4- Encounter

232 14 5
                                    

"ثم هناك تلك اللحظات، حين يمنحك
كل شيء أو يسلب مرة واحدة.."

~▪︎~

Mikaël's pov

الجو حار، إنها نهاية الأسبوع و كان المفترض
أن أحظى بقسط جيد من الراحة بعد إبتعادي
عن صخب و ضوضاء واشنطن..

لكنني بالكاد نمت أربع ساعات البارحة،
و ها أنا مستيقظ في الصباح الباكر من أجل حضور خطبة الكنيسة، بما أن اليوم الأحد.

لم أجد أي سيارات، الشارع فارغ، لذا فكرت
بالسير بما أن الشمس لم تشرق بشكل كامل،
و السماء تبدو ساحرة.

كنت أرتدي قميصا من الدانتيل الأبيض،
و رغم أن الرياح موجودة، إلا أن جسدي
قد بدأ بالتعرق..

وصلت الى الكنيسة، لأخذ مكاني بين الصفوف الأمامية.

كان جسدي ينضح بالعرق البارد، و بدأت أشعر
بوخز على طول ظهري الذي تبلل بالكامل.

هذا أكثر ما أبغضه في الكونغو، الطقس
الحار، و شكرا لكمية الميلانين الهائلة بجلدي،
فبشرتي الداكنة تعشق الأشعة كثيرا،
و لا تكفعن إمتصاص الحرارة من كل
جهة و صوب و كأنها لا تكتفي من ذلك أبدا..

هدأت من أنفاسي اللاهثة، و ضممت يداي
أمامي، أحاول ضبط نبضي.

"أبانا الذي في السماوات.."
تلوت الصلاة داخلي، مغلقا عيناي بهدوء.

"ليتقدس إسمك، ليأتِ ملكوتك، و لتكُن
مشيئتك، كما في السماءِ كذلكَ على الأرض..

أعطنا خبزنا كفاف يومِنا، و إغفر لنا ذنوبنا
و خطايانا كما نحن نغفر--..!"
و قبل أن أكمل صلاتي فتحت عيناي بفزع
على صوت سقوط جعلني أنتفض مكاني.


التفتت لمصدر الصوت، لألمح شخصا ممددا
على الأرض جانب المقاعد الخلفية،  فوقفت مسرعا للمساعدة.

"إلاهي..هل أنت بخير؟"
مددت يدي لأساعده، لكنه لم يمسكها
و تشبت بالكرسي بدلا عن ذلك.

" كل شيء بخير؟"
قلت من باب الأدب، ليبتسم قليلا،
و دون أن ينظر إلي إستقام واقفا
ثم أخذ يمسح ثيابه.

"أنا بخير، شكرا"
قال هامسا، لأشعر ببعض الحرج.

"أعتذر على التطفل، ظننتك
تحتاج المساعدة"
همست أنا الآخر، أندم أحيانا
على حشر أنفي في ما لا يعنيني.

"شكرا لك سيدي لكن لا داعي للقلق،
أستطيع الإعتناء بنفسي."
قال بصوت خفيض، دون أن يبذل عناء
رفع عينيه و النظر الى وجهي.

إبتعدت بإستغراب لأتركه و شأنه،
رغم المدة الطويلة التي عشتها بنيويورك
لا زلت أجد بعض الغرابة عند رؤية
اوروبيين هنا.

_

بحيرة البجع || Swan lakeWhere stories live. Discover now