(15) توليب 🌹

7.4K 210 8
                                    

طفلتان صغيرتان تلعبان في المرج الأخضر وسط ضحكتهما الطفولية المرحة، لم يكن هناك أحد غيرهما، وكأنهما وحيدتان في هذا العالم الفسيح الذي اكتسى بالمرج الأخضر والاشجار الكثيفة... وصوت الطيور المغردة.... تمرحان على انغام خرير مياه الشلال.... كأنهما في جنة خضراء...تكلمت احدهما بصوتها الطفولي البريئ قائلة: " اختي ما رأيك أن نلعب لعبة الغميضة، أنا اختبئ وانتي تبحثين عني؟ ".

" حسنا اختي سأعد حتى العشرة ".

" هيا أغمضي عينيكِ ".

أغمضت الصغيرة عينيها بمرفقها وهي تسستند واقفة على جدع الشجرة وبدات بالعد قائلة: " واحد... اثنان.... ثلاثة... أربعة.... خمسة.... ستة... سبعة... ثمانية.... تسعة.... تسعة ونصف.... تسعة وربع..... عشرةة... سوف أجدكِ اينما تختبئين ".

بدأت في البحث وسط الغابة خلف الاشجار والصخور... مضت ربع ساعة ولم تجدها بدات تنادي بصوتها الرقيق: " أختي أين انتي.... بحثت مطولا ولم أجدكِ هيا اخرجي.... انا أعلن استسلامي وخسارتي ".

لم يكن هناك أي رد من شقيقتها ما جعلها تشعر بالقلق والخوف لم يكن هناك أحد غيرهما بقيت تنادي وتنادي وتنادي الا انها لم تجب، مضى نصف ساعة ولم تعثر عليها جلست على الارض وغطت بيديها الصغيرتين وجهها وهي تشهق بالبكاء قايلة: "اختي اين أنتِ لا تتركيني وحدي...انا خائفة..اختي...." رفعت رأسها عاليا الى السماء وصرخت بكل قوتها بعينين دامعتين:"توليب...... أين أنتي؟...... أختي تووولييييييييييب"

أخذت حبات العرق طريقها الى عيني تولين المغمضتين المتورمتين بسب اللكمان التي وجهت اليها... طبع على وجهها الحسن عدة كدمات غيرت ملامح وجهها البريئ وتفاصيله وقد التُحِف بالدماء... كانت تهذي بكلمات غير مفهومة وتكررها باستمرار منذ أن فقدت وعيها نتيجة لذلك التعذيب الشديد الذي تلقته بقيت تعيد بصوت واهن ومتعب:"توليب أين انتي؟... أختي.... توليب.... لا تتركيني.... توليب... توليب ".

تقدم اليها أحد الرجلين الذان كلفتهما ماريا ليقوما بتعذيبها، أمسك ذقن تولين المغطى بالدماء رفعه قليلا ثم تركه ليهوى رأسها على كتفها وقال: " كمية الكهرباء التي سرت في جسدها جعلتها تهذي لو قمنا بتعذيبها مجددا ستموت وستقتلنا السيدة ان حدث هذا عليناوان نتوقف يا فيليب ".

" معك حق يا لوكاس جسدها لن يتحمل المزيد من التعذيب سنتظر الى الغد ونتصل بالسيدة ماريا لترى ما تفعله ".

ما لا تعرفونه عن فيليب ولوكاس هما مغتربان أجنبيان يدينان لماريا بالكثير من المال لم يتمكان من تسديده فاستغلت ماريا الموقف لصالحها وكلفتهما بخطف تولين وتعذيبها مقابل ذلك.

****

أشبكت يدها بيده في حب ثم وضعت رأسها على كتفه واستنشقت الكثير من الهواء المنعش المختلط بعطره الذي جعلها تنتشي لروعتة وقالت وهي شبه مخدرة بعينين نصف مفتوحتين: " لا أصدق أننا سنتزوج قرييا وسأصبح زوجة السيد وليد عبد العزيز ".

أحببت أعمى  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن