وداعاً يا زهر الياسمين [ 10 ]

73 10 43
                                    

﴿ بِسْمِ اللّهِ الرّحْمٰنِ الرّحْيم ﴾

تصويت إن أعجبك وتعليقات ❤

استمتعوا ❤

----------------------------------------

كنتُ أمشي بقربه مكبلة الشفاه موجهة نظراتي للهامدة بحضنه، تلك الجثة، مشاعري اختفت ولم يعد هناك تعبير يرسم سيمائي غير الخذلان والفقد، الحزن قد تجمد بداخلي، والسعادة قد ماتت منذ زمن، أما الأمل ماعاد له في قلبي محل.

أصبحتُ بلا روح، فقدتُ روحي، أنا زهرة الياسمين الذابلة، أنا تلك التي تساقطت بتلاتها البهية، أجل، أنا هي تلك الزهرة الميتة، التي تدَّعي الحياة بأوراقها وتقف، لكن ما هي إلا غصن قَحِط.

أتلاشى شيئاً فشيئاً ولا أستطيع جمع شتاتي، فكل شَت بات أبعد من الآخر ولم يعد يحتويني.

تذكرت أمر إرسالي، فهذه علة أخرى ترافقني، ما العمل؟ فأنا لن أدع لهذا يحدث قطعاً.

..............

يمشي الإمام بجانبي وأثناء ذلك التفت نحوي يتفقد حالي، لكني لم أكن موجودة، تفقد حوله فرآني راكضةً مبتعدة، هاربة

"مابها؟!"

"يبدو أنها سمعت سؤالك وجوابي"

"أي سؤال وجواب"

"عندما سألتني على دار الأيتام، يبدو أنها لم تحب الفكرة. لا بأس، إنها مضطربة الآن ومن المؤكد أنها لن تتقبل الفكرة لكنها ستشعر بالضياع وستذهب بقدميها للدار"

"أتمنى ذلك حضرة الشيخ، أرجو ألا تذهب للموت بقدميها"

صلوا الفجر وهدأ المطر وبدؤوا بالغسل في فناء المسجد

وكان هناك من يشاهد بتخفي من خلف الجدران، يذرف الدموع وقلبه مختلج مصوباً نظراته للطفلة، نظراته تعبر عن كم من حب سيدفن مع الطفلة بعد قليل، يغلق فمه بإحدى يداه المرتعشة يهاب أن يُظهِر صوتاً لتلك الشهقات الخافتة، ذلك المنطفئ هو أنا، ياسمين.

ينتهوا من الغسل والتكفين ويصلوا عليها، وأنا أستمع للصلاة من خارج المسجد مقرفصةً بجانب جداره.

ينتهوا ويحملونها ليذهبوا ويهدوها لنور على شاكلة ظلام.

أتبعهم وأشاهد من بعيد، إني أرى أيديهم القاسية التي تجرأت بدفن النقاء والبراءة، الطفولة والسعادة، تلك الأيادي تجرأت بدفن حبي.

أقف عند ذلك السياج الأسود مستندةً عليه، أراهم وهم يسلموا طفلتي للتراب الأسود، تلك التي أحبت تهويدة أمي وتعويذتي، لقد أحبت غنائها مع النجوم.

ثم ماذا؟ | نهاية مجهولة Where stories live. Discover now