طفولة مغتصبة

146 6 2
                                    

طفولة مغتصبة 📚

منزوية في ذاك الركن الذي كان ومازال أحب ألاماكن عندها، فيه اختبأت ذكريات جميلة لن تُنسى وحكايات كانت تحكى هناك، حيث تعلو فيه الضحكات فيسمعها الجميع، تُرى هل تلك الجدران المتآكلة وذاك السقف الآيل للسقوط مازالوا يتذكرون ذلك؟ فكم شهدوا وعلى تلك السعادة التي كانت تحياها مع أسرتها الصغيرة؟ أم تُراهم نسوا كل شيء كما مات أصحابها.

ما بال الموت لم ينصفها ليأخذها مع أهلها، وكيف لتلك الحرب أن تخطأ الحساب وتتركها دونهم؟ أكيد هو القدر لعب لعبته لتحيا بقية العمر وحيدة تعارك الحياة وتعاني الفقد الذي أكل دواخلها ونهش ما تبقى منها، فما بقي منها سوى طفولة بئيسة اغتصبت أحلامها كلوحة زيتية ذابت محتواها، وما بات يظهر فيها شيء من الألوان لِقِدمها، لقد تُركت فريسة الحياة بعد أن فقدت أجمل شيء هو الأمان.

لن تنسى حضن أمها الدافىء ولا يد أبيها التي كانت تمسك بها لتنير لها الطريق، وتقودها إلى حيث يجب أن تسلكها، الآن مابات لها غيرها، نعم هي ضريبة الحرب اختلقها الانسان بيده لتدفع وأمثالها ثمن ذلك.
هو طمع ابن آدم وجشعه اللامنتهي سبب دمار آلاف الأسر، لتخلف وراءها ضحايا فيكون ذلك أصعب امتحان لإنسانيتنا.

مع الأسف كيف لنا أن ندري بهم ونحن ننعم بحياتنا؟ أكيد نحن أيضا سنحاسب على تركهم، عزة أنفسهم ربما قد لا تسمح لهم بمد أيديهم، وإن كانت قلوبهم تعتصر وجعا وفاقاتهم أشد ما نتصوره، إلا أنهم يخفونها حتى لا يثيرون شفقة أحد، يبقى الأمل في الله مادامت الضمائر منعدمة، ترى ماتراه وكأنها مارأت شيئا.

#سميا_دكالي

خواطر (تابع)Where stories live. Discover now