(11) الشبيهة 👭

8.7K 223 6
                                    

تركت تولين القصر بقلب منفطر، فكلمات يزن كانت كسكاكين حادة اخترقت قلبها، مخلفة جرحا قد لا يشفى.... هل كان يعني ذلك حقا؟....هل بات يكرهني؟... دخلت منزلهم بخطى متثاقلة تجر حقيبتها خلفها بوجه شاحب ومصفر ، قد خيمت عليه علامات الحزن والاكتئاب، لاحظت والدتها ذلك الشجون الذي اكتسح معاليم وجه ابنتها وقد تورمت عيناها من كثرة البكاء وقالت في قلق تام: " ما الأمر تولين؟....لستِ على ما يرام....هل حدث خطب ما في القصر؟؟ ".

" لا تقلقي أمي انا بخير....أين علاء؟".

" خرج رفقة أصدقائه ".

ابتسمت تولين في فتور: " جيد أنه يستمتع بقوته"

دققت السيدة سوزان النظر في وجه تولين لترى تلك الجروح السطحية التي غزت وجهها وقالت جزعة وهي تتفحص خدي تولين براحة يديها:
" ما هذا؟...كيف أصبتِ بهذه الجروح؟"

أمسكت تولين يدي والدتها وهي تصطنع الابتسامة تحاول ازالة شبح القلق عن قلبها:

" انها فقط مجرد خدوش بسيطة أمي لا تقلقي....أُصبت بها نتيجة لاندفاع النافذة بقوة بسبب الهواء مما أدى لكسرها وتطاير بعض من قطع الكرستال في وجهي".

" أوووه الشكر لله أن عينيكِ لم تصب".

" أجل أمي الحمد لله....في الحقيقة أنا تركت العمل في القصر سأبحث عن عمل آخر ".

" هذا جيد فأنا أيضا لم أرتح لفكرة عملكِ هناك وترككِ للمنزل".

" حسنا أمي أنا متعبة الآن سأخلد للنوم ".

صعدت تولين الى غرفتها بجسم مذبل خائر القوى، ما مرت به في القصر أضعف كيانها وحط من عزيمتها وافقد رغبتها في أي شيء....ماريا تريد قتلها...وليد يفرض سيطرته عليها....وما قاله يزن قسم قلبها نصفين.....استلقت على سريرها بعد حمام طويل واستسلمت للنوم وهي تعتصر دبها الأحمر الصغير بعينين دامعتين.

****

"ماذا تعني بأن الجهاز لا يعمل يا وسيم".

" لا أعلم سيد وليد تفحصته البارحة كان يعمل جيدا والصوت كان واضحا.....أعطني الأداة سيدي اعدك بأنني سأحل المشكلة وأصلح العطل ".

" اللعنة عليك....لا أدري لماذا اعتمدت عليك في أمر كهذا....الجهاز لم يعد لدي الآن هيا غادر ".

ضرب وليد المكتب بقدمه في غيض بعد أن تعطل الجهاز الذي قدمه وسيم اليه فجأة، وسيم هو خبير الأجهزة الاكترونية المصغرة يعتمد عليه وليد في صنع أي جهاز يريده ويبدو انه قد فشل هذه المرة ....سحب هاتفه المحمول ثم شكّل رقما واتصل، لتجيب تولين في خوف قائلة:

" صص... صباح الخير سيدي ".

" وصلني أنكِ لم تذهبي للعمل بالمطعم هل يمكنني أن اعرف السبب آنسة تولين عبد اللطيف؟..... رفضتِ العمل عندي بحجة أنكِ لا تجيدين العمل في الشريكات وتحبين الطبخ .... اوصيت بكِ بافخم المطاعم واذا بي أكتشف انكِ لم تذهبي ".

أحببت أعمى  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن