18_عتب ولكن!!!

6.6K 187 26
                                    

نظر اليها نظرة خاطفة ثم اشاح بوجهه بعيداً وقال
_ لا اريد أن اسامحك

بعد ان كفكفت بعض دمعها قالت

_ نوار يا حبيب القلب ، اعلم اني سفينتي وصلت الى موانئك متأخرة ، واعلم اني استحق ان اضرب بالحذاء كم كنت غبية وتعيسة ، عندما اضعت قلبا احبني من الداخل ومن الخارج وركضت خلف قلوب احبتني من الخارج فقط ، أعلم ان كل كلمات الاعتذار لن تجدي نفعا ، واعلم انني لو بكيت لأخر العمر لن ينفني شيئا ،أتذكر عندما قلت لي اني ساتيك نادمة ساعة لن ينفع الندم ، لكن ارجوك فقط سامحني ، قل لي اني سامحتك ارجوك لا تمتني قهراً والم .

اخذ نوار جرعة كبيرة نوعا ما من الهواء وقال

_ طيوري الصغيرة ، هل سالت صديقي رضوان عنها ، لقد تركتها عنده عندما اخذوني للمشفى ، ومنذ تلك اللحظة لم اعرف عنها أي شي .

قالت - حاضر يا حبي ويا نور عيني سأحضر كل طيورك لك ، ما دام هذا سيسعدك وسيجعلك سعيداً ساحضرها لك لكي تستمتع بصوتها وتفرح بجمال منظرها .

قال _ اهتمي بها عندما اموت ، فهي طيور وفية ، اوفى من البشر لقد كنت اربيها جيل بعد جيل ، كلما فقست وتوفي الاباء كنت اربي الابناء

غصت ياسمين بتلك الكلمات وشهقت بحزن

_لا تقل هذا ، انت ستشفى وستعيش وسنتزوج من جديد وانجب منك عشرات الاطفال ، سيكونون بحنوك وعطفك ، وسأخبرهم دوما انك أعظم اب لي ولهم ثم اقتربت من يديه لتتلمس اثار حروق أعقاب السجائر والتي اخبرها يوماً انها كانت بسبب اطفاءه للسجائر بيديه ليقتل غريزته الذكورية تجاهها ، تلمستها وقالت له
_ يا ليتني ادمنتك ... يا ليتني ادمنت روحا سكنت داخلي ، يا ليتني ادمنت قلبا ينبض قلبي به يا ليتني
أدمنت عينا أرى الكون خلالها ، يا ليتني أدمنت صدرا دافئا كدفئ العالم بأسره
يا ليديكَ كم كانت تمسح دمعي كم كانت تربت كتفي
يا ليتني ادمنتك ...
يا رجلا يحتويني و يغنيني ..
يا رجلا يشعرني بأنوثتي التي افتقدها ..

ابتسم بسخرية وقال
_ هذه اليديين احرقتها بجحودك وعنادك ونكرانك للجميل ، آلمتها الالم الذي لا يقدر انسان تحمله .

ردت _ اعلم يا حبيبي أعلم ، اه لو تعلم مقدار ندمي ومقدار استعدادي ان اتحول لخادمة تحت قدميك بقية عمري ، حتى انني نسيت طفلي طوال شهور فقط لأجلس بجوارك واقول لك هذه الكلمات

عندما سمع منها كلمة طفلي رمقها بنظرة ازدراء بطرف عينه وقال

- انجبتِ ايضا ، من الجيد انك انجبت لعل ذلك هو ما جعلك تشعرين بلوعة الحب لجاهل

قال وهي لا تزال تلتمس حروق غائرة في يديه ، يا ليته كان طفلك ، يا ليتك زرعت بأحشائي نبتك الطيب ، اقسم اني كنت سأكون اسعد امراة في هذا الكون ، لماذا كنت طيبا لهذه الدرجة السخيفة لما لم تجبرني على ان اكون زوجتك لما اطلقتني خارج البيت كالطير الذي ترك عشه ، ثم طلب اليه ان يعود له سجينا بعد ان رأى العالم .

قال لها _ عبثا تحاولين اقناعي ببراءتك ، لقد طعنتني الآف الطعنات ، حتى لم يعد جسدي يقوى على الاحتمال ، لم اجبركِ لانني لم ارد حب بالإكراه ولم ارد زوجة تكرهني وتدعو علي بعد ان اموت لم ارد ان ادمر لك مستقبلك ، ضننت انني لو احسنت لك سيأتي الحب لوحدة ، وان سيعود علي خيرا كانت خالتي تقول "عندما تحسن لكلب او قط فانه يلحق بك ويحبك ويعتادك اما عندما تحسن لإنسان فانة يعضك وينكث عهدك " فعلا صدقت بكل كلمة قالتها كانت نظريتي خاطئة ما كان علي ان اكمل معك يوما واحد بعد الزواج ، لو انني وضعتك في ملجأ للايتام والتفت لحياتي وتزوجت من تماثلني العمر لكان اجدى وانفع
نظرت لسقف الغرفة وهي تعصر عيناهت وتقول

-يا ليتك فعلتها يا نوار ، قد تكون قد عشت كل تلك السنين بألم وحزن وتعاسة بسببي ولكني ألان سأعيش بقية عمري أكثر حزنا وتعاسة ان لم تسامحني

رد - لا تطلبي السماح مني ، بل اطلبيه من ربك الله فقط هو من يسامح  و يغفر الذنوب ، انا لا قيمة لي ولم اعتدّ اصلا ان يكون لي قيمة لا عندكِ ولا عند غيركِ .

صرخت به
_ انا لم احبك لما انت عليه ....وانما لما انا اكون عليه عندما لا اكون معك ...
انا لم احبك فقط لما صرت اليه .ولكن لما صيرتني اليه ....
انا لم احبك بسبب هذا الذي كان في اعماقي واتيت انت واخرجته للحياة متاخرا ......هل علمت لماذا احبك يا نوار
ستبقى حلمي البعيد الذي ربما لن يتحقق ..لكنك حلمي الاجمل الذي انتظره ان يتحقق
رد
_حقدي كبير بقدر حبي السابق ولكني سأسدي لك نصيحة لما بقي من حياتك فخذيها مني وطبقيها ان استطعتي فهي اخر نصائحي قبل الموت

‏تعلّمــي العطاء حتّى في ظروفكِ الخانقة ،

تعلّمي كيف تهدين النّور لمن حولك

وإن كانت خفاياكي حالكة. .

تعلّمي أن تُهدي لأحبابك ابتسامة . .،،

وإن كنتِ تبكين !

ابذلي فثواب العطاء سيمسح متاعبك

ويخبئ لك فرجا من حيث لاتحتسبين.

قالت - ان كلامتك كالسكاكين التي تقطع شراييني ، فلما هذا التلذذ بالانتقام ، اوجعت قلبك بجحودي ولكني كنت طفلتك المدلله انت صنعتني وخلقت مني دمية تافه لا قيمة لها جعلت مني وردة جميلة لكن دون رائحة ، ويحك يا نوار الا تشبع الانتقام حتى بضعفك اراك جبارا طوداً مهيباً  وانا الضعيفة امامك ارجوك امنحني تلك الكلمة حتى اعود لإنسانيتي

رد _ وما نفعها آلان ماذا ستزيد او تنقص هي كلمة في قا موس مليئ بمئات الاف الكلمات الاخرى

قالت - وماذا يهمني من اللغة ، انسى كل الكلمات وامنحني اياها فقط ، هي ما اريد كلمة السماح فقط ارجوك يا نوار اغفرلي وسامحني ولا تزيد من المي ومعاناتي ، انظر إلي كيف تحولت لشبه انسانة إرأف بحالي
  يتبع ........
لا تنسوا مشاهدة الفيديو اعلى الصفحة عن الرواية وهو مقطع على قناتي على يوتيوب يتحدث عن تفاصيل وكواليس الجاحدة

الجاحدة .....Where stories live. Discover now