السادس والعشرون

21.7K 479 2
                                    


الفصل السادس والعشرون:
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

......مر شهراعلي وفاه الخالة صفا والجو يشوبه الحزن والأسى .....
تجلس بحجرتها حبيسة ليس لديها رغبة بالحديث مع الآخرين رافضة اَي تواصل معهم رافضة لكل شي حولها حتي زوجها رفضت وجوده بجوارها ليقرر خروجه من حجرتهما ليعطيها مساحة من الخصوصية حتي تحاول فيها لملمة شتاتها وعدم الضغط عليها ...منذ سماعها للخبر وهي تمثل التماسك أمامهم لم تذرف دمعه واحدة ...لم تعترض ولم ترفض خبر موتها ...لم تصرخ ولم تبكي ...وهذا ما يزيد من قلقه علي حالتها النفسية .......
بحجرة الضيوف يجلس يوسف وامامه عمه ناجي ويامن بجوار الاخير يطلق نظرات حارقة عليه لايعرف ما سبب تبدل حالة أخيه الصغير ولكنه برر ذلك بسبب الظروف الاخيرة التي حلت عليهم ...
ليسمع ناجي يقول:
"وبعدين يايوسف .حالة غزل مش عجباني ..صمتها ده قلقني ..."
يوسف:"حالي من حالك ياعمي ..انا قلقان عليها اوي..كنت متوقع منها رد فعل مختلف انها تنهار بنيوترفض فكره موت خالتها .."
ناجي:"طيب انت شايف ايه الحل ؟..."
يوسف:
"انا هسيبها يومين علي راحتها ولو فضلت علي حالها هحاول أوديها لدكتور نفسي ....ما تشغلش بالك انت ...انت المهم اخبار صحة حضرتك ايه ؟...."
ناجي:"الحمد لله يابني ...انا أول بلغني يامن جيت علي طول ولغيت كل حاجة.....انا يايوسف مش هوصيك علي غزل انت اللي باقي لها من بعدي انت ويامن ...غزل طول عمرها عاشت محرومة مني ومن امها ويوم ما ألقيها متيبقاش في العمر بقيه عشان اعوضها سنين حرمانها مني ..."
يوسف بلوم:
"ليه بس كده ياعمي انت ان شاء الله هتبقي كويس وتخلي بالك منها معانا ...ولا ايه يا يامن؟!!..."
يامن بانتباه من شروده:"ايه ...بتكلمني ياعمي ..."
ناجي:
"مالك يا يامن مش عجبني من ساعة ما رجعت وانا واخد بالي انك سرحان دايما ومهموم ...معقول تكون زعلان للدرجه دي علي بنت عمك ..."
يامن:
"طبعا ياعمي ..غزل بالنسبة لي مش بنت عمي وبس ربنا يعلم هي ايه بالنسبه لي !!وبحبها قد ايه ؟!..."
تنتاب يوسف الغيرة من حديث أخيه عن زوجته ...
ناجي:"ربنا يديم المحبة بينكم ياولاد ما ده عشمي فيكم ...كده أقابل وجه كريم وانا مستريح ..."
يامن ويوسف:"الف بعيد الشر ...."
يوسف:ربنا" يديك الصحة وطوله العمر ياعمي ..."
ناجي وهو يهم بالوقوف:
"طيب هقوم انا اريح شوية لحد معيعاد الغدا ..عن اذنكم ياولاد ...."
ليهم يامن بالانصراف ويقول:
"انا كمان ياعمي طالع اوضتي شوية ..محتاج انام ..."
ليوقف تحركه صوت يوسف:
"استني يا يامن انا عاوزك ..."
يامن لناجي :"اتفضل حضرتك هشوف يوسف عاوز ايه ..."
ناجي:
"طيب يابني براحتك ...."
ليقف يامن بتحدي مواجها يوسف الذي لم يتحرك من مجلسه ويقوم باشعال سيجاره الخاص ويقول :
"مالك ؟!..."
ليبتسم يامن بسخرية :
"سلااامتك..."
يوسف بتضييق عينيه:"مممم شكل الحوار كبير ...طيب نجرب طريقة تانية ..طريقة المواجهة ..تمشي معاك؟!..."
يامن:"انت عارف ان مش بحب اللف والدوران وبحب الصراحة ..."
يوسف بأريحية:"تمام...فسخت خطوبتكً ليه ؟...."
ليعقد يامن حاجبيه باستغراب ليتبدل في لحظة لاستهجان لقد ظن في نفسه انها من فرت لتبلغه بفسخ خطوبتها منه :
"هي لحقت تبلغك ...دي مش بتضيع وقتها بقي ؟!..."
ليتعجب يوسف من حواره ويتأكد بان هناك ما يخفيه في جعبته ويصر علي اكتشافه :
"مين تقصد ؟؟،...."
ليثور يامن من سؤال أخيه ظنا منه انه يتلاعب به:
"انت هتستهبل يا وس....."
ليصرخ يوسف بغضب وينتفض من مجلسه ولقد سبب انتفاضته سقوط سيجارته المشتعلة علي سجاد الأرضية :"انت نسيت نفسك ...لم روحك وفوق كده وأتكلم عدل الا وجلالة الله هنسي انك اخويا ...."
يامن بغضب مماثل :"ايوه ايوه ...مثل دور الضحية ...انت معجون من ايه يا اخي شيطان ...ده ابليس نفسه ينحني ليك ..انت اقذر خلق الله ..بتستحل كل شي ليك ..المهم يكون ملك انت وبس ...مش مهم اللي حواليك هيعانوا ولا لا ...كنت فكرك اتغيرت لما حبيت وشوفت الحب في عينك ..بس طلع ده حتي كدب وخداع..."
يحاول يوسف جاهدا تمالك نفسه ويمسح بكف يده علي وجهه لعله يفهم سبب ما اصاب أخيه :
"ممكن تهدى كده ..وتفهمني كل الجنان ده لازمته ايه ؟!..."
لينظر يوسف فجأه خارج الحجرة ويجد تجمع خدم الفيلا مراقبين سبب الصراخ ليقول:
"انتو ايه اللي موقفكم كده ...كل واحد علي شغله ..ثم يوجه "حديثه لاخيه:
"خلينا نكمل كلامنا في المكتب مافيش داعي الخدم يسمعوا غسيلنا الو....كفاية فضايح ........."
..........
بعد ثورة يامن علي أخيه ظل جالسا الاخير بثبات لم يرتجف له جفن ليقول:
"كل الدوشة اللي انت عامليها دي سببها الكلام الفارغ ده ...وانت صدقتها بقي لما قالتلكً انها كانت تعرفني قبلك ...."
ليصدح صوت يامن بغضب:
"وهي ايه اللي يخليها تكدب وتتهم نفسها باتهام زي ده ..."
يوسف بثبات:
"اي واحدة مجروحة من اللي بتحبه ..بتبقي عايزه تجرحه حتي لو كان علي حسابها...."
يامن:"تقصد ايه ؟!....انا واثق ان في حاجة مابينكم ...كل شي حواليكم بيثبت كلامي توترها منكم ...وانت مش بتطيق تسمع اسمها ووضعكم في المستشفى وكذبها اللي ما دخلش دماغي ،..ايه ؟عايز تقولي ياجينيرال انها مانمتش علي سريرك !!!......"
لينتفض يامن اثر صفعة مدوية هبطت علي وجنته من يد أخيه الأكبر ....وتبرق نظرات الكره من عينيه ليقول ببغض يحمله منذ سنوات كان يظنه انتهي:
"تأكد يايوسف ان هيجي عليك اليوم وتذوق من نفس الكاس اللي شربتني منه ..."
ينصرف بعد إلقاء كلماته ليجد غزل أمامه يبدو انها استمعت لحديثهما المخزي لم يستطع تبرير الموقف لها ليقول بصوت مبحوح:
"انا مسافر ...ياريت تبقي تطمنيني عليكي ..لو احتجتيني في اي وقت هتلاقيني عندك ...اشوف وشك بخير ..."
وينصرف تحت أنظار يوسف المصعوق وصمت غزل المبهم ..كان يظن انه سيثور ويثأر منه الا ان صمدته كانت اكبر من انسحاب أخيه الصغير من المعركة دون اعطائه ادني فرصة للدفاع عن نفسه وتبرير موقفه ..فهو يظهر دائما له بمظهر الخائن الظالم ولثاني مره يطعن أخيه الصغير في رجولته وكرامته علي يديه ولكن هذه المرة لأيد له فيما خدث...تتابعه نظرات غزل المتسائلة لتقول بهمس:
"ممكن افهم ايه الكلام اللي قاله يامن ده ؟!...."
يوسف باختناق:"مش وقته ياغزل سبيني لوحدي دلوقتي...."
غزل بإصرار:"بس انا عايزة افهم ايه اللي يخلي يامن يتهم تقي ويتهمك اتهام زي ده ....الا لو كان فعلا....."
يوسف بغضب:"غزززل...كلمة زيادة مش عايز ...اتفضلي علي اوضتك وابعدي عن وشي دلوقت انا مش عاوز أأذيكي......اتفضلللي.."
وقال كلمته الاخيرة بتهديد اكبر فيسبب لها الانتفاض وتصارع في حبس دموعها ترفض إظهار ضعفها له الذي يظهر له دائما ...فتفر الي حجرتها تاركة من خلفها من يشتعل صدرالغضب ........
..........
بكاء وعويل ولطم علي الخدود ونحيب مكتوم هذا ما سمعته وجعل قلبها ينقبض مما هو أت .....وتتسمر قدميها للحظات بالأرضية رافضة التحرك كأن جاذبية الأرضية زادت عن الحد ...لتندفع وتفتح باب الغرفة المغلق أمامها ويزداد انقباض قلبها لرؤيتها لابنة عمها واخت زوجها جاثية علي ارضيه الحجرة ضامة قدميها الي صدرها وتنتحب بشده فتدخل مسرعة وتغلق الباب خلفها خوفا من ان يشعر بهما يوسف ...لتقترب وتجلس علي ركبتيها بجوارها وتقول بصوت منخفض:
"ملك !!!!....انتي كويسة؟!....."
ولكن يبدو انها لم تستمع اليها ...لترفع كف يدها وتضعه علي ذراعيها وتقول:
"ملك ...انتي سمعاني ؟!...في ايه ؟!...."
ليتشنج جسد الاخير ويزداد صوت بكائها فيزداد قلق غزل من حالتها الجديدة عليها فاول مره تجدها علي هذه الحالة دائما تراها ثائرة متعجرفة لا مكسورة ومهزومة مثل الان ...لتكمل بصرامة:
"ملك انتي لو مااقولتليش مالك ..هاضطر أقول ليوسف ...ماتقلقنيش اكتر من كده ..."
وعند ذكر يوسف توقف البكاء بضع ثواني لترفع وجهها الملطخ ببقايا الكحل وتنظر لها برعب وفم مفتوح منا لصدمة لتهمس بضعف:
"ي يوسف!!!...بيوسف !!!..".
لتقوم بلطم وجنتيها لطمات متكرره بقوة ...لتصدم غزل من فعلتها وتقوم بتقييد كفيها وتصرخ:
"اهدي وقوليلي في ايه ؟!....."
لتهتز حدقة عين ملك برعب :
"ااانااانا...حححامل....."
لتفرغ غزل فاهها وتبرق أعينها وتقول بصدمه:
"ااانتي بتقولي ايه ...اكيد انا سمعت غلط ...صح؟....انتي قولتي حامل...انطقي ....."
تهز رأسها بالإيجاب برغب ...لتسألها غزل:
"ازاي ...حامل ازاي !!!....في حد اعتدي عليكي ...قوليلي ازاي ..المصيبة دي حصلت؟؟."
لتبتلع ريقها بصعوبة وتهمس:
"ساعديني ياغزل ...يوسف لو عرف هيقتلني ...أبوس أيدك ساعديني ..."
لتجيبها غزل المصدومة:
"يقتلك ؟...دي اقل حاجة ممكن اخوكي يعملها ...انتي ماتعرفيش اخوكي ممكن يعمل ايه ..انا بس اللي اعرف ...دلوقتي لازم تحكيلي  كل حاجة عشان اقدر اتصرف ....."
قصت ملك عليها ماحدث بينها وبين جاسر وعن زوجهما بالسر ورفض يوسف له ...لتشعر غزل ببعض الراحة البسيطة بعد علمها بزواجهما ...لتقول:
"فين ورقة الجواز ؟.."
..ملك ببكاء:"معاه ..."
غزل وهي تساعدها علي النهوض:
"قومي اغسلي وشك خلينا نفكر هنعمل ايه ؟...جاسر ده لازم يجي يتقدملك رسمي والنَّاس تعرف...قبل ما المصيبة دي تتعرف...كلمتيه؟؟...."
ملك:
"بقالي اسبوع بكلمه ومابيردش ...ورحتله الشركة قالولي مسافر المانيا ......انا خايفة اوي غزل لايتخلي عني....."
غزل:"ان شاء الله خير كل اللي نقدر نعمله تحاول تباني طبيعي عشان يوسف ....وربنا يستر من اللي جاي ."....
...................
وقف مصدوما من رؤيتها الغير متوقعة ليستغل عدم رؤيتها له ويراقب تقاصيلها بأريحية فقد مر وقتا لابأس به دون ان يراها فاقد الأمل في رؤيتها اوان يجمعه القدر معاها مرة اخري ...يلاحظ توترها عن طريق فرك أصابعها واهتزاز قدمها أسفل منها مع مراقبة الوالجين للشركة ..ليشحن نفسه بطاقة إيجابية ويحثها علي التقدم نحوها وسؤالها عن سبب وجودها في هذاالمكان ...ليغلق باب سيارته ويتأكد من إغلاقها ويأخذ شهيقا يملأ به رئتيه ...مع تقدم خطواته حتي وصل لهدفه يقول :
"صباح الخير آنسة سمية..."
ظن انها ستتأفأف من وجوده الغير مرغوب به ولكنه تفاجأ بالعكس...لتجيبه بامتنان:
"صباح الخير ..استاذ شادي ..اقصد بشمهندس شادي....."
لتستمر في فرك يديها المتعرقتين....شادي برسمية:
"الحاج رضا ..صحته عاملة ايه ...معلش مقصر معاه الفترة دي في السؤال.."
.لتندفع قائلة:
"الحمد لله بخير ...حضرتك اختصرت عليه مقدمة كبيرة كنت محضراها ..."
شادي:"مقدمة !...خير هو صحته تعبانة ولا حاجة....."
.سمية بنفي:
"لا لا ابدا ...مش ده الموضوع اللي عايزة حضرتك فيه"
ليشعر بالانتشاء ويقول:
"طيب مش هينفع نتكلم واحنا وقفين كده ..اتفضلي معايا علي مكتبي لان وضعنا كده مش حلو ..."
لتترددسمية من قبول دعوته فيحثها مره اخري علي الموافقة لترضخ له بالنهاية..........
..........
تجلس أمامه كالتلميذ المذنب ..كيف وضعت نفسها في هذا الموقف وكيف وافقت علي دعوته ...منذ دلوفها لمكتبة لم يتوقف الطرق علي بابه من الموظفين ولم يتوقف هاتفه ليقوم بتقديم التعليمات الخاصة بعمله ..لم يكن بمخيلتها انه ذو شأن واهمية بعملة ،.لقد صدمتها شخصيته الجديدة عليها ..لم تراه من قبل بهذا الحزم والشدة مع الغير ...يقطع تفكيرها صوته الملحن:
"سمية !!...انتي تعبانة او حاجة ....."
ياالله لماذا هو بمثل هذا الحنان معها والاهتمام ..كل يوم يمر عليها يؤكد لها انها كانت علي صواب عندما رفضته فشخص مثله يستحق فتاة كاملة بدون مشاكل جسدية ونفسية ....ليكرر ندائه لها ...وتجيبه:
"لا ابدا انا مع حضرتك ..انا خايفة أكون عطلت حضرتك عن شغلك "..
.شادي:"سخيفه علي فكرة ....."
"نعم...."
شادي:"حضرتك ومن فضلك سيادتك ...سخيفة منك ...محسساني اننا طالعين من فيلم ابيض واسود ...انا اسمي شادي ياسمية شادي فاكراه ...اللي حطتيله ملح في قهوته ولا نسيتي ههههه......،"
سميه بحرج:
"اااانا آسفة ...ان كنت زودتها معاك ..ارجوك اقبل اعتذاري ...."
.شادي بفقدان صبر:مافيش فايده ...ياسمية انتي عزيزه عليا اوي ...بلاش الكلام ده ....عموما ياستي قولي كنتي عاوزاني في ايه ؟!....
سميه ببعض الشجاعة:
"انا كنت جاية اشكرك انك مهتم بوالدي وبتسأل عليه ..واشكرك كمان علي الادوية اللي حضرتك كنت بتبعتها ....انا عارفة ان حضرتك كنت منبه علي عم ابراهيم مايعرفناش انك اللي بتجيب الادوية بس بعد ضغط عليه اعترف......"
ليسب شادي سبة علي هذا الغبي الذي فضحه اجفلت سمية عند سماعهاليظهر ابتسامته:
"دي حاجه بسيطه بقدمها لوالدي ...مالكيش تدخلي فيها .....وكان نفسي اقولك ان بقدم الخدمة لأختي بس للاسف قلبي. مش مطاوعني اقولها ..."
لتفهم سمية لما يشير له من حديثه:
"ااانا كنت عايزة ...عايزة اعتذرلك عن اللي حصل مابينا" ليقطع عليها شادي الحديث :
"سمية!!!.....الموضوع ده بالذات مابيجيش بالغصب وانا متقبل رفضك ليا ..".
سمية:
"اااانا ما ما رفضتش عشان ......عشان..."
لتنحبس نبرات صوتها ويحتقن وجهها الأبيض وتظهر الدموع بأعينها ...لينتفض من مجلسه بقلق ويدور حول مكتبه ليقول:
"سمية...انا دايقتك في حاجة ...طيب ليه الدموع دي دلوقت ؟!...."
لتهز رأسها بصمت بالنفي ولم تستطع رفع رأسها تنظر لوجهه ...فيقترب منها ويجلس أمامها علي ركبته اليمني ويقول:
"ياه دانا طلعت شخص لايطاق ...للدرجة دي انا وحش كده وخليتك لما افتكرتي الموضوع عيطتي ..."
فترفع عينيها الحمراوتان لتنظر تلي عينيه وتهمس:"للاسف ..انت اَي بنت تتمناك .."
شادي:"احم..اه ما انا سمعت الجملة دي منك ساعة رفضك ليا..."
سمية ببكاء متزايد:"انا بتكلم بجد ...انت إنسان عظيم ...اَي بنت تتمناك ..."
ليشعر بالأمل يتجدد بداخله ويقول :"انا ما يهمنيش بنات الدنيا ...انا عايز واحدة بس ...انتي ياسمية ....فيرفع أصابعه ليزيل دموعها المتساقطة من فوق وجنتها ليقول؛لو تريحيني وتقوليلي رفضاني ليه ؟!...."
سمية بخجل من قربه:
"في أسباب كتير ..تخليني ارفض...صدقني مش بسببك خالص بالعكس لو كنت قابلت من سنتين كنت اتمسكت بيك لكن..."
يقوم بمسك ذراعيها بلطف :"وايه اللي اتغير ...وافقي واوعدك اني أسعدك ..أوعدك انك تعيشي احلي ايّام معايا ...سميه انا ...انا بحبك.....انا مش هقدر اترجاكي توافقي لان مش حابب اغصبك علي حاجه ..."
سميه:
"انت مش فاهم حاجة ..انت تساهل واحدة احسن مني بكتير .."
شادي:"وانا مش عايز غيرك ....."
سمية:"طيب ممكن تسمعني الاول وبعدين قرر اذا كنت مصمم عليا او لا...."
شادي:"اذا كان ده هيريح قولي ...انا سامعك......"
............
تقوم بالبحث عنه انها تعلم جيدا انها احتفظت به ولكن لا تعرف أين وضعت هذا الكارت اللعين ...تتذكر جيدا عندما أعطاها إياه بالشركة وطلب منها التواصل ولكنها لم تهتم لأمره لتلقيه باهمال داخل حقيبتها ...فهي متأكدة انها كانت تحمل هذه الحقيبة بعينيها وقت وجودها بالشركة مع يوسف ...لتجلس بإرهاق علي حافة فراشها بعد ان فقدت الأمل في إيجاده ..لتهز قدمها بتوتر وتهمس لنفسها:
"وبعدين ياغزل في المصيبة دي ...يوسف لو عرف هيقتلها ....اعمل ايه في المصيبة دي ياربي...."
لتنتفض علي سماع صوته الرجولي يقول:
"انتي بتدوري علي حاجة ياغزل !!!!......"
غزل بارتباك :"اااانا ..لا ابدا انا كنت بدور علي شنطة من شنطي مش لقياها ...."
يوسف :"لونها ايه وانا ادور معاكي ..."
غزل:"لا لا انا خلاص لقيتها ..."
للتتذكر غزل معاملته السيئة لها بالأسفل ..وتقول بجفاء:"وكمان انت بتكلمني ليه ايه مش خايف لا تتهور وتأذيني ؟؟...."
يوسف وهو يقترب منها :"انا أذيكي ياغزل ....غزل انتي حياتي كلها ..."
غزل:"اه ماهو باين ...لما قولتلي امشي من وشي ...."
يوسف بلوم يقترب منها ويحتضنها:
"يعني ياغزل مش قادرة تستحملي جوزك حبيبك شوية في عصبيته ...عموما ياستي ماتزعليش ..تعالي اصالحك ..."
ليشدد من ضمها وتفهم غرضه فتتملص منه وأقول:
"سبني يايوسف ...بجد انا زعلانة ..مش كل مره تضحك عليا ...."
لتصدح ضحكة رجولية إذابتها يقول:
"عشان تعرفي ان يوسف الشافعي ما حدش يقدر يقاومه...."
غزل بهيام :"يوسف !!!..."
يوسف:"حبيبة يوسف وقلب يوسف وعقل يوسف ...."
غزل وهي ترفع ذراعيها تحيط عنقه:
"انا بحبك اوي اوي .."
ليبثها قبلها مملوءة بشغف وحب ليزداد حبها له أضعاف أضعاف ....وتبادله شغفه بجنون لتشعر بانها ملكت الدنيا بما فيها....
............
بعد ان انتهت من الحديث .انتظرت رد فعله علي ما قصته عليه ..الا انه لم يتحرك وظل علي ثباته ..فلا تعلم هل هذا سببه صدمة ماسمع ؟..ام بسبب رفضه لما سمع ؟!...الا انها ارادت لملمة شتات نفسها لتجمع القليل من كرامتها التي هدرت بصمته،....لتتحرك يدها بجوارها تمسك حقيبتها الخاصة وتقوم من مجلسها أمامه وتقول :
"عن إذنك !....."
وتتحرك بقدمها التي تؤلمها بسبب جلستها لوقت طويل أمامه
اما هو فكان علي وضعه مستند علي ركبته اليمني أمامها يستمع لحديثها الذي يعلمه مسبقا من محمد الا ان ما صدمه بحق باقي حديثها عن اصابتها في رحمها ونسبة انجابها الضعيفة علي قول أطبائها فهذا ما لم يعلمه ..ولكن سكونه هذا ليس رفضا لحالتها ..كان سكون بسبب صدمته مما عانته ....شعر بتحركها من أمامه بهدوء كشخصيتها لتتجه الي باب الغرفة .....لينتفض واقفا يقول:
"سمية !!!..مش عاوزه تسمعي رأي ..."
لتتسمر مكانها ثابته الا ان حركة جسدها تدل علي تشنج بكائها الصامت ...ليقترب بهدوء خلفها ويديرها لتواجهه ليري دموعها التي أغرقت وجنتها ليقول بصوت صارم :
"انا اسف ......."
لترفع أعينها له بخزي من حالها ...ليكرر كلمته :
"انا اسف ...ارجوكي ماتزعليش مني ....."
وقبل ان تستوعب اعتذاره وجدت نفسها في احضانه يلتهم شفتيها المبتلة بدموعها في قبلة عميقة ...قاسية متملكة ..ليبتعد عنها بعد ان شعر انه تمادي في رد فعله معها ...يقول:
"انا اسف اني تماديت بس دي كانت الطريقة الوحيدة اللي اقدر ارد عليكي بيها ...."
سمية بغباء:"تقصد ايه ؟!......"
شادي بمداعبة :"لاشكلك كده مافهمتيش إجابتي عليكي وكده انا مضطر ان اشرحلك تاني"
ليقترب منها ليبثها قبله اخري فتمتنع عن ذلك بخجل وتقول:"شادي ...ارجوك ..."
فيضع قبلة علي جبينها ويقول:"قولي لعمي ان جاي انهاردة وفِي ايدي المأذون ...."
لتشهق سمية وتقول:"مأذون !!!.شادي ارجوك فكر شوية ..وبلاش تستعجل ..انا ممكن ما خلفش وأخليك اب ..."
ليقطع حديثها.ندائه الصارم باسمها لتتوقف عن كلامها ويقول:
"انتي انهارده هتكوني علي اسمي وملكي ومش هسمح باي كلام تاني غير اننا ازاي هنرتب لفرحنا ..."
سميه:"فرحنا!!...انت تقصد انك هتعملي فرح ..."
شادي:"طبعا !!....انتي مقللة. من نفسك ليه ...احلي فرح لاحلي سمية في الكون ....بس برده مش هتنازل انك تكوني علي اسمي انهاردة ...."
فيرفع كفيها يقبلهمهاقبلة طويلة ويقول:
"يلا اروحك قبل ما اتهور في المكتب ويطلبولنا بوليس الآداب ..........."
..........
بعد انتهاء كتب كتابها وانصراف المأذون وتهنئة كلا من محمد ويوسف لهما فقد كانا شاهدان علي عقد قرانها السريع وقفت تتأمله وهو يحدث يوسف بحديث جانبي ..لتري مدي وسامته وأناقته التي أبهرتها لتلتقي عينيه بخاصتها فيبتسم لها ويغمز لها بعينه اليمني ..لتخجل من تصرفه امام صديقة ..ليقترب منها بعد توديعه لصديقه يقول:
"الفستان هياكل منك حته....رغم انه جه في وقت قياسي اسرع فستان في التاريخ ..."
سمية:"ماكانش ليه لزوم للفستان ..انا كنت هلبس اي فستان من عندي ...بس الحقيقة انا فرحت اوي لما لقيت الباب بيخبط وعم ابراهيم شايل شنط ومش عارف يتنفس ههههه ولقيتك بعتلي الفستان ...بس تعالي قولي انت عرفت مقاسي منين؟؟؟......"يميل علي أذنها ويهمس لها بكلمات جعلت وجهها يحمر خجلا لتقول:
"انت قليل الادب ...."
شادي:"انتي لسه شوفتي قله أدب ...بس الحاج رضا ربنا يهديه وياخد دواه وينام ...وانا اعلمك الف باء قلة الادب ..."
لتصرخ بوجهه :"شادي !!!.وبعدين ..."
شادي: "اخرسي بدل ما اعمل فضيحة قدام الحاج رضا انا ماسك نفسي بالعافية ......"
رضا بحبور:"معلش يابني كان معايا تليفون ..."
سمية بتساؤل عن هوية المتصل ...ليرتبك رضا لتقول:
"عمي مش كدة ..."لتكمل بعد صمت والدها :"هما عايزين مننا ايه تاني ؟!..يسيبونا في حالنا بقي..."
رضا:"اهدي يابنتي ..الأمور ماتتحلش كده ..."
شادي بفضول:"هو قي حاجه انا ما اعرفهاش ..."
رضا:"الحقيقة يابني...عمها عرف ان اتكتب كتابها الليله ..."
شادي:"طيب ايه المشكلة؟؟......"
رضا بحزن:"زعلان ان سمية رفضت ابنه شريف ....."
سمية:"انت عارف يابابا انهم مش عايزين غير الفلوس ..وأهو سبنالهم نصيبنا في المصنع وماطالبناش بيه ..يبعدوا بقي...."
رضا:"يابنتي انا خايف عليكي ..شريف ابن عمك مجنون ومش طبيعي وخايف لا يأذيكي ..."
شادي بضيق:"ايه ياعمي هي مش متجوزةراجل يحميها ...سمية دلوقتي انا مسئول عنها وما حد يقدر يجي جنب مراتي ...اللي هيأذيها يبقي بيأذيني وحسابه هيبقي معايا ......"
رضا:"ربنا يستر ياابني هسيبكم مع بعض وادخل اريح رجلي ..."
شادي:"اتفضل حضرتك ....."
ليلتفت اليها ويجدها عابسة متأثرة من حديث والدها ...ليرفع يده يمدها أمامه دعوة منه لها ..لتلبي ندائه وتقوم بمسك كفه ليقوم بتقريبها له ويقوم باحتضانها بحنان ويقول:
"مش عايزك تفكري كتير ..غير انكً في امانً جوه حضني ..."
تحرك وجهها لتتلاقي عيونهما وتلفح انفاسها الساخنه المضطربة وجهه تقول:
"هتقدر تحميني من العالم كله..."
شادي:"جربي ولو التجربة حازت إعجاب حضراتكم نعمل تعاقد ابدي مع شركة الحماية ...بس في شرط جزائي للتعاقد هنلزمكم بيه....لو قدرت اوفرلك الحماية هتديني بوسة كل خمس دقايق ...."
سمية وهي تدفن وجهها بخجل في صدره:"شادي ..انا بتوتر من الكلام ده ..."
شادي بمداعبه:"انا مستني علي فكرة ..ومش هتنازل عن الشرط الجزائي..."
سمية:"انت لسه ماقدمتش خدماتك ...."
شادي:"ازاي بقي ..انتي فين دلوقتي..مش جوه حضني ..وده في حد ذاته الأمان كله ليكي ...مش هتنازل علي فكرة...."
سمية بتهرب:"طيب ممكن نقعد اصل رجلي بتوجعني من الوقفة ...."
لتجد نفسها في لحظة مرفوعة عن الارض بين ذراعيه لقد انحني ووضع يده أسفل ركبتيها في سرعة البرق ليسير بها نحو غرفه الضيوف ليختار اريكة تتحمل فردين ويجلسها علي ركبتيه دون ان يحررها.....سمية:
"شادي ..ارجوك بابا جوه وممكن يخرج في اَي وقت"
ولكنه لم يستمع لها ليحرك يده يحرر رأسها من دبابيس حجابها الذي يغطي شعرها ليقول:
"بابا زمانه بياكل رز بلبن مع الملائكة ...بس بطلي حركة تعبتيني...
لتتملص منه رافضه خلع حجابها:
"شادي ..استني ..انا هخلعه...اصبر..."
شادي بإصرار:"بذمتك ينفع أكون لحد دلوقتي معرفش لون شعرك ...."
ليستجيب لطلبها ويتوقف عن فكه ...ويكمل :
"انا مش هضغط عليكي ...بس ده حقي ياسمية ..انا جوزك وحلالك يعني ممكن دلوقتي اشوف جسمك كله وألمسه كمان مش شعرك بس..."
سمية:"ااانا بس مش متعودة اكشف شعري قدام حد ..."
ليزفر بضيق ويقول:"خلاص ياسمية مش هضغط عليكي المهم عندي تكوني مرتاحة ...."
ويقترب منها يقبل وجنتها اليسرى ليتفاحئ برفع أصابعها فوق حجابها لتقوم بسحبه من فوق رأسها ليظهر غيمة سوداء كاحلة فوق رأسها وتغطي خصلاتها جزء من وجهها ليتوتر فقط يتنفس بصعوبة ويقول :
"بسم الله ماشاء الله .انتي فعلا لازم تكوني لابسة حجاب ...انتي فتنة متحركة بشعرك ده ..."
ليكمل هو ويرفع يده ويحرر شعرها من الخلف المعقوص ومثبت بدبابيس للشعر ليسقط خلف ظهرها بنعومة فيظهر طوله الطبيعي لمنتصف ظهرها ...ليصمت مشدوها من اكتمال صورتها أمامه ليقول بعذاب:
"لا ...كده كتير .....اانتي شعرك ده حقيقي ؟!..اوعي تقوليلي حقيقي قلبي هيقف....."
لتهمس بصوتها الناعم:"مش للدرجة دي ياشادي هواااا....."
ليبتلع باقي جملتها في قبلة ملتهبة لعلها تهدأ حاله الا انها زادت من اشتعاله ......مع قبض يده علي شعرها ليشعر بنعومة ملمسه.....
"شادي"!!!!!!
"كفاية كلام ....سبيني التأمل صورتك اللي بقت ملكي وبس"...ليقول بنبره صارمه:"اوعي حد يشوف شعرك ده غيري فاهمة....لتهز رأسها بسعادة ...."
وتقول بعد فترة:"شادي!...ممكن تسيبني زمان رجلك وجعاك ..."
شادي:"لا ..انا مستريح جدا كده ...."
في هذه اللحظة تسمر كلاهما عند سمع صوت رنين باب والطرقات التي تنم عن غضب من خلفه ...ليعقد حاجبيه يقول:"مين قليل الذوق اللي بيخبط عليكم كده ؟...."
سميه:"مش عارفة ...بس شكل في حاجة مهمة"...
شادي بإصرار :"خليكي انتي والبسي حجابك وانا هتفتح ...."
يتوجه شادي الي باب المنزل ويلقي نظرة اخيرة علي ملهمته ليتأكد من إخفائها لشعر رأسها الذي أذابه ...ليقوم بفتح الباب ...فيفاجئ بمن يقف أمامه يلهث من شده الغضب مع احمرار عينيه وشعره المشعث ..ونظراته الزائغة لقد علمه من اول نظرة فهو نفس الشخص الذي اضطر لرفع سلاحه بوجهه ذات يوم عندما تطاول علي زوجته باليد في وسط الطريق ...ليشعر شادي بالغضب المشاعر لهذه الذكري البغيضه ليقول :
"نعم ،...اَي خدمه؟!......"
شريف بغضب اكبر يدفع شادي من صدره لتراجع خطوتين :"هي فين الهانم ...صاحبة الصون والعفاف...ابعد من وشي..."
الا انه لم تسعفه قدمه لتخطو خطوة جديدة ووجد من يمسكه من خلف قميصه كاللص ويقول شادي:
"انت رايح فين ؟!..داخل زريبة ابوك ..."
شريف بغضب وهو يبعد يده:
"وانت مين بقي عشان تمنعني ...."
يمرر نظره علي ملابسه ليضحك بسخرية :
"هو انت بقي عريس الغفلة ..اللي اضحك عليه من السنيورة ....هي فيييين ؟....."
لتظهر سمية بأرجل مرتعشة من الصراخ فيراها شريف ويندفع اليها ممسكا بذراعها بقوة يقول:
"تعالي هنا ...بأنا اعمل منك قيمة ..وأتنازل واتقدملك وترفضيني وتتجوزي ده !!!....اقسم بربي لاموتك هيبقى علي ايدي ...العريس عارف اللي فيها ياعروسة ولا مستغفلينه ...."
ليصدح صوت شادي بقوه :"شيييل ....ايدكً ..من عليها ...."
ليمسكه من تلابيبة ويضرب وجهه لكمة بأنفه جعلته يترنح للخلف وتنزف انفه ويتلطخ وجهه بالدماء ليقول بين اسنانه :
"انت بتضربني ياابن ال............"
شادي :"تعالا بتروح امك أوريك ابن ال......هيعمل فيك ايه ..."
ليقوم بلكمة في وجهة مرة ويقول:دي عشان مديت ايدكً الو...عليها مرة في الشارع فاكر ولا لا؟......."
ليكمل ويضربه لكمة ثانية ويقول:
"ودي عشان تحترم بيوت الناس اللي داخلها ..."
لتتكرر الكمات ويقول :"ودي عشان فكرت تلمسها بإيدك القذرة ...ودي عشان أوريك انا اعمل فيك ايه ؟...."
لتصرخ سمية مترجيه:"كفاية ياشادي هيموت في ايدكً ..ارجوك كفاية كده ......"
ولكنه لم يستمع لها ليكمل غضبه الذي انطلق من غيرهوادة لتجلس عل الأرضية بعيون مهتزة تائهة تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة وتحتضن جسدها لعلها تهدأ اهتزازه ...اما عنه فبعد الانتهاء من إلقائه خارج الشقة وغلق الباب التفت ليجدها علي هذه الوضعية المخيفة التي رأها بها من قبل في موقف مماثل ...يسرع لها ويجلس أمامها مهدأ:
"سمية ...انا خلاص طردته ...مش هيقدر يتعرضلك تاني ...سمية !!!!......"
فيلاحظ عيونها التي تمررها علي كل من حولها كأنها بعالم غير العالم ...يهزها بقوة ويقول:
"سمية ...سميييية ..متخافيش انتي كويسه ...."
يحتضنها بقوة لعله يبث بيها الأمان التي تحتاجه فتلك الحالة تزيد من قلقه ...فيشعر بسكونها وثبات جسدها مع ارتخائه ليرفع رأسها ويجدها قد غفت بين احضانه فيعتدل بجلسته ويسند رأسها علي أرجله ليتركها تنعم ببعض الراحه لعلها ترتاح.....ليقرر ماسيقدم عليه من قرارات حاسمة..........
.........
تقف امام سكرتيرته الخاصة منتظرة انتهائها من مكالمتها لتهز قدمها بتوتر ...تتذكر كيف تهربت بالكذب عليه وادعت ذهابها للتسوق مع إصرارها للذهاب وحدها دون توصيلها لينتهي بها الامر في مكتب هذا المدعو جاسر ...تعلم انها تخاطر بذهابها له وكذبها علي زوجها مع علمها بوجود عداوه مسبقه بينهما لتفيق علي حديث سكرتيرته تقول:
"تحت امرك يافندم اَي خدمة لتنتبه غزل لها وتقول:
"ايوه...انا جايه أقابل جاسر بيه ..."
لتجيبها الاخري بعملية :
"جاسر بيه لسه مجاش ..هو علي وصول"
...لتذهل غزل من حديثها ...فهذا يؤكد شكوكها ومخاوفها من تهرب هذا المدعو من اتصالات ملك له ..لتقول:
"هو كان مسافر ؟!...وهيجي امتي ؟!...."
لتقول الاخري:"جاسر بيه كان مسافر ولسه راجع انهارده ..."
"طيب ..ممكن تبلغيه بالتليفون ان عايزاه ضروري ..."
لتنظر لها السكرتيرة بريبة وتقول:"بس جاسر بيه مش بيحب حد يقلقه لما بيكون راجع من السفر ،.."
غزل برجاء:"ارجوكي الامر مهم جذا ياريت تتصلي بيه ان غزل الشافعي عايزاه ..هو مستني اتصالي ..لان الرقم اللي هو سيبهولي مش بيرد عليه ...."
السكرتيرة:"طيب هحاول اتصل بيه علي الرقم الخاص وانتي وحظك لو رد...اتفضلي استريحي ..."
لتجلس غزل بتوتر وتتسأل هل هذه الخطوة صواب ....لتسمع صوت السكرتيرة تحدثه وتتبادل مع الحديث لتغلق الخط وتوجه لها الحديث قائله :
"جاسر بيه بيقول لحضرتك انه في فندق .......ب..........ممكن حضرتك تروحي له الفندق لو الامر مستعجل لانه مش جاي الشركة انهاردة بسبب الوفد اللي معاه ......"
........
في غرفه ملك
يصدح هاتفها الشخصي بعده اتصالات متتالية ..ولكن الاجابة واحدة عدم الرد ...تثقل جفونها وجسدها الذي يزداد الما من حالتها النفسية والجسدية انما هو يزاد ضيق وقلق متزايد ....فعندما أبلغته السكرتارية برغبه غزل بالتواصل معه ازداد قلقه عليها وخصوصا عندما وصل لارض الوطن ووجد العديد من الاتصالات منها ومن رقم غريب غير مسجل ...ليقول":ياتري في ايه ؟...."
.........
يجلس بوجه صارم لايعبر عن الغضب الداخلي الذي يعتريه من وجود هذه المخلوقة التي ترفض الابتعاد عنه مهما حاول أثنائها عن مطاردته وإلحاحها علي تواصل علاقتهما الفاشلة ....لن ينكر انه كان يجد المتعة في أحضانها الدافئة بدون مقابل تطالب به ما ترغب به وجوده فقط بحياتها ..الا ان قرر الابتعاد وانهاء هذه العلاقه حتي يبدا حياه آسريه جديده ..ليقول بضيق:
"عايزه ايه يانانسي !!....مش كنّا خلصنا من الموضوع ده ،'..وقولنا نشوف حياتنا بقي وننسي الماضي...."
نانسي باغراء مقصود:"يوسف !!..انت عارف ان انت الهوا اللي بتنفسه وبعدي عنك وجعني اوي ...انا مش طالبة كتير منك ..انا كل اللي طلباه انك ماتبعدنيش عن حياتك بالشكل ده ..."
يوسف:"وبعدين بقي ...مليون مرة احاول افهمك ان الللي بينا كانت علاقة وقتية انتي اتبسطي وانا كمان ...انا دلوقتي راجل متجوز وبحب مراتي..."
تبتلع ريقها بالمً وتقول:
"وانا يايوسف ..انا مش طالبة الا انك تسال عليا ..وتكون جنبي ...انا مش طالبة اني اخدكً منها مع ان هي اللي دخيلة علي حياتنا ..انت عارف كويس انك اول راجل في حياتي وآخر راجل ...مش هسمح لأي راجل تاني ياخد مكانك عندي...انت ليه مش مقدر حبي ليك ...انا مش متخيلة اني قعدة بتحايل عليك انك متسبنيش...."
لتشعر بحرقان أعينها بسبب ظهور الدموع بهما ...ليغمض عينيه بقوة شديدة يتمني ان ينهي هذا الموقف ويضغط علي انفه لعله يجد حلا وتصفو حياته من كل الشوائب القديمة ...ليفتح أعينه ليستعد بتوبيخها الا ان صوت هاتفه يصدح بنغمة مخصصه لمن تأثر قلبه ليجيبها :
"الو ...اَي ياقلبي.....خلصتي مشاويرك ولا لسه ..."
غزل :"ااااه خلصت انا راجعه الفيلا ..."
يوسف:"طيب ياقلبي ...انا كمان شوية هرجع في شغل .."
لتشعر بالارتباك تقول:
"ايه ...اه ..طيب قدامك قد ايه وترجع ....؟!!...."
يوسف :"ممكن ساعتين تلاتة لاني برة الشركة وهرجع امضي ورق الاول ....انتي بس خلي بالك من نفسك وانا مش هتأخر ...سلام ...."
كل هذا الحوار تحت اعين مملوءة بالكرة والحقد لمن أخذت مكانها وحياتها ..ليقطع شرودها يوسف:
"أظن يانانسي انا فهمتك وضعي الجديد ..ياريت تتفهميه وانا اتمني ليكي حياة افضل ..."
ليقوم بالوقوف مستعدا للانصراف من علي طاوله المطعم نانسي الا انه لاحظ ثبات أعينها بذهول خلفه مع ملامح غريبة عليها لينظر خلفه لعله يعرف ماسبب تحول نظراتها وتغير حالها المفاجئ ويقول:
"في حاجه؟...بتبصي علي ايه ؟!....."
لتتوتر نانسي وتقول:"اااصل ..اصل ..."
ليضيق يوسف ويقول:"اصل ايه !!...ماتتكلمي مرتبكة ليه ؟!...."
نانسي بخوف:"اصل زي ما أكون لمحت مراتك معدية دلوقتي ..."ليفرغ فاهه للحظات مع ارتفاع حاجبيه لتصدح بعدها ضحكة عالية جعلت من حوله ينتبه لهما ويقول:"هههههه دي لعبة جديدة يانانسي ...مراتي لسه مكلمها قدامك وهي في البيت ..."
نانسي بثقة:"وانا هكدب عليك ليه ؟!...مش عايز تصدق انت حر ..انا بس خايفة تكون بتراقبك ..."
يوسف:"بتراقبني!!!!.....انت هتقلقيني ليه ؟!....وكمان هي ايه اللي يخليها تعمل كده ..."
نانسي :"عموما انت حر انا ماشية بس خلي بالك ...انا رغم ان بحبك يايوسف بس ما حبش ان بيتك يتخرب بسببي ..عن إذنك ..."
يوسف:"استني....انتي شوفتيها رايحة من اَي اتجاه ..."
نانسي بتعجب:
"ليه؟؟....."
يوسف وقد بدا يفقد صبره :"انطقي يانانسي ..لازم اتاكد اذا كانت هي ولا لا واشوف هعمل ايه ....."
نانسي وهي تشير بيدها :"كانت رايحة ناحية الاستقبال ....."
يوسف بأمر :"طيب قومي معايا....."
ليتحرك يوسف بحذر وعينيه تراقب من هم موجودين وكأنه يبحث عن فريسته يريد ان يتأكد مما قالته نانسي ...وعند اقترابه من حاجز الاستقبال شعر بان الارض تميد به من الصدمه ليجدها واقفة بظهرها ... واقفة امام موظف الاستقبال الذي علي مايبدو يبحث عن شي بجهاز الحاسوب وتقف هي موالية ظهرها له يظهر علي حركة قدمها التوتر ...ليحاول يوسف الاختباء خلف عمود رخامي في بهو الفندق ...ويسمع نانسي من خلفه تقول :
"صدقتني ...انها هي ....معقول تكون عارفة انك جاي تقابلني ...."
ليقول يوسف بصوت ميت:"مش عارف ......"
ليلاحظ رفع الموظف وجهه لها بعد إنهاء مكالمته ..وإلقاء بعض الكلمات المبهمة وتحرك رأسها له بتفهم ....ليجد من يقترب منها لتلتفت له وكانت هذه الصدمة الثانية له ليقول بذهول:جاااسر !!!!
.............
يتبع

صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن