الفصل الاول

Start from the beginning
                                    

الشغل كان كتير بس مش متعب اوى .. أو يمكن عشان حبيته .. علمنى حاجات كتير ازاى ادخل بيانات وازاى اتعامل مع الكمبيوتر عموما وكان واضح عليه الصدمه من اول ماعرف مؤهلاتى حتى وهو بيعلمنى وانصدم اكتر لما لقى استيعابى كبير .. مايعرفش أن مافيش اغبى منى لما حد يحاول يفهمنى حاجه انا مش حباها .. عشان كدا مستوايا كان زفت وانا فى الدراسة كانوا فكرينى بليده .. بس أنا مقتنعه أن مافيش حد بليد .. كلنا بنفهم بس كل واحد فينا بيستوعب اكتر فى حاجه معينه .. انا بفهم فى الناس كويس .. ي ترى اللى مش بيعرف يتعامل مع الناس هتعامل معاهم على أنهم مش بيفهموا أو بلدا .. ناس مش بتفهم ابدا مش زى كداا !
على حسب حماسه دا أظن أنه هينجح .. اصلك عشان تساعد حد مش مضطر انك تكون بتفهم اوى يعنى .. كل اللى عليك انك تقنعه أنه يقدر وهو لوحده هينجح المهم يكون واثق فى نجاحه .. المساعده لو نفسيه افضل من اى مساعده تانيه .. بس طبعا دى بتفرق من انسان لانسان فى اللى بيعرف وفى اللى مبيعرفش فلو حتى متعرفش ساعد .. اهو اى حاجه بقاا .. عشان وجودك يفرق متسيبهوش لوحده كدا ..
المهم أنه حب شغلى جدا وقال إنه أول ما شركته تتحسن تانى هيعينى سكرتيره خاصه ليه .. ودى حاجه فرحتنى جدا .  اصلهم كانوا دايما يقولولى أن مافيش اى مكان شغل هيقبلنى بمؤهلاتى دى .. وانا كان نفسي اشتغل واهو ربنا حققلى حلمى .. انا اصلا فى البيت قولتلهم انى اشتغلت فى مكان كويس عشان ابرر خروجى كل يوم وانى اجى هنا .. بابا معندوش مشكله لخروجى طالما فى سبب للخروج دا وماما طبعا لازم اخرج من البيت عشان الناس تشوفنى ومحدش يقول عليا معقده ويمكن اجيب عريس بس فى نفس الوقت مطلعش كتير عشان نفس الناس متقولش عليا انى صايعه دايره على حل شعرى وانى نفسى فى عريس .. طبعا فكر متناقض زى الناس اللى عمر فكرها ما كان واحد
تليفونى رن .. كانت ماما بتطمن اذا كنت هتأخر ولا لا ببص ع الساعه كانت جات سته استغربت اوى ازاى الوقت محستش بيه .. قولتلها مش هتأخر وكأنى لما عرفت الوقت تعبت فجأه .. مش عارفه ليه وبردوا اخدت بالى دلوقتى بس انى طول اليوم بشتغل ومأكلتش وحسيت انى جعانه .. قفلت اللى كنت بعمله وقومت اقول لمستر اسلام انى همشى .. هو انا مقولتلكوش أنه اسمه اسلام .. اسمه حلو .. بس مازلت مصممه أن لبسه مش حلو بس هنوصل لمرحلة اللبس قريب
_ انا همشى بقا
شاورلى بإيده كدا وهو لسه مكفى ع الورق مخلصش اللى بيعمله .. هو حرفيا عامل زى الغريق اللى مصدق تتعلق بقشه .. مش مصدق نفسه .. نفسه ينجى وميغرقش
وانا ماشيه اشتريت .. ساندويتشين كبده مش عارفه مصدرها .. احلى حاجه فى سندويتشات الشارع دا الغموض .. اللى هو مش عارف نوع الحيوان اللى باكله ايه .. مكنش ينفع اروح من غير ما اكل اصل ماما لو عرفت انى ماكلتش طول اليوم هتلاقونى بعد كدا فى ساندويتشات الكبده
فى الاتوبيس كان فى بنوته حلوه اوى شايله هم الدنيا معرفش ليه .. سانده على الشباك وسرحانه بس الهموم باينه اوى عليها .. حاولت والله بس مقدرتش لازم اعرف مالها .. قومت وروحتلها وللصدفه الكرسى اللى جنبها كان فاضى 
_ مش مستاهله
بصيتلى بعدم فهم فوضحتلها
_ الدنيا مش مستاهله حزنك .. صدقني
ثوانى وانفتحت فى عياط كتير كأنه كان حمل ونفسها تزيحه وبصوت رقيق جدا قالت
_ بس الدنيا بتيجى علياا اوى .. مع انى معملتش حاجه ومش قادره استحمل اكتر من كدا
طبطبت على كتفها بهدؤ
_ لو جات عليكى اضحكيلها وافتحيلها الباب دخليها حياتك .. متوقفيش حياتك عليها
وكأنها كان نفسها تتكلم قالت بصعوبه
_ اللى بحبه هيتجوز اختى الصغيره
متخيله وجعها حاسه بيها بس اكيد مش موجوعه زيها لانى بشوف الصوره من بعيد مدخلتش جوا الصوره وعشت فيها
طلبت منها تحكيلى بهدؤ وساعدنا أن الطريق كان زحمه فأخدنا وقت طويل عشان نوصل
قالتلى أنه كان قريبها من بعيد وكانت بتحبه اوى وشويه شويه كانت بتحس بإعجاب أختها الصغيره ليه .. بس اتجاهلت الموضوع لأنها بتحبه وأكيد أنه بيحبها زى ما بتحبه هو قالها كدا وهى صدقت !
محكتش تفاصيل مااظنش أن علاقتنا الصغيره دى تخليها تلحق تحكيلى تفاصيل
_ وبعدين حصل ايه
_ فى يوم رجعت ع البيت لقيته قاعد مع بابا فكرته بيطلب ايدى فرحت واتنططت .. بس بعدين لقيت بابا جاى بيقول لأختى تطلع تقعد معاه .. مع العريس اللى متقدملها .. كان نفسي اصرخ بس مقدرتش .. مكانش ينفع .. هى كانت فرحانه وانا مقدرتش اتكلم .. لما رنيت عليه بعد ما مشى .. قالى .. قال إن أختى أجمل وبتحبه .. وهو كمان غير رأيه ومبقاش يحبنى .. بقا معجب بيها ومقدرتش اتكلم .. معرفتش اقول ايه
انا كمان مش عارفه اقول ايه .. متخيله عجزها وقلة حياتها .. متخيله صمتها وضعفها ..
_ بصى انا مش هواسيكى .. لإن خلاص كفايه دموعك دى .. خلاص اقفلى الستاره على قلبك .. وشوفى الأهم من البكاء دلوقتى .. اختك حياتها هتتسلم لواحد ممكن بكره يسببها لو لقى اللى اجمل منها .. متسمحيش لاختك تدوق نفس وجع قلبك فوقى عشانها .. انقذيها هى دلوقتى محتجالك
كانت محطتى اللى هنزل فيها وصلت فطبطبت على كتفها ونزلت .. لما نزلت شوفتها جوا الاتوبيس كان الانكسار اللى فى عينيها اتحول لإصرار غريب كانت بتبص قدامها بقوه .. بتحسب خطواتها وتشوف هتعمل ايه .. بس بالإصرار اللى كان فى عينيها متأكده انها مش هتخسر
وصلت البيت .. الحاج فتحلى ..
_ ازيك ي بابا .. ست الكل عامله عشا ايه
_ طب خدى نفسك الأول .. أمك عامله محشى
_ لا كدا اغير هدومى واجى اتفاهم مع المحشى
وانا بغير هدومى الموبايل رن .  وهو دلوقتى بردوا .. انا بتكسف ارد وانا بغير هدومى دايما بحس أن اللى بيكلمنى دا شايفنى معرفش ليه
بعد ما خلصت رنيت ع الرقم واللى كان رقم على جوز نجلاء صاحبتى .. اول ما شوفت الرقم عرفت أن اكيد فى مصيبه حصلت .. وقبل ما افكر كان بيرن تانى
_ الو
_ ايوه ي فرح
_ خير ايه اللى حصل
_ نجلاء عرفت بريناد .. عرفت انى بخونها وسابتلى البيت ومشيت
قفلت معاه وانا مش مصدومه .. اصلا كنت متوقعه هما الاتنين اغبيه اوى .. اووف .. انا جعانه .. هاكل وانام .. وان شاء الله بكره نحل الموضوع دا انا وناهد وبابا وكلنا ! ..


طبيبة القلوب Where stories live. Discover now