٨- الهروب الكبير

ابدأ من البداية
                                    

هتف شريف مؤكدا :- على عيني و راسى يا دكتورة .. بس ايه المفروض اعمله ... مفيش اى قانون يخلينى امنع اب من انه يعمل شهادة تسنين لبنته .. بس حضرتك ممكن تخلي مسؤليتك عن اى حاجة ممكن تحصل للبنت ده لو حابة..

هتفت في ضيق :- انا مش جاية احمي نفسي وأتخلى عن مسؤولية .. انا جاية أدافع عن روح .. هى دي وظيفتي يا حضرة الظابط .. لكن واضح اني كنت غلطانة لما جيت ..

هتف شريف معاتبا :- ازاى يا دكتورة تقولي كده !.. كفاية اني اتعرفت على حضرتك .. و يا ريت كان ف أيدي حاجة اقدر اعملها و اساعد بيها .. لكن ما باليد حيلة ..

ساد الصمت للحظات ليستطرد بعدها بنبرة جادة :- بصى يا دكتورة ..انت مبلقيش الا فترة بسيطة هنا .. و فى حاجات كتير غايبة عنك مختلفة تماما ع اللي انت متعودة عليه ف القاهرة ... العادات و التقاليد هنا غير .. و تنفيذها ملزم بقوة العرف .. اللي ممكن للاسف تبقى اكبر من قوة الدين نفسه ف بعض الأحيان ..

نظر الي وجهها الذى تعكرت صفحته النقية بفعل كلامه ليستدرك ناصحا :- أرجو انك متتصدميش بالحقايق اللي هتشوفيها بنفسك بس شوية وهتتعودي .. و متقفيش ف وش التيار عشان هايبقى جاامد قوووي عليكِ ..

انتفضت واقفة و مدت كفها من جديد ملقية التحية هاتفة فى اعتزاز:- متشكرة قووي يا حضرة الظابط ع النصيحة الغالية دي .. بس للاسف انا متعودتش اشوف الغلط وأسكت ..

وسارت فى اتجاه الباب راحلة ليهتف خلفها :- يبقى هاتتعبي قووي هنا يا دكتورة .. وانصحك .. لو تقدرى تبعدي عن هنا .. ابعدي بسرعة قبل ما يجرفك تيار البلد دي اكتر من كده ..

ألتفتت اليه وهزت رأسها فى هدوء شاكرة له نصيحته و اندفعت خارج النقطة تكاد تموت قهرا ..

اما هو فتبعها بنظراته حتى غابت عنه فاستدار خارجا من خلف مكتبه فى اتجاه النافذة القريبة متطلعا منها ناظرا اليها و هى تركب الكارتة مبتعدة .. و ارتسمت على شفتيه ابتسامة هو نفسه لا يعرف كيف يصنفها .. هل هى ابتسامة إشفاق ام ابتسامة إعجاب !!..

               ***************

وصل عفيف للموضع الذي حدد خفيره هاتفا بنفسه :- فينه راح المخبل دِه !؟.. انا مش جايل له ما يتحركش من مكانه !؟..

تلفت حوله في ضيق يكاد يرتكب جريمة ما حتى ظهر الخفير اخيرا فهتف به صارخا:- كنت فين يا حزين !؟.. انا مش جايل لك متتعتعش من مطرحك ..!؟..

هتف الخفير مرتبكا بحروف متلجلجة خوفا:- السماح يا عفيف بيه .. معلش .. اصل اني يعني .. رحت اعمل ذي الناس .. الواجفة بالهوا چار البحر ف السجعة دي ..

قاطعه عفيف هاتفا في ضيق :- فين العمارة !؟..

اشار الخفير باتجاه احدى البنايات القريبة:- أهي .. الدور التالت .. شجة صاحبه سمير ..

جلاب الهوى .. مكتملة.. اتحولت ورقي👌 واضاف عليها مشاهد وتنقيح🥰🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن