البارت الأول - 1 - لمسة نزواتنا المرغوبة

1.4K 123 76
                                    

ما علمني هاياو ميازاكي عن صنع القصص و الشخصيات

البارت الأول

في مقابلة له في شتاء عام 2014، قال:
”إذا لم تكن تنفق الوقت لتشاهد أناسً حقيقين، لا يمكنك فعل هذا، لأنك لم تره من قبل. بعض الناس يمضون حياتهم مهتمين فقط بأنفسهم. تقريبا كل ما أنتج من الأنيميشن الياباني له بالكاد أي أسس أخذت من التمعن في الناس الحقيقين... إنه منتج من ناس لا يتحملون النظر في بشر أخرين. و لذلك السبب، الصناعة مليئة بلأوتاكوز!“

للقلة الذين لا يعرفون، هاياو ميازاكي هو عامود إستوديو 'قيبلي' العريق. كانت له بصمة لا تنسى في عالم الترفيه الياباني، و أفلامه تسر شتى الأعين و القلوب.

على كلٍ… المبدأ وراء كلام ميازاكي واحد و بسيط على السطح، و هو شيء رأيته في أعمال معدودة، ولكن لحد الأن هو كان الوحيد الذي جسد هذا المبدأ بالكلمات.

إن لم تكن شخصياتك تجسيدا للواقع، فقد فشلت ككاتب.
دعني أريك ما أقصد.

______________________________

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

______________________________

تعلمت مع الوقت أن كتابة القصص و الشخصيات ما هي إلا إعادة تجسيد للواقع، غالبا بلمسة مرغوبة من نزواتنا و مخيلاتنا الواسعة. بدون تلك اللمسة كان ليكون هناك الكثير من التكرار و الملل.

و عندما تأخذ فقط تلك اللمسة و تبني بها عملا، ستحصل على شيء كمعظم أعمال الشونين – عجائب مخيلة جامحة تحت غطاء بشري أو غير بشري. و عندما يحاول الكاتب أن يري شيئا من المشاعر البشرية، سيفشل بشكل ذريع و سيكون المشهد و رد فعل الشخصيات مبالغًا فيه.. الدراما مبالغ فيها، الأحزان و الأفراح مبالغ فيها… و هكذا. أعمال الشونين ليست جيدة إلا لما صنعت له: تسلية المشاهد بغفول.
Mindlessly, if you will.

لا تسئ فهمي، أعمال الشونين احيانا تكون مليئة بالتفاصيل الجميلة. انا فقط اقول ان معظم هذه التفاصيل ليست سيكولوجية.

لكن دعنا نأخذ تلك اللمسة و نضعها على إعادة تجسيد دقيقة للواقع، و ماذا لدينا… أعمال مثل Monster و Fullmetal Alchemist

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

لكن دعنا نأخذ تلك اللمسة و نضعها على إعادة تجسيد دقيقة للواقع، و ماذا لدينا… أعمال مثل Monster و Fullmetal Alchemist. و العديد غيرهما.

”لكن لما يجب أن يكون كل شيء إعادة تجسيد للواقع؟ أليس ذلك تقليدا أساسا؟“

على مر التاريخ، كتبت المثلوجيات و أُلفت الروايات و المسرحيات بإقتباس واضح من الواقع ولا شيء غيره.. أقتبست المثلوجيات من رسل الله و  بلمسات شديدة من المخيلة؛ كتبت الروايات لتحكي ما ألهمته القصص التي تداولها الناس عبر الزمن و القرى، مجددا، بلمسات من المخيلة؛ و عرضت المسرحيات احيانا لتحكي قصصا حدثت و انشهرت بالفعل… إن الصنع من العدم شيء لا احد قادر عليه غير الله على ما يبدوا. وما العالم إلا ساحة للناس ليمضوا و يعيشوا، و تروى القصص من إختلافاتهم و حبهم و عزمهم و إلى آخره…. و من هناك، اعتقد، قد ظهر القول الشهير: ”الكتّاب الجيدون ينسخون؛ الكتّاب العظماء يسرقون.“

(إن لم تكن مؤمنا بالخالق فلا تعر ما قلته إهتماما).

إن كتابة القصص الجيدة تعتمد على فهم قوي للطبيعة البشرية، حتى تصنع حبكًا و شخصيات يمكنهم تجسيد جزء من الواقع يمكنك التعلق به (relate to).
ولكن لما ذلك مهم؟

نحن كبشر، كما يقول علماء النفس عامًة، مخلوقات تحب المألوف و ترهب المجهول. و إذا رأينا مشاعر و أفعال مألوفة، إما ذلك سينال إعجابنا على مستوى قد لا نفهمه، او يبث شعورا مجهول السبب بعدم الراحة. لذلك بعض الناس يحبون او يكرهون اعمالا ما بشدة اكثر من غيرهم.

خذني انا على سبيل المثال. فلم Koe no Katachi، أو المعروف بإسم "صوتٌ صامت" كان مذكرا لي بوقت عزيز علي في حياتي بشكل ما، و مشاهدته حركت بعض المشاعر التي تذكرني بذلك الوقت بشدة. خلال مشاهدة ذاك الفلم فقط استطيع، بشكل ما، أن أعيش تلك الذكرايات مجددا.
شاهدته 12 مرة بالفعل و قرأت المانجا مرتين 🤣. الفرق الوحيد بيني و بين غيري أني استنبطت سبب حبي الشديد للفلم.

و لذلك أتفهم الكره او الحب الشديد لشخص ما تجاه عمل ما رغم إختلافي في الرأي معه… ذلك ليس من شأني، فهو على مستوى شخصي جدا

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

و لذلك أتفهم الكره او الحب الشديد لشخص ما تجاه عمل ما رغم إختلافي في الرأي معه… ذلك ليس من شأني، فهو على مستوى شخصي جدا.

صناعة القصص و الشخصيات - ما علمني هاياو ميازاكي عن ذلك Where stories live. Discover now