12-هاتف ينبش الذكريات

Start from the beginning
                                    

للأسف ، قد يكون المتصل ملّ الانتظار ، او ان الخط الهاتفي قد انقطع

زاد الاحباط ، وبكل حزن اخرجت زفير طويل مليئة بالحزن واستلقت على كرسي مكتبها وكل آلم الكون يملئها ، اعادت رأسها الى الخلف واغلقت عينيها الذابلتين ، لتتذكر نوار  تناثرت امامها شظايا ذكريات ليلتها الاولى مع نوار ، عندما كانت طفلة تذكرت زوجه والدها وكيف كانت تضربها بعنف ، وتذكرت صفاء خالة نوار ، عندما جاءت لطلب يدها من زوجة ابيها التى كانت تريد التخلص منها لتحصل على منزل والدها المتوفى وتطردها منه ، تذكرت كيف كان مستوى الحوار بين صفاء خالة نوار وبين خالتها زوجة ابيها ، والذي لم تكن تفهمة آن ذاك عندما قالت صفاء لزوجة ابيها

- هل الفتاة بالغة ، ام انها لم تبلغ بعد !

ردت الخالة - اجل بلغت منذ شهرين او ثلاثة ، واذا اردتي ادخلي معها الحمام وتاكدي

ضحكت صفاء وكانها تشتري قطعة ثياب او لعبة
- وكيف سأعرف ان كانت بالغة بالحمام ، هل جننتي يا مريم ؟!

الخالة - لم اقصد هذا ، قصدت ان تدخلي وتتفحصيها ،صحيح ان جسدها صغير وتبدو اصغر من عمرها ولكن جسدها مكتمل ، وتستطيع الزواج والانجاب ايضا ...

وبينما كانت ياسمين تتذكر ، ذلك المشهد المرعب انسلت دمعة حارقة من عينيها تبعه عصر لعينها نتيجة محاولتها اغماضهما بقوة ، علّ المشهد يهرب من مخيلتها ...

وفعلا هرب ذلك المشهد ، ليبدأ مشهد اخر تذكرت عندما حملت لعبتها ، البيضاء وكيف انقلبت خالتها فجأة لكائن طيب عندما ، جاءتها بفستان ابيض وقالت لها

- يا حبيبتي ياسمين ، اليوم احضرت لك هدية هذا الفستان الجميل ، اسمعيني جيدا سوف تغادرين هذا المنزل وسوف تعيشين في مكان اخر جميل ، فقط نفذي الاوامر ، وكل شي يطلب منك قولي حاضر ..

وقتها نظرت ياسمين بعيني خالتها مريم ، وقالت

- اريد لعبتي يا خالتي ، هل استطيع اخذها معي

وهنا عادت مريم ، لطبيعتها الحيوانية وصفعتها على وجهها لتصرخ بعنف

- اي لعبة يا ملعونة ، وماذا تريدين من لعبتك الغبية

بكت ياسمين وتألمت وعندما احست مريم ، ان موضوع اللعبة قد يفشل خططها تنازلت واحضرت اللعبة ل ياسمين وقالت لها

- خذي هذه لعبتك ساعطيكي اياها بشرط .

ردت ياسمين - ما هو !!!

ردت - الان سوف يأتي شيخ بذقن طويل وسوف يقول لك هل تقبلين الزواج من نوار

هزت ياسمين رأسها وكان كل تركيزها على لعبتها بينما تابعت مريم

- قولي اوافق ... فقط قولي اوافق

ردت - من هو نوار يا خالتي !

قالت - انه زوجك يا حمقاء

ردت - ماذا يعني زوجي ، هل هو قريب ابي او امي .

ردت - اخرسي الان والبسي فستانك.....

هزت ياسمين راسها ،كي تطرد تلك اللحظة من مخيلتها ايضا وقد بدا الضيق عليها اكثر ، ولكن بسرعة دلفت ذكرى اخرى أمامها وهي عندما ادخلوها غرفة النوم ذات الضوء الخافت وعليها ذلك السرير الكبير .

تذكرت كيف كانت تنظر للباب العالي ، الذي يدخل بعض الانوار من اسفلة ، عندما فتح فجأة ودخل منه ذلك الرجل الطويل ببدلته السوداء ، والذي جعل ياسمين تشد بيديها على دميتها التي لم تكن تملك صديق غيره وكأنها تستجير بها من الخطر القادم ، ثم تذكرت طيبه واخلاق نوار ، الذي مسح على رأسها بيدية مستذكرا قول الله عز وجل

بسم الله الرحمن الرحيم

" وأما اليتيم فلا تقهر " صدق الله العظيم

وهنا انفجر الدمع بعينيها وكانما فاض الاناء ، وانكبت تبكي على طرف طاولة مكتبها ، حرقة والم ....

الى ان رن الهاتف من جديد ........

يتبع ......

اخواني تشجيعكم يدفعني للكتابة والابداع ، التفاعل هو كل ما اطلبه منكم ، مقابل كتابتي لكم

الكاتب والشاعر ضياء عسود

احييكم .......

الجاحدة .....Where stories live. Discover now