بحيرة البجع || Swan lake

3- Gentle Sense

"في أحيان كثيرة لا نهتم بالتفاصيل
الصغيرة، بينما هي الأكثر أهمية.."

~▪~

مقطوعة فيفالدي Vivaldi،
The Four Seasons
- Spring in E Major, RV 269 -

يتردد صدى الموسيقى عبر الغرف،
ليتسرب من بين الزوايا عابرا الشقوق،
و يغمر المنزل بنوع غريب من الدفء.

نهض اسحاق من على الأريكة فجأة
كأنما تذكر شيئا..

اتجه نحو المطبخ، و كان يرتدي قميصا صوفيا
أزرق، و شعره العسلي قد تبعثر بطريقة لطيفة.

سار بخطوات واثقة دون الحاجة للإستعانة بكلبه"ريكاردو" أو بعكازه الصغير الذي تُرك
ملقيا بجانب النافذة المفتوحة.

تفاصيل منزله يحفظها عن ظهر قلب. أمامه مباشرة، هناك المدفأة، كانت تطلق أصوات قرقعات خفيفة تشعره بالإرتخاء.

و على يساره، بهو طويل، يقود الى المطبخ..
تفاصيل اعتيادية أصبحت جزءا من حياته،
لا شيء مميز يذكر في الحقيقة، مجرد
ليلة صيفية أخرى..

فتح المبرد لتصفع وجهه قشعريرة لطيفة،
ثم أدخل يده يمررها فوق سطر القوارير
المصفوفة جانب بعضها.

أصابعه تمسح فوق السدادات الإسفنجية،
لتمتد بعدها نحو الزجاج تتفحص حجمه
و درجة برودته..

كانت هذه حركته المفضلة في تمييز الأشياء،
عن طريق اللمس، حيث يستشعر إتصاله التام بالتفاصيل.

أخرج قارورة الحليب، ثم فتح الفرن،
ليتأكد من نضوج البسكويت.

كان قد اكتسب مع الوقت نوعا من الخبرة
في تمييز الأشياء و تولدت لديه قدرة فريدة،
لا تحتاج حاسة الإبصار لتتذوق التفاصيل..

هذا ما أصبح عليه اسحاق بعد ثلاث عشرة
سنة من فقدانه قدرة الإبصار، بالطبع لم
يكن هذا بالسهولة التي أصبح عليها الآن..

لكن بعد كل شيء،
من قال أن الحياة سهلة أساسا؟

__