الفصل الأخير

1.6K 55 16
                                    

الفصل الأخير

"بدايات جديدة"

رمت غزل حقيبتها جانبا وأغلقت باب غرفتها خلفها لقد كانت رحلة صعبة للغاية فقد سحب نزار الجريدة من يديها ورماها أرضا ليشدها بقسوة نحو الفندق وفي خلال أقل من ساعة كانا في طريقهما للبيت ...زفرت بقوة وهي تشد شعرها فقد صمت كالقبر طوال رحلتهما لولا قبضته البيضاء المشتدة حول مقود السيارة لم ظنت أبدا أنه تأثر بالخبر حتى أنه تركها وهرب لحجرة المكتب متعللا بشيء ما يفعله, وبالطبع لم تقدر أن تتفوه بكلمة وألا سيعرف عبثها في أوراقه ..

لا تعرف أي شيطان تلبسها ونهضت قبل أن تختفي شجاعتها واتجهت نحو باب المكتب لتفتحه فجأة دون أن تستأذن حتى

وجدته يجلس على الكرسي وفي يده عقب سيجارة مشتعل ولم يكلف نفسه حتى بإشعال الضوء فغرقت الغرفة في ظلام دامس ألا من طرف سيجارته المشتعل

ففتحت الضوء ليعبس بقوة وهو ينهها :

-غــــزل!

دمدم اسمها بغضب ولو كان أي شخص طبيعي مكانها لأرتعش خوفا لكنها لم تأبه واتجهت نحوه حتى وقفت أمامه مباشرة وعقدت ذراعيه بعزم كاد يختفي عندما لاحظت احمرار عيناه ...هل كان يبكي ؟؟!

فكرت بذهول قبل أن تنفض كل ذلك عنها وهي تسأله بحدة:

-ألن تذهب للعزاء ؟

رفع وجه متصلب لها وقال بنبرة خطرة:

-عزاء من؟

تقسم غزل بداخلها الآن أنها شعرت بالخوف للحظة لكنها همست بإصرار:

-عزاء والدتك

انقض عليها فجأة ممسكا ذراعها بقوة ألمتها وهمس بفحيح جوار أذنها:

-ومن أين عرفتِ كل هذا..؟؟؟ ألن تكُفي عن دس أنفك القذر هذا في أشيائي ؟

عضت شفتيها بألم من قبضته لكنها اعتادت ذلك العنف طوال حياتها فلم تظهر له ألمها وصرخت به:

-لا تختبأ كالجرذ في جحرك ..والدك توفى من سنين والماضي يبقي في الماضي ألا تشتاق حتى لتودعها قبل دفنها ؟

-اللعنة عليكِ أصمتي

دفعها بعنف فكادت تقع أرضا لكنها وازنت نفسها بسرعة لتقترب منه بتصميم:

-أنا أكثر من يشعر بتلك النار التي تشتعل بداخلك ..نار تغلي وتحرقك من الداخل ..شعور أنك ترغم نفسك على كره الشخص الذي من المفترض أن تحبه الشخص الذي كان من المفترض أن يحببك في الحياة لكنه يجعلك تكره نفسك قبل أن تكرهه يجعلك تشعر أن العيب منك أنت ...أتعلم نزار ..زوج أمي كان يغتصبني كل يوم ..أمام عيناها وكانت تنظر له وهو ينتهك جسدي ولم تتكلم بل عندما قررت الخروج عن صمتي وضربته بالمقص ..شهدت ضدي في المحكمة بأنني غير سوية وأنكرت تماما أنه فعل أي شيء ..حمته وسُجنت أنا أعواما ....وعرفت طريق الهلاك بسببها ...وطوال هذه السنين ظللت أكرر مرارا وتكرارا أنني أكرها وأتمنى لها الشر المطلق ..لكن..

{رغم} قصة قصيرة - مكتملة.Where stories live. Discover now