الاعراس في الجزائر

Start from the beginning
                                    

ومن العادات أيضا في الأفراح الجزائرية أنّ والد العروس هو الذي يخرج ابنته ليقدمها لأهل العريس مرتديا برنوسا أبيضا، حيث تخرج من باب العائلة تحت ذراعيه لتبدأ رحلتها إلى بيت الزوجية من على متن عربة تجرها أحصنة وتسمى في الجزائر الكاليش” أو تتنقل عبر سيارة حديثة فارهة يتبعها موكب سيارات أخرى من طرازات مختلفة.

وبالنسبة للعريس (الرجل) فيقيم مع أهله وأصدقائه احتفالية عادة ما تكون ليلة الأربعاء، يطلق عليها ليلة “الحنّة”، حيث يقوم أصدقاؤه بوضع الحنّاء على يديه ويهدونه المال، ويتناولوا بعدها طبق الكسكسي التقليدي باللحم، على وقع أنغام تقليدية وعتيقة تكون فيها الفرق الفولكلورية التراثية سيدة الاحتفال.

**الفولكلور والبارود وسلاح “الفوشي”

على صعيد الموسيقى المرافقة للأعراس، تصنع الفرق الفولكلورية على غرار “الرحّابة”، نكهة خاصة في الأعراس لاسيما ارتباطها بالموروث الشعبي والتراثي في المجتمع الجزائري رغم التطور الحاصل في مجال الموسيقى والغناء.

وتصنع أهازيج هذه الفرق، على وقع طلقات البارود، التميز، خاصة في منطقة الشاوية بالشرق الجزائري التي تشمل ثلة من المحافظات كباتنة وخنشلة وأم البواقي وتبسة وغيرها.

ولا يكتمل وصف الأجواء التي تصنعها فرق “الرَّحَّابَة” دون الحديث عن استعمال البارود في أعراس عدد كبير من مناطق الجزائر، الممزوج بين التعبير عن الفرح أحيانًا، والتباهي أحيانًا أخرى، لكنها تشترك في الرغبة بصنع أجواء الفرح التي توارثتها الأجيال الحالية عن الآباء والأجداد.

وفي محافظات أخرى بشرق البلاد كعنابة وقسنطينة (شرق)، لا يكاد يخلو أي عرس من سلاح “الفوشي” (بندقية من صنع تقليدي)، فهو عندهم رمز البطولة والرجولة والشجاعة والشرف، فكانت هذه القطعة حسب مصادر تاريخية أول سلاح استعمله المجاهدون الجزائريون في بدايات الثورة التحريرية ضد فرنسا (1954-1962) ليتحول بعدها إلى أبرز طقوس من الأعراس الجزائرية.

** عادات الجزائريين لم تتأثر بحملات المستعمر

ويقول “مراد أوزناجي” الباحث في التاريخ والتراث الجزائري أنّ قوة الجزائر الحضارية مستمدة خاصة من تراثها الشعبي وموروثها الثقافي المتراكم عبر حقب تاريخية متعددة.

ويضيف أوزناجي، في حديث للأناضول، “تتعزز هذه الفكرة أكثر إذا ما أدركنا قيمة وكثافة التنوع المميز لذلك التراث وذلك الموروث، بالموازاة مع تلك الصورة الجميلة التي تتزاوج فيها تلك القيم مجتمعة، وهي تشكل فسيفساء من العادات والتقاليد الضاربة بعروقها في عمق التاريخ. وعلى غرار مجتمعات وأمم أخرى قد نتفق أو نختلف معها في مكونات الحضارة مثل اللغة والدين والتاريخ”.

Symbolisme des filles😘Where stories live. Discover now