مرحبا أصدقائى 😊
يسعدني جدا تواجدكم معي ..
أعتذر منكم لقصر الأجزاء ..
فمخيلتي أصابها صقيع السابع عشر من يناير 2020 فتوقفت عن الإزهار ..🎀
ما حملني أن أضع بضع كلمات كدستها من أرض الجنتين 🍁
-------------/-------------'----'--------------------------------------
هرول الصبية في شوارع الحي مستبشرين بوصول فرقة رقصة الحارة.. وتدلدلت النسوة متلثمات من نوافذ البيوت المطلة على الشارع ليتابعن تمايل الفرقة في الرقص .. حتى نورية بجسمها الممتلئ لم تبالي بسمنها أو أنها نسيت وفعلت مثلما فعلن النسوة على النوافذ ..ما دفع البعض من الرجال إلى تجاهل الفرقة وإمعان النظر إلى نورية ..
ترنم الجميع ورقصوا رقصة الحارة ..
--------------------------------------------
هذه الرقصة تكون بشكل جماعي يصطف الرجال في صفوف بها أعمدة على امتداد عرض الطريق ويرتدون زيا موحدا .. عمائم حمر ومقرمة بيضاء وفوط خضراء .. ويحملون ترس وسيف من الخشب ..
----------------------------------------------------------------------
حتى النسوة في الشرفات والنوافذ اطربهن الرقص وتمايلن في الرقص إذ أن أصوات الطبل ولحن الاهازيج تدخل إلى أعماق القلب فتطربه هستيريا،
وانتشرت الأسواق المتنقلة في كل مكان في الحي بالتزامن مع زيارة الحارة الذي سيستمر لثلاثة أيام ..بائع الحلوى وصاحب اليانصيب وممثلي خيال الظل ينادون الأطفال ليروجوا بضائعهم ..فموسم زيارة الحارة يعتبر فترة سياحية تجوب الفرقة كل المدن وتطوف على كافة الاحياء صيفا تنعش فيها السياحة الداخلية وتجذب السواح الأجانب للأماكن المهملة من قبل الدولة لإعادة احياءها..
خرجت نورية من بيتها بسمنتها اللافتة للعيان متوشحة شقتها ومتلثمة بلثام لا يكاد يغطي وجنة من وجنات وجهها حتى !
خرجت متجهة ناحية ضارب اليانصيب وكان عجوزا طاعنا في السن ذو ابتسامة صفراء لم يخفي لنورية إعجابه بسمنتها الواقية من برد الشتاء لو احتضنت خمسة من أمثاله كما صرح ..
ضحكت نورية بصوت مرتفع ..وماذا أفعل في الصيف..
اجابها.. ابادلك بجسدي فكل فصول السنة عندي شتاء ..
رفعت نورية حاجب عينها اليسرى وأغمضت عينها اليمنى ومطت شفتيها كليهما إلى أعلى كمن يستهزء بالفكرة المستحيلة..كان هذا بعدما أدارت دولاب الحظ وتوقف المؤشر على كلمة تغيير حالة..
انسحبت نورية ببطئ تاركة نصيبها معلقا على العجلة .
على بعد متر واحد كان يقبع بائع غزل البنات وكان يراقب بدوره نورية منذ وقوفها على الشرفة و انسحابها منها وخروجها من باب البيت ..
كان يراقب كل هزة من جسمها التي بدت له كموجات منتشرة على طول نظره في الأفق .. تابعها بوله كمن يتابع راقصة على خشبة المسرح خرجت لتحية الحضور خاصة هو ..
نهض العجوز مع دولاب الحظ خاصته وسار على إثر نورية مجتاز حشود الصبية اللذين تجمعوا تحت خشبة مسرح العرائس مع تصفيق حار بين حين وآخر للاعب البهلوان وكان يمشي في سيقان من خشب وقد اعتاد عليها حتى إنه يركل الكرة بين ساقيه .
أووووه .. قالت نورية لحظة تعثرها بحجر بارز لم تره عيناها فمالت بشدة إلى الأمام واهتز جسمها كقطعة حلوى على طبق دون حواف حين أمسك بها سعد مساعدا لها ..
دعاها سعد إلى الجلوس على الدكة حتى تستعيد توازنها ، ولكنها أشاحت بيده بشدة مبتعدة عنه وتهمهم بلهجة بدوية ..
النظر إليها يأتي تلقائيا ..علق سعد في نفسه بينما كان يراقب نورية تمشي في ممر طويل لتدخل بين البيوت إلى بيتها ..
شئ يدفعني أن أتبعها .. قال سعد مغادرا مكان جلوسه بين أصحابه حاملا شهاب تحت ذراعه ،
مخلفا قهقهات منهم على حاله ..
توقفت نورية عند انعطافها إلى طريق مختصر يؤدي إلى بيتها مباشرة ، أحست بخطوات متسارعة آتية تجاهها.. خفق قلبها بشدة فبان على جسمها الخوف ، وعند وصول سعد إليها كانت ترتعد خوفا انعكس خوفها على هيئتها .. فأخذت تلملم شقتها وتلفها حول جسمها ، فخيل لسعد أنها كمن تلملم لحمها بعد تساقطه من الخوف ..
لماذا تتبعني .. قالت نورية بصوتها المكتوم
قال سعد ..آسف حقا لم أكن أتبعك ولكنه طريقي أيضا إلى بيتي .. حزن سعد وانتابه الندم على فعله مقتفيا نورية ..
يا إلهي .. أصبحت رجلا .. قالت نورية كمن يداعب طفلا صغيرا ..
ندم يتبعه خجل ..
حال سعد فور استماعه لنورية .
قالت نورية بصوت مفزوع .. وأنت ماذا تفعل هنا .. مركزة عينيها في عيني سعد ..
ارتبك سعد وهو يشاهد نورية تنفعل بغضب يظهر جليا على حركة جسمها السمين ..
لا يدري بم يجيب .. تراجع خطوتين إلى الخلف وانعطف راجعا كمن يقتفي أثر نفسه على الرمال ،
تاركا نورية وجسمها لم يتوقف بعد في تموجه المنفعل ..
كمن يصاب بخيبة .. رجع سعد وكان الندم والخجل قد ترك أثرا كلكمة على أنفه .
----------------------------------------------------------
