❤️الفصل الاول❤️

74.9K 1K 43
                                    

صباح الخير علي متابعي الكرام🌹فصل كبير ودسم عشان يسهل عليكم معرفة الأبطال ..قراءة ممتعة
❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️
الفصل الاول 🌹🌹🌹🌹
....................
في غرفه مظلمةيحيط بها الظلام الذي يكاد أن يخترقه ضوء الشمس الحار من خلف الستائر البالية التي تدل علي قدمها وكثرة استعمالها ..تظهر هذه الأشعة التي تكاد تنبعث من النافذة بخجل داخل  غرفة صغيرة مكونة من خزانة ملابس صغيرةومكتب صغير مُبعثر عليه بعض الكتب في واجهة.الباب.أما بجواره نجد سرير صغير يكاد يتحمل. شخص واحد تدل معالمه علي قدمه وفوقه  تنام انثي صغيرة الحجم نحيلة متوسطة القامة بيضاء البشرة ذات شعر بني طويل....
تملمت هذه الفتاة في نومها بسبب شعورها بالانزعاج من اهتزاز عنيف تحت وسادتها فبدأت بفتح عينيها بصعوبة ليظهر من خلف أهدابها البنية عيون رمادية صافية يقسم من يري هذه الملامح ان هذه ملامح فتاه أجنبية وليست من أهل البلدة فمن في مكانها يجب أن يكون سعيدًا أنه يملك مثل هذه الملامح الهادئة لكثرة المعجبين بها ولكن للأسف أنها آخر شخص تتمني أن يُعجب بها أحدًا بسبب ظروفها الخاصة........
قامت غزل من نومها لتمد يدها أسفل وسادتها لتجذب هاتفها المخصص علي خاصية الاهتزاز دائمًا لتغلقه لولا  هذه الخاصية ما افاقت ابدا من نومها...  استقامت للتوجه الي النافذة لتفتحها علي مصرعيها ليخترق ضوء الشمس الغرفة وتتطاير خصلات شعرها الذي بلون العسل الناعم علي وجهها .فتتجه للخروج لدخول دورة المياة وتصلي فرضها  بعد الانتهاء من فرضها..
توجهت لغرفه مجاوره لتفتح ضوءها لتُيقظ سيدة في اواخرر عقدها الرابع ولكن ما يراها يجد امرأة نهشها الزمن وقسي عليها .قامت غزل بوضع يديها اليمني علي كتفها لتوقظها مع الحركة الثانية استجابت.لتقول بحبور :
"صباح النور ياعيوني ... قالتها وبعيونها الكثير من الحب "
لتبتسم غزل وتقوم بسحبها من يديها لتساعدها علي الوقوف والتوجه للاغتسال
"يابنتي انا هعرف اتحرك لوحدي انا لسه ما عجزتش" قامت غزل بتحريك رأسها ورفع كتفيها برفض أن تتركها .
بعد فترة كانت غزل بالمطبخ الصغير تعد الإفطار المكون من فول وطعمية والعيش البلدي والجبن وشرعت في وضع الطعام علي المائدة وعند بدأ الإفطار رأت ضوء الأحمر من مصباح مخصص يضئ وينطفئ فأسرعت الي باب المنزل لتنظر من عينه وتفتح الباب مسرعةً تقفز كالأطفال بسعادة عند رؤية الواقف أمامها....
"صباح الخير ياغزغز "
عبثت غزال وانعقد حاجباها من هذا التدليل السخيف فأشارت بيدها رافضة لهذا التدليل
..."خلاص خلاص ماتزعليش ياغزالي"
ابتسمت غزال وحثته علي الدخول فسمع صوت صفا يقول :
"تعالى يامحمد حماتك بتحبك زي مابيقولوا هنا ". "تسلمي يا خالتي والله انا نزلت من فوق جري عشان متأخر.. بس مدام حلفتي اقعد اكل معاكم"

ابتسمت غزل و أسرعت بجلب ما يكفيهم من الخبز واندفعت تجلس بجواره وتأكل بسعادة هو تشاهد محمد يأكل باستمتاع وينظر اليها بحب وشردت في أول مرة رأت فيها هذا الشاب إنها لا تتذكر متي تحديدًا هههه.. نعم  ...لانها نشأت علي يديه كانت صغير في سن خمس سنوات عندما أتت بها صفا لهذا الحي الشعبي والسكن بهذه الشقة منخفضة الايجار.. افاقت من شرودها علي صوت محمد وهويقول :
"الحمد لله" ...
"ادعيلي يا خالتي انا رايح مقابلة شغل دلوقتي في شركه كبيرة.. ان ربنا يوفقني فيها .."
"ربنا معاك يا ابني ويكتبلك كل خير " قالتهاالخالة صفا بحبور فقد كانت تتمني محمد ابن لها أو زوج لغزل ولكن لا تأتي الرياح كما تشتهي السفن .....
استقام محمد وربت علي رأس غزل واقترب منها ولثم جبينها بقبلة تحمل فيها كل معاني الأمان والحماية ...
قال محمد وهو يتجه جهة الباب :"مش محتاجين حاجه وانا راجع.. "
اجابته الحاجة صفا:
"تسلم يابني ربنا يوفقك "
قفزت غزل واتجهت جهه رزمانة ورقيةوكتبت بها (ربنا يوفقك ويكتبلك كل اللي بتتمناه هفضل ادعيلكً ..انا اه مش قادره أتكلم بس ربنا سامع صوت قلبي ....اه متنساش هستني منك رساله تطمني عملت ايه )
"حاضر يا احلي غزل في الدنيا" .....................................
.......................
في مكان اخر بفيلا صغيرة مكونة من طابقين ولكنها ليست شديدة الاتساع نجد بالطابق السفلي بهو واسع  يتكون من عدة حجرات ..حجرة مكتب يمين المدخل وبالداخل حجرة الاستقبال يسارا يليها حجرة الطعام وحجرة الطهي  بالقرب من الدرج 
اما بالدور العلوي نجد اربع حجرات حجرة لفتاه عشرينة تشع حيوية يغلب  عليها اللون الوردي
اما الحجره الثانية لرجل كبير بالسن في العقد الخامس من عمره
والحجرة الثالثه لشاب في أوائل العقد الثالث ...والرابع مغلقة دائمًا لا تفتح الا لتنظيفها فقط
يصدح صوت رجولي خشن يزعج من بالبيت أنه يوسف نجيب الشافعي ..عصبي. المزاج كثير الشك في من حوله غير اجتماعي الا مع من يعرفهم فقط حذر جدا لايسمح بان يعبث بأشيائه ....شعره اسود ناعم ..ذو لحية خفيفة وعيون بنية صقرية يظهر العبث فيهما....
"انتي يا زفته ..انتي ياهانم..."قالها يوسف وهو خارج من حجرته مندفعًا..
"ايه في ايه علي الصبح"
قالتها ملك بارتباك من صوته ...
"انا قولتلك كام مره ما تخديش حاجه من عندي" ..
"حاجه ايه اللي بتتكلم عنها"
"استهبلي بقي مافيش غيرك دخل واخد اقلام الفحم بتوعي من جوه" قالها بغيظ .
"انتي بتهرج يايوسف كل الدوشه دي عشان قلم مش لاقيه ."
"اه دا علي اساس انك ماتعرفيش انهم مجموعة اقلام اتفضلي هاتيهم بسرعة" ....
"والله يايو...."....قبل ان تكمل وجدت الخدامة تقطع حديثهم وتمد يدها له بالأقلام وبعض الأوراق الخاصه ...نظر لها يوسف بتعجب كأنه يسألها ما هذا..
اجبته هناء مسرعة:.
"حضرتك جيت امبارح متاخر وسبتهم في المكتب وانا بنضف لقيتهم وحضرتك محرج علينا ما ندخلش اوضة حضرتك الا لما تصحي ...
ابتلع يوسف ريقه بتوتر من هذا الموقف فهو دائما سريع الانفعال والظن بالآخرين
أجلى  صوته وقال :
"معلش ياملك جت فيكي المرة دي" ...
"وماله ياجينيرال  ما انت  اخويا برده ولازم استحمل رخامتك" .....
"مللللللك" .........
"خلاص خلاص يا جنيرال" ضحك الاثنان علي هذا اللقب التي دائما تطلقه  عليه دون ملل......
............................
في شارع شعبي التي تسكن به غزل ...يوحد امام المنزل مقهي حديث فيما يسمي (بالكافييه )بعد موت صاحب المقهي المعلم ناصر وتركه لابنه الوحيد عامر خريج كليه الطب ...فعامر شاب ثلاثيني يتميز بجسده الرياضي والذي يظهر دائما أسفل قمصانه القطنية علي سراويل الجينز فمن يراه ينجذب لملامحه الشرقية......
أقام عامر  ببعض التعديلات ليكون مكون من طابقين السفلي يقدم طلبات الزبائن مثلما كان يحدث قديما مع الفرق في الديكورات العصرية والعلوي به شاشه عرض وخاص اكثر للشباب ويحتوي علي ألعاب الحديثة مثل البلاي استيشن وألعاب الجيم فهذا المقهي كل ما يملكه بعد موت المعلم ناصر وهذا باب رزقه الوحيد بعد ان تخلي عن تخصصه ...
نجد شاب جالس بداخل هذا. المقهي يتابع العمال بعينه ويراقبهم بعين صقر.. ولكن باله ليس معهم مع من سلبت عقله وقلبه منذ نعومة أظافرها وهي تجذبه بطريقةغريبة حاول كثيرًا ابعادها عن محيط تفكيره ولكنها تقفز له في احلامه وكوابيسه  تستنجد به مما يؤذيها... الغريب انه يسمع صوتها بالكابوس وصراخها مع انه لم يستمع له مره واحدة في حياته . يدفع عمره كله ليسمع صوتها... احيانا يتخيل اذا كان ناعم مثلها ام به بحة؟ام غليظ ؟...يكاد ان يجزم انه ناعم مثلها ...آفاق من شروده علي صبي صغير يسمي سيد وهو يمد يده بمبلغ تم دفعه احد  الزبائن بعد أخذ مشروبه ..تنهد وقال :"يارب قرب البعيد ".........
......................
في منزل الخالة صفا انشغلت غزل بإعداد وجبة الغداء وأصرت ان تحضّر بعضالمخبوزات الساخنة المشهورة بوطنها الأصلي الذي كتب عليها من وهي طفلة ذات الخمس سنوات تركه وترك عائلتها هروبا من تبعات الحروب والخراب الذي حل ببلدها فتنهدت بحزن ..دائمًا يأتي امام رؤيتها خيال طفلة اخري كثيرة الشبه بها تقفز معاها وتجري في فناء منزل بسيط لا تتذكر لمن هذا المنزل ولكنها تتذكر وجه جميل كثير الشبه بها.. دائمًا تتذكر امرأة  تخرج من الباب وتصيح بهم للدخول لتناول الطعام بلهجتها الخاصة بوطنهم فاقت من شرودها علي أضاءة حمراء تبلغها ..بان يوجد من يريدها اتجهت الي حجرةخالتها صفا امها الثانية  وجدتها نائمة وفِي يديها بعض الصور كالعادة تستعيد ذكرياتها
ثم توجهت اللي الباب بعد التأكد من الطارق من العين السحرية ووجدت سيد يبتسم لها ويرفع يده يحيها سلام عسكري
ابتسمت له وكررت ما فعله .. فمد يده بكيس صغير . عقدت حاجبها متساله عندما بالكيس قال لها سيد  انه بن محوج مخصوص من الاستاذ عامر من المقهي كما طلبته من قبل . فتذكرت غزل انهازطلبت من قبل من محمد ان يشتري لها بن مخصوص لها فمن المؤكد انه  من ابلغ عامر. أخذت من سيد  البن وأشارت له بان ينتظر قليلا .....
دخلت مسرعة وعادت بيديها صحنان مليئتان  بالمعجنات الساخنة الطيبة التي تذهب العقل كما تعلمتها من امها صفا وقدمت صحن لسيد وأشارت له انه له
اما الصحن الاخر للاستاذ عامر وكتبت ورقة له لكي يفهم فشكرها وذهب مسرعًا سعيد بهذه الوجبه الساخنه الذي من الصعب أكلها اللي بمحلات خاصه تقدم أكلات شعبيه لأهل بلدها
.....................................
في المساء ظلت جالسة علي سريرها تنظر بهذا الكتاب المكتوب باللغة الفرنسية ....
نعم فهي رغم ظروفها الا انها لم تستسلم لإعاقتها التي لم تولد بها فهي كانت طفلة مفعمة بالحيوية تسمع وتتكلم مثل باقي الأطفال بسنها وكانت امها  صفا تهتم بتعليمها اللغات الإنجليزية والفرنسية منذ الصغر رغم عدم التحاقها بالمدرسة في هذا السن بسبب الحروب والمناوشات وخوف امها الشديد من شي أصبحت تعلمه الان .....
هذه هي وسيلتها الوحيدة لمحاربة مللها اليومي فمن الصعب ان تبحث عن عمل بإعاقتها من سيقبل بعمل بكماء يكاد تستطيع السمع انها لا تعترض علي قدرها
انها سعيدة انها لاتستمع لصوت المنافقين بل تستمع لقلوب من حولها  قلوب طيبة لا تعرف الخبث افاقت من شرودها علي اهتزاز جوالها لتعرف المتصل من قبل ما تري اسمه..,
ثم وصلها رسالة
محمد: نمتي ؟
غزل:.........
محمد: "مش بتردي ليه ....انا عارف انك زعلانه بس والله غصب عني مبعتلكيش بعد ما خلصت"...
غزل:......
محمد :"كده ياغزل اهون عليكي انام زعلان طيب مش هتسالي عملت ايه في الوظيفه ".
غزل: "عملت ايه ؟"
محمد :.........
عزل:محمد ؟؟؟؟؟
بعد لحظات رأت رسالته
محمد : "افتحي انا بره ..".....
قفزت غزل مسرعة بمنامتها الطفولية القصيرة فوق ركبتهالتفتح الباب لمحمد وعندما رآها بهذا الشكل اندفع داخل الشقة ليغلق الباب بعنف ويصيح بوجهها :
"انتي ازاي تفتحي الباب بالشكل ده افرضي حد طالع أو نازل شافك كده "
كانت غزل تنظر لشفتاه وهو يتحدث لتفهم ما يقول وتعرف سبب غضبه وثورته وعندما احست انه علي وشك ضربها حبست الدموع بأعينها وشعرت بخوف شديد جعل جسدها ينتفض بدون سبب
زفر زفره ساخنة تنم عن غضبه المشتعل وقال بهدوء مفتعل خلاص :"ياغزل حقك عليا "
.شاهدت شفتاه وفهمت ما يقول هذه هي طريقتها لتعرف ما يقوله من يتحدث معاها بعد سماع الأذن اللي خربت وتحتاج تصليح ولكن لايوحد مال لايصلاحها حاليا.........
جذبها من يديها وجلس علي اقرب اريكه بصالونهم القديم وجلست بالقرب منه مطئطئة الرأس فرفع وجهها بيده وقال لها:" .مش هتساليني عملت ايه؟" ..
"طيب ياسيتي احب أبشرك انهم وافقوا عليا وقبلت بالوظيفة وعلي وعدي أو فلوس تجيلي اجبلك اللي تطلبيه "
. هزت رأسها بالرفض وكتبت له انها لا تريد الا سعادته وتوفيقه ثم هبت واقفه تصفق بيديها وتجري اللي المطبخ فعادت وبيدها صحن مملوء بالمعجنات المشهوره بوطنها وعصير لتحتفل معه بطريقتها البسيطة لحصوله علي الوظيفة . فمد يده التقط قطعة وهو يبتسم لها ابتسامه مهزوزه متحسرا علي حالها كيف لهذا الجمال وهذه البراءة تفني بسبب إعاقة ليس له
......,...............

صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)Where stories live. Discover now