8-عودة واعتذار

8.2K 256 22
                                    

ياسمين بعد ان تطلقت،  لم تجد أمامها إلا نوار ، وجدت قدميها تجرانها تلقائيا الى منزلها الذي تربت فيه وتلقت به كل وسائل الراحة والكينونة ، طرقت باب المنزل ففتح نوار لها ولم يبدو عليه التعجب  ابتسم ابتسامة المنتصر وقال
- لا اتوقع انك اتيتِ الي كزيارة ، فالقطط بالعادة لا يعدن الى منزلهن الاول إلا اذا طردن من منزلهن الثاني ،  لانك كنتِ ستنسيني لو كان حامد جيد معك

ضحكت لتخفي خجلها وقالت

-هذا بيتي الوحيد ، اين سأذهب هل ترضى ان اعيش في الشارع ، بالتأكيد لا تقبل ، انت والدي وهذا بيتي وابتسمت بدلال

رد - لكنك لا تستطيع المكوث مع رجل غريب ، وانا لا استطيع ان اخالف الشرع ابدا ، تعرفينني جيدا الدين والايمان هو أهم شي في حياتي

قالت - ومن قال لك أننا سنخالف الشرع ، اذهب وأحضر الشيخ ليزوجنا من جديد .
هنا فتح نوار عينيه بفرح ممنيا النفس بموافقتها على التحول لزوجة له ككل الزوجات ولكنها باغتته برفع اصبعها واردفت
_ ولكن كل شي سيكون كما السابق ، انت والدي فقط
ولو أني لا ارى داع لهذا العقد ما دام سيبقى حبر على ورق والمسألة بالاساس قناعة ورضى وانا مقتنعة انك ابي ...

كز على اسنانه وكانها غرزت سكين بقلبه وقال

- انا لم اخالف الشرع عن كنت شاب وتملئني الحياة رغبات وشهوة ،  فكيف اخالفة وانا كهل وعجوز بنضرك

قالت - من قال انك كهل ان لازلت شاب ، الن تسمح لي بللدخول هل سابقى على الباب

قال - نعم ستبقين ان لم تجدي حلا او ان اترك المنزل لك

قا لت

- حسنا  اذهب وأحضر الشيخ وليزوجنا من جديد يا ابي ....

قال - وبعد ..... قد لا استطيع ان افكر بك كالسابق

قالت بخبث وهي تدخل الى المنزل - نبقى كما كنا اب وابنته ، وانت مطيع اعرفك ستسطيع الاعتياد على الوضع الأول لا تقلق ..

قال بألم - واشهر العدة !!!

قالت - تترك البيت عدة اشهر وبعدها تعود ، اصلا انا عندي امتحانات واحتاج الى الانفراد بنفسي

قال -  اضحكتني وكأنك لم تتطلقي قبل ساعات ، ألم تكوني تحبيه ، وقاتلتي لأجلة !

قالت - اجل كنت احبه ، وكنت فعل ماضي ، الان انا اكرهه لقد كنت اظن انه رجل ولكنه اثبت انه تابع لوالدة كالجرو البائس وليس إلا طفل مدلل

قال - ليس وحدة الطفل المدلل

قالت - ماذا تعني !
رد متهربا من السؤال

- لا تهتمي فأنا احيانا  لا أعرف ما اقول  ولكن ،  ماذا بشأني ، انت الان اصبحت امراة ولم تعودي طفلة لما لا ....

قاطعته - ارجوكِ افهمني يا نوار ، لا استطيع ان اتخيل ان تكون زوجي ، منذ فتحت عيوني على الحياة كنت ابي وامام الناس كنت ابي ، انا اسفة لا استطيع ان اتقبل فكرة اخرى لا استطيع ان اسلمك جسدي كأنثى تقدم لعشيقها كل ما يريد ، لا زلت بنظري اب حنون ينفذ كل ما يرضيني ولا يسمح لدمعتي بالخروج ابدا ارجوك لا تدمر تلك الصورة الرائعة بشهوة لا داعٍ لها

قال - وماذا عن مشاعري ، هل هي امر لا وزن له !

قالت - لا يا نوار انا اقدر مشاعرك ، واحترمها ولكني لا استطيع .
ورغم ذلك اعدك انني ساحاول ان افكر بالموضوع ولكني لا اعدك بشيء

قال لها - لا اريد شفقتك ، ولا ارضى لنفسي ان اكون موضع شفقة ، انتي نرجسية لأبعد الحدود ولكنكِ تستغلين حبي لكِ وتريد امتصاص كل طيبتي وانا عاجز امامك مستسلما لقلبي اللعين ، ولكنكِ كاذبة لو كنت تريني اب لكِ كنت قلتيها انت لم تقولي لي ابدا ، كان يجب علي في هذه اللحظة ان ابصق بوجهك واطردك من بيتي ، لكنك تدركين إني لن افعلها

قالت - ههههه لا تضحكني ، حسنا ساقول لك يا ابي من الان فصاعدا

قال - انتي تتدللين علي وانا احس بك ...

قالت - لا ...

قال- حسنا سأغادر المنزل واعود بعد انقضاء فترة العدة وبعدها نتزوج من جديد

قالت - حسنا لا باس ، كما تريد مع ان ذلك غير ضروري .
قال لها وهو يغلق الباب
_ لو اني فكرت بعقليتك هذه منذ زمن ، وقلت ان كل شيء حدث ليس ضروري لكنتي الآن أُم لخمس او ست أطفال .

ذهب نوار ليقيم عند صديقة وزميلة بالعمل رضوان بعد أن اقنعه انه يريد تاجير البيت لعدة أشهر لكي يشتري سيارة ، وبعد أن وعدة بمنحة نصف راتبه الشهري لكي لا يكلفه عناء ومصاريف مكوثه عنده ، وخصوصا ان وضع رضوان المادي سيء وهو اب لولدين وزوجه شديدة التذمر،  وفعلا انقضت الاشهر وعاد نوار وتزوج ياسمين للمرة الثانية ، فقط لانه يحبها ولا يريد ان يخسرها ، عاد لنفس الروتين الاهتمام بطيوره الصغيرة التي كانت دائما تفقس بيوض جديدة فيرعاها نوار جيل بعد جيل ،  داخل اقفاصها الجميلة اما ياسمين  فقد عادت للجامعة واستطاعت تجاوز سنة جديدة في الجامعة وبدأت تتحول رويدا رويدا لطبيبة وباتت على مشارف التخرج والحصول على حلمها وشهادتها التي جعلتها تضحي بزوجها حامد الذي احبته بكل صدق ......

يتبع ...

ماذا تتوقعون انه سيحدث بعد ذلك ....

اكتبوا ارائكم وتوقعاتكم

تحياتي لكم الكاتب ضياء عسود

الجاحدة .....Where stories live. Discover now