مقدمة

11 0 0
                                    

سفينتي اختارت ان ترسو دون ان تبحر
فقدت ربيعي ربيعا تلو ربيعا حتى اضحى عمري باكمله خريفا تصفر اوراقه و تسقط او شتاءا باردا جمد كل امل لي
في حكايتي انتقلت الى الخاتمة مباشرة فلا مكان للبدايات في حياتي
اؤمن بالنهايات السعيدة و لا يجب على النهايات ان تكون الا سعيدة
محاطة بحنان ام مضحية و اب مكد كريم
كنت انا ثمرة حبهما الخالد و قرة عينيهما و وحيدتهما فحصلت على كل الحب و الدلال مع ذلك لم انشئ متسلطة انانية بل حرص والداي ان يزرعا ما حَسُنَ من بذور الرحمة و الطيبة و القوة و الصمود
لازلت اذكر اول يوم لي في المدرسة بضفيرتِي الذهبية و مشبكي الازرق المفضل و مئزري الازرق تماشيا مع مشبكي
اصطحبني كلا والداي الى المدرسة و نظرة ابي كلها فخر كانه كان يحاول رسم الصورة التي يريد رؤيتي بها بين عيني و لو لم اكن مدركة لذلك
-وطن حبيبتي سنأتي لاصطحابك للمنزل عند نهاية الدوام "صرح ابي"
- و لا تنسي صغيرتي كوني بعض الصداقات فيقال ان من تصادقه في اول يوم دراسي يبقى صديقك طول العمر " قالت امي مع ابتسامة تدفئ جوفي"
- حسنا ابي و امي يمكنك الاعتماد علي
و مضيت في طريقي كنت متوترة و متوجسة فلا اعرف اي احد بالمدرسة و لا حتى بالحي فقد انتقلنا حديثا الى هذه المدينة
جلست بجانب فتاة سرعان ما بدأت بالحديث
- ضفيرتك مثل ضفيرتي " هتفت الفتاة"
- غير ان ضفيرتي ذهبية و ضفيرتك بنية
- انت على حق لون شعرك مثل الذهب الذي تمتلكه امي
- حقا!! امي كذلك تمتلك ذهبا لونه كلون شعري
- يا فتاة لم تخبريني ما اسمك ؟
- اسمي وطن ...وطن الخضري
- و انا مطر العالي ... اريد ان اصبح صديقتكِ فقد اعجبني لون شعرك
- اوافق فانا لا امتلك اية اصدقاء فقد انتقلنا حديثا
مدت يدها لتصافحني ارتبكت مما يجب فعله ثم صافحتها
- صديقات حميمات " صاحت مطر "
فاطلقت ضحكات بريئة التي شاركتني مطر فيها فيما بعد
و هكذا بدأت صداقتي مع اختي التي لم تلدها امي .
كنا يوما بعد يوم نتقرب اكثر و نتشارك الأسرار و الضحكات و الحلوى و الالعاب و عرفت صداقتنا في المدرسة كلها .
ان قلت مطر ستقول وطن و العكس اصح و اصح ، اكملنا الابتدائية و ها قد اتت الاعدادية
هي شبه مرحلة تغيير لاغلب الناس
مراهقة و هرمونات و تقلبات و حساسية انتم تعلمون.
و انا انجرفت وراء مشاعري بصراحة لكني لم اجرؤ على اظهارها البتة حتى لصديقة عمري مطر
كان مصطفى.
اصطفاه قلبي الصغير البريء و مشاعري العذراء المبتدئة .
كان احد المتفوقين بالقسم بينما كنت متوسطة
كانت تحادثه مطر باريحية تامة بل و تنافسه و تتناقش معه و انا اخجل بشدة و زد على خجلي هذا طبيعتي الخجولة ، بسبب صمتي و خجلي و انطوائي على الناس كافة ما عدا مطر ، كنت اشبه بظل مطر حقا!
كانت هي الصاخبة و انا الهادئة ، هي الجريئة و انا الخجولة ، هي السمراء و انا الشقراء .
اذكر اول يوم حادثني فيه مصطفى
- هاااي وطن
و اوشك قلبي على الوقوع بين قدمي كان ينبض بشدة لا لم يكن ينبض كان يقرع طبول الحب لمصطفى كما انه يعرف اسمي
- نعم!
- اريد معروفا... اااه اقصد كيف حالك؟
- بخير الحمدلله
و في جوفي اكاد اطير فرحا و غبطة و عيناي تلمعان
- ماذا كنت اقول ... احتاج منك معروفا لم احضر البارحة و قد فاتتني الدروس هل بامكانكِ اعارتي خاصتكِ؟
- ااااه اكيد يمكنك ذلك
- حسنا اشكرك وداعا
و اختفى كانه لم يكن .
ملامحه جميلة جدا و حتى اني سجلت هذا اليوم في مذكرتي
-وطن .. من الارض الى وطن هل تسمعينني؟
- ماذا يحدث مطر ماذا الان
- لاشيء سموك ... ما سر هذه الابتسامة البلهاء
- اي ابتسامة هداك الله دعيني و شأني
و في تلك اللحظة ازدادت وجنتاي توردا و حمرة

خريف وطنWhere stories live. Discover now