شجاعة غلام

301 19 2
                                    


بعد مناورة سقط فيها الكثير من الجنود الافغان، امسكوا بغلام صغير، كان يقف كالاسد القوي، عندما وجده مختبئ وراء صخرة يحمل سلاح بدائي، لم يخف منهم ورفع سلاحه أمام الواقفين، لكن من خوفهم منه اشعلوا نار وهاجه حوله وقال القائد بصوت فحيح أفعى، ولهجة أمر:
- اظن انك لم تجد لك مفر ايها الأرهابي، ارمي بسلاحك وسلم نفسك.
رد عليه بثقه وقوة إيمان بالذي خلقه:
ومن قال لك أنى اود ان اهرب، فهي وطني، وسأظل ادافع عنها حتى اخر نفس داخلي.
اشتعل القائد من داخله، من اين اتى بهذه الثقه الجباره؟ ولا يوجد معه شئ حتى يحتمي به، فأخبره بتهديد:
- إن لم ترمي اللعبه التي تحملها سوف احرق جسدك بالكامل.
ابتسم الصغير بسخرية، وهو يرفع حاجبه الأيسر وقال بتهكم:
- لطالما أحلم بالشهادة، لكن لا أود الشهادة في هذه اللحظة.
اعتلت ضحكات جنود الجيش الأمريكي، بعد ما دور ضحكة مرتفعه من القائد، في هذه الحظه شعر أنه يخاف من الموت، فهذا الشعور لم يدم؛ عندما وجدوا الغلام الصغير مثل( نطاط الحيط ) يقفز في الهواء وينزل بالسكين في قلب القائد.
ذهل الجنود من فعلته، لكن أحد الضباط من الجيش الأمريكى تحكم سريعاً في ردة فعله ورفع سلاحه اللعين مصوبه تجاه الغلام و
ضغط على الزناد لتخرج طلقاته النارية الغاشمة.
دخلت الطلقات في جسد الشجاع، مثل المياه الرطبة لم يشعر بأي ألم، أخبرهم عندما وقع أرضاً، وهو يجاهد بفتح مقلتيه اللتين أصبحت كالسحابة الغاضبة وطلت باللون الأحمر القاني، متلفظ وهوعلى شفتاه شبح إبتسامه طفيفه:
- في هذه اللحظة، أريد الشهادة.
نعم هذا الولد الصغير كان حلمه الشهادة، لكن بعد أن يقضى على عدد معين من الجيش المحتل لبلادهم بغير حق، فاليوم أكمل العدد، بقتل أكبر قائد فيهم.
جاء الوقت وأغمض مقلتيه بسلام وسعاده تغمر قلبه، وروحه تحلق لأعلى في السماء، وترفرف صعودًا لبارئها، الذي لم يظلم أحد ولو مثقال ذرة.

مجموعة قصص قصيرهWhere stories live. Discover now