١٠-الحلبية

85.7K 2.9K 280
                                    

١٠- الحلبية

هتفت دلال بفضول وهي تجلس بجانب الخالة وسيلة تحت تلك الشمس الدافئة في ذاك الصباح الجميل  يجاورهما كمال حفيد الخالة وقد اخذ في تقشير القصب و اعطاءه لدلال التي منذ ان وصل للبيت الكبير وقد أصبحت صديقته الأولى بلا منازع .. ذكرها كثيرا بأخيها نديم في مثل عمره .. كان كتلة من الذكاء و رجاحة العقل مع بعض الشقاوة المحببة لمن هم في مثل سنه الا ان كمال حُرم ذلك نظرا لظروفه التي تحاول ان تستفسر عن أسبابها في تلك اللحظة:- هو كمال ايه اللى حصل لرجله بالظبط ..!؟..

تنهدت الخالة وسيلة وهي تعبث بتراب الأرض بقطعة من عود قصب يابس كانت تمسك به بلا هدف محدد هاتفة في حسرة :- حادثة يا بتي .. كانوا جايين هو وابوه و امه ف العربية واتجلبت بيهم .. راحت امه وابوه .. ولدي الغالي .. ومبجيش الا هو من ريحتهم ..

تنهدت في حزن عميق كأن ما حدث لم يمر عليه عدة سنوات و كأنه حدث في الامس القريب .. ربتت دلال على كتفها متعاطفة وعم الصمت لتقطعه الخالة وسيلة بعدها بلحظات هاتفة :- بالك يا بتي لولا عفيف بيه كان كمال دِه ما حتى جادر يجعد على حيله كيف ما انتِ واعية .. شوفته على حاله دِه نعمة كَبيرة .. دِه كان راجد مبيتحركش وعفيف بيه الله يستره هو اللي چاب الدكاترة من شرجها وغربها عشانه .. و نجلنا من دارنا البعيدة ف اخر البلد اللي كلها بالطين وچابنا هنا نعيشوا معاه ف الاوضة اللى  جرب مطلع السلم اللى بيطلعك ع الدور التانى ف البيت الكبير .. جالى انها هتكون أريح لكمال وعشان أكون چاره دايما ومجلجش عليه وانى هنا ..

شردت دلال وهي تطيل النظر لكمال الذي كان بعيدا بكرسيه المدولب في تلك اللحظة وهما يتحدثان عنه ولم تعلق على ما سمعته الا ان الخالة وسيلة أكملت في نبرة متفائلة :- بس عفيف بيه بيجول لي ان الداكاترة ف مصر لما شافوا كمال اخر مرة جالوا انه هيتحسن لو أتعمل له عملية كبيرة بس لما سنه يكبر شوية.. العملية دى هتتكلف كَتييير بس عفيف بيه الله يستره جالي انه هيتكفل بيها .. المهم ان كمال يجوم ويتحرك ذي بجية العيال ..

ابتسمت دلال في سعادة و قلبها يرفرف بين جنباتها لأفعال ذلك الرجل والتي سمعتها من كل المحيطين به .. كان رجل الأفعال الأول على طول الخط ولم يخيب رجاء احدهم .. دوما كان ناشرا للفرحة والسعادة للمحيطين به و كأنه عصا الساحر التي تحقق الأمنيات .. استفاقت فجأة من شرودها على صوت همهمات عالية تطلعت حولها باستغراب الا ان الخالة وسيلة كانت الأسرع منها استجابة لتتجه الى حيث تجئ الأصوات من ناحية الباب الرئيسي للبيت .. طلت برأسها وعادت في ثوان لتسألها دلال :- ايه اللي بيحصل يا خالة ..!؟..

اندفعت الخالة لداخل المندرة هاتفة بها :- تعالي وراي نشوفوا فيه ايه من باب المطبخ ..

لم تكذب دلال خبرا ودفعها الفضول لتلحق بالخالة وسيلة بسرعة حتى وصلا لباب المطبخ المطل على البهو الواسع للبيت الكبير والذي تجمع فيه كل هؤلاء الرجال وفي مقدمتهم عفيف بيه والعجيب ان بينهم امرأة ما .. لا تعرفها ولم ترها من قبل .. و كانت الهمهمات والصخب والجدال الدائر على أشده حتى هتف عفيف بصوته الجهوري متسائلا :- خبر ايه!؟.. هو احنا چينا هنا عشان نتعاركوا ولا نتفاهموا ..!؟..

جلاب الهوى .. مكتملة.. اتحولت ورقي👌 واضاف عليها مشاهد وتنقيح🥰🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن