بِريشةٍ رمادية

ابي...كٌسر قلبي..

اتمنى ان استطيع مواصلة الحياة...رغم انني لم احظ بفرصة للعيش معك لاكثر من خمس سنوات..الا انني رأيت الجحيم بعد توديعك لهذا العالم..

ابي..هل تدرك مقدار الالم الذي اجبرت ان اتحمله بعد رحيلك؟

ابي..اتمنى لو رحلت معك في تلك الحادثة اولم نكن معا؟اولم أصب وكانت احتمالية نجاتي ضئيلة جدا؟

لمَ لم نغادر سوية ونحن نمسك بأيدي بعضنا ونبتسم؟..

لم علي ان اتحمل الم فقدانك؟

انا لم اعد تلك الطفلة التي عهدتها يا أبتي..ابنتك لم تعد طفلة منذ اليوم الذي تركتها فيه تصارع العالم ليس بمفردها فقد كان الكثير حولها..لكنها طالما شعرت بالفراغ والوحدة..ولم تستطع ان تتعايش معهم فهي كانت تتوقع فرصة فقدانهم في اي لحظة..

ذهابك يا ابي كان نقطة تغير جذري في حياتي وحالتي النفسية والجسدية...

كيف لفتاة في الخامسة من العمر ان تصبح ممثلة بارعة توازن بين كونها من ينشر السعادة بينما لم تستطع ان تبتسم يوما وتنبع تلك الابتسامة من اعماق قلبها..كأي طفلة؟

كيف لطفلة ان تتمنى ان يدوم الآباء لأطفالهم عندما تراهم يحضنون بعضهم بدل ان تغار منهم؟

اي طفلة هذه؟!

الم اكن طفلة يوما؟!

هل انت فخور بي؟

اتمنى ان تكون كذلك...ولكنني اريد ان ارتمي في احضانك مرة أخرى..فانا لم اعد أذكر آخر حضن لنا..

رحمك الله يا ابي واسكنك فسيح جنانه