكِ للمرة الأخيرة كيت.»
نظر بعيدًا للسماء، ليتركها تغرق فى دوامة أفكارها اللامتناهية دون أن تفهم ما يقوله أو ماذا يعنى بذلك؟...

𝐌𝐢𝐝𝐧𝐢𝐠𝐡𝐭 𝐂𝐨𝐧𝐯𝐞𝐫𝐬𝐚𝐭𝐢𝐨𝐧𝐬 || محادثات منتصف الليل Where stories live. Discover now