ثم ماذا؟ | نهاية مجهولة

ظلامٌ دامس [ 4 ]

﴿ بِسْمِ اللّهِ الرّحمٰنِ الرّحيْم ﴾

التصويت إن أعجبك وترك تعليق 😊💕

استمتعوا💕

-----------------------------------------------

الفقدان والفراق
لديها مشاعر خاصة، مشاعر لا يمكن وصفها
إن كان لها وصف فإن كل كلمات السوء ستكتسيها

إننا نعبر عن هذا الشعور بالبكاء، بإنزال الدموع، نجلس بمفردنا في عتمة الليل وعلى ضوء القمر والنجوم
نبكي بصمت، فربما لن نجد شخصاً مواسياً كفاية

دموعنا تعلم جيداً ما في قلوبنا وهي من تراضيها
إن الدموع والعتمة والوحدة
تكون مثلث الإيناس خاصتنا

_____________________________

خرجتُ أنا وأخي من تلك الغرفة، وكان التحطم والتهشم هو حالي. عندما مات والدي لم أتألم هكذا، هل لأنني كنت صغيرة لا أعِ؟

كان التعب يعتريني، أنا لم أعد أشعر بكياني، كنتُ أقف عنوة على أقدامي
جلستُ إلى جانب أخي حيث يجلس بقية الناس، نستند على الجدار

كان ياسين يوجه نظره للفراغ، للاشيء

قمتُ باحتضان ساقايّ، وباءت محاولاتي في إيقاف دموعي وإخفاء شهقاتي بالفشل، فهي الأخرى لا تنوي في التوقف
وضعتُ رأسي بين ركبتاي وبدأتُ أتأمل الأرض بصوت مكبل.

كنتُ لا أسمع شيء ولا أشعر بأحد وكأنه لا يوجد شيء اسمه حولي
كنتُ لا أسمع غير دقات قلبي الحزين، وكان ينادي لم أعد أحتمل!

أيها القلب عليك بالصبر، نحن أفضل حالاً من غيرنا
ولا نعلم ماذا بعد!

كانت الرغبة في الصراخ قوية، وعيناي كانتا تعلنان عن متاهتي
لم أعد أفهم حالي، أريد أن يُسمَع صوتي لكل الناس
لكن، هؤلاء الناس أيضاً يرغبون في الصراخ
كنتُ حقاً أنا والوحدة خلان!

جاءني الفضول حول ما حدث قبل إفاقتي
فسألتُ أخي بصوت مبحوح أرهقه البكاء...

"ما الذي حدث قبل أن يغمى علي اليوم؟!"

كان يبدو على أخي الضعف، نظر إلي بنظرة متعبة و أشاح بنظره للمكان الفسيح أمامه، الذي يبدو وهماً أمام عينيه
وبدأ يحكي لي وأنا أُنصت

"لن تصدقي
لكن ما تريدين معرفته كان بالأمس الصباح
ونحن الآن في المساء
لقد كنتِ فاقدةً للوعي لمدة يومين

البارحة، بعد أن تركتكِ...

ذهبتُ ﻷحد الجنود كي أسأله على أمان هذا المخبأ
سألته وسمعت انفجار الصاروخ، حينها خفتُ عليك منِ أن يحدث لكِ شيء أو أن ترتعدي خوفاً، كنتُ قد أردتُ القدوم إليكِ، لكن تدافع الناس كان هو العائق