O

561 36 4
                                    




عدد إخوتي هو خمسه ، واسمائنا بالترتيب هي ( فلوريس ، إمليانو ، لويس ، ادريانو ، وانا، كريستيان )
نحن أبناءٌ لأبٍ ولدت انا ( اخر اولاده ) بينما هو بعمر الرابعة والخمسون  ، وامٌّ تُدعى ( جولاين ) عصبيه ومشوشه لكنّها نمطيّةٌ جدّاً .
تمكن الخرف من أبي قبل سنوات ، قبل رحيلي عن هُنا بسنتان ربّما .
وزاد الطين بلّةً الفضيحة التي لفّت عائلتـنا بسببي
اكتئب الأهل ، وأسودّت الدُنيا في عيـنآ أُمي وظلّت تُضيّق علي انا ولويس الحياة حتى إستسلم كِلانا
تزوج لويس مُباشرةً بعد تلك القصه ، لإسكات الناس
وإخماد النار ، بينما هربت انا الى نيويورك بحجّة الدراسه ، ولم نتواصل ابداً .
كُنت اهرب من إتصالاتهم ، فلوريس يُهاتفني من الهواتف العمومية عندما يزور المدينه ، فقط

أما لويس ، فأنقطع الوصال بيننا ، مُجبرين تخلينا عن الحُب الذي نشأ بيننا ، والتوى كلٌ منّا على قلبه وفعل ما يكره .

صباح اليوم ، كان اللقاء الأول بيني وبينه
بعد خمس سنواتٍ من الابتعاد ، والتهرّب
تبادلنا النظرات وقال مُتداركاً الوضع ؛ مارينا صغيرتي حييّ عمّك كريستيان .

نظرت إليها ، نُسخةٌ مصغّره عنه ، لديها عيناه البُنيّتان وإبتسامته الجذّابه وانفه النحيل ..
تلعب في احضان زوجتـه ..
وحينها ، شعرت فعلا ان هذا المكان يضيقُ علي ، وأن الهواء بات معدوماً تماماً

في الجنازة وقفنا ، عزائنا لاُمي لأنها لم تعلم كيف توفر لأبنائها الامان ، ماعدا إمليانو لأنه كان الأحب اليها .
تحدث فلوريس فقط على المذبح وصمتنا جميعاً
في وقتٍ ما جلس لويس الى جانبي في الصف الامامي ..
صمت كلانا وكانت إبنته تلعب بين يداه ، لم يستطع أن يصمت أطول وقال ؛ كيف هي نيويورك ؟ هل هي مثلما نراها في الافلام ؟

رددت دون ان انظر اليه : نعم ، إنها رائعه .

إقترب منّي وهمس مسبباً لي القشعريره السّارية في جسدي : منتصف الليل ، بيت الشجره .

ولا أعلم هل يُمازحني بحديثه هذا ام انه فعلاً جادّ في البحث عن فضيحةً اُخرى تلحق بنا في أول مرةٍ نجتمع فيها !
الناس لا يطيقون رؤيتنا معاً حتى .

Bye mommy !Where stories live. Discover now