الفصل الثالث عشر

23.5K 613 10
                                    

#صماءلاتعرف_الغزل
#زهرةاللافندر_ويسا
❄️❄️❄️❄️❄️❄️
الفصل الثالث عشر
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يجلس خلف المقود قابضا عليه بكفه بغضب شديد وحيرة ...يلقي عليها نظرات عن طريق مرآته مراقبا اياها وهي محتضنة والدها بملامح مبهمة بالنسبة له ملامح باردة ترتدي نظارتها الشمسية تخفي عنه عينيها .
يرجع بذاكرته منذ لحظات عندما كان يقف متوترا بصالة الانتظار منتظرا وصولها  ينظر الي ساعته للمرة الألف يأخذ المكان ذهابا وإيابا ..ليشاهد ظهور عمه من بعيد فتتسارع انفاسه بقوة غير مسيطرا علي ارتباكه فيبحث عنها باعينه الصقرية لعله يلمحها ليجدها بعد طول انتظار تظهر بإطلالتها الصيفية بفستان ابيض مكشوف الذراعين ....الذراعين ؟...الذراعين؟!!!...من يحتضن ذراعها ؟!..ليرفع عينه لتشل حركته ويثبت مكانه من صدمته ...عندما رأي أخيه يامن يحتضن غزل اليه اثناء سيره وابتسامة جلية تظهر عليه وعلى وجهها ليفتح فمه وتجحظ عينيه بقوة ...
يقترب منه عمه يسلم عليه ويقول بمكر :"يوسف ...اقفل بوقك ياحبيبي ..الذبان هيدخل جواه"
فينصرف من جانبه بكل هدوء حتي يصل اليه يامن وهو محتضن غزل بمرح :"ايه ياجينيرال مش هتسلم علي اخوك حبيبك .."
ليفيق يوسف من صدمته يقول من بين اسنانه :"شرفت يا ياخويا"
....................
يفيق من شروده ينظر اليها مرة أخرى بمرآته ليقطع عليه أخيه تأمله قائلا :
"خلي بالك من طريقك ..الطريق قدام مش ورا..."
ليجز علي اسنانه ويلقي عليه نظرة توعد منه ..ثم يجلي صوته محدثا عمه لعله يستشف سبب سفرهما المفاجئ يقول:
"هو إنتوا كنتوا في تركيا؟!"
فيجيبه ناجي بابتسامة وقورة:
"اكيد يايوسف اومال يامن رجع معانا ازاي .."
يتوتر اكثر و يتساءل:"هو إنتوا كنتوا عند يامن ؟!..."
ليجيبه يامن هذه المرة ببرودمقصود:
"تفتكر هيكونوا في تركيا ومش هينزلوا عندي ..دي كانت احلى ايّام "
فيلتفت للقابعة بصمت يغمز بعينيه لها مكملا:
"ولا ايه ياغزل البنات ؟"فتكتفي هي بابتسامة خفيفة له..
لتجحظ عين المشتعل غيظا من هذا التدليل ..وهذه الجرأة فمن الواضح ان يامن أخذ مكانا خاصا لديها ليدللها بهذه الوقاحة امام عمه وامامه ....فيوجه سؤاله لعمه مرة اخري بإصرار:"هو إنتوا سافرتم ليه ؟...ومبلغتنيش ليه ياعمي عشان أكون معاكم ؟.."
يجيبه ناجي بطيبة زائدة :"ياااه يايوسف دي قصة كبيرة ..احنا سافرنا ياسيدي عشان........."
""باااابا!!!!!"
كلمة واحدة صارمة كانت كفيلة ان تصمت والدها من الاسترسال بحديثه..ليلاحظ يوسف وجهها ينظر لوالدها بلوم ..فيشك في ان هناك حدث ما لايريدان أعلامه به
يحاول يوسف معرفة ماهو الشئ فيقول :"سكت ليه ياعمي ؟..كمل"
ناجي بتوتر :"ايه ؟...اه..بعدين بعدين يايوسف هتعرف بعدين "...
فيفكر يوسف في الشئ اللذان يخفياه عنه قصدا ...
.................
ظل فترة الليل يأخذ الحجرة ذهابا وإيابا ..القلق يتملكه والضيق يقتله ..لقد انهي علبة كاملة من سجائره في فترة اقل من ساعة ..لما تتهرب منه؟ يجب عليه مواجهتها ومعرفة حقيقة الامر ..وماحدث بينهما ..فهو لايتذكر شيئا ..فقط يريد الاطمئنان علي حالها ..بانه لم يصبها باي اذى ...ولكن كيف وأخيه يلازمها كظلها لايتركها ابدا حتى يستطع الحديث معاها ..تتعامل معه كأنها تعرفه منذ زمن وليس من فترة وجيزة لاتتعدى الأشهر القليلة ..شتان بين معاملتها له ولأخيه وعند هذه النقطة شعر بحرق إصبعه من سيجارته عندما انتهت وهو شارد كما احترق صدره ...
ليعزم للخروج من حجرته اليها لابد ان يحدثها حتى لو ابت ذلك .....
يخرج كاللصوص علي أطراف أصابعه يتلفت حوله ..فالكل نيام في هذا الوقت ..حتى وصل لها وبدأ يطرقه بخفه يقول بصوت منخفض خوفا من ان يسمعه احد :"غزل ...غزل ..انت صاحية .."
"غزل افتحي انا عارف انك صاحية نورك قايد ...غزل ردي عليا ...انا عايز اتكلم معاكي ....."
.............
كانت تجلس فوق فراشها تتصفح جوالها الجديد الذي اشتراه لها والدها تقرأ رسايل عامر لها لترسل له رسالة تخبره باخر أخبارها الجديدة في سعادة .منها
لتنتفض من جلستها عندما سمعت صوت طرقات باب الغرفة وسماع اكثر صوت تكره في حياتها فتتوتر ويتملكها الخوف ويبقي نظرها معلق للباب بذهول كأنه سيقتحم غرفتها في اَي لحظة وتجحظ عينيها عندما رأته يحاول فتح الباب من المقبض ولكنها طمئنت حالها وشكرت ربها انها قامت باغلاقه من الداخل بالمفتاح ..لتبتسم بشماته وهي مستمتعة بصوت رجائه لها بان تسمعه وتتحدث اليه ...
لتأتي فكرة جهنمية في رأسها فتزداد ابتسامتها بانتصار...
...........
وقف يكاد ان يجن منها انها لاتجبه ..لاتريد إراحته ابدا ..لا تسمع لتوسلاته لينتفض علي صوت رجولي يقول:"انت واقف بتعمل ايه في وقت زي ده؟..
قالها يامن وهو واضع يديه في خصره..
ليبتلع ريقة بتوتر ويمسح علي شعره من هذا المأزق يقول:"كنت ..كنت بطمن علي غزل ..لا تكون محتاجة حاجة ...
يامن بسخرية :"لا اطمن هي مش محتاجة حاجة ..روح نام انت"
يوسف بتوتر :"تصبح علي خير "
....ليبتسم يامن بمكر مما حدث ويقوم بإخراج هاتفه المحمول من جيب سرواله يكتب رسالة فيها "انقذتك من البذيئ ..عدي الجمايل ياغزل البنات "
ثم ينصرف مفكرا في حال أخيه وعلي وجهه ابتسامه غريبة لايعلم سببها ...
....
بعد مرور يومان
يخرج من غرفته علي أذنه هاتفه يحدث شادي يبلغه بضرورة الحضور مبكرا لمراجعة بعض الاوراق قبل إمضائها ...
ليجد أخيه يدخل غرفتهاويغلق الباب خلفه بكل بساطة فيشتعل غضبا ..ماهذه الوقاحة .؟..كيف تستضيفه بغرفتها بكل أريحية ليجد نفسه يتوجه الي غرفتها باندفاع يفتح بابها بغضب فيشاهد أخيه يقف في منتصف الغرفة محتضن اياها بذراعه مع استناد رأسها فوق صدره باستسلام ..ليقول بغضب :"انت ماسكها كده ليه ؟.."
فيجيبه يامن برجاء:"يوسف ...اطلع دلوقت ..مش وقتك خالص .."
لتجحظ عينيه من رد أخيه البارد وكاد ان يلقي على مسامعهما احقر الكلمات وأقذرها بسبب وضعهما ..ليجدها تتململ بضيق واضح في وقفتها كأن شي يخنقها وترفع يدها علي فمها وتقوم بدفع يامن جريا الي الحمام ..لقد كانت تشعر بالدوار الشديد منذ أشهر والغثيان الذي يداهمها ..لتخرج بعد دقائق قليلة مترنحة بعد افراغ مافي معدتها... فيسرع يامن لمساعدتها يقول :"حاسه بايه دلوقت. ؟ ..لسه في دوخة او دماغك بتوجعك "
تهز رأسها بإرهاق بنعم ...ليكمل وهو يساعدها للصعود علي الفراش :"كل ده طبيعي للي في حالتك ..مافيش حاجة تقلق ..المهم بس تاكلي كويس الفترة دي"...بعد الانتهاء من دثها بالفراش التفت ليجد أخيه الكبير خلفه فارغ الفاه
جاحظ العينين من الكلمات الأخيرة التي ألقاها علي مسامعه ليشير اليها بيده وهو ناظر لاخيه يقول بتوتر:"
هي مالها ؟...يعني ايه الكلام اللي قولته ؟..مالها حالتها؟.."
يامن بصرامة وهو يسحب يوسف من ذراعه حتى وصلا خارج الحجرة ويغلق الباب خلفه :"يوسف !!.مش وقتك خالص ..ياريت تخرج عشان غزل تريح شوية"..
يوسف بقلق:"يامن ؟..انت مخبي عليا ايه ؟.."
فيزفر يامن زفرة قوية بفقدان صبر يقول:"غزل كويسة ..كويسة جدا ..عن إذنك "..
....
بعد خروجهما تحاملت علي نفسها لتخرج من فراشها تغلق الباب من الداخل كعادتها حتى لا ينجح في الدخول .....
.............
ياجاسر ..انا ماينفعش اخرج اليومين دول ...الكل موجود ولو اتاخرت هياخدوا بالهم .."
"سيبها لظروفها "
"خلاص بقي ماتزعلش ..هعوضك.. بس ماتزعلش"
"مع السلامة ياقلبي"
"لتحدث نفسها تقول :وبعدين بقي ده شكل يامن مطول في إجازته هحلها ازاي دي؟!....
..........
تهبط درجات الدرج متوجهه الي غرفة الطعام بعد إلحاح يامن عليها بالهبوط ..لقد طال اعتكافها في حجرتها مدة كبيرة وحان وقت التحرر من خوفها ومواجهته مهما كلفها الامر لتدخل عليهم وتجدهم مندمجين بالحديث عن الشركة وكان هو اول من لاحظ دخولها ليبتسم بسعادة يقول لنفسه" ها هي ظهرت السندريلا الهاربة" ....
فيرى يامن يتنحى عن مقعدة ليجلسها بجواره علي يسار عمه وامام يوسف ..
ناجي بسرور:"انا انهاردة اكل بنفس مفتوحة لانك نزلتي "
"اعذرني ..كنت تعبانه اليومين اللي فاته ماانت عارف .."
ليدعو لها بسعادة :"ربنا يكمل شفاكي علي خير يابنتي.."
تداعب كلمات عمه أذنه ليتعجب من هذه الدعوة ليقول بفضول :"ليه هي غزل مالها ؟"
فينظر كلا من غزل ويامن وناجي لبعضهما بارتباك ..فتنقذ الموقف قائلة ببرود :"كان عندي دور برد تقيل قوي ..والحمد لله خلصت منه"
فيشاهد وضع يامن وجهه في صحنه وهو يكتم ضحكاته علي حديثها لتنظر له بلوم واضح
فيقول ناجي بجدية :"المهم جهزي نفسك انا سبتك براحتك اليومين اللي فاتوا ..عايزك تنزلي تشتري احلي فستان يليق بيكي عشان عامل حفلة صغيرة ليكي بمناسبة رجوعك لازم الناس تعرف ان بنتي رجعتلي .."
ليوجه حديثه لملك الصامته:"ابقي خدي غزل وانزلوا اشتروا الفساتين مع بعض ياملك .."
ملك متعللة :"معلش ياعمي اعفيني من المشوار ده انا هلبس حاجة من عندي"
فيصدح صوتان رجوليان في آن واحد يقولا:"انا هروح معاها"
لينظرا لبعضهما في تحدي واضح ...
لتنقذ الموقف غزل سريعا قائلة :"انا هاخد يامن معايا ..هو فاضي وفِي اجازة ..عشان ما عطلش يوسف عن الشركة "
فينظر لها بغيظ هذه كانت فرصته لاختلاء بها ومعرفة حقيقة ماحدث .....
........
تجلس مرتدية نظارتها الشمسية مغمضة العينين تحاول الاسترخاء من حرب افكارها فتشعر ببعض قطرات المياة التي تقذف علي وجهها وملابسها وتسبب لها الابتلال لتقول بغيظ :تصدق بإيه ؟...انت اللي يشوفك مايقول عليك دكتور ابدا ..بطل رخامة وسيبني استجم شوية"
فتصدح ضحكته الرجولية يقول :
"الميه حلوة ..تعالي ومش هتندمي "
"قولتلك يايامن لا ..مش بحب الميه وبخاف منها كمان ..سيبنالك الاستمتاع ياسيدي.."
"تعالي وانا هعلمك وهتدعيلي طول عمرك ...ده البت كريستينا كانت هتموت وتخليني اعلمها وهي بتعرف تعوم اساسا هههه"
غزل بإصرار :"لا ..وبطل تبلني ..مش بحب هدومي تتبل "
فيخرج يامن من المسبح يتساقط المياه من جسده ويقوم بتجفيف جسده قائلا :"مش ناوية تواجهيه بقى..انا بعمل اللي طلبتيه مني بس انا شايف ان المواجهه اسلم حل ليكم .."
غزل بضيق :"بالله عليك ماتجيب سيرته خلي اليوم يعدي حلو "
للدرجة دي بتكرهيه "
"مش كره انا مش بعرف اكره حد بس اخوك ده تركيبة غريبة ومش حابة اني اعرفها"
فتشاهده يميل عليها فجأة يحملها وسط صراخهايقول :"بما انك عايزه يبقى اليوم حلو ..يبقى لازم تنزلي الميه هههه"
فيقفز بها وسط صراخها ...لتسعل بشدة نتيجة دخول المياه لمجرى التنفس متشبثة به بخوف قائلة :"منك لله يامن منك لله ..اتبليت "
ليضحك بقوة وهو محتضنها :"اسمعي الكلام بس وحاربي خوفك ..دي المية روعة .."
فتشبث به اكثر وتحوط ذراعيها حول عنقه بخوف قائلة :"روعة!!!.انا بغرق في شبر ميه وتقولي روعة"
ليقول بجدية :"انا بس عاوزك تسيبيلي نفسك خالص ..وانا هعلمك .."
ليسمعا صوت جهوري غاضب يقول :
"الله الله ...ايه القذارة اللي شايفها بعيني دي "
يتبع

صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)Where stories live. Discover now