||خـطُ البدايـة||

449 76 203
                                    

كنتُ أُبحثُ في خِزانة ميون عما يُناسِبني مِن بين مجموعةِ معاطِفه..أردتُ أن أختاره واسعاً كما أرتدي في الغالب حتى أُخفي بِحرص مالا أُريدُ لعيونِ المارّة أن تتربصه

توقفتُ لثوانٍ أمامَ المرآة أُعاين مدى مُلائمةِ المِعطفِ لي وقد بدى مُناسباً، و أوشكتُ على الخروجِ به
إلا أن صوت تكسيرٍ مألوف قد سقطَ على مسامِعي
فأخذتُ أخلعه واضعاً إياه على كتفِ الكُرسيّ وخرجت من الغُرفة أتفقد الوضع وإذ بحدقتاي تُقابِلانِ أحداقَ ميون المتساءلة ورأيت في هدوءِ عينيه مخاوفاً تُشبهُ التي تكمنُ بداخلي الآن..

لا أدري إن كانَ أنا من يستطيعُ قراءة الأعيُن أم أن مايعيشُ بداخلي ينعكسُ على كُلِ زاوية تَطئُها عيناي!
لم أُطل التفكير بالأمر لأن هذا الأخير اندفعَ داخل الغُرفة فوجدتُ نفسي تجُرُني خلفه قسراً

لاحت لي مَزهريةٌ ثمينةٌ على قلبِ ميون تتوسد الأرضية وقد أضحت قِطعاً نسبية تملأ المكان

سحبَ ميون نفساً عميقاً ثم زفر وقد شعرتُ بارتفاع حرارة جسده بقُربي، ثم سبقني آنِفاً إلى الغُرفة،وإذ به يجدُ ضيفه منزوياً واقفاً يُحدقُ بذهول وهُناكَ قِطٌ أبيضُ اللونِ يدورُ حول القِطع المتناثرة في الأرجاء
لكنهُ توقف حالما رآنا وجلسَ يموءُ ببرائة شديدة.. رأيتُ ملامِحَ ميون تستحيلُ غضباً وتتفجر البراكين من عينيه حين أدركَ هويةَ الشخص الوحيد المسؤول عن كُل هذا

=أنت حتماً شيء ما
أوه سيهون!

صرخَ مُحتجاً فظهرَ شابٌ طويلُ القامة هزيل البنيةوهو يتحدث بكلِ أريحية مُعاكسة للأجواء المتوترة

=قطي وأنا نشعرُ بالملل لهذا قررتُ أن آتي به إليك رُغم علمي بكونِك مُمل كالعجائز ولكنك على الأقـ

من يكونا؟

التجمَ عن حديثِهِ وأبدلهُ تساؤلاً حينَ رآني وكاي أمامه ثم ظهرت له ملامح جونميون الغاضبة

=البارحة كلب واليوم قطة سيهون؟
هل تعتقد أن منزلي حديقةٌ لحيواناتك؟

ابتسم المدعو سيهون بثقة واقتربَ يربتُ على كتفِ ميون كصديقٍ حميم

=أنت بالفعل حولته لحديقة بشرية..هيا لاتكن عنصرياً ضد أصدقائي

انتابتني الرغبةُ بالرد..لكنني التجمتُ لسخافة الموقف..وانتظرتُ من ميون أن يفعل ذلك مُحوّلاً نظراتي إليه
فكانَ هو الآخر على ذات الشاكلة منذُ رآه لم يُزح حدقتيه اللتانِ تقدحانِ شرراً تجاهه ولا حتى ميلاً ونطق من بين أسنانه التي تزاحم بعضها غضباً بينما يُعطيني حُزمةَ المَفاتيح

_كيونغ..إذهب وخُذ ضيفنا العزيز معك..لديّ ماأُنهيه هُنا

ابتلعَ سيهون ريقه مُراقباً إياي وأنا أجرُّ جونغ معي خارجاً فابتسم اِبتسامة صفراوية متوترة

نِصَالٌ مِن تَرائِبOnde histórias criam vida. Descubra agora