للأسف ، قد يكون المتصل ملّ الانتظار ، او ان الخط الهاتفي قد انقطع
زاد الاحباط ، وبكل حزن اخرجت زفير طويل مليئة بالحزن واستلقت على كرسي مكتبها وكل آلم الكون يملئها ، اعادت رأسها الى الخلف واغلقت عينيها الذابلتين ، لتتذكر نوار تناثرت امامها شظايا ذكريات ليلتها الاولى مع نوار ، عندما كانت طفلة تذكرت زوجه والدها وكيف كانت تضربها بعنف ، وتذكرت صفاء خالة نوار ، عندما جاءت لطلب يدها من زوجة ابيها التى كانت تريد التخلص منها لتحصل على منزل والدها المتوفى وتطردها منه ، تذكرت كيف كان مستوى الحوار بين صفاء خالة نوار وبين خالتها زوجة ابيها ، والذي لم تكن تفهمة آن ذاك عندما قالت صفاء لزوجة ابيها
- هل الفتاة بالغة ، ام انها لم تبلغ بعد !
ردت الخالة - اجل بلغت منذ شهرين او ثلاثة ، واذا اردتي ادخلي معها الحمام وتاكدي
ضحكت صفاء وكانها تشتري قطعة ثياب او لعبة
- وكيف سأعرف ان كانت بالغة بالحمام ، هل جننتي يا مريم ؟!الخالة - لم اقصد هذا ، قصدت ان تدخلي وتتفحصيها ،صحيح ان جسدها صغير وتبدو اصغر من عمرها ولكن جسدها مكتمل ، وتستطيع الزواج والانجاب ايضا ...
وبينما كانت ياسمين تتذكر ، ذلك المشهد المرعب انسلت دمعة حارقة من عينيها تبعه عصر لعينها نتيجة محاولتها اغماضهما بقوة ، علّ المشهد يهرب من مخيلتها ...
وفعلا هرب ذلك المشهد ، ليبدأ مشهد اخر تذكرت عندما حملت لعبتها ، البيضاء وكيف انقلبت خالتها فجأة لكائن طيب عندما ، جاءتها بفستان ابيض وقالت لها
- يا حبيبتي ياسمين ، اليوم احضرت لك هدية هذا الفستان الجميل ، اسمعيني جيدا سوف تغادرين هذا المنزل وسوف تعيشين في مكان اخر جميل ، فقط نفذي الاوامر ، وكل شي يطلب منك قولي حاضر ..
وقتها نظرت ياسمين بعيني خالتها مريم ، وقالت
- اريد لعبتي يا خالتي ، هل استطيع اخذها معي
وهنا عادت مريم ، لطبيعتها الحيوانية وصفعتها على وجهها لتصرخ بعنف
- اي لعبة يا ملعونة ، وماذا تريدين من لعبتك الغبية
بكت ياسمين وتألمت وعندما احست مريم ، ان موضوع اللعبة قد يفشل خططها تنازلت واحضرت اللعبة ل ياسمين وقالت لها
- خذي هذه لعبتك ساعطيكي اياها بشرط .
ردت ياسمين - ما هو !!!
ردت - الان سوف يأتي شيخ بذقن طويل وسوف يقول لك هل تقبلين الزواج من نوار
هزت ياسمين رأسها وكان كل تركيزها على لعبتها بينما تابعت مريم
- قولي اوافق ... فقط قولي اوافق
ردت - من هو نوار يا خالتي !
قالت - انه زوجك يا حمقاء
ردت - ماذا يعني زوجي ، هل هو قريب ابي او امي .
ردت - اخرسي الان والبسي فستانك.....
هزت ياسمين راسها ،كي تطرد تلك اللحظة من مخيلتها ايضا وقد بدا الضيق عليها اكثر ، ولكن بسرعة دلفت ذكرى اخرى أمامها وهي عندما ادخلوها غرفة النوم ذات الضوء الخافت وعليها ذلك السرير الكبير .
تذكرت كيف كانت تنظر للباب العالي ، الذي يدخل بعض الانوار من اسفلة ، عندما فتح فجأة ودخل منه ذلك الرجل الطويل ببدلته السوداء ، والذي جعل ياسمين تشد بيديها على دميتها التي لم تكن تملك صديق غيره وكأنها تستجير بها من الخطر القادم ، ثم تذكرت طيبه واخلاق نوار ، الذي مسح على رأسها بيدية مستذكرا قول الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
" وأما اليتيم فلا تقهر " صدق الله العظيم
وهنا انفجر الدمع بعينيها وكانما فاض الاناء ، وانكبت تبكي على طرف طاولة مكتبها ، حرقة والم ....
الى ان رن الهاتف من جديد ........
يتبع ......
اخواني تشجيعكم يدفعني للكتابة والابداع ، التفاعل هو كل ما اطلبه منكم ، مقابل كتابتي لكم
الكاتب والشاعر ضياء عسود
احييكم .......
YOU ARE READING
الجاحدة .....
Romanceملحمة رومنسية ، قصة متخيلة لطفلة في الثانية عشرة من عمرها تجد نفسها فجأة في أحضان رجل ثلاثيني ، كزوجة ولكن المفاجئة كانت تعامل ذلك الرجل مع تلك الطفلة التي تزوجت ولا تزال تمسك بدميتها التي لم تعرف من الحياة صديق غيرها....
12-هاتف ينبش الذكريات
Start from the beginning