مُقدمة|

240 17 4
                                    

يُحكى أن في قديم الزمان

كانت توجد امرأة بديعة الجمال..

كانت تمتلك جمال البدر في ليلة أكتماله و رقتاً أشد رقة من لمسات نسيمٍ عذب لزهور البساتين..

كانت تلك الأمرأة أجمل نساء الرومان في تلك الحقبة.

كان يومياً يتقدم لها الآلاف من الرجال من مختلف بقاع الأرض لشدة فتنتها..

في يومٍ من الأيام

قابلت رجلاً عُرف بقوته و شجاعته بين الناس..

كان يعمل في أحد الحقول المجاورة للمدينة، كانت قد رأته عندما كانت عائدة من أحد الحفلات الملكية فقد كانت ذات شأن بين الطبقة المخملية..

فتقابلا و أحبا بعضهما حباً جماً..

ولكن لم تدم سعادتها عندما ظهرت فتاةٌ ما في حياتهما..

كانت تلك الفتاة قد أُعجِبت بذلك الرجل فحاولت التودد له، إلا أن جميلتنا كانت لها بالمرصاد..

فمرت عدة شهور والرجل قد تغيرت طباعه و بدأ بمعاملة تلك الجميلة بنفور وأخذ يتذمر بغيض متمنياً أنه لم يقابلها في حياته و أنها قد كانت نذير سوء له..

فحزنت تلك المسكينة وعزمت أن تعلم ما سبب كرهه لها بهذا الشكل الغريب..

لتلحقه في أحدى الليالي، فهو كان دائماً ما يخرج في منتصف الليل إلى مكانٍ ما..

فشاهدته يلتقي بتلك الفتاة وقد بدى أن بينهما علاقة حميمة، فغضبت تلك الجميلة لتجر ذيول الخيبة وهي تتوعد لهما بالويل..

بعد تلك الليلة المشؤومة عادت تلك الجميلة إلى قصر عائلتها وهي حزينة.. مكسورة..

لتستلقي على فراشها البارد الذي تركته من أجل ذلك الذي ظنته أنه توأم روحها المقدر..

فتناهى إلى مسامعها صوت همسات العديد من الأشخاص في رأسها..

لتقوم وهي كالمنومة مغناطيسياً، متوجهة نحو قبو العائلة بل بالأحرى.. سرداب في قبو المستودع الخارجي القديم للعائلة..

كانت تتجول بين أرفف ملئتها كتب قديمة غير معروفة العناوين، لتقف أمام كتاب غلافه أسود فاحم، لتأخذه ثم جلست على الطاولة القريبة من الباب..

لتضع الكتاب على الطاولة ثم جلست أمامه، فأضاءت عيناها بلونٍ أبيض مشع، لتتقلب صفحات الكتاب حتى حطت على صفحة كتب أعلاها بخطٍ مفزع
"لعنة الثعبان"

وهكذا، فعلت كل ما طلب منها الكتاب من مواد شبه غير معروفة وهي ليست في وعيها، و أنهت خلطتها بدمعة جمعت كل أحزانها وآلامها..

ليظهر دخاناً معتم كان قد أحاطها، فبتلع جسدها كاملاً..

وبالتالي..

أبتلع كل شيء من حوله..
المستودع..
القصر..
الأرض..
حتى وصل لحدود أسوار الأرض ليتصاعد نحو السماء ويتكور ثم أنكمش لتتكون بلورة جميلة ساحرة للعيون، لتهوي إلى الأرض ساقطة..

حل صباح اليوم التالي وقد كان هناك شابٌ غريب الشكل ذو شعرٍ فضي مائل للبياض يتجول بملل، ليمر بحدود تلك الأرض الميتة، فحدق بالمكان ببعض الأستغراب ليلمح شيئاً يلمع بين الأتربة..

ليقترب بفضول نحو تلك اللمعة حتى وصل إليها ليجد أنها مجرد بلورة لامعة غريبة الشكل..

فلتقطها من الأرض إلا أنه فجأة أحس بألم شديد في جسده كله، ليسقط مغشياً عليه..

تلك كانت بداية كل شيء و نهاية كل شيء..

بداية تلك اللعنة و نهاية كانت من الممكن أن تكون حياة، إلا أن حبال المشنقة قد أودت بتلك الزهرة التي تبعها فضولٌ صبياني..

هذا مصير كُل من ييقض الثعبان، لأنه قد يلقي لعنته عليه..
.•.

The curse of the serpent| لعنة الثعبان ③حيث تعيش القصص. اكتشف الآن